الإثنين، 06 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

313 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 makah 22

القاهرة - عبدالسميع عبدالعزيز يونس:

من تأمل فرائض الإسلام نجد أنها قد اقترنت بحكمٍ ظاهرة وأسرارٍ متواترة وفوائد باهرة.. فالصلاة (تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) "العنكبوت: 45"، والصيام (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) "البقرة: 183"، والزكاة (تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) "التوبة: 103".

أما الحج فلم يأتي مقرونًا بحكمة ظاهرة, إنما جاء الأمر به إذعانًا واستسلامًا لله رب العالمين (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّه) "البقرة: 196".


فالمقصد الأساسي من فريضة الحج إنما هو سجود العقل للرب وإذعانه للأمر الإلهي وإن خفي مقصوده, لينطرح العقل بين يدي الأمر معلنًا أنه ليس له من الأمر شيء (إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ)!

وقد تحدّث الإمام الغزّالي رحمه الله عن روح الحج الأصيلة وغايته النبيلة بقوله البليغ: "وضعه على مثال حضرة الملوك يقصده الزوّار من كلّ فجّ عميق، ومن كلّ أوب سحيق شعثًا غُبرًا متواضعين لربّ البيت، ومستكينين له خضوعًا لجلاله واستكانة لعزته، مع الاعتراف بتنزيهه عن أن يحويه بيت أو يكتنفه بلد ليكون ذلك أبلغ في رقّهم وعبوديتهم، وأتمّ في إذعانهم وانقيادهم.

ولذلك، وظّف عليهم فيها أعمالًا لا تأنس بها النفوس، ولا تهتدي إلى معانيها العقول، كرمي الجمار بالأحجار والتردّد بين الصفا والمروة على سبيل التكرار، وبمثل هذه الأعمال يظهر كمال الرقّ والعبودية.

فإنّ الزكاة إرفاق ووجهه مفهوم وللعقل إليه ميل

والصوم كسر للشهوة التي هي آلة عدوّ الله، وتفرّغ للعبادة بالكفّ عن الشواغل.

والركوع والسجود في الصلاة تواضع لله عز وجل بأفعال هي هيئة التواضع، وللنفوس أنس بتعظيم الله عزّ وجل.

فأما تردّدات السعي ورمي الجمار وأمثال هذه الأعمال فلا حظّ للنفوس ولا أنس فيها ولا اهتداء للعقل إلى معانيها، فلا يكون في الإقدام عليها باعث إلا الأمر المجرد وقصد الامتثال للأمر من حيث إنّه أمر واجب الاتباع فقط.

وفيه عزل للعقل عن تصرّفه، وصرف النفس والطبع عن محلّ أنسه، فإنّ كلّ ما أدرك العقل معناه مال الطبع إليه ميلًا ما، فيكون ذلك الميل معينًا للأمر وباعثًا معه على الفعل فلا يكاد يظهر به كمال الرقّ والانقياد.

ولذلك قال - صلّى الله عليه وسلم - في الحج على الخصوص (لبّيك بحجة حقًا تعبّدًا ورقًا) ، ولم يقل ذلك في صلاة ولا غيرها.

وإذا اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى ربط نجاة الخلق بأن تكون أعمالهم على خلاف هوى طباعهم، وأن يكون زمامها بيد الشرع فيتردّدون في أعمالهم على سنن الانقياد وعلى مقتضى الاستعباد؛ كان ما لا يهتدي إلى معانيه أبلغ أنواع التعبّدات في تزكية النفوس وصرفها عن مقتضى الطباع والأخلاق مقتضى الاسترقاق.

وإذا تفطّنت لهذا فهمت أن تعجب النفوس من هذه الأفعال العجيبة مصدره الذهول عن أسرار التعبّدات وهذا القدر كافٍ في تفهّم أصل الحج إن شاء الله تعالى" (إحياء علوم الدين، الإمام أبو حامد الغزالي، 1/266).

وهكذا نجد في شعائر الحج الرمزية التي تخفى دلالتها عن العقل لتحمله على الاذعان التام والاستسلام الكامل لأوامر الرب جل وعلا؛ فهاهنا تتجلى حقيقة إيمانه ويبدو صدق إذعانه؛ ولذا لما سُئل فضيلة الشيخ الدكتور/محمود محمد عمارة الأستاذ بجامعة الأزهر (رحمه الله): هل فهمتَ سر تحديد المواقيت؟

كان رده على صاحبه: (لما دَخلتَ بالقضية إلى قاعات البحث.. ودهاليز الفلسفة كان هذا السؤال المعبر عن القلق.. والضياع.

أما أنا.. فباسم الإيمان.. فهمتها: فأنا عبد الله تعالى.. وإنما تنبت حريتي من خلال عبوديتي!!

والإيمان يعني التسليم المطلق.

التسليم الذي لا يُفرض على النفس من خارجها.. ولكن هنا في الإيمان ينبعث من داخلها بما أجاب به أبو بكر (رضي الله عنه): إن كان قال.. فقد صدق!!

وذلك شرفي.. بل حياتي

ومما زادني شرفًا وتيهًا ... وكدت بأخمصي أطأ الثريا

دخولي تحت قولك يا عبادي.. وأن صيرت أحمد لي نبيًا)

(ثمرات من مواسم الخير للدكتور/ محمود محمد عمارة, ص:12)

وهكذا ينزع الحج عن العقل رداء التعليل ويكسوه لباس الاذعان للتنزيل, فيُسَّلّْم بلا تحريف ولا تأويل, ويخرج إلى عرفات العبودية ملبيًا مع الخليل والذبيح إسماعيل:

لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك لبيك

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال