الإثنين، 06 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

464 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

t45t

مكة المكرمة - الوعي الشبابي:

تجاوز عدد القادمين إلى البقاع المقدسة في مكة المكرمة مليونين ونصف مليون حاج، من بينهم مليونان و374 ألفاً و206 حجاج، قادمون من قارات العالم الخمس، توافدوا من كل فج عميق عبر الجو والبحر والبر، بحسب ما أعلنت المملكة العربية السعودية، في مؤتمر صحفي عقده مدير عام الجوازات السعودية، اللواء سليمان بن عبد العزيز اليحيى، في جدة.

الحج عرفة

بعد أن قضى الحجاج، أمس الثلاثاء، 8 ذي الحجة يوم التروية مبيتاً في منى التي تقع على بعد سبعة كيلومترات شمال شرقي المسجد الحرام، اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم؛ انطلقوا مع إشراقة شمس اليوم الأربعاء، التاسع من ذي الحجة، إلى صعيد عرفات الطاهر.

ويُعد الوقوف بعرفة ـ وفق محمد صادق في الخليج أونلاين ـ ركن الحج الأعظم، لأن الوقوف فيه أعظم أركان الحج، وإذا فات وقته بدون وقوف فقد فات على الشخص الحج، بخلاف غيره من الأركان التي يمكن تداركها.

حيث روي أن ناساً من أهل نجد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة فسألوه، فأمر منادياً فنادى: "الحج عرفة"، من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج.

تجدر الإشارة إلى أن هذا الركن هو الركن الوحيد من أركان شعيرة الحج التي يعظمها المسلمون، وتفرض على كل واحد منهم مرة في العمر، الذي يجتمع فيه كل من يؤدي النسك في وقت واحد ومكان واحد، حيث يمكن ملاحظة أعدادهم الكبيرة، ويتابع ملايين المسلمين حول العالم الشعيرة عبر خدمة النقل المباشر التي تقدمها المملكة العربية السعودية، حيث تشارك القنوات الفضائية، والمحلية، ومواقع الإنترنت النقل المباشر في كل أنحاء العالم، لإيصال الخدمة لأكبر عدد ممكن من المهتمين بهذا اليوم.

دروس وعبر

يمكن استخلاص العديد من الدروس والعبر المهمة من شعيرة الوقوف بعرفة، نظراً لما فيها من نصوص كثيرة أكدت أهميتها، ولما فيها من جمال وبهاء المشهد الذي يجتمع فيه المسلمون بكل لغاتهم، وانتماءاتهم، وألوانهم، وطبقاتهم، في صعيد واحد معبرين عن وحدة الأمة على قاعدة الإنسانية التي سعت الأمم المتحدة لتوحيد البشرية على أساسها منذ تأسيسها، ولم تصل إلى هذا المستوى من المساواة رغم القوانين والتشريعات والنظم التي سنت دولياً.

- يوم المغفرة

يقول الدكتور محمد راتب النابلسي في موسوعته عن الإسلام: "عرفة هو يوم اللقاء الأكبر، بين العبد المنيب المشتاق، وبين ربه التواب الرحيم، فيوم عرفة يوم المعرفة، ويوم المغفرة، ويوم تتنزل فيه الرحمات على العباد من خالق الأرض والسماوات، ومن هنا قيل: من وقف في عرفات ولم يغلب على ظنه أن الله قد غفر له، فلا حج له".

ويتابع: "عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات، وقد كادت الشمس أن تثوب فقال: يا بلال أَنصِت لي الناس، فقام بلال فقال: أنصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنصت الناس، فقال عليه الصلاة والسلام: ((معشر الناس أتاني جبريل عليه السلام آنفاً فأقرأني من ربي السلام، وقال إن الله عز وجل غفر لأهل عرفات وأهل المشعر الحرام وضمن عنهم التبعات)).

فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال: يا رسول الله، هذه لنا خاصة؟ قال: ((هذه لكم ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة))، فقال عمر رضي الله عنه: كثر خير الله وطاب".

- تحقيق معنى المساواة

ويشير بعض الباحثين إلى أن "الوقوف بعرفة يحقق معنى الاجتماع كالاجتماع لصلاة الجمعة إلا أن جماعته أكبر، وفائدة الاجتماع فيه أعم وأكمل، فإن المسلمين يجتمعون له من كل شعب وقبيل، ويقصدون إليه من كل رجا من أرجاء الأرض، فيتعارفون في موقف يساوي بين الملوك والأمراء، والفقراء؛ إذ يجتمعون بزي واحد على عمل واحد، ويتلقون من إمام المسلمين أو نائبه تعليماً واحداً بالخطبة".

- تذكر الآخرة

ويتحدث أهل العلم عن معنى آخر، وحكمة من وقفة عرفات، وهي تذكر يوم الحشر الأكبر من خلال ملاحظة ذلك الجمع الغفير والأمواج المتلاطمة من البشر في بحر الحج العميق، مع ملاحظة ارتداء ثوب الإحرام المجرد من الخياطة بالنسبة إلى الرجال، وذلك يذكرنا بالكفن ويرسم لنا صورة المستقبل المذهل في ذلك اليوم الذي تحدّث الله عنه بقوله تعالى:

﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارىُ وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللّهِ شَدِيدٌ﴾.

يقول الشيخ صلاح الطنوبي: حكمة الوقوف بعرفة أن يتذكر الحاج موقف القيامة، واجتماع الأمم، والعرض الأكبر، وإذا كان صوت الحق ينادي يوم العرض: لمن الملك اليوم؟ وليس هناك إجابة إلا: (لله الواحد القهار)، فإن يوم عرفة يذكرنا بهذا الموقف المهيب... الموقف العظيم.

موقع عرفة

عرفة تعني المشعر الأقصى من مشاعر الحج، وهو الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم، وتقع عرفة على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكة بنحو 22 كم، وعلى بعد 10 كم من منى، و6 كم من مزدلفة، ويقرب طول عرفة من ميلين وعرضها كذلك، وهي سهل منبسط محاط بسلسلة من الجبال على شكل قوس كبير، وحدود عرفة من ناحية الحرم هي نمرة وثوية وذي المجاز والأراك، لذلك لا يجوز للحاج الوقوف بأحد هذه الأماكن لأنها خارج عرفة، أما الحدود الثلاثة الأخرى لعرفة فهي سلسلة من جبال سوداء أبرزها أم الرضوم، وقد وضع لعرفة علمان يرمزان إلى بدايتها وعلمان يرمزان لنهايتها؛ توضيحاً لمن يجهل ذلك، وبين الأعلام تقع بطن عرنة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عرفة كلها موقف إلا بطن عرنة.

سُمِّي عرفة بهذا الاسم لأن الناس يتعارفون به، وقيل: سُمِّي بذلك لأن جبريل طاف بإبراهيم- عليه السلام- وكان يريه المشاهد فيقول له: أَعَرَفْتَ؟ أَعَرَفْتَ؟ فيقول إبراهيم: عَرَفْتُ، عَرَفْتُ.

وقيل: لأن آدم- عليه السلام- لما هبط من الجنة وكان من فراقه حواء ما كان، فلقيها في ذلك الموضع؛ فعرفها وعرفته.

وعُرِفَ كذلك باسم عرفات، كما قال تعالى: ﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾.

مناسك الحج

بغروب شمس يوم التاسع من ذي الحجة، ينفر الحجيج من عرفة إلى المزدلفة فإذا وصلوها صلوا المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، ويبيتون فيها، ثم يصلون الفجر في أول وقته، ويكثرون من الدعاء والذكر حتى الإسفار، ثم يلتقطون سبع حصيات لرمي جمرة العقبة الأولى.. وقبل طلوع الشمس يتجهون إلى منى.

وفيها يرمون جمرة العقبة، وهي أقرب الجمرات إلى مكة، بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى، ثم يذبحون الهدي، ويلي ذلك حلق الشعر أو تقصيره.

بعد الرمي والحلق يتحلل الحاج التحلل الأول؛ وهو التحلل من ملابس الإحرام وفعل جميع المحظورات عدا الجماع، وفي التحلل الثاني يجوز للحاج المحظورات حتى النساء.

ثم يتجه الحجيج إلى مكة لأداء طواف الإفاضة (طواف الحج).

المبيت بمنى أيام التشريق؛ والمقصود بالمبيت أن يدرك الحاج الليل وهو في منى.

ثم يلي ذلك أعمال أيام التشريق 11، 12، 13 من ذي الحجة، وتتلخص برمي الجمرات أيام التشريق، والمبيت بمنى هذه الليالي، فإذا أتم الحاج الرمي في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة له إن شاء أن يتعجل فيخرج من منى قبل غروب الشمس، أما إذا غربت الشمس، فيلزمه المبيت ليلة الثالث عشر من ذي الحجة، ورمي الجمرات الثلاث بعد زوال الشمس.

أخيراً يأتي طواف الوداع؛ وهو آخر أعمال المناسك قبل أن يعود الحاج إلى بلده، حيث يطوف سبعة أشواط بثيابه.

وهكذا ينتهي النسك؛ وتخلو مكة من الملايين الذين نفروا إليها من كل أصقاع الأرض، ملبين نداء أبي الأنبياء إبراهيم يوم أمره الله تعالى: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ ومنذ أن أطلق إبراهيم ذلك النداء الخالد ما زالت الناس تحج بيت الله العتيق، وسيبقى هذا النداء خالداً إلى نهاية العالم، حيث يوم الدين.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال