✍ شيرين مراد – كاتبة مصرية:

باتت شبكة الإنترنت وما تحويه في طياتها من مواقع غير ملائمة لمجتمع مسلم محافظ، تشكل خطرا كبيرا على جميع فئاته لاسيما فئة الشباب التي تمثل الشريحة العريضة في لبناته..

وبالتالي لا نستطيع تجاوزها أو التغافل عنها، بعد أن أصبحنا الآن في مجتمع مُعْرض عن مصادر التلقي والتثقيف، ومتجه نحو الشبكة العنكبوتية للبحث والاطلاع على منتديات وهمية قد لا تكون مكانا للثقافة الإيجابية التي تنمي الوعي الفكري المستقيم والقيم الإسلامية النبيلة، مما أدى إلى وجود تأثير ملحوظ للإنترنت على عادة القراءة لدى الشباب، حتى أمست شبكة الإنترنت المصدر الرئيسي لتحصيل المعلومات وترسيخ المبادئ والمعايير، والذي نتج عنها الوقوع في أوحال الأمراض النفسية المتشعبة.

فالإنترنت أصبح واقعا مفروضا ليس من الصواب تجاهله أو التغافل عنه. إننا أصبحنا الآن أمام شبكة نجوب عبرها الأرض طولا وعرضا، ونشاهد من خلالها ونقرأ ونتحدث مع من نعرفه ومن لا نعرفه.

فهل نحسن استعمال هذه الوسيلة العلمية بما يخدم الإسلام ويرفع من القيم الإيمانية لدى الشباب المسلم بما يواكب العصر؟

لقد تأثر شبابنا بمواقع التواصل الاجتماعي، إذ نجد أغلب الشباب يجلسون على هواتفهم النقالة الساعات الطوال؛ لا يشعرون بمرور الوقت الضائع من يومهم، وبعضهم لا ينتبه لأداء الواجبات الملقاة على عاتقه من تكاليف وأعمال دينية ودنيوية.

لقد أضحى شباب اليوم مولعا بالإنترنت مفتونا به دون كلل أو ملل، بما يوجب علينا إمعان النظر في أمرهم، والالتفات لتلك الفاجعة التي يمكنها بكل سهولة زعزعة العقائد وإهدار الأخلاق.

لذا وجب على أصحاب الهمم العالية والأفكار الوضاءة التحفيز على نشر المواقع الهادفة إلى توعية الشباب، وذلك من خلال نشر الوعي الفكرى الناضج، بالإضافة إلى توضيح مزايا وعيوب استخدام تلك الشبكات، وما تتركه من أثر سلبي على عقيدتنا وقيمنا، وتوضيح كيفية التعامل الأمثل مع هذه التكنولوجيا، حتى لا تذوب عقائدنا وتتلاشى قيمنا وعاداتنا الأصيلة.

فيجب قيام كلٍ بدوره المنوط به، عن طريق كشف سلبيات وخفايا تلك المواقع الهدامة، والرد عليها ردا علميا مصحوبا بالأدلة المقنعة، لتفادي خطرها أو للابتعاد عنها كلية، مع إيجاد البديل الأمثل المغني النافع.

 

 

• النقود في التاريخ الإسلامي
• تعلم اللغة العربية عند أبناء ...
• "أبراج الكويت".. نحو قائمة التراث ...
• "القرقيعان".. حصاد الخيـر فـي شهر ...
• "بعدانية"