الجمعة، 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

44 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

2693 2693

جدرانها وأزقتها تتنفس شواهد قرون وحضارات وتاريخ متجدد

سوق صنعاء من أبرز ملامح المدينة العتيقة وضاعف شهرته توسطه طريق الحجيج

تبقى المدينة شاهدة على حضارة عربية إسلامية أصيلة تمزج الفن والجمال المعماري

صنعاء - مياسة النخلاني :

المدن القديمة (التاريخية) ماهي إلا أيقونة روحيه تتيح لنا التسرب عبر جدرانها وأزقتها إلى عهود و قرون غابرة؛ ينقضي الزمن وتزول الأمم لكن تبقى هي خير شاهد وقاص على ما كان يوما ما حضارة تتنفس المجد في مشارق الأرض ومغاربها، تحتفظ الزوايا بالأمجاد والقيم العالقة آثارها بين شقوقها وزخارفها العتيقة، لنتنفس بدورنا من خلالها هبات النسائم العتيقة المسافرة عبر الزمن من ماضِ لم يزل نابضًا بشواهده الواقفة بشموخ وسط ضد طوفان التجديد والحداثة...

صنعاء القديمة هي إحدى تلك الأيقونات الأكثر تميزا و التي تُسبِّح الروح على ضفاف نسيجها العتيق لترتحل عبرها إلى دهاليز الزمن الغابر، حيث الأصوات الممزوجة بعبق التوابل ونكهة معاصر زيت السمسم البدائية، وصليل النحاس والفضة العالقة في بريق العقيق اليماني، المنعكس على جدران الآجور الأحمر المزخرف بالنقوش الجسية التي تحيط بها حزام نابض بزقزقة عصافير تتخذ شقوقها المزدانة أعشاشًا لصغارها المغردة على نوافذ مطعمة بالزجاج الذي حاك ألوانه من نسيج أشعة الشمس الشارقة والغاربة عليها، فتعكس ألوانها البراقة صدى صوت الآذان القادم من المآذن العتيقة، والتي تقف بدورها شامخة محاطة بسحب دافئة من البخار المتسرب من شقوق جدران ونوافذ الحمامات العربية بنكهة تركية... إنها صنعاء، حيث تشدو البلابل بأغنية استقت كلماتها من عهود الماضي تهدهد بها مدينة ترقد بسلام متحصِّنة بأسوارها المنيعة.

نتيجة بحث الصور عن صنعاء القديمة

عبر الزمن

إذا كنت أيها القارئ الكريم تريد أن تنقش في قلبك ذكرى لا تُنسى من صنعاء المدينة، فعليك أن تدخلها من باب اليمن الذي يقع في الناحية الجنوبية، البوابة العتيقة ، فما إن تضع قدميك داخل السور حتى تقف مشدوهًا أمام الانتقال المفاجئ الذي حدث، فداخل السور غير خارجه، أول شعور سيتبادر إلى ذهنك أنك انتقلت عبر الزمن إلى عقود ماضية، فكل شيء داخل الأسوار مختلف وتقليديّ إلى أبعد حد، سواء في البناء أو المحيط أو الناس بلباسهم ولهجتهم الصنعانية الأصيلة.

بمجرد تجاوز الساحة الصغيرة إلى داخل السوق الرئيسي في المدينة ذي الممر الضيق والدكاكين الصغيرة موزعة على يمين ويسار السائر ببساطة وانسجام يحاكي انسجام وتناسق المدينة التاريخية التي تقع خلفه، حيث الباعة كلهم يرتدون الزي الصنعاني التقليدي وتحمل وجوههم سنحة أهل المدينة المميزة بلبسهم التقليدي وعيونهم العسلية وبشرتهم البيضاء المشوبة ببعض الحمرة.

تنتقل العيون بين محلات التذكارات التاريخية والعقيق اليماني، الجنابي والخناجر اليمانية، الزبيب واللوز والبهارات والملح، وفي الركن هناك ما يشبه النفق أو السرداب شبه المعتم، حيث جمل يقوم بتحرك معصرة بدائية لاستخلاص زيتي السمسم والترتر الذين يستخدمان غالبًا للتداوي أو للدهان. تختلط أصوات الباعة بضجيج مرتادي السوق، وفي تلك المساحة الضيقة والازدحام يتفادى المرء التصادم بصعوبة بالغة.

يخرج من كل ذلك إلى حيث اللون الذهبي يغازل العيون، في سوق النحاس، ليقف الزائر مشدوهًا أمام الأواني والأباريق النحاسية التي سيسره أن يزين بها أحد أركان منزله.. يدرك حينها سبب شهرة سوق الملح، أشهر وأقدم أسواق صنعاء القديمة.

نتيجة بحث الصور عن صنعاء القديمة

سوق الملح.. ماضٍ متجدد بنكهة التوابل

يقع السوق في مكان يتوسط قلب صنعاء القديمة شرق السايلة، بين باب اليمن وباب شعوب، ويتألف من عدة أسواق خُصص كل منها لحرفة أو بضاعة مهمة، وهذه الأسواق جميعها يضمها اسم واحد وهو "سوق الملح".

ويعتبر سوق صنعاء من أبرز الملامح التقليدية للمدينة القديمة، وهو من أسواق العرب المشهورة قبل الإسلام. ومما ساهم في تنشيط حركته ورواج تجارته موقع مدينة صنعاء على طريق القوافل التي كانت تحضر أسواق العرب الموسمية قبل الإسلام، إضافة إلى كونه يقع على طريق الحجيج بعد الإسلام، فازدادت أهميته؛ لذلك نجد له وصفًا عند الإخباريين (القرن الخامس الهجري-الحادي عشر الميلادي) في كتاب تاريخ صنعاء للرازي، حيث ذكر وجود (23 سوقًا)، وكان موعد السوق بعد الانتهاء من سوق عدن، فكان العرب يأتونه بعد فراغهم من سوق عدن، ويستمر من منتصف رمضان حتى أواخره، ويأتيه التجار بالقطن والزعفران والأصباغ وغيرها مما لا يوجد في السوق ويشترون منه ما يريدون من القماش والحرير وغيرها مما هو موجود في السوق، ولم تكن الحركة التجارية متروكة لهوى أصحابها؛ بل كان هناك قانون خاص يحدد الصورة التي يمكن التعامل بها في أسواق صنعاء، وأقدم قانون عُثر عليه يعود إلى سنة (1161 هجرية) صدر في عهد الإمام القاسم عبدالله بن المتوكل أحمد، وشمل جميع أنواع التجارة والحرف الرفيعة والوضيعة من بيع وشراء ونقل وحمالة وأجورها، إلى جانب تحديد معدلات الربح والمكاييل والمقاييس والعقاب والثواب.

وفي عام (1763 ميلادية) زار سوق صنعاء "نيبور" ووصف أزقته المتخصصة في بيع مختلف البضائع والمواد، واستطاع أن يحصي أكثر من عشرين نوعًا من العنب.

وقال والترد وستال في كتابه "سوق صنعاء" الذي صدر عام 1979 ميلادية إن خطة السوق الحالية هي نتيجة تغيرات بنائية ومكانية عبر التاريخ وتعكس تلبيته للحاجات المستحدثة.

نتيجة بحث الصور عن صنعاء القديمة

عراقة ونسائم باردة

بعد وقت من التجول وسط الزحام، كل ما يرغب فيه الزائر هو بعض الهدوء؛ لذا ودون شعور ينزلق إلى أحد الأزقة في المدينة، وإن لم يكن للزائر دليل من قانطي المدينة أو العارفين بمداخلها ومخارجها فبكل تأكيد سيجد نفسه في متاهة لا نهاية لها، فكل المباني متشابهة وكل الأزقة والمداخل والمخارج تبدو مثل بعضها، هنا وهناك موزعة الحمامات العربية التي تحاكي حمامات البخار التركية، الجوامع ذات البناء القديم، كل البيوت متعددة الطوابق تصل أحيانًا إلى سبعة طوابق، محاطة بأحزمة مزخرفة من الجس الأبيض ونوافذها تعلوها القمريات الملونة، تتوزع أصص النباتات الصغيرة والزهور على السطوح العالية؛ حيث يقضي السكان أماسي الصيف الحارة، ينعمون بنسائم الليل الباردة، وبطبيعة الحال كل المباني والبيوت لا تزال محافظة على عراقتها، حتى تلك التي حولت إلى فنادق ومقاهي لاجتذاب السياح، فلا تزال كل بيوت صنعاء القديمة شعبية.

نتيجة بحث الصور عن جبل نقم في الطرف الشرقي من مدينة صنعاء القديمة

لمحة تاريخية

لم تكد تمثل صنعاء القديمة سوى مساحة صغيرة من قاع صنعاء الفسيح، الذي يمتد من جبل نقم شرقًا إلى جبل عيبان غربًا، وربما الحصن التاريخي الموجود فوق سفح جبل نقم في الطرف الشرقي من مدينة صنعاء القديمة كان يمثل النواة الأولى للمدينة، وقد عرف فيما بعد باسم "قصر غمدان"، ثم تطورت المدينة وأصبح لها سور دائري وفي وسطها موضع "القليس" قبل الإسلام. ومع مجيء الإسلام استجاب باذان (عامل الفرس على اليمن) مع أهل اليمن لدعوة رسول الله سنة 627 ميلادية ودخلوا في الدين الإسلامي، فعينه رسول الله واليًا على صنعاء، وكانت المدينة القديمة مقر الوالي فبنى الجامع الكبير في السنة السادسة للهجرة؛ لتكتسب ملامح جديدة خاصة عندما دخلها عدد من أصحاب رسول الله ، منهم الصحابي الجليل وبر بن يحنس الأنصاري الذي عُين واليًا على صنعاء.

ظلت صنعاء محافظة على أهميتها، بل أصبحت مركزًا دينيًا وتنويريًا، فزاد اتساعها في العهود الإسلامية المتلاحقة، وبعد أن كانت صنعاء القديمة تقع في الجانب الشرقي من وادي السايلة كمدينة مسورة بها حصن يقع في الطرف الشرقي من المدينة على منطقة مرتفعة تحتها تقع الأسواق والجامع الكبير، اتسع نطاقها الجغرافي بشكل ملحوظ. ومن الفترات التي توسعت فيها مدينة صنعاء عهود كل من الدولة الهمدانية (القرن السادس الهجري-الحادي عشر الميلادي) والدولة الأيوبية (القرن السابع الهجري-الثاني عشر الميلادي)، وينسب تجديد سورها إلى السلطان طغتكين بن أيوب، فأصبحت تضم المباني الهامة من الوجهة التاريخية ذات الطابع الجمالي الخاص والعمراني الفريد.

وفي العهد العثماني الأول (المائة العاشرة للهجرة) بني في شرقها جامع البكيرية وحمام الميدان على الطراز العثماني، وفي جهة الغرب امتدت إلى مجرى السايلة ومد سورها إلى باب السبح، كما أنشئ حي النهرين في غربي المدينة وأقيم على طرفه الجنوبي مقر الحاكم، وعرف ومازال بـ"بستان السلطان"، وكان موضعه قبل ذلك مقابر لعظماء همدان.

وتبقى المدينة شاهدة على حضارة عربية إسلامية أصيلة ذات مستوى فني رفيع مزج بين الفن والجمال المعماري ومستجيبة في الوقت نفسه لحاجات سكانها المادية والروحية. وحتى العصر الحديث، بقيت صنعاء تحافظ على إيقاع مريح في التزاوج بين نسيجها المعماري في حالته التقليدية ومتطلبات الحياة العصرية.

نتيجة بحث الصور عن صنعاء القديمة

اليونسكو والحفاظ على التاريخ

ولأن صنعاء القديمة تمثل استمرارًا مهمًا للقيم الثقافية والتاريخية، ورمزًا لبقائها حية كعاصمة تاريخية لليمن الحديث، فقد صدرت قرارات عديدة تهدف إلى حمايتها من الانهيار، من بينها القرار الصادر في عام 1984 ميلاديًا الخاص بإنشاء لجنة للحفاظ على مدينة صنعاء القديمة وتحسينها، وكان من أهم مهامها العمل على وقف مظاهر التدهور والانهيارات واستعادة حيويتها وجمالها، وتطورت اللجنة إلى هيئة عامة للحفاظ على مدينة صنعاء القديمة، ثم إلى هيئة عامة للحفاظ على المدن التاريخية، حيث تبنت المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) حملة دولية لحماية وتحسين مدينة صنعاء القديمة والحفاظ على معالمها وطابعها المعماري الفريد وتطوير الخدمات وإبراز التراث الحضاري فيها.

اتخذ المؤتمر العام لليونسكو في دورته المنعقدة في بلجراد عام 1980 ميلادية قرارًا يشمل قيام حملة دولية لصيانة مدينة صنعاء القديمة، وشارك في تمويل الحملة عدد من الدول الصديقة. ومن أهداف الحملة أيضًا حماية المدينة والقيام بدراسات عميقة لتراث المدينة وتقاليدها وإعادة المباني الرئيسة فيها، فقد تم ترميم أجزاء من السور الذي تعرض للانهيار، وترميم عدد من المنازل الآيلة للسقوط وترميم باب اليمن كاملًا، واستكمال عمليات الصرف الصحي وترميم السايلة وغيرها، إضافة إلى تنظيم عدد كبير من الندوات والملتقيات العلمية التي قُدِّمت فيها دراسات وأبحاث علمية متخصصة لعدد كبير من الباحثين والمتخصصين المحليين والدوليين وانتهت بالخروج بتوصيات تهدف إلى دعم الحملة الدولية وإنجاح صيانة المدينة.

نتيجة بحث الصور عن صنعاء القديمة

أبية على المعتدين

تعد الأسوار من أساسيات البناء المعماري القديم لجملة من الأسباب، منها ما يتعلق بإكساب المدينة مظهرًا جماليًا خارجيًا، ومنها ما يتصل بالوقوف في وجه متغيرات العوامل الطبيعية كالكوارث من فيضانات وسيول وعواصف، وكذلك حماية المدن عند تعرضها للغزو والعدوان، حيث تعد الأسوار حائطًا دفاعيًا صلدًا للوقوف بثبات في وجه المعتدين وتعزيز الصمود والمقاومة. ولصنعاء المدينة التاريخية سور منيع محيط بها من جميع الجهات الأربع، بدايات هذا السور موغلة في القدم، حيث يتبين أن أول من أقام السور هو الملك السبئي "شعرم أوتر" الذي حكم خلال الربع الأخير من القرن الثاني الميلادي إلى الربع الأول من القرن الثالث الميلادي، حيث أورد مؤرخ اليمن الهمداني في موسوعته كتاب "الإكليل" بأنه هو أول من أحاط صنعاء بحائط، ويؤيد صحة ذلك العثور على نقش خاص بالملك "شعرم أوتر" ذُكرت فيه مدينة صنعاء كالتالي: "جنأ/ صنعاء".

وكلمة "جنأ" في النقوش القديمة المسندية معناها السور، وللسور القديم أربعة أبواب رئيسية على النحو التالي:

باب اليمن: وهو باب ينفذ إلى الجهة الجنوبية (وما كان جنوبًا يسمى يمنًا عند الأقدمين لوقوعه على يمين الكعبة المشرفة). وقد عُرف باب اليمن بأسماء أخرى لم تكتسب شهرة التسمية الأصلية، مثل "باب عدن" و"باب غمدان" و"باب الحرية"، والأخير عقب قيام الثورة اليمنية. ويعد باب اليمن أجمل أبواب المدينة صنعًا وأكثرها عرضًا وترتيبًا، وهو الباب الوحيد المتبقي بصورة سليمة ولم يتعرض للهدم والتخريب كبقية الأبواب الأخرى.

باب شعوب: وهو باب ينفذ إلى حي شعوب في الجهة الشمالية.

باب ستران : وهو باب يؤدي وينفذ إلى الجهة الشرقية تجاه القلعة وجبل نقم، وعُرف باسم آخر هو "باب القصر".

باب السبحة: وهو باب ينفذ إلى الجهة الغربية تجاه الحقل وحي بئر العزب، وسمي أيضًا "باب السبح".

أما الأبواب الأخرى غير الرئيسة فهي باب خزيمة وباب الشقاديف وباب البلقة وباب الروم وباب القاع.

ونظرًا لسماكة ومناعة جدار السور القديم كان سطحه يتسع لتمشي فيه ثمانية خيول مجتمعة، وفقًا لمشاهدة الرحالة الإيطالي "ألوم كوستا" في القرن التاسع هجري. كما توجد ممرات في وسط السور يمكن لفارسين أن يمشيا مجتمعين معًا أثناء التجوال والحراسة، كما استعمل الممر نفسه لمرور عربات المدافع القديمة في حالات الدفاع عن المدينة لحمايتها من العدوان.

مساجد صنعاء

ذكر الرازي في كتابه عن صنعاء أن عدد المساجد في صنعاء القديمة (106)، ولم يبق منها مفتوحًا سوى أربعين مسجدًا، عامرة بالجماعات في الفروض الخمسة، وقد أضيف إلى كل مسجد منها حنفيات للوضوء واختفت في بعض المساجد المطاهير، مثل الجامع الكبير، أما المساجد التي بنيت بعد قيام الثورة والجمهورية وإعادة توحيد اليمن فقد تجاوزت 200 - للجمعة والجماعة - وفيها أجنحة للنساء.

ــــــ

المراجع

•        المركز الوطني للمعلومات

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال