السبت، 27 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

121 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 2015 635851062051177659 117

القاهرة – محمد نصر ليله:

منذ أربعة أعوام مضت، في قطار الأنفاق (المترو)، داخل إحدى العواصم العربية الكبرى، دقَّ ناقوس الخطر، حدث ما يستدعي الانتباه، حدث ما يستوجب استشعار الخطر!

فمن إحدى المحطات استقل القطار ثلاث فتيات وثلاثة أولاد، يلبسون الزيّ المدرسي لإحدى المدارس الخاصة الشهيرة التي تُدرس المناهج التعليمية الغربية، أعمارهم لا تتجاوز السادسة عشر، ثم سُمعت القهقهات والضحكات المائعة والألفاظ البذيئة والحركات والإشارات القبيحة!

سَرَتْ قشعريرة باردة في أنحاء جسدي، أحسستُ ببرودتها في رأسي، أردتُ نصحهم فأعرضوا؛ رد الأولاد كلامي بقولهم: "هذا ليس من شأنك"!

أما الفتيات فلم يكنْ حالُهُنَّ خيراً من الفتيان، أعرضن واعترضن على نصيحتي. كان جسدي بالفعل يرتجف من هذا المشهد الذي لم أعتد رؤيته في قريتي الصغيرة التي لا زال فيها (بعض) قِيم الأخلاق ومبادئ الأدب وقواعد الشرع، كان ما كان من مشهد لا يوصف إلا أنه انحلال وسقوط خطير إلى الهاوية!

ومن أشد ما أصابني الحَزَن وأصاب صدري بسببه الضيق ما سمعتُه من إجابة من أحدهم حينما سألتُه مستنكراً فعله ومرققاً لقلبه ومُذَكراً إياه بسوء عاقبة فِعله: أتريد أن ترى ذلك في ابنتك؟!

كان جوابهُ صادماً، جواباً لا يعني إلا أن السقوط في الهاوية كان حتماً لازماً؛ بل إن السقوط قد حدث بالفعل، قال ساخراً من كلامي وهو مقتضب الوجه ليُسرع بإنهاء حواري معه ليتفرغ للمرح مع الفتيات اللاتي معه: "أنا أريدهم أن يصاحبوا الشباب، أنا أريدهم هكذا، فلا تتدخل فيما لا يعنيك".

حال الفتيات اللاتي يُفترض أنهن (قوارير) لم يكن أفضل من حال ذلك الشاب المُعاند، الغافل عن سوء عاقبة فِعله. حالهن يُنبئ بأن ذلك المرض الفيروسي الأخلاقي قد استشرى في عروقهم جميعاً؛ بل وينتقل إلى غيرهم بسرعة!

ردت فتاة منهن على نصيحتي بالسخرية مني واعتبار ذلك تطرفاً فكرياً وتعدياً على قيم الحرية والليبرالية، قالت إن ما أقوله ناتج عن اتباعي واعتناقي لمعتقدات منحرفة ومتشددة!

رغم أن عمرها لم يتجاوز السادسة عشر آن ذاك؛ إلا أن عقلها مُلئ بشِرار الأفكار وسوء الظنون عن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر!

في أول محطة بعد ذلك الحديث نزلت الفتيات من القطار بعد همهمات من الناس المشتملة على نظرات الاحتقار لهنّ، وبقي في القطار الفتيان الثلاثة الذين انتقلوا إلى مرحلة أسوأ؛ قام أحدهم بتشغيل الموسيقى الشعبية على جواله، ثم شرع في الرقص الفاحش في أحد جوانب عربة القطار، ثم انتقل الرقص إلى وسط العربة مجاهراً بقبيح فعله، ثم اختلف الحديث بيني وبينه إلى أن نفى الفتى رجولته؛ وذلك استنكاراً لقولي "لا يرقص الرجال"، حينها قام رجل (نصراني) من مقعده وأوداجه منتفخة ووجهه محتقن من سوء هذه المشاهد فلطم الفتى على وجهه لطمة غاضبة وهو يقول: "أتقول لستَ برجل، تعالى لأُعلمك كيف تكون رجلاً"!

فبكى الفتى الذي اصطنع الرجولة منذ دقائق ونزل أول محطة تالية!

يا سادة إنها الهاوية..

إن المجتمعات الإسلامية الآن في أخطر مراحلها على الإطلاق، لا أقصد المراحل المتعلقة بالسياسة ولا الحكم ولا الاقتصاد، وإن كان فيها أزمات؛ لكن ما أقصده هو أخطر المراحل الأخلاقية والدينية والثقافية: تفكك وانحلال عن روابط الدين وعُرَاهُ عُروة عروة!

سقوط إلى الهاوية ليس مرتبطاً بضيق ذات اليد ولا يرتبط بمستوى علمي معين؛ بل يرتبط بالشخص نفسه والمجتمع بكامله!

إن الانحلال الأخلاقي الذي صار ظاهرة مجتمعية تستحق الانتباه ويلزم علاج أساسه كان من الداخل، من داخل البيوت المسلمة والعربية؛ فإنه مع فقدان المرأة المعنى الحقيقي لكونها امرأة وتجاهل الرجال لما تستوجبه الرجولة من مسؤولية تربوية وإرشادية أثَّرَ أعمق الأثر على الدور الكلي والمجموع الكامل لأخلاقيات المجتمع المسلم.

أصل المشكلة ليس مقتصراً على تقصير أرباب البيت في أدوارهم وحسب، ولكنه يشتمل أيضاً على ضعف دور المسجد وضعف المؤهلات العلمية والتربوية للداعية المسلم، ذلك الضعف الذي لازال يتعمق أثره يوماً بعد يوم!

ذلك الانهيار الكامل للمجتمع وثقافته الدينية والأدبية الأخلاقية نتيجة من نواتج انحراف المسارات الإعلامية التثقيفية لتأخذ بعقول المشاهدين إلى قاع الفكر والثقافة!

إن حديثي ليس بقصة نحكيها لنجتمع على "مصمصة الشفاه" تحسراً على المجتمع، وإنما هو إظهار وكشف لحجاب الحقيقة التي يتجاهلها أرباب وسادة المجتمع من مسؤولين حكوميين أو مدنيين أو شرعيين، إن إنذار الخطر هذا يهدد كل الثوابت المجتمعية، وإن لم تفيقوا وتردعوا المجرمين في حق المجتمع وتعظوا الجاهلين أن يكونوا أداة في يد عملاء الشيطان!

وفي الغد القريب إن لم نُسعف مجتمعنا وأفراده سيموت لنجد بديلاً عنه "زومبي" يُهلك في المجتمع، ظاهره الحياة وباطنه الموت!

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال