الجمعة، 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

99 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

large 1238

د. مسعود صبري:

ضجت المجلات العلمية والمراكز الطبية بالحديث عن علاج الشيخوخة ومنعها، وقد دفعت طوائف من الناس آلاف الأموال أملا في أن يؤخروا الشيخوخة أو يمنعونها، لكن مؤخرا امتنعت شركات الأدوية عن تمويل أبحاث علاج الشيخوخة؛ استنادا إلى أن كل الأبحاث التي كتبت، بالأموال التي صرفت؛ لم تفد في علاج الشيخوخة، وأنه من الأولى إغلاق هذا الباب في الطب والعلاج.

وهذه النتيجة التي توصل إليها الأطباء من كون الشيخوخة لا تعالج، وجدت في السنة النبوية من أكثر من ألف وأربعمائة عام، ولو عُمل بها، لوفرت على العالم ملايين الدولارات التي أنفقت بلا طائل، فكل دارس للشريعة، وعالم ببعض مبادئه يدرك تلك النتيجة التي توصل لها العلماء بعد سنوات من الجهد وإنفاق والمال، وهي أنه: لا علاج للشيخوخة.

وهذا يشير إلى الإعجاز النبوي في عالم الطب، والحديث الذي أشار إلى هذه الحقيقة الطبية هو قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح من حديث الترمذي وغيره: " إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء إلا الهرم" .. يعني الشيخوخة.

وهذه الحديث يحمل حقيقتين في الطب:

الحقيقة الأولى: لا علاج بلا مرض:

 أن كل الأمراض التي يصاب بها الإنسان يمكن أن يتداوى منها، لأن القاعدة أن الله تعالى خلق الداء والدواء، وهذا يفتح آفاقا للعلماء في الطب، من البحث عن الدواء، وأن الدواء مخلوق موجود، ولكن مطلوب البحث والكشف عنه، مما يعطي دفعة قوية للأطباء في اكتشاف كل الأمراض، وهذا الفكر الراقي يجعل الأطباء غير محجمين عن الاختراعات والاكتشافات الطبية للعلاج، لأن عندهم القاعدة التي تقول: لا داء إلا له دواء.

الحقيقة الثانية: الشيخوخة لا علاج لها:

 إن الشيخوخة ليست مرضا حتى يعالج، فالشيخوخة لا تتغير، فهي أقصى الكبر، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها مع الأمراض؛ لأنه مع هذه السن تكثر أمراض الإنسان، فيتعالج الإنسان من الأمراض التي تصيبه مع الشيخوخة، لا أن يترك نفسه بغير علاج، لكن هذا التداوي خاص بالأدوية دون الشيخوخة نفسها.

تعريف الشيخوخة في الطب:

و الشيخوخة في الطب  معناها إصابة الأعضاء الجسدية بالضعف وإصابتها بالتدهور.

فالشيخوخة تقدم في العمر يصيب الإنسان فيحدث خللا وتلفا في عملية النمو، فيحدث فقدان الخلايا لقابلية الانقسام فلا يتجدد، فيضمر وينتهي رويدا رويدا.

وكان أول من تنبه لظاهرة الشيخوخة كعلم مستقل، الطبيب الفرنسي شاركوت عام 1881م، ولكن هذه المعلومة العلمية من الطبيب الفرنسي لم يتبعه الأطباء فيها، إلا أنه أعيد الحديث عنها في القرن العشرين، لكنَّ بيعَ الوهم دفع شركات الأدوية بإنفاق أموال طائلة لظن الوصول إلى علاج، محاولين طمس حقيقية نبوية وقرآنية، من أن الشيخوخة لا علاج لها، وهو ما قاله الله تعالى في قوله:

 (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) الروم :54.


الشيخوخة في الفقه:

ولقد عرف الفقهاء الشيخوخة ووضعوا لها حدا، وجعلوا لها أحكاما خاصة، فالشيخوخة والهرم تشمل:

الشيخ الفاني , وهو الذي فنيت قوته , أو أشرف على الفناء , وأصبح كل يوم في نقص إلى أن يموت .

و العجوز , وهي المرأة المسنة .

ومن رحمة الله تعالى بالرجل الشيخ والمرأة العجوز إن أسقط عنهما الصيام، إذا كان الصوم يجهدهما ويشق عليهما مشقة شديدة، كما قال تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184]

كما ذهب بعض الفقهاء إلى سقوط الجزية عن الكتابي إن أصيب ببعض العاهات منها الشيخوخة.

قال القرطبي: "قال علماؤنا: الذي دل عليه القرآن أن الجزية تؤخذ من المقاتلين... وهذا إجماع من العلماء على أن الجزية إنما توضع على جماجم الرجال الأحرار البالغين، وهم الذين يقاتلون دون النساء والذرية والعبيد والمجانين المغلوبين على عقولهم والشيخ الفاني".

ومن أحكام الشيخوخة تقدير وتوقير كبار السن والمسنين، والتعامل معهم برحمة ورفق، ويسطر الإسلام في قانونه النبوي نصا يوجب على المسلمين التعامل بالرفق واللين معهم، فهي من رحمة الإسلام، فأخرج أحمد والترمذي عن ابن عباس – رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر".

وسيظل العلم يثبت لنا تلك الحقائق الكبرى المسطورة في القرآن، لكن لا ينتبه إلى قيمتها إلا بعد قرون عديدة، مما يدل على صدق هذا الكتاب وأنه كما قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [فصلت: 41، 42]، فالقرآن كتاب الحقائق لا الأباطيل.



أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال