✍ سعيد المحثوثي :

ولج المقهى الصغير في إحدى حواري ريودي جانيرو حيث الشاي والقهـوة وربما الكاكاو وجوز الهند وأشياء أخرى يقبل عليها زبائن هذا المقهى الشعبي بحبٍّ مصحوب بشراهة عمياء !!

بتلهف .. أخذ في تناول القهـوة السـاخنة حيث يسميها بعض النزلاء في هذا المكان بالشاي العربي وهي لا تشبه شاي العرب ولا قهوتهم أيضاً !!

الزبون البرازيلي ذو الأصول العربية أمسك بكوب القهوة بشدة وكأن أحدهم سينتزعه منه وأخذ يضرب بكفه اليسرى حواف الطاولة الخشبية تجاهه في استغراب ٍ شديد ٍ من جموع الحاضرين !!

لم يكمل شرب قهوته .. أخذ أمتعته وقرر الخروج من هذا المكان الذي اعتاد ارتياده كل مساء !!

ثمـة شخصٌ بأقصى المكان .. قبالة البرازيلي العربي ينفخ في سيجارته ولا يدع هذا الغليون يفـارق شفتيه إلا نادراً ودائماً ما يمسح بإحدى كفيه وجهه باستمرار .. لاتفسير لذلك .. ربما عفوياً .

خرج البرازيلي العربي من هذا المقهى الشعبي المتواضع وهو يتمتم بسخط ..

ربما رجع كثيراً إلى الوراء حيث الكثير من المــواقف المصحــوبة بالأتراح والأحــزان والتي لا يريدها أن تغزو ذاكرته من جديد !!

ليس ذلك ما أعاده إلى جحيم ذكرياته بل الغليون وصاحبه ... أو بالأصح رائحة الغليون هي من دفعته نحو سحيق ذكرياته التي يلفها الغموض !!

 

 

• النقود في التاريخ الإسلامي
• تعلم اللغة العربية عند أبناء ...
• "أبراج الكويت".. نحو قائمة التراث ...
• "القرقيعان".. حصاد الخيـر فـي شهر ...
• "بعدانية"