الأربعاء، 15 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

199 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 13920823 1196656623718483 4657703718774483139 n

القاهرة- محمد نصر ليله:

يقف الحكم ممسكاً صافرته، ينفخ فيها بكل قوته، يسمع صَوت الصافرة كل المتسابقين، وتنطلق المنافسة، يتسابق المتسابقون ويتبارز المتبارزون وما فاز إلا المُجِدُّون والمجتهدون، وهؤلاء همُ المُثابرون المجتهدون!

في الألعاب الدنيوية يبذل كل الأطراف ما في وسعهم حتى يصل كلٌ منهم إلى النهاية فائزًا، وفي مواسم التخفيضات والعروض الموسمية يتزاحم الناس على منافذ البيع وأماكن العروض، ولكن: احتمال الخسارة أو عدم الفوز كبير ويعتمد بالدرجة الأولى على الجهد والعمل الظاهر.

هكذا الدنيا، هكذا حُكَّام المسابقات البشرية، هكذا مديرو العروض والتخفيضات الموسمية.

لكن، عند ملك الملوك، كلُّ الساعين إليه فائزون، وكل المُجدين حائزون للدرجات طالما سلكوا سبيل التوحيد به إليه. وتنطلق مواسم الخيرات، ومضاعفة الحسنات، وزيادة الدرجات.

نعيش في هذه الأيام في موسم للطاعات، وفير الدرجات: "الأيام العشْر".

عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه. قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد؛ إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء".

وقال رب العزة في كتابه في مطلع سورة الفجر "وَالْفَجْرِ (١) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢)". أقسم الله عز وجل بليالي الأيام العشر الأُوَل من شهر ذي الحجة؛ لشرفها ولفضلها. فاستشعر أخي القارئ الكريم شرف هذه الأيام وفضلها التي أقسم الله بها في كتابه المُطَهَّر.

أما أبواب الخير فهي أكثر من أن تُحصى عددًا أو تُوجز إيجازًا؛ لذا على كل مسلم أن يتحرى كل عمل صالح يُعلي درجته أو يَحُطّ خطيئته فيعمله، وينشط فيه ويُجد في ذلك تمام الجِد.

وإنَّ أبواب الخير على قسمين:

١- خيرٌ يعود نفعه على الأمة عامة بما فيها فاعِلُه.

٢- خيرٌ يعود نفعه على صاحبه خاصة.

[ ١ ] - أما الخير الذي نفعُهُ يعود على كل الأمة فمنه أبواب كثيرة؛ أعم هذه الأبواب وأشملها ويندرج تحته كل أبواب الخير "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

قال الله تعالى: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ"- آل عمران (١١٠) ، فإن الله عز وجل بَيَّنَ لنا أن خير أمة الأمة المحمدية؛ لتُحقق خيريتها اشتملت على خصائص:

أ‌- تؤمن بالله.

ب‌- تأمر بالمعروف.

جـ- تنهى عن المنكر.

لذا؛ قال الله عز وجل: "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" آل عمران (١٠٤).

فكان الأمر واجبًا وحتمًا لازمًا على الأمة المحمدية أن تتصدى لهذا الأمر. قال الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: المقصود من هذه الآية أن تكون الأمة مُتَصَدِّيَة لهذا الشأن، وإنْ كان ذلك واجبًا على كل فرد من الأمة بِحَسَبِه، كما ثبت في صحيح مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان". (٢)

وأوضح الله عز وجل سبيل الدعوة وطريقها فقال: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ".

فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى سبيل الله عز و جل أعمالٌ متلازمة ونتائجها تعود على المجتمع ككل، وإلا لما كانت واجبة على الأمة كلها!

ومن أبواب الخير العامة أيضًا إصلاح ذات بين المسلمين:

قال الله عز وجل في أول آية من سورة الأنفال: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"؛ فأمر الله عز وجل المؤمنين بترك التنازع والخصام، ووجههم إلى إصلاح ذات بينهم.

وكذلك أمرنا ربُّ العزة عند ظهور التنازع والقتال بين المسلمين فقال في كتابه: "وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ".

وعلَّمنا الله عز و وجل سُبل حل النزاع بين المسلمين فقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا"- النساء (٥٩).

وحذرنا الله عز وجل من عاقبة التنازع فقال: "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"- الأنفال (٤٦).

ومما سبق من آيات الرحمن وكلماته فإنه تجلى لكم أن إصلاح ذات بين المسلمين قُربة من خير القُربات إلى الله عز وجل، وأثرها لا ينحصر على صاحبها الذي اجتهد وأصلح بين المسلمين وحسب؛ وإنما أثرها يتزايد دائرة عمله إلى أن يصل إلى أوسع نطاق له في الدنيا والآخرة.

[٢] أما الخير المخصوص نفعه على صاحبه فهو باب أيضًا ليس بضيق، إنما يسع أعمالًا عديدة؛ منها على سبيل المثال لا الحصر:

1. الصيام؛ للحديث القدسي "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به".

2. تلاوة كتاب الله عز وجل والصلاة و ذكر الله. والذكر باب واسع يشمل تحته عبادات كثيرة؛ وإنما ذكرتُه مع الصلاة في عنوان واحد لقول الله عز وجل: "اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ"- العنكبوت (٤٥).

3. التكبير والتلبية والإكثار من الدعاء.

4. الإنفاق في سبيل الله، صلة الرحم، إطعام الطعام، إفشاء السلام، قضاء حوائج المسلمين، الدفاع عن المستضعفين... إلخ

إن أبواب الخير وأعماله لا تعد ولا تحصى، وإن أبواب السماء مفتوحة بالبركات تنهمر، وإن الرحمات تتنزل من عند الله على عباده لا تتوقف؛ فاسعوا في سبيل الفوز، ولا تتوانَ أخي الكريم عن بذل الجهد لتفوز بالباقية، ولنعم الفوز؛ وإنَّهُ لَخَيرُ رِبح أن يكون الجزاء رضا الرحمن والفوز بالغفران والعتق من النيران.

فأي المسابقتين تُحبُّ أن تكون فيها من الفائزين؟!

فاجتهد في موسم الطاعات واستثمر العشر المباركات، وتخير لنفسك خير الأعمال وكُن أنت فيها أول الفائزين.

وكل عامٍ وأنتم بخير

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال