الجمعة، 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

158 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

kittrtyt

فتيات وجدن سعادتن في توفير كسوة العيد وهدايا رمزية للأسر الفقيرة

فريق شبابي يجمع الزكاة وينظف الطرقات وينظِّم صلاة العيد ويعود المرضى

د. فخري: ابتسم وسامح ونقِّ نفسك من الحقد واكتسب إيجابيات رمضان

د.أمين: استثمر في اللقاءات النافعة وزيارة المرضى والأيتام وإصلاح ذات البين

د.خطاب: للتكافل مدلول إيجابي يقضي على "الأنا مالية" والسلبية والاكتئاب

القاهرة - إسراء طلعت:

"بهجة العيد" فرحة ينتظرها الكبير والصغير، بعد صيام الشهر الكريم، حيث تتجلى في العيد كثير من معاني الإسلام السمحة من توادٍ وتراحمٍ وتعاطفٍ وتعاونٍ وتكافلٍ.. وفي هذه المعاني والقيم تتجلى الفرحة الإيجابية بالعيد، فهذه فتاة وجدت سعادتها الحقيقية من خلال إدخال السعادة على عدد من الأسر الفقيرة، وهذا شاب يقوم مع أصدقائه بمجموعة من الأعمال التطوعية التي تضفي على حياتهم وحياة من حولهم ملمحًا من ملامح السعادة النابعة من قيم ديننا الحنيف.. والنماذج من حولنا كثيرة، تعالوا نتعرف إلى كيفية الاستمتاع بالعيد بشكل إيجابي.

"ليس هناك أجمل وأرقى من سعادة ناتجة عن إدخال الفرحة على قلب مسلم، خاصة في اليوم الأكثر تميزًا وأهمية لنا نحن المسلمين، يوم العيد".. بهذه الكلمات عبَّرت الناشطة الاجتماعية نهلة عبدالرحمن، موضحة أنها تجد سعادتها الحقيقية من خلال رسم البسمة على شفاه الآخرين.

السعادة في عيونهم

وأضافت نهلة: العيد الماضي كان الأكثر تميزًا بالنسبة لي، حيث بدأت أخطط له منذ بداية رمضان، حاولت جعله فريدًا قدر ما أستطيع، رغم أنه أخذ من وقتي الكثير، لكن النتيجة كانت أكثر من ممتازة بالنسبة لي وأنا أرى السعادة مرتسمة في عيون الأطفال البريئة.. فقد قمت مع مجموعة من زميلاتي باختيار مجموعة من الأطفال من أسر الفقيرة وقمنا بتوفير كسوة العيد لهم، إضافة إلى تقديم بعض الهدايا الرمزية والعيديات.. ولم أشعر أنا وزميلاتي بالسعادة يومًا بقدر ما شعرنا بها من خلال السعادة المرتسمة على وجوه هؤلاء الأطفال ودعاء أمهاتهم لنا.. لقد شعرنا بأننا نعيش يومًا استثنائيًا وعيدًا بهيجًا.

فعاليات بسيطة

في السياق ذاته، قال محمد عبداللطيف أحمد، خريج جامعي، إنه يخطط وبعض أصدقائه لمجموعة من الفعاليات البسيطة في العيد، تبدأ منذ اليومين الأخيرين في رمضان بتجميع زكوات الفطر وتحضير كشوف بأسماء مستحقيها في الحي، ومن ثم إيصالها لهم بشكل كريم يحفظ لهم عفافهم وإنسانيتهم، ومن ثم القيام بحملة نظافة موسعة في الحي ووضع ملصقات تشير إلى أهمية النظافة في الإسلام وكيف أن إماطة الأذى عن الطريق صدقة.. وبعدها يشرف هو وزملائه على تنظيم صفوف المصلين في الأماكن المخصصة لصلاة العيد وتوجيههم إلى الأماكن المخصصة حتى لا يحدث تكدس أو زحام.. مع تقديم هدايا للأطفال المتواجدين، وأخيرًا القيام بجولة على مستشفى المدينة لعيادة المرضى وتهنئتهم بالعيد وتقديم بعض الهدايا الرمزية لهم.

استثمار العيد

إلى ذلك، قال د.أسامة فخري الجندي، مدير إدارة المساجد بوزارة الأوقاف المصرية، إنه يجب على المسلم، أن يستثمر في العيد، ما كان عليه في رمضان، من خلال إضفاء الفرحة الإيجابية بالتراحم والتكافل بيننا وبين بعضنا البعض، فلا بد من المشاركة في الفرح بما أرشدنا ودلنا عليه الإسلام من تعاون على البر والتقوى، والقضاء على أسباب الفرقة، ونبذ الاختلاف، والعمل على أمة الجسد الواحد، ولنقضي على كل خلاف أو خصام ونحقق مجتمعًا مترابطًا... موضحا أهمية استغلال العيد في إدخال الفرحة على غير القادر بالنفقة والعطاء، أو بالعون إن كان ضعيفًا، أو بقضاء مصالحه والسعي في قضاء حاجته، أو الإصلاح بين المتخاصمين، وهكذا، فالإسلام يدعونا إلى أعمال صالحة تتعانق، تأخذ بيدك حتى تُدخلك طريق السعادة والنجاة، لافتا إلى أنه من الفرحة الإيجابية استثمار الأعياد لا بكثرة اللعب واللهو البريء بل بتأسيسٍ رصين على القيم والأخلاق، فإن أدوات صناعة الجمال في الكون التزام الأخلاق والقيم.

وطالب د.فخري، باستغلال المناسبات الدينية كالأعياد بنشر ثقافة الوجه الطلق، لنؤكد قيم السماحة والرحمة والأخوة والترابط والسعادة بيننا، تأسيًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق"، موضحًا أن الإسلام ليس تشددًا ولا خشونة ولا تجهمًّا، بل إن سمته الرئيس هو الرحمة وما يندرج تحتها من معان سامية تشمل الصلة وقبول الآخر والعفو والتسامح والصفح وكظم الغيظ وتصفية النفس من بواعث الحقد والكراهية والبغض، والبحث عن أسباب الائتلاف لا الاختلاف، وتأصيل ثقافة الألفة لا الفرقة، وبذر بذور التعايش ونبذ بذور العنف والفتن، مشيرا إلى من هنا كانت رسالة الإسلام الأصيلة، وإذا كنا بصدد أيام عيد الفطر، وهو يوم فرح وسرور، وقد قال الله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ (يونس: 58)، فإن الفرحة الإيجابية التي ينبغي أن يرسمها كل مسلم، هو أن يترجم كل ما عاشه في ذلك شهر رمضان من نفحات ورحمات وروحانيات ويستمر عليها فيما بعد، إذا يشعر بالتغيير الحقيقي والإيجابي في حياته.

لا تغرد منفردًا

وعن المفهوم الحقيقي للعيد، قال د.أسامة أمين، الأستاذ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، إن العيد زاد إنساني واجتماعي ونفسي، تتجدد فيه الأفراح، وتتلاقى فيه الأرواح، مشيرًا إلى أنه إذا كانت الأعياد ظاهرة اجتماعية مشتركة بين جميع الأديان السماوية والوضعية فإن طبيعتها في الإسلام فريدة متميزة، فإنها أرقى من مجرد فرحة عابرة، وأسمى من مجرد نزوة راحلة؛ ذلك لأنها فرحة جماعية وليست فردية، فرحة إيجابية وليست سلبية، فليس الفرد وحده هو المغرّد بالسعادة في صومعة نفسه، بل المجتمع كله يتسابق في رسم البسمة وإحياء الفرحة في قلب كل من حوله، وخذ على ذلك مثالا لتكامل الصورة الإنسانية والنفسية والاجتماعية والروحية في مظاهر الاحتفال الإيجابية بالعيد في الإسلام، كالدعوة إلى إخراج زكاة الفطر قبل الخروج إلى مصلى العيد، حتى لا يبقى فقيرًا ولا مسكينًا ولا يتيمًا ولا صاحب حاجة إلا ووجد ما يغنيه ويكفيه ويسد حاجته ويحفظ مروءته عن السؤال في هذا اليوم، ففي الصحيحين عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ

وتابع: "كأن هذه دعوة إلى إذابة كل معوقات السعادة عن الضعفاء والفقراء وأصحاب الحاجات، وتهيئتهم نفسيًا وماديًا؛ ليتمكن الجميع من الاحتفال بالعيد قلبًا وقالبًا، وكذلك الدعوة إلى التزاور والتراحم لمن حال بينه وبين شهود الصلاة حائل، كمرضٍ وعجزٍ ونحوه، وقضاء حوائجهم فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، وكذلك تهنئتهم بالعيد فقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك.

وشدد على أهمية استثمار أيام الأعياد في إقامة الاجتماعات النافعة كالولائم، والأمسيات، واللقاءات على مستوى الأسرة أو الحي أو المدينة، أو المسابقات الترفيهية، ومشاركة الأطفال في الزيارات العامة للمستشفيات والمصحات النفسية ودور الأيتام ليستشعروا بنعمة الله عليهم، وتنغرس فيهم مشاعر الأُخوة والحب والعطاء، وكذلك السعي في إصلاح ذات البين والصلح بين المتخاصمين وفض الخلافات الزوجية والعائلية، ليسود المجتمع كله مشاعر الحب الصادق والإخاء النقي.

سعادة مجتمعية

من جانبه، يؤكد د.جمال عبدالمطلب، أستاذ علم الاجتماع، على أن السعادة الصادقة لابد أن تنبع من النسق العام من البيئة المحيطة، وأن تكون جميعها في ترابط وتضامن مع بعضها البعض، موضحًا أن البيئة تتمثل في بيت العائلة الذي كان يشمل الجميع ويخلق حالة من التضامن والتكافل بين جميع أفرادها.

وأشار إلى ضرورة المساهمة في المبادرات الاجتماعية البسيطة للفقراء والمحتاجين والمرضى وإعطاء بعض المخصصات للمرأة المعيلة، مشددًا على ضرورة ترشيد الإنفاق في العيد، لأن السعادة ليست بالإنفاق على الأشياء الضرورية وغير الضرورية، بل الهدف هو الترابط الاجتماعي، والتزاور والتضامن والتكافل لتعم البهجة على الجميع.

وفى سياق متصل قال د.سعيد صادق استاذ علم الاجتماع، إن المجتمع العربي فيه تناقضات بين الغناء الفاحش والفقر الشديد، وهو ما يحتاج إلى وعي من المسلمين بأهمية استغلال العيد في إضافة اللُحمة والرحمة والتواصل بين الجميع ورعاية الآخر، سواء عن طريق التبرع، أو تفريج كرب الفقراء، أو فك أسر الغارمين والغارمات، أو التبرع بالملابس لغير القادرين حتى يشعر الجميع بالسعادة في العيد، مؤكدا أنها كلها أمور تضفى السعادة والبهجة على النفس، لاسيما وأنها تطفئ نار الصراع الطبقي والحسد والحقد في المجتمع ككل.

انعكاسات نفسية

وأخيرًا، يؤكد د.محمد خطاب، أستاذ علم النفس، أن الإنسان بفطرته كائن اجتماعي لا يستطيع أن يعيش دون الآخرين، ولا تكتمل سعادته إلا بسعادة من حوله، لاسيما وأن رؤية السعادة في عيون الآخرين تحقق الشعور بالرضى، فالإنسان يشعر بالسعادة لذاته وعن طريق الآخرين أيضًا، موضحًا أن الشعور بالتكافل مدلول إيجابي، الهدف منه صناعة الأمل وتصدير التفاؤل والمشاركة النفسية والدعم النفسي الذى يحافظ على الصحة النفسية للإنسان والتى تحقق النضج النفسي أو الانفعالي وتحميه من الاضرابات النفسية.

وأكد أن مشاركة الفئات المهمشة التي تعاني من الحرمان كزيارة الأيتام ومساعدة الأرامل والفقراء والمرضى والتبرع بالدعم في الأعياد، يقضي على الشعور بما يسمى بـ"الأنا مالية" والسلبية، ومن ثم تتحول الحالة المزاجية للفرد من الاكتئاب إلى السعادة، ومن شأنها أن تحمي المجتمع من الأمراض النفسية، لاسيما وأن المشاركات الوجدانية تحمي المجتمع من الإرهاب والتطرف والعنف بكل أنواعه.

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال