الجمعة، 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

81 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 3931 3931

سماح بادبيان – كاتبة يمنية:

ليس من طقوسي التي اعتدتها أن أكتب منشورًا لكل كتاب أقرأه.. لكني لم أستطع ـ صدقًا ـ أن أتجاوز كتاب العالم والمفكر الكبير وحيد الدين خان.. فمفكر بمثل سعة علمه، وعمق تفكيره، جدير بأن يقف أحدنا أمام اسمه وسيرته - قبل كتابه وكلماته- متأملا ومستقصيًا ومقتديًا.. سيما وأنه مفكر هندي!

إن شبه القارة الهندية قد جادت لنا بكثير من العقول الفذة وبمفكرين وأقلام قل نظيرها يعدل الواحد منهم أمة منا، أمثال الندوي والمودودي ووحيد الدين.. وغيرهم كثير قد لا نعرفهم لكنهم والحق يقال أكثر يقينًا وعمقًا وعلمًا في الدين من كثيرين منا!

(الإسلام يتحدى) كتاب قيم ومهم تميز ببساطة الأسلوب وعمق المعلومة.. ونادرًا ما يتمكن كاتب من الجمع بين الاثنين!

والكاتب عالم معاصر هو الآن في الحادية والتسعين من العمر تقريبًا - حفظه الله وأطال عمره في خدمة الدين- وإنه لمن المؤسف أن يظل هذا العالم والمفكر العظيم بعيدًا عن معارفنا.. بسبب عقدة اللغة وعدم الاهتمام بترجمة كتاباته رغم أهميتها.

وأنت حين تقرأ مؤلفه الشهير "الإسلام يتحدى" والذي ترجم لعدة لغات تجد نفسك أمام قامة علمية جديرة بالاحترام والتقدير، وقد كتبت في وصفه مجلة الأمة القطرية عدد ذو القعدة 1405هجرية ما يلي: "وحيد الدين خان أحد المفكرين المسلمين القلائل الذين جمعوا بين ثقافة العصر في أعمق ظواهرها وأعقد تشعباتها، وبين ثقافة الإسلام الخالدة في أدق خصائصها وأشمل معطياتها، وهي ميزة قلما وجدت بين مثقفي هذا العصر".

وأنا حين أحاول أن ألملم خيوط أفكاري ودقائق ملاحظاتي من قراءتي للكتاب لأدون هذه الخلاصة أعترف بأن القلم تعثر بخيبته.. ووقف لأيام عاجزًا عن أن يلم بخلاصة جامعة تليق بعمق مضمون الكتاب.. فأنى لقلمي الضعيف أن يحوي خلاصة هذا الكم القيم من الفوائد أو يسطر ببساطة علمه ما يمكن أن يحيط بعمق معلوماته.. فكل عبارة هي أثمن من الأخرى وجديرة بأن تقتبس.. وكل باب هو رأس بنفسه.. يليق بأن ينشر كله دون حذف!!

ومع ذلك حاولت أن أستفرغ جهدي وأبذل غاية استطاعتي لعلي ألم ولو بطرفٍ يسير من مضمون كتابه يدفعني لذلك غايتان:

* شعوري بأن الكاتب وكتابه يستحق أن يعرف ويعرف به . من ناحية

* ومن ناحية أخرى لتفشي موضة الإلحاد في بلدنا في صفوف الشباب – خصوصًا - كنتيجة ربما لحالة التقهقر والتخلف التي تعيشها أوطاننا، فراح البعض جهلا أو استكبارًا يبحث عن ما يثبت وجوده وتميزه الثقافي.. وينقذ ذاته من الغرق في محيط التخلف في مجتمعه.. فلم يجد للأسف أمامه إلا قشة الإلحاد فتشبث بها!!

وحتى لا نظلم الجميع ولا يكون حكمنا ظالمًا ومجتزأ.. وبالتالي تصبح معالجاتنا للموضوع خارج نطاق الفائدة فإن البعض قد تأثر تاثرًا حقيقيًا بموجة الشبهات هذه، ولم يجد في قلبه يقينًا أو معرفة تصلح لأن تصمد أمام هذه الموجة الهادمة والتي لا ينحصر مبعثها من المنظمات الخارجية - كما يحاول أن يحصرها البعض - بل من البرامج والكتب والروايات ومواقع التواصل.

ولست أعيب من يبحث عن الحقيقة والاقتناع العقلي.. بدلا من الانتماء الوراثي الذي يجعل الدين هشًا في القلوب - وهذا ربما هو ما جعل مسلمي الهند هم حملة لواء الدفاع عن الدين ضد موجات الإلحاد . كوحيد الدين أو الدكتور ذاكر نايك . فنشأتهم في مجتمع يفيض بالديانات جعلتهم أكثر يقينًا وعمقًا في تلقيهم الدين منا نحن الناشئون في مجتمعات مسلمة وراثيًا، حتى صار الدين ينحسر تلقائيًا عن حياتنا، فلم يبق لكثيرين منا سوى كلمة مثبته في البطاقة الشخصية ما أسهل أن تسقط عند أصغر هبة ريح من الشبهات تمر عليه.

وإنما العيب أن يقرأ في إتجاه واحد من الكتب التي تشكك بالدين وهو لا يكاد يملك أي معرفة دينية يحاكم بها تلك المعلومات التي يقرأها!! والأولى به إن كان باحثًا حقًا عن الحقيقة - كما يدعي أكثرهم - أن يقرأ في ردود العلماء على تلك الشكوك، بل يشاهد مناظرات اليوتيوب للدكتور ذاكر نايك مثلا إن لم يقرأ.. وليس موضوع الإلحاد بجديد، فكتاب "الإسلام يتحدى" مثلا قد صدر باللغة الأردية عام 1966م!

لكنه الإنهزام النفسي أمام الحضارة القوية والمتطورة.. يقول الدكتور عمرو شريف في كتابه (رحلة عقل): "نؤكد عن يقين أن نشأة الإلحاد وإنكار أساسيات النظرة الدينية لم تكن مشكلة علمية على الإطلاق، بل مشكلة نفسية فلسفية!"

وفكرة كتاب (الإسلام يتحدى - مدخل علمي إلى الإيمان) الأساسية هي دحض فكرة الإلحاد وإثبات بطلانها إستدلالا بالعلم، أو بتعبير د.محمد المجذوب: "يتناول الكتاب أهم مشكلات جيل الحضارة الغربية فلا يدع واحدة منها إلا قتلها بحثًا وتقليبًا"

يقول وحيد الدين في كتابه: "لقد كشفت أضواء العلم الحديث عن حقائق الدين، ولم تنجح من أية ناحية في الإساءة إليه . بل إن جميع ما وصل أو سيصل إليه العلم الحديث هو بمثابة تصديق لما سماه الإسلام "بالحقيقة الأخيرة" قبل أربعة عشر قرنا من الزمان: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ).

وقد تناول وحيد الدين خان هذا الموضوع من كل جوانبه في عدة أبواب عمدتها ثلاثة محاور رئيسة حسب تقديري:

1- استعراض حجج وأقوال معارضي الدين.

2- إثبات حقيقة الدين والرد على حجج المعارضين بالأدلة العلمية المفحمة.

3- بيان بطلان طريقة الإستدلال العلمي - التي استخدمت لرد الدين - من العلم نفسه.

يقول وحيد الدين خان في رده على طريقة الاستدلال العلمي القائمة على أن ما يجرب ويشاهد هو ما نؤمن به فقط والتي اعتبرت قضية العصر: (إن قضية العصر الحاضر باطلة لأنها لا تقوم على أسس علمية).

ويستأنف بما يقوض أركان قضية العصر هذه الموجهة ضد الدين: (والذي يطالع العلم الحديث يجد أن أكثر آرائه "تفسير ملاحظات" وأن هذه الآراء لم تجرب مباشرة.. فأي عالم من علماء عصرنا لا يستطيع أن يخطو خطوة دون الاعتماد على ألفاظ مثل "القوة، الطاقة، الطبيعة، قانون الطبيعة" وما إلى ذلك، لكن العلم لا يدري ما القوة والطاقة والطبيعة وقانونها؟ فهو قد صاغ كلمات تعبر عن وقائع معلومة لكي يبين عن علل غير معلومة).

وضرب مثالا على ذلك الجاذبية.. فهي ليست شيئًا مشاهدًا إنما نتيجة ملاحظات أخرى.. أستنتج منها وجود الجاذبية!

(وبهذا لا ينبغي القول إن الدين هو الإيمان بالغيب وبأن العلم هو الإيمان بالملاحظة العلمية فالدين والعلم كلاهما يعتمد على الإيمان بالغيب!)

وبعد هذه الجولة المختصرة في ثنايا هذا الكتاب القيم، والتي لا تفيه - ولا ريب عندي في ذلك – حقه، ولا تلم بمضمونه كما ينبغي.. لا يسعني إلا أن أعترف بما اعترف به العالم الفذ والمفكر العظيم وحيد الدين خان: (لا بأس من الاعتراف بأن هذه الأدلة لن تقنع بعض الناس فإن أبواب عقولهم المادية موصدة دون أي كلام - مهما يكن علميًا - عن الإله أو الدين، ومن المؤكد أن موقفهم هذا ليس لأن استدلالنا ضعيف، وإنما هو راجع إلى تعصبهم المقيت ضد الأفكار الدينية. ولقد صدق العالم البريطاني العظيم في كتابه الشهير "عالم الأسرار" حين قال في كتابه هذا: "إن في عقولنا الجديدة تعصبًا يرجح التفسير المادي للحقائق!")

ولا يسعني في الأخير إلا أن أستعير كلمات د.محمد المجذوب في كتابه علماء ومفكرون عرفتهم ج3 في معرض ذكره لوحيد الدين خان: "لقد كانت فرصة ماتعة لعقلي وقلبي تلك الساعات التي خلوت بها إلى كتاب (الإسلام يتحدى) فما أن فرغت من مطالعة صفحاته المقاربة للمائتين حتى شعرت بالشوق يدفعني للعودة إليه مرة ومرات".

 

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال