الأربعاء، 22 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

45 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

00021220

د. مسعود صبري :

كل منا يخطئ ويقع في المعصية، ويرتكب شيئا أو أشياء مما حرم الله تعالى، وذلك راجع لطبيعة النفس البشرية التي تخطئ وتضل الطريق أحيانا.

وإن كانت هذه طبيعة الإنسان، فإن العصر الذين نعيشه سهل طرق المعصية، وجرأ كثيرا من الرجال والنساء والشباب والفتيات على ارتكاب محرمات كان يستحي من قبلنا أن يأتوها، فإذا هي تفتح على مصراعيها، فانتشر من المعاصي في عصرنا مالم يكن في غيره من العصور، مما أوجب أن يكون عند الإنسان فقه للمعصية وكيفية الابتعاد عنها.

إن الإسلام يتعامل مع النفس البشرية بطبيعتها، ولم يصور الإنسان ملكا، بل صوره إنسانا يطيع الله تعالى ويسعى مجاهدا نفسه، لكنه قد يقع في المعصية.

 ولقد أبان النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فيما أخرجه الترمذي فقال:" كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون"، وكما في الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ". وزاد رزين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لو لم تُذْنِبوا لَخَشيِتُ عليكم ما هُوَ أَشدّ منه، وهو العُجْبُ»، فعلم أن كل إنسان يذنب ويخطئ، لكنه مطلوب منه أن يستغفر الله تعالى من ذنبه، وأن يتوب إليه، وفي الحديث القدسي: " كل بنى آدم خطاء بالليل والنهار، ثم يستغفرونى فأغفر له ولا أبالى".

ولكن على المسلم أن يكون فقيها في ذنبه، فالذنوب كما أبان العلماء صغائر وكبائر، ولا تستوي الصغيرة والكبيرة، وفي الحديث: " كل بني آدم أصاب الزنا لا محالة، فالعين زناها النظر، واليد زناها البطش، والنفس تهوى وتحدث، ويصدقه أو يكذبه الفرج".

ولكن على المسلم أن يكون فقيها في معصيته، وأن يدرك أن الذنوب مختلفة، فيجاهد نفسه أولا أن لا يقع في المعصية، فإن وقع فيها، فعليه ما يلي:

أولا- حفظ دينه وعدم الخروج منه:

ذلك أن أول مقاصد الشيطان أن يخرج المسلم عن دينه ليكفر مثله، حتى يكون معه خالدا في جهنم، كما قال تعالى: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص: 82]، وقال سبحانه: {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا .أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا} [النساء: 119 - 121].

فليحافظ المسلم على إسلامه مهما كان، لأن مجرد إسلامه يحفظ ضمان عدم الخلود في النار يوم القيامة، وفي الحديث:" أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان".

وقد فتحت لنا وسائل الإعلام اليوم باب الإلحاد واللادينيين العرب، وجعل بعض الكتاب والمفكرين يدعون إلى الإلحاد باسم الحرية، وأن الإنسان حر لا يتقيد بدين أو ملة، وأن هذه من معالم الحضارة!!!

فمتى كان الكفر والإلحاد حضارة في حياة المسلمين؟!!!

بل وجدنا خللا في عقول كثير من الناس، فساووا بين الموحدين والكافرين، بزعم أنه لا يمكن له أن يكفر، أو أن كلمة الكافر كلمة ثقيلة لا ينبغي أن تقال لغير المسلم، وأنهم مشركون وليسوا كافرين، نعم لا بأس أن لا ينادي المسلم غير المسلم بالكفر، لكن يجب عليه أن يعتقد بقلبه أنه كافر، ولا يمنعه هذا من حسن معاملته والإحسان إليه، لكن لا يستوي عند الله من آمن به ومن كفر.

ثانيا- اجتناب الكبائر:

فإن لم يقدر الشيطان على أن يجعل الإنسان كافرا، انتقل معه إلى ارتكاب الكبائر.

والكبائر هي المعاصي التي فيها حد في الدنيا ؛ كالسرقة ، والزنى ، والقذف ، وشرب المسكر ، أو فيها وعيد في الآخرة بغضب من الله أو لعنة أو نار ؛ كالربا ، والغيبة ، والنميمة ، وعقوق الوالدين والسحر وغيرها.

والسر في هذا أن ارتكاب الكبائر قد تكون بابا من أبواب جهنم، لأن المسلم إن ارتكب الكبائر وتاب إلى الله تعالى وقبل الله توبته محي عنه ما فعل، فإن لم يتب إلى الله تعالى فأمره إلى الله يوم القيامة، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه، فقد يدخل الموحد نار جهنم ابتداء، فيعذب في النار على قدر ما ارتكب من الكبائر المحرمة، ثم يخرجه الله تعالى بعد أن تفحم جسده، فيلقى في نهر يقال له: نهر الحياة، فيعود كما كان، ويدخل الجنة بتوحيده لله، لكن مختوم على قفاه:" جهنميون" تمييزا له عن المسلم الذي صبر وجاهد نفسه وحفظ نفسه من ارتكاب الكبائر المحرمة.

ثالثا- إياك والرياء

فإن لم يقدر الشيطان على أن يجعل المسلم يكفر أو يرتكب الكبائر، فإنه يسعى أن يجعله يرائي بعمله الصالح؛ ليفسد عليه عمله، ولا يجعله مقبولا عند الله تعالى، وفي الحديث:" إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا، وابتغي به وجهه".

رابعا- الوقوع في الصغائر:

فإن يئس الشيطان من وقوع المسلم في الكفر والكبائر والشرك والرياء، سلط قواه حتى يوقعه في الصغائر كي ينال منه، المهم أن لا يترك الشيطان الإنسان بغير معصية.

على أنه من الواجب على المسلم أن لا يعتقد في نفسه أن ما يفعله من المعصية حلال، فإن ارتكب محرما، فعليه أن يوقن أنه محرم، فلا يعتقد الرشوة هدية، ولا الفوائد البنكية المحرمة استثمارا، ولا ظلم الناس حقا، فإن ذلك مما يجعل المرء لا يتوب إلى الله تعالى، لكن اعتقاده بأن المعصية معصية ولو ارتكبها؛ يسهل له طريق التوبة إلى الله تعالى.

ولكن من رحمة الله تعالى أن دوام المسلم على طاعته، وتكثيره الأعمال الصالحة تمحو تلك الصغائر، كما قال تعالى: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ } [النجم: 32].

وقال سبحانه: {{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ .أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } [آل عمران: 135، 136].

فليكن المسلم حريصا على دينه، وأن لا يقع فيما يدخله جهنم، وإن ضعفت نفسه، فلا يتعد الصغائر إلى غيرها، وليكثر من الأعمال الصالحة، فهي سبب لمغفرة الله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].

والناس يقوم القيامة أصناف:

أولا- الموحدون الذين لم يعصوا الله تعالى، فهؤلاء من أهل الجنة.

ثانيا- الموحدون أصحاب الصغائر، فإن الله تعالى برحمته يتجاوز عن سيئاته في أصحاب الجنة.

ثالثا- الموحدون أصحاب الكبائر، فإن أصابوا حدا من حدود الله؛ كان كفارة لهم، لا يحاسبون عليه يوم القيامة، فإن غلبت حسناتهم سيئاتهم فهم من أهل الجنة.

فإن لم يتوبوا، فأمرهم موكول إلى الله ، إن شاء غفر لهم، وإن شاء عذبهم في جهنم قدر خطاياهم ثم يخرجون من النار، فيدخلون الجنة.

رابعا- الكافرون أصلا، والمرتدون، والإلحاديون، فهؤلاء يدخل النار إن ماتوا على كفرهم ولم يتوبوا إلى الله، كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ . خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ } [البقرة: 161، 162]، وقوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا } [النساء: 168، 169].

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال