الأحد، 28 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

189 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

2ramadaan 

التوبة ورد الأمانات والتسامح وإخراج الزكاة استعدادات المسلم لشهر المغفرة

الفرحة بقدومه.. والاستغراق في الطاعة طوال أيامه ولياليه

القاهرة – الوعي الشبابي:

أطل علينا الضيف الكريم ببهجته وروحانياته، استقبله الصغار بتعليق الرايات وإشعال المصابيح ونشر الزينات في كل الشوارع والأرجاء، بينما استقبله الكبار بشراء اللوازم الغذائية والمواد الترفيهية التي تفرغ الشهر من مضمونه، وبينما استعدت الفضائيات بعاصفة من المسلسلات والبرامج التي تسلب الصائم أية عزيمة نحو التعبد الخالص لله.. بعيدا عن كل ذلك دعونا نتعرف إلى ما ينبغي أن يفعله المسلم في استقبال رمضان.. فإلى التفاصيل.

 

شهر رمضان فرصة عظيمة تمر في حياة المسلم عليه أن يحسن الاستعداد لها، بهذه الكلمات بدأ د. صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر حديثه، موضحا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان ويشرح لهم مزاياه فقال صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك فرض الله عليكم صيامه وسننت لكم قيامه من تطوع فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه‏.‏‏.‏‏." إلى آخر الحديث الذي يبين مزايا هذا الشهر، وضرورة أن يستقبله المسلم بإحياء ليله بالقيام ونهاره بالصيام وتلاوة القرآن والصدقة والبر والإحسان، لأن كل دقيقة منه تعتبر موسم عظيم.

والمسلم لا يدري مدى بقائه في هذه الحياة وهل يكمل هذا الشهر؟ وإذا أكمله هل يعود عليه عاما آخر أم لا؟ قال تعالى‏:‏ "‏قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ"، فهو غنيمة ساقها الله إلينا وينبغي لنا أن نفرح بذلك، وأن نستغرق هذا الشهر أو ما تيسر لنا من أيامه ولياليه بطاعة الله سبحانه وتعالى، والإكثار من فعل الخيرات.

التوبة ورد الأمانات

أما د. مصطفى مراد أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، فأشار إلى عدة خطوة ينبغي أن يلتزم بها المسلم كي يحسن استقبال شهر الرحمة والمغفرة، منها أن يتحرى المسلمون هلالهوهلالشعبان ورجب ويعتنوا بذلك، لأن الصياملا يثبت إلا برؤية الهلال، أو إتمام شعبانثلاثين يوماً، وأن يُسَرّوا بقدومه ويفرحوا بمجيئه، لأنه موسم من مواسمالخيرات، وسوق من أسواق الآخرة الرابحات فيه تتنزل الرحمات، وتغفرالزلاتوتضاعف الحسنات وتفتح فيه أبواب الجنات، وتوصد فيه مردةالشياطين.

أيضا على المسلم أن يحرص على أن يستقبله بالتوبة النصوح من جميع الذنوب والآثام والندم على مافات،والعزم على ذلك حتى الممات، وأن يحرص أيضا على رد الأمانات والحقوق إلىأهلها، وكذلك رد المظالم إلى أهلها واستعفاء أصحابها لمن لميتمكن من الرد والدعاء، والاستغفار إن عجز عن ذلك. بالإضافة إلى ذلك ينبغي أن يحرص كل مسلم ومسلمة على مراجعة القرآنالكريم وتدبر معانيه، ومحاولة حفظه لمن تيسر له ذلك، فضلا عن أهمية التسامحوالتصافح للمتشاحنين والمتخاصمينلأن أعمالهم لا ترفع إلى الله ما لم يتصالحوا.. وإذا كان المرء مقتدرا فعليهأن يخرج زكاة ماله، وقد استحب كثير من أهل العلمللمسلم أن يخرج زكاته في شهر رمضان.

نقطة تحول

ويدعو د.صبري عبدالرؤوف أستاذ الفقه المقارن كل مسلم إلى أن يجعل من هذا الشهر نقطة تحول رئيسية في حياته، فيتبرأ من المعاصي التي انزلق إليها طوال شهور العام، يبتعد عن النميمة والغيبة، ينهي عزلته مع إخوانه المسلمين فيحرص على وصل من قطعهم وبر من خذلهم، وترضية من شاحنهم، واستعفاء من أبخسهم حقوقهم، وعليه أيضا أن يجعل من هذا الشهر فرصة محورية فاصلة في حياته، فيعيد دراسة منهجه في الحياة ويعيد ترتيب أفكاره ليستبعد منها ما لا يتوافق مع الشريعة الإسلامية، وليكون موافقا للمنهجالحق الذي جاء به الكتاب والسنة. بالإضافة إلى ذلك على كل مسلم ومسلمة في هذا الشهر الكريم فضلا عن بقية شهور العام الإكثار من كل ألوان الخير كل حسب قدرته وإمكانياته، ومن ذلك الحرص على إخراج الزكاة، والتصدق على الفقراء والمساكين، ودعوة الفقراء خاصة والأصدقاء عامة للإفطار.

ويتابع: قال صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائمشيء" فينبغي أن يتسم سلوك المسلم بالجود والتراحم فمن أهداف الصيام أنيذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع، والجمع بين الصيام والصدقة منموجبات دخول الجنة، فعن علي رضي الله عنه قال:"إن في الجنة غرفاً يرى ظهورها منبطونها وبطونها من ظهورها قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: "لمن طيب الكلاموأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام". أيضا على المسلم أن يدرك أن الجوع والعطش ليسا الهدف من الصيام، فيقصروه على الإمساك عن الطعام والشراب؛ فترى بعضهم لا يمنعه صومه من إطلاقالكذب والبهتان، ويطلقون للأعين والآذان العنان لتقع في الذنوب والعصيان، بينما الغرض من الصيام أشمل من ذلك بكثير، فالعين تصوم، واللسان يصوم، واليد تصوم، والرجل تصوم،قال صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزوروالعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".

الإكثار من الخير

أما د. أحمد طه ريان أستاذ الفقه المقارن فيشير إلى أن شهر رمضان ضيف عزيز، وزائر كريم، يجيء حاملاً الرحمات، وجالباً البركات، وهو شهر القرآن، "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ". وكان السلف رضوان الله عليهم يستقبلون رمضان قبل مجيئه بستة أشهر، يستقبلونه بالعبادة وقراءة القرآن وقيام الليل والإكثار من النوافل وبذل الصدقات وسائر القربات احتفاء برمضان واستقبالاً له، حرصاً منهم على الفوز في هذا الشهر الكريم، كذلك مما ينبغي أن نستقبل به رمضان أن ندرس أحكام الصيام والقيام، ومن كان ملماً بها فعليه أن يراجع هذه الأحكام، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فمن وجب عليه الصيام وجب عليه وجوباً عينياً أن يعلم ما لا يصح الصيام إلا به، وأن يعلم مفسدات الصيام، وكيفية صلاة القيام، وأحكام صدقة الفطر، متى تخرج؟ وعمن تخرج؟ ومن أي شيء تخرج؟ كذلك العزم على صوم رمضان إيماناً واحتساباً، وعلى قيام لياليه كذلك إيماناً واحتساباً، حتى ننال الفضل والثواب الذي وَعَد به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غفران ما تقدم من الذنوب.

تطهير النفس

أما د.سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر فتشير إلى أن الله شرع العبادات لحكم جليلة، منها ما يقصد إلى تطهير النفس، ومنها ما هو القصد منه التكفير عن الذنوب والآثام، والأصل هو أن الله خلق الإنسان لعبادته وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه والسعي إلى تحقيق التقوى. مؤكدة أن عباده الصوم الأصل منها تعويد النفس على الصبر، والقضاء على الشهوات لقول الرسول "الصوم جنه" أي وقاية، وقوله "الصوم من الصبر"، وقوله: "من لم يدع قول الزور والعمل به فلا حاجة لله في أن يدع طعامه". وقوله أيضاً: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق فإن سابه أحد أو شاتمه أو قاتله فليقل إني صائم.. إني صائم.. إني صائم".

وتضيف إن ما نشاهده الآن من خلافات زوجية خاصة في شهر رمضان نتيجة مطالبات مادية من الزوجة لزوجها فوق طاقته، أو نتيجة المباهاة والمظهرية والإسراف والتبذير يتناقض تماماً مع منهج الإسلام في تنظيم العلاقة الزوجية، ويتناقض أيضاً مع الحكمة الشرعية للصوم وهي الصبر وتهذيب النفس وتعويدها على التحمل، وإحساس الغني بالفقير، وغير ذلك من المعاني التي جمعها الله في كلمة واحدة وهي "لعلكم تتقون".

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال