السبت، 27 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

49 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 summerkeadingo00

د.سعيد الغامدي: 3 ضوابط لاستفادة الإنسان من وقت فراغه

د.جميل عباس: حفِّزوا أبناءكم على تنشيط الذهن والتفكير بتطبيق ما درسوه نظريًا

مجدي السيد: علِّموهم زيارة الفقراء والأيتام ليعلموا أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة

د.دعاء راجح: عزِّزوا الصحة النفسية لأبنائكم واكتشفوا مواهبهم ونمُّوها وقوِّموا أخطاءهم

د.عبدالرحمن حماد: علِّم ابنك كيف يحمي نفسه من ضغوطات أصدقاء السوء

د.الجزولي: اغتنموا العطلة في تنمية المواهب والترفيه وتطوير الذات

القاهرة- مصعب ناصر:

أمة الإسلام لا تعرف "العطلة"؛ بل تهدف دائمًا إلى العمل والإنتاج وخدمة البشرية، وتحرص على وقتها أيما حرص. أمة منها الوزير ابن هبيرة (شيخ الإمام ابن الجوزي) الذي قال يومًا: "والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيعُ"، ومنها حفصة بنت سيرين (التابعية الثقة الحجة) القائلة: "يا معشر الشباب اعملوا فإني رأيت العمل في الشباب هو القوة"، ومنها الحسن البصري التابعي الذي أدرك أقوامًا "كان أحدهم أشحّ على عمره منه على درهمه!"؛ أي كانوا يحرصون على الوقت أكثر من حرصهم على الدرهم والدينار. لذلك ما أحوجنا في ختام عام دراسي وبداية عطلة عن الدراسة النظامية تمتد عدة أشهر إلى أن نغتنم كل لحظة فيها لإنجاز كثير من الأعمال وتحصيل أكبر قدر من الفوائد، سواء على مستوى الفرد أو الأسرة أو المجتمع ككل.. مزيد من التفاصيل في ثنايا هذا التحقيق.

"الأصل في حياة أي مسلم العمل وليس التعطيل".. بهذه الكلمات بدأ حديثه د.سعيد بن ناصر الغامدي، مشرف وحدة البحث العلمي بكلية الشريعة وأصول الدين جامعة الملك خالد بأبها سابقًا، موضحًا أن العطالة أخت البطالة، وتنتج الكساد والفساد. والنفس إن لم يشغلها الإنسان بالحق شغلته بالباطل.

وأضاف: يمكن أن نسمي التوقف عن الدراسة في بعض الأوقات "إجازة" يستجم فيها الإنسان بعد طول جهد وعمل؛ ومعنى ذلك أن يشغل وقته بأمر مريح نافع وليس بالتسكع وقتل الوقت وممارسة الكسل. فمما يؤسف له أن هناك من لديهم الكسل أحلى من العسل، وهذا الصنف الذي يضيع أوقاته بلا فائدة تجده يتقلب في التراخي والترهل وإضاعة العمر فيما لا نفع فيه؛ حتى يصل بعضهم إلى درجة يريد الراحة من عناء الراحة.

وتابع الغامدي: لا شك أن هذا السلوك مضاد لهدي الإسلام الذي جعل الوقت أغلى من كل ثمن ووزنه أثقل من كل وزن؛ وذلك لسبب بسيط جدًا: أن الوقت هو الحياة، وكلما ذهب يوم ذهب جزءٌ من حياة الإنسان واقترب إلى الأجل؛ فلا فكاك عند المسلم الحق بين الوقت والإفادة والاستفادة، وحتى وقت الاستجمام والنزهة هو وقت استفادة ممزوجة بالمتعة المباحة لتصقل النفس وتزيد من شحنها بالإيجاب المثمر.

أما كيفية الاستفادة فتعتمد على مدى احترام الإنسان لوقته (الذي هو عمره) ومدى وعيه وعلو همته؛ هذه الأمور الثلاثة كلما اكتملت في إنسان حقق أقصى استفادة من وقت الإجازة، وبمقدار نقصها يكون نقص الاستفادة، "وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا".. وهكذا ينبغي ممارسة الهوايات والميولات المباحة بعقلية المستبصر المستفيد وليس بعقلية الغافل البليد.

تحفيز وتطبيق

بينما يوضح د.جميل عباس، أستاذ الفلسفة المساعد بجامعة المنيا، أننا بحاجة دائمة إلى تذكير أبنائنا بالنماذج الناجحة والمشرفة أمامهم، وكيف وصلوا إلى ما هم فيه بالجد والاجتهاد والعمل والمثابرة، وكيف أن كل ذلك يتحقق بإخلاص النية لله في استثمار الوقت والعطلة، وبالجدية والتفاني في استغلال كل دقيقة بالقراءة والتثقيف ومتابعة أحوال الأمة، وبمراعاة عدم إهدار الوقت في كثرة النوم والتلفاز والوسائل التكنولوجية (فيسبوك وتويتر وغيرهما) وأن السعادة الحقيقية في إتمام العمل على الوجه الذي يرضي الله عنا.

وأضاف: ذات يوم، قبل أحد عشر قرنًا، قال إمام المفسرين وعمدة المؤخرين محمد بن جرير الطبري لتلاميذه: هل تنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا: كم سيكون ورقة؟ قال: سيكون نحوًا من ثلاثين ألف ورقة، فقالوا: هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه. فاختصره في ثلاثة آلاف ورقة، ثم بعد أن انتهى قال لهم: أتنشطون في كتابة التاريخ من عصر آدم إلى يومنا هذا؟ قالوا: في كم؟ قال: في ثلاثين ألف ورقة، قالوا: هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه؛ فاختصره في نحو من ثلاثة آلاف ورقة، ثم قال: إنّا لله، ماتت الهمم!

بعده بقرنين، قال العالِم أبو الوفاء ابن عقيل: "لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري؛ فإذا تعطّل لساني من مذاكرة ومناظرة، وبصري من مُطَالَعَةٍ، عملت في حال فراشي وأنا مضطجعٌ، فلا أنهض إلا وقد يحصل لي ما أسطره، وإني لأجد من حرصي على العلم في عمر الثمانين أشد مما كنت وأنا ابن عشرين"؛ فأنتج للأمة -من بين ما ألّف- كتاب "الفنون" في ثمانمائة مجلد، وتوالت الأيام ودخل في المناهج والأنظمة التعليمية ما دخل فيها، وأُحدث نظام "العطلة الصيفية"، التي تمتد قرابة الثلاثة أشهر دون تحصيل علم أو فائدة إلا بمجهود شخصي.

وتابع د.جميل: ولكن من المهم أن يراعي الآباء ظروف أبنائهم في خروجهم من مرحلة عصر ذهن وامتحانات يشوبها الأرق والتعب، وبالتالي التماس العذر إليهم في الترويح عن النفس بالوسائل المشروعة وغير المحرمة، وعمل ابتكارات علمية تساعد على تنشيط الذهن والتفكير؛ بحيث تُخرج الطفل أو الطالب من حيز التنظير إلى عالم التطبيق، مع مراعاة كلٍّ في تخصصه وفيما يهواه، وحثِّ الشباب على أهمية العمل وقيمته، ليس هذا فحسب؛ بل وإتقانه أيضًا، وأن السعادة الحقيقية في كتاب الله (القرآن الكريم)، بالإضافة إلى المداومة على الصلاة في المسجد التي تُعلمنا السؤال عن إخواننا وتعلمنا الانضباط والالتزام بالوقت.

وأضاف: أيضًا على الآباء أن يؤكدوا لأبنائهم أن الشباب أمل الأمة وسبيل نهضتها وعزتها، وأنهم الكنز الذي ينبغي أن نحافظ عليه بكل ما نملك، ويمنحوا لهم الفرصة للتجربة والتعلم من الخطأ بعد الوقوع فيه، ويستفيدوا من أفكارهم في بعض المشكلات التي تواجه الأسرة أو البيئة المحيطة وكيفية إيجاد حلول لها.

ولأن النفس البشرية تفتر وتمل من النصح باستمرار، يرى د.جميل أن على الآباء التماس وقت النصح والإرشاد؛ خاصة في السفر ووقت الترفيه، كما يمكن الاستعاضة عن ذلك بتذكيرهم بمساوئ الفشل والفاشلين وإقناع الأولاد بتجنب خط سيرهم الذي سلكوه وكان سببًا في فشلهم، وترغيبهم بالجوائز والهدايا إذا ما حققوا النجاح والتفوق في حياتهم؛ فمن السعادة شعور النفس بالفرح والبهجة حين يُكلل العمل بالتفوق والتميز وليس النجاح فحسب.

برامج أسرية للتفكر

في السياق ذاته، يؤكد مجدي السيد، متخصص في الأعمال التطوعية والشبابية، أن هناك العديد من المبادرات والمؤسسات التي تقوم بأنشطة تعلم الأطفال علومًا وفنونًا مختلفة؛ مثل نادي المخترع الصغير والبيروني كيدز وإنجينيوس وإي روبوت وغيرها، أو ربما تختار أن تعلمهم رياضة ما (كالسباحة)، وإن كانوا في سن يسمح لهم بالعمل والتعلم من دروب الحياة وخبراتها فعليك بذلك.

ويضيف قائلًا: اخترتُ أن أعرض أولادي كل عام إلى نشاط من الأنشطة؛ مرة رياضي كتنس الطاولة، ومرة فني كتعلم الخط العربي أو فنون الرسم على الزجاج وغيرها، ومرة علمي كالتعلم في مركز مهارتك. كذلك السفر لزيارة بلد أو مكان جديد وما يضفيه ذلك من خبرة جديدة للأهل والأطفال معًا. أيضًا زيارة المعالم المختلفة في إجازات نهاية الأسبوع مثلًا.

وأبدى السيد أسفه لعدم وجود برامج تعلم الأهل والأولاد التفكر في خلق الله كـ(الفلك والنبات والحيوان) على سبيل المثال، أو التدبر في كتاب الله بطريقة محببة للجميع، داعيًا من يستطيع تنظيم شيء كهذا منزليًا فإنه يكون جيدًا.

وتابع مؤكدًا: أفضل وسيلة للأسرة الاجتماع على شيء يقرب بين أفرادها ويحببهم إلى بعضهم البعض وإلى أهليهم من الأسرة الممتدة (العائلة) ليتعلموا معنى صلة الرحم، وممكن أيضًا زيارة الفقراء والمحرومين والأيتام ليعلموا أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة ويتعلموا شكر نعمة الله عليهم، وكذلك مساعدة الفقراء والمحتاجين. اجتمعوا كأسرة على ممارسة أي من هذه الأنشطة سويًا بما يقربكم من بعضكم البعض؛ فهذا أفضل شيء تفعلونه.

وختم قائلًا: خير تعليم ما يرونه سعيدًا بالإنجاز، وأن يحددوا لأنفسهم هدفًا وينجزونه سويًا، ويجازيهم رب الأسرة بما يسعدهم. الأمر الآخر أن يعلِّموا أبناءهم أن من حقهم أن يخطئوا، وأن الخطأ هو الذي يعلِّم الإنسان، فلا يغضبوا من أبنائهم حينما يتسبب شغفهم بكسر شيء أو إتلافه؛ بل عليهم أن يستفيدوا من ذلك في معرفة شغفهم وتعميقه وألا يرهبوهم أو يخوِّفوهم حين يخطئوا؛ ليتعلموا الشجاعة والإقدام على التجريب وتتبع الشغف دون خوف من الخطأ أو الفشل.

اكتشاف المواهب وتنميتها

بدورها، تقول د.دعاء راجح، الخبيرة الأسرية والاجتماعية، إن بناء الصحة النفسية لا بد أن يتم على مدار حياة الطفل وليس في فترة العطلة فقط، ويمكن أن ننتهز فرصة العطلة كي نتعلم كيف نبني الطفل والشاب نفسيًا؛ لأن البناء النفسي ليس له وقت محدد، فربَّ ما نبنيه في العطلة نهدمه خلال العام الدراسي؛ لذا علينا استغلال أوقات الإجازة في اكتشاف مواهب الطفل الفطرية وتنميتها، وإن لم يتم اكتشافها بعد فعلينا بالتجربة وأن نمنحه الفرصة لممارسة أنشطة يحبها أو حتى أي أنشطة عامة، لنكتشف من خلالها ما يحبه وما لا يحوز اهتمامه؛ ومن ثم ندعم ما يحبه وننميه.

وتضيف أن بناء الصحة النفسية يعتمد على عدة محاور؛ أولها غرس القيم والمبادئ وليس السلوك، وأن نتوقف عن قول "افعل" و"لا تفعل"، وتوجيه السلوك فقط، وكذلك بناء الأساس الذي يقوم عليه السلوك، وغرس قيمة الاعتماد على النفس وتدريب الطفل على الاعتماد على ذاته في خدمة نفسه؛ بل والمساعدة أيضًا في مهمات المنزل؛ فهذا الأمر يبني ثقته في نفسه وتقديره أنه أهل للنجاح والإنجاز. كذلك غرس قيمة الحرية المسؤولة، ومنحه المزيد من الحرية على حسب سنه، مع تحميله مسؤولية هذه الحرية؛ فهذه القيم تغرس في داخله الثقة بالنفس وترفع لديه التقدير الذاتي.

وثاني محاور بناء الصحة النفسية معالجة أي مشاعر سلبية يشعر بها والتعرف على أسبابها؛ مثل مشاعر الغيرة أو السلبية أو العدوانية أو الغضب أو الحساسية، والتعامل معها بحكمة حتى يتعلم كيف يسيطر عليها. 

وتوضح أن الطفل في المرحلة السنية قبل المدرسة يكون حافزه الرئيسي رضا والديه؛ فعندما يشعر أن أبويه يمدحانه وراضيان وسعيدان بإنجازه فهذا يعطيه الحافز للمزيد من الإنجاز. وفي مرحلة ما بعد الالتحاق بالمدرسة يصبح الحافز الرئيسي له "النجاح"، وكلما حقق نجاحًا كان دافعه إلى الإنجاز أعلى؛ فنجاحه في أي مجال -سواء كان دراسيًا أو رياضيًا أو اجتماعيًا أو لغويًا أو غيره- سيعطيه الحافز لمزيد من النجاح. 

وتلْفِتُ د.دعاء إلى أن الاتهام الدائم بالكسل والانتقاد والسخرية والمقارنة بينه والآخرين واللوم والتذكير بالأخطاء يقتل الحافزية لديه. وقد يصاب هذا الابن أو الابنة بالكسل عندما لا يتحمس للنشاط الذي يؤديه ولا يحبه، أو في بعض الأحيان قد يكون كسولًا بطبعه ويحتاج إلى فترات راحة أكبر؛ وهنا يأتي دور الآباء في تحفيزه وتشجيعه بفن ومهارة وليس بالقهر، والطفل لا يحتاج إلى الراحة إلا ساعات النوم المنتظمة التي تتناسب مع عمره؛ إذ يحمل قدرًا كبيرًا من النشاط الذي يجب توظيفه في أنشطة يتحمس لها ويحبها.

وترى الخبيرة الأسرية والاجتماعية أن المشكلة التي تواجه الأبناء الآن هي عدم إتاحة الفرصة لهم لتحقيق النجاح الذي يريدونه؛ ويكون ذلك عن طريق التقليل من قيمة نجاحهم أو بالخوف الزائد عليهم أو بعدم توجيههم بكيفية تحقيق هذا النجاح؛ ولذا تنصح الآباء بالتوقف عن فرض سيطرتهم على الأبناء، فأشد ما يفتقده الأطفال والأبناء اليوم "الحرية"، التي ينتزعها الآباء منهم بدعوى الخوف عليهم وحب السيطرة والرغبة في التطويع؛ ولذا عليهم أن يمنحوا أبناءهم المزيد من الحريات لعمل ما يريدون، مع توجيههم، وخلال ممارستهم الحرية -بلا شك- سيخطئون؛ وهنا يتعين علينا أن نعطيهم الحق في الخطأ؛ فهم أطفال يتعلمون من التجربة أكثر مما يتعلمون من الكلام.

أيضًا، أن يتم التعامل مع الطفل البالغ منهم على أنه شاب أو فتاة أصبح مكلفًا أمام الله تعالى في قضايا الحلال والحرام والثواب والعقاب، من دون غصْب أو إكراه، وأن نمنحهم الحرية كما منحنا رب العزة الحرية؛ مع دوام التوجيه المحب والنصح الرفيق والحوار الفعال والإجابة عن الأسئلة التي تشغلهم، أو أن نعلمهم البحث عن إجاباتها. 

hamaaaad

كيف تتخلص من المخدرات؟

ولأنه في فترات الاختبارات والضغوط الدراسية يتعرض بعض الطلاب -بمساعدة رفقاء السوء- إلى تناول المواد المخدرة، ومن ثم قد تستمر معهم إلى أن تصل إلى حالات الإدمان في العطلات الدراسية؛ لذلك يوضِّح د.عبد الرحمن حماد، مدير وحدة طب الإدمان بمستشفى العباسية للصحة النفسية، أن التواصل الجيد بين الآباء والأبناء أساس العلاقات الأسرية السوية؛ حيث يساعد على حل المشكلات في وقت مبكّر، وتشمل مهارات التواصل الاستفهام وإظهار الاهتمام وعدم إلقاء اللوم واتهام الابن المدمن؛ فبدلًا من قول "كيف تفعل ذلك أو توقع نفسك في المخدرات؟" يفضل أن تقول: "يبدو أن الموقف الذي وُضعت فيه كان صعبًا، ولم تستطع أن تتعامل بذكاء كما أنت معتاد!".

وأيضًا يتم التواصل من خلال تشجيع التفكير المؤدي إلى حل المشكلات وأخذ رأي الابن في كيفية الوصول إلى الطريقة الفضلى للحل. كذلك الاستماع والمتابعة؛ إذ يشعر المراهق بالراحة عندما يعلم أنه سيتم الاستماع إليه بدلًا من توجيه اللوم والتأنيب، وفضلًا عن السب والشتم والضرب والطرد من المنزل. إضافة إلى الحد من الانفعالات؛ لأنه لن يؤدي إلى حل المشكلة، بل سيزيد من تعقيدها.

وثانية الوسائل التي ينصح بها حماد "التشجيع"؛ فهو أساس بناء الثقة ويساعد الأبناء على القيام بأنشطة جديدة والتعامل مع المهام الصعبة وتطوير صداقات إيجابية جديدة واستكشاف ملكاتهم الإبداعية وتعزيز الشعور بالذات. فيمكن للأب أن يشجع أبناءه بهذه الكلمات: "أنت لديك أفكار جيدة"، "أنت شخص مهم"، "أعلمُ أن هذا لم يكن سهلًا"، "أنت ماهر جدًا في ذلك"، "أنت تتعلم الكثير"، "تعجبني طريقتك في القيام بذلك".

أمام ثالثة الوسائل فهي "التفاوض" والإعداد للنجاح؛ ما يتطلب تحديد مواعيد مناسبة ومنتظمة بعيدة عن اللحظات الانفعالية أو بعيدًا عن المشكلة، واختيار مكان محايد فيه أقل قدر من عوامل التشتيت، واختيار مشكلات صغيرة ومحددة ووضع المشكلة بطريقة محايدة والاعتراف بسلوك الآخر الإيجابي وكذلك الاعتراف بأن مسؤوليتك جزء من المشكلة، ثم بحث خطوات حل المشكلة عن طريق العصف الذهني وتقبل الأفكار وتقيمها ووضع قائمة بإيجابيات وسلبيات كل فكرة؛ ثم اختيار الحل بموافقة جماعية من أفراده.

وتأتي الوسيلة الرابعة متابعة النتائج بعد تطبيق الحل الذي تم التوصل إليه، وبحث الحلول الأخرى. وخامسًا الرقابة الفعالة خلال مرحلة الطفولة؛ من خلال معرفة جداوله والتواصل معه في أوقات مختلفة ومفجأته باتصال أو بزيارة في المكان الذي يذهب إليه، أو حتى مع نفسه في المنزل.

كما يتعين على الأب معرفة أصدقاء أبنائه، في الحي أو المدرسة أو التدريب، والمشاركة في أنشطته والتحدث مع الابن في حالة القلق بخصوص شيء ما. ويمكن للأب مساعدة ابنه في التعامل مع تأثير الأقران من خلال اقتراح الإيجابيات عليه وأن يتعلم كيف يتصرف إن تعرض لضغوطات من أصدقاء السوء؛ مثلًا أن يعطي أسبابًا للرفض كلما تعرض إلى الضغط وأن يتساءل: "لماذا تريدني أن أتعاطى معك؟ هل تعلم عاقبة هذا الأمر؟"، وكذلك: "لماذا تريدني أن أتناول المخدرات؟!"، وأنا يعلنها بوضوح كلما تعرض إلى ضغوط: "أنا لن أتعاطى المتخدرات ولن أتعرض إليها أبدًا".

كما يمكن للأب التقليل من تأثير الأقران من خلال مشاركة الابن في أنشطته، والقراءة معه وسرد القصص الشيقة الناجحة، وتشجيع اهتماماته مثل الرسم والرياضة، وكذلك مساعدته للمشاركة في الأنشطة العائلية والمنزلية. وكل هذه العوامل إذا تعاون معها الآباء وأحسنوا استغلالها خلال فترات العطلات ستقلل كثيرًا من اتجاه الأبناء إلى تعاطي المخدرات.

ترفيه وتطوير الذات

يقول د.محمد علي الجزولي، مشرف مخيمات المعالي الصيفية للتدريب القيادي، إن استرواح النفس وتسليتها وإخراجها من الحالة الجادة إلى حالة الاسترخاء مسألة ضرورية، ومن أعظم التوجيهات النبوية في هذا المجال: "خذوا من العمل ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا". فإذا كانت النفس تمل من العبادة فكيف بما هو دونها من الأعمال؟! وفي تعليم العلوم الشرعية، التي هي أفضل العلوم، ومن أفضل معلم وهو الرسول ، كان يعطي أصحابه عطلة؛ فيتخللها بالموعظة مخافة السآمة عليهم، والحاصل أن العطلة للطلاب مسألة ضرورية.

ولذا؛ يجب أن نجعل العطلة محطة لتنمية المواهب والترفيه والبرامج التدريبية المتعلقة بتطوير الذات في قوالب جاذبة وبأساليب شيقة، كما أنصح مراكز تحفيظ القرآن في العطلات السنوية أن يجعلوا بيئتها جاذبة وأن تتضمن برامج مصاحبة كألعاب ترفيهية ومسابقات وإنشاد ومهارات إبداعية؛ حتى لا نحوّل الإجازات إلى فصول دراسية جديدة كلها جدية وبرامج رسمية. وأنصح أولياء الأمور بعدم جعل الإجازة كلها استعدادًا للعام الدراسي الجديد؛ فالإجازة فرصة عظيمة لاجتماع الأسرة الممتدة وتعرف الأبناء على عادات وتقاليد مجتمعاتهم وتعرف الآباء عن قرب إلى أبنائهم وسلوكياتهم ومهاراتهم.

وتابع قائلًا: لا بد من تربية أبنائنا على حب الإنتاج والتطوير والإنجاز، وأن تكون لكل منهم بصمة في بيئته وحياته، من خلال عدة أمور؛ مثلًا تحديد يوم في الشهر "حصاد الشهر" لتقييم أداء الأبناء وإنجازاتهم في عدة مجالات مثل: محافظتهم على العبادات، مساعدة والدتهم في عمل البيت، تحصيلهم الأكاديمي، مطالعتهم العامة وسعة الثقافة، مهارات رياضية أو أدبية أو يدوية أو ذهنية، حضورهم الاجتماعي في دائرة الجيران والأسرة الكبيرة الممتدة، مقترحاتهم ومبادراتهم؛ وربط ذلك بجائزة شهرية للإنجاز المثالي والشخص المثالي وتكريمه تكريمًا لائقًا، على أن يتم إشهار ذلك وتُعرف به الجدات والأعمام والعمات والأخوال والخالات، وإن تطلب الأمر الجيران، ونشر تهنئة في وسيلة ما. وعلى الآباء الحوار مع الأبناء ومشاورتهم في كل شيء؛ فذلك من أكثر الأساليب في تربية أبنائنا على التفكير والاختيار.

وختم قائلًا: لقد حثت الشريعة الإسلامية على تعليم الأبناء الرماية والسباحة وركوب الخيل؛ لأن السباحة تعلِّم المرء خوض المخاطر والقدرة على مواجهة الصعاب، والرماية تعلم المرء الدقة والإصرار والعزيمة والقدرة على تحقيق الأهداف بعد تحديدها ووضع الخطط الكفيلة ببلوغها، وركوب الخيل يعلِّم المرء الرفعة والعزة والشموخ والقدرة على التحكم وضبط الأمور. وفي تقديري، من أجل الخروج بصحة سليمة للطلاب وأولياء الأمور خلال العطلات الرسمية فإن تخصيص ساعتين يوميًا، أو يوم في الأسبوع، لممارسة الرماية والسباحة وركوب الخيل أو أية رياضات أخرى كفيل بإعادة الحيوية وتجديد الطاقة واستجماع العزيمة وتعزيز الإرادة.

دراسة: الرجل أكثر كسلاً أيام العطلات

كيف تحمي نفسك من مخاطر الإجازة الصيفية؟!

أفضل 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف

تمتع بإجازة العيد في واحدة من أجمل 10 جزر في العالم

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال