الأربعاء، 15 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

52 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

hona 20161156 4

جدة – شهاب غنيم:shehaaab

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد..

يثور في ذهني منذ فترة كبيرة، من خلال احتكاكي بالكثير من الكوادر الرسالية في مجتمعنا هذا ومحاولات الإصلاح المجتمعي المستمرة نموذج لاحظت تكراره في كثير من المؤسسات والفرق التي تعمل في المجال الخدمي والتعليمي الأكاديمي وغيره؛ هو شخصية المتشبع بما ليس فيه.

وهذا النموذج موجود بكثرة للأسف الشديد في مجتمعاتنا التي تعاني من كثير من السلبيات. ولا أظن أنه سيختلف معي على هذه الظاهرة عاقل أبداً.

فأجد في المؤسسات التعليمية الكثير من المدرسين الذين لا يحسنون أداء العملية التعليمية وفق معايير الجودة العالمية الحديثة، وأيضاً في وسط الدعاة الذين يمارسون العملية الدعوية لصناعة الوعي عند المسلمين وشرح الدين لهم.

وأيضاً أجد في الوسط الخاص بي في مجال التدريب الكثير والكثير ممن يمارسون العملية التدريبة وليس عندهم أدنى مستوى من العلم ولا الدراية بأسس ومعايير الجودة التدريبية.

وفي وسط المثقفين والكُتّاب والنخب السياسية والأطباء والمهندسين والكثير من فئات المجتمع التي إذا حاولت مقارنتها بأمثالها في الدول المتقدمة ستجد أن الفجوة كبيرة جداً جداً من حيث الكفاءات والإتقان المهني.

وفي الوسط الإعلامي أيضاً أجد نماذج كثيرة جداً من مقدمي البرامج وما يسمى "التوك شو" لا يجيدون التحدث ولا إدارة الحوار بشكل محايد، ولا توجد أي مهارات مهنية بالنسبة إليهم كإعلاميين، وأسأل نفسي هذا السؤال الذي يطاردني بين الحين والحين: ما هي المؤهلات التي كانت سببًا في وصول هذه النماذج الموجودة في الإعلام والتي تصنع وعي المجتمع بنسبة كبيرة شئنا أم أبينا؟ بالفعل هي تمارس هذا الدور وتشكل نسبة كبيرة من وعي المجتمع.

أيضاً في الأعمال الدرامية الحالية التي امتلأت بالألفاظ الخارجة التي لا تدل على وجود أي رسالة سامية كما يزعمون ذلك ليل نهار، ما أدى إلى انصراف الكثير من الأطفال والشباب إلى متابعة الأعمال الغربية التي تمتاز بالاحترافية في الصناعة ولها قوة كبيرة جداً في التأثير وصناعة الوعي عندنا في الأطفال والشباب والنساء الذين يغلب عليهم الجلوس أمام "صندوق الدنيا" كما نطلق عليه في مصرنا الحبيبة.

وهناك الكثير والكثير من الأشياء التي عمت بها البلوى ولكن تطوى ولا تروي.

فأسأل نفسي وحضراتكم: هل وجود نماذج بشرية مؤثرة في المجتمع مثل هذه التي ذكرت تقع المسؤولية عليهم كأشخاص بشكل فردي فقط أم هذا الواقع نتيجة لنظام أنتج هذه النماذج؟

فلا يقول لي أحد إن الجاني هو الإنسان نفسه وفقط، فقد نتفق نسبياً على هذه النقطة؛ لكن أن يكون الأمر بشكل مطلق فهذا ظلم وافتراء، فلكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، فلا يستقيم أبداً أن أعمل على تنشئة جيل بطريقة خطأ ثم أطالبه فجأة بأن يعمل بشكل صحيح؛ فالأب الذي اشتكى ابنه للنبي صلى الله عليه وسلم كان رد النبي عليه بأنه قال له: "عققته قبل أن يعقك".

والكثير من شبابنا يعاني من الصراعات النفسية وتوجد حالات صعبة جداً تكاد تصل إلى المرض النفسي بسبب هذه الظواهر.

والتساؤل حول الأمر بأن المشكلة فيه هو فقط أم أن هناك حلقة مفقودة يبحث عنها كل فرد حتى لا يصل في نهاية الأمر ويصبح متشبعًا بما ليس فيه، كما يطلق هذا المصطلح على الكثير من النماذج الموجودة في المجتمع!

أرى، والله أعلم، أن الأمر فيه نسب متفاوتة بين كون الإنسان ضحية وجانيًا؛ فكل منا لديه نسبة معينة على حسب ظلمه لنفسه وتقصيره تجاهها، وأيضاً هو ضحية بنسب معينة في نفس الوقت نتيجة لظلم الآخرين له ممن أثروا على حياته وتفكيره بالسلب، من أب وأم ومدرس في المدرسة وشيخ في مكتب التحفيظ ومدرب في النادي وصديق وزميل وأقارب؛ فأرجو أن نكتفي من الترديد لأنفسنا وغيرنا بهذه الحيلة السلبية التي نبرر بها تخلف المجتمعات أنها مشكلة حاكم وفقط، أو مشكلة شعب وفقط؛ إنما هي مشكلة منظومة متكاملة تؤثر وتتأثر وينتج في النهاية هذا الواقع الملموس عند الكثير منا ولاحول ولا قوة إلا بالله.

فالأمر في البداية والنهاية يحتاج أن نتفق على أن كل شخص منا عليه واجبات وله حقوق؛ فالتقصير في الواجبات يؤدي إلى التأثير على الحقوق المكتسبة والعكس صحيح.

ولا بد أن نعترف أن الجميع بلا استثناء داخل المجتمع في سفينة واحدة؛ إن سعى البعض إلى إغراقها فسيغرق الجميع، الصالح والطالح الفاسد والمصلح.

فعلينا جميعاً أن نحاول التخلص من الأحادية في التفكير وندرك أننا بتفكيرنا وكلامنا وتصرفاتنا في هذا المجتمع مهما صغرت لها تأثير، سواء بالسلب أو بالإيجاب، على المجتمع من حيث ظاهرة التقدم أو التخلف.

نسأل الله أن يجعل في كلامنا الأثر إن كان فيه خيراً والله الموفق وعليه التكلان.

التعليقات   

+1 #3 احمد هيكل 2018-12-13 07:41
مقال ممتاز فيه تلخيص لحال المجتمع و مش عارف ليه اول ما اطلعت عليه قفز في ذهني الحديث الشريف اذا اسند الامر لغير اهله ف انتظر الساعه ممكن لان واحدة من مشاكل مجتمعنا هي الواسطة
اقتباس
+2 #2 عادل عيسى زيدان 2016-09-05 15:13
بارك الله فيك عزيزي الكاتب فهذه القضية هي قضية العصر بالنسبة لمجتمعاتنا العربية مقارنة بالمجتمعات الغربية والمتقدمة ،وهذه الفجوة الكبيرة تحتاج وقفة في بناء شخصية كل فرد بالمجتمع مهنيا وثقافيا وعلميا وأدبيا حتى نستطيع اللحاق بركب التقدم في شتى المجالات
اقتباس
+2 #1 Hosam Elsayed 2016-09-05 13:23
مقال رائع ، وتحليل سائغ ، جزاك الله خيرا
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال