السبت، 27 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

29 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

هذا ديننا

 

2small 79615

أ.د/ زيد بن محمد الرماني

كان شهر رمضان المبارك، ولا يزال، مبعثاً لكوامن الشعور النبيل والأفكار النيّرة والأوصاف الحسنة والمواعظ الطيبة من قبل العلماء والأدباء والمفكرين والشعراء.

1344446087

د. مسعود صبري:

يعتبر شهر رمضان من الشهور الكاشفة لمن يريد أن يعرف نفسه، ذلك أن كثيرا من الناس يصاب بداء " التيه"، فهو لا يقف عند حقيقة نفسه، وإن عرف منها شيئا، فقد غابت عنه أشياء، فيأتي رمضان كاشفا عن تلك النفس بعد أن تصفد الشياطين ومردة الجان، فتظهر النفس على حقيقتها، فأيما ذنب أحبته نفسك ورأيتها تحبه حتى في رمضان، فهذا ليس وسوسة من الشيطان، إنما هو من خبيث النفس، فإن من العلامات الفارقة بين وساوس الشيطان وغلبة الهوى والنفس أن الشيطان يجعلك تحب كل معصية، فيوسوس لك غالب المعاصي حتى تقع فيها، وأما النفس، فهي تريد المعصية التي تحبها وتديم عليها، فهي تميل إلى نوع أو أنواع بعينها من المعاصي فتلك النفس الأمارة بالسوء، فغالب الناس نفسه تأمره بالسوء لحبها له، كما قال تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ } [يوسف: 53]، فكثير من النفوس البشرية تأمر أصحابها بالمعصية دائما، وهناك نفوس حفظها الله تعالى بحفظه، ووفقها لطاعته، فهي لا تأمر صاحبها إلا بالخير والطاعة، ولكنها مقارنة بالأمارة أقل.

والوقوف على استمرار المسلم في ارتكاب المعاصي في رمضان يُفهمه نفسَه، وأنه يجب أن يجاهدها بالخوف من عذاب الله تعالى، والحرص عليها والحب لها من أن ينالها العذاب الشديد، وأن يطمعها في جنة الله تعالى، كما قال سبحانه: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40، 41]، فإذا جاهدها هداها الله تعالى الصراط المستقيم، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]، فحينئذ تصل نفسه إلى أن تكون في رتبة النفس المطمئنة التي يخاطبها الله تعالى بقوله: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ .ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً . فَادْخُلِي فِي عِبَادِي . وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27 - 30].

فارقب قلبك عند القرآن، فإن وجدت فيه نشاطا في رمضان وإقبالا عليه، فقلبك تجاه القرآن سليم، وإن رأيته معرضا عنه؛ فأنت بحاجة إلى مداواة قلبك.

وارقب قلبك عند الصلاة وقيام الليل، فإن سهل عليك قيام الليل والصلاة؛ فقلبك سليم، ونفسك صالحة، وإن ثقل عليك؛ فاعلم أن نفسك مريضة أمارة بالسوء تحتاج إلى مداواة.

وكما أن رمضان شهر كاشف لضعف النفس البشرية، فإنه – في ذات الوقت- كاشف للطاقات الكامنة في تلك النفس، وقدرتها على الإنجاز والعمل الصالح، فكثير من الناس لم يكن يقدر على الصيام في غير رمضان، وإن سألته: لم لا تصوم النوافل؟ كانت إجابته: أنا لا أستطيع، لكنه في رمضان وجد الصيام سهلا يسيرا، استطاعته ثلاثين يوما متتاليا، وهي نتيجة يصعب أن يجربها في غير رمضان، وهذا يعني أن رمضان كشف له عن قدرة نفسه في الصيام.

وكثير من الناس لم يكن يستطيع أن يقرأ جزءا من القرآن كل يوم، فإذا به في رمضان يختم القرآن مرة أو مرتين أو أكثر، وهذا اكتشاف للطاقات الكامنة في النفس البشرية.

وإن كثيرا من الناس لم يركع ركعتين في جوف الليل في غير رمضان، فإذا به يصلي التراويح والتهجد، مما يكشف له مكنون نفسه القادرة على إنجاز الأعمال.

إن من أعظم ما في رمضان هو أنه يبين لك حقيقة نفسك قوة وضعفا، قدرة وتكاسلا، ليعالج كثيرا من الأوهام التي تصيب نفوسنا، بأننا غير قادرين، فنقبل على نفوسنا ونحن عالمون بحالها، قادرين على قيادتها لما فيه فلاح الدنيا والآخرة، من تحقيق الأهداف، والوصول إلى ما نصبو إليه، بتلك القيادة الحكيمة للنفس البشرية، وسر المعرفة لتلك النفس هو رمضان، تلك المعرفة التي تجعل المرء عابدا لله تعالى لا عابدا لرمضان، فيتدرب فيه على الصيام والقيام والمحافظة على الصلوات في جماعة، وعلى البر والإحسان، وعلى مراقبة الله تعالى، فيتزود منه طيلة العام بعد أن وقف على مكنون نفسه وجوهرها، فتستقيم النفس كما أمرها الله تعالى، حتى تكون نفسا مطمئنة بذكر الله تعالى وطاعته، لا أن تكون نفسا أمارة بالسوء لصاحبها فتورده المهالك.

32120010

د·محمد البنعيادي :

لابد أن نعيد النظر في الأسلوب الذي نستقبل ونمارس به أيام وليالي رمضان حتى نحقق الزاد للقلب والروح ونجعله للسكينة والعبادة والوقار بدل الغضب والخصومة والشجار، ونجعله صفاء للدهن وطاقة للعمل بدل النوم والكسل··· كل ذلك من أجل تحقيق سر الصيام والانتفاع به روحياً وجسمياً وعقلياً··· قال الحسن البصري رضي الله عنه: إن الله جعل رمضان مضماراً لخلقه يتسابقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب من الضاحك اللاعب في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون .

1 ـ الصوم: وعاء تتخلق فيه التقوى

يقول الله عز وجل في سورة البقرة الآية 381: (يأيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، الصوم فريضة في كل الرسالات السماوية، القصد منها تنمية التقوى عند الإنسان: في روحه وفكره وحركته، ليكون المسلم من خلال الصوم ذلك التقي الذي يخاف الله في نفسه فيراقبها فيما يعيش في نفسه من أفكار وفيما يتحرك به من أعمال، الصوم ـ بذلك ـ مدرسة تصنع المسلم التقي الذي لا يحتاج إلى سلطة تفرض عليه النظام والالتزام والاستقامة، لأن شعوره بسلطة الله تجعله يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الناس، وتجعله يمنع نفسه ويضغط عليها ويجاهدها حتى لا تعتدي وتظلم··· إن الله يريد من الإنسان المسلم أن يقدِّم بين يديه عند لقائه زاداً يتزوَّد به (وتزوَّدوا فإن خير الزاد التقوى) البقرة:791، (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد) الحشر:81، التقوى هي العنوان الذي يريد الله للإنسان أن يعيشه في حياته الروحية والفكرية والاجتماعية والسياسية وحتى العسكرية، لأن معنى التقوى: أن يجدك الله حيث أمرك ويفقدك حيث نهاك، كما قال الإمام علي كرَّم الله وجهه·

لهذا فمن صام وحصل التقوى فقد حصل عمق الصوم وجوهره في شخصيته، ومن لم يحصل على التقوى فإنه يصدق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: <رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش>، أو كما قال، لهذا فعلينا مراقبة أنفسنا في أثناء الصوم: هل استطعنا أن نتقرب من الله أكثر؟ أم ابتعدنا عنه أكثر؟ يجب أن نفحص أنفسنا يومياً: هل نتحرك في خط التقوى؟ هل نتحرك في خط تصاعدي نحو الله أم في خط تنازلي نحو الشيطان؟

ويمكن أن نتصور الصوم على أنواع عدة:

صوم مادي والذي يعني الامتناع عن الأكل والشرب والجماع، ولكنْ هناك نوع آخر من الصوم وهو الصيام الأخلاقي، والذي يعني الامتناع عن الكذب والغيبة والنميمة والشتيمة وإيذاء الناس وظلمهم··· أي أن تصوم صوماً أخلاقياً يجعلك تملك حساسية تجاه الكلام البذيء والمأكل والمشرب الحرام··· إنه منهج يتربى عليه الإنسان في أثناء صومه في رمضان ليصبح صوماً عن كل المحرمات فيما بعد من قول أو فعل أو حركة·

وبعبارة أخرى: إن الصوم الجسدي مقدمة للصوم السلوكي، فالمعركة الصغيرة مع النفس في رمضان هي مقدمة للمعركة الكبيرة مع النفس في غير رمضان··· في الحياة·

صوم الأفكار والمشاعر: إن الإسلام يريد للإنسان عندما يعيش الصوم في نفسه أن يمنع نفسه عن الأفكار السيئة والنوايا السيئة والدوافع السيئة، لأن مشكلة الإنسان في أفكاره ونياته ودوافعه، لأن أفكارنا هي التي تصنع لنا مواقفنا ومواقعنا، ولأن نوايانا هي التي تتحرك في خط علاقاتنا، ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: <إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى امرأة ينكحها أو دنيا يصيبها فهجرته إلى ما هجر إليه>، وهكذا، إذا أردت أن تكون الصائم التقي، فعليك ألا تحصر مسألة الصوم في أعضائك، بل تعداها إلى أفكارك ومشاعرك ونياتك·

إن للفكر صوماً ـ كما قلت ـ ويتجلى في التفكير في الخير الذي يبني للحياة سلامتها وقوتها، والإمساك عن التفكير في الشر الذي من مظاهره الإيذاء والظلم··· ليصم فكرنا عن كل تفكير شرير، وليبق متحركاً من خلال غذاء الخير وحركته·

والخلاصة: لابد أن نصوم صوماً جسدياً، وصوماً أخلاقياً، وصوماً فكرياً روحياً وشعورياً··· إن الله يحب أن نصوم عن محبة الأعداء، أعداء الله وموالاتهم، أن نصوم عن بغض أولياء الله، أن لا نوالي إلا المؤمنين ولا نعادي إلا الكافرين المستكبرين، ذلك هو صوم المشاعر والعواطف، كما هو صوم الجسد·

2 ـ الصوم: دروس للحياة·

مدرسة الصوم غنية بالدروس والعظات يمكن إجمال بعضها فيما يلي:

التمرد على العادات السيئة

يعيش الإنسان على عادات قد تكون محللة أو محرَّمة، عادات تتحرك في حياتنا الشخصية والاجتماعية، والصوم هو صمام الأمان للتحرر من عبودية العادة السيئة وكسرها والتي قد تضغط علينا فتشل قدراتنا على المستوى الصحي أو الاجتماعي أو الاقتصادي··· في الصوم ننتصر على عاداتنا السيئة ونهزمها يومياً بدءاً بالفطور مروراً بالغذاء ووصولاً إلى العشاء، وخلال ذلك كله نمتنع عن عاداتنا الاجتماعية غير المجدية، إنه درس يجب أن يمتد لما بعد رمضان، لذلك إذا كنت قد اعتدت عادات سيئة تضر بصحتك وعقلك ودينك وحياتك وأوضاعك الاجتماعية··· فاستعن بالقوة التي حصلت عليها في محاربة عاداتك اليومية، لتكون أساساً ومنطلقاً للانتصار على عاداتك الأخرى··· لتنتصر على عبوديتك لها ولتصبح حراً من كل الضغوطات السيئة، إلا ضغط الإيمان الذي يعلِّم الإنسان متى يقول: نعم، ومتى يقول: لا، من موقع الحرية في كل المواقع والمواقف الفكرية والاجتماعية والسياسية··· إن الذين يعيشون العبودية لعاداتهم، يعيشون معنى العبودية في شخصيتهم، وهذا يؤهلهم لأن يكونوا عبيداً للطغاة والمستكبرين والكافرين·

إن مدرسة الصوم تعلِّمنا الحرية، لنرفض من موقع إرادة أو نقبل من موقع إرادة، أي تعلمنا التقوى من موقع الوعي والفعل الإراديين··· لهذا علينا أن ننتصر على عاداتنا من خلال ما نتعلمه في صومنا من هزيمة العادة واتقاء الشهوات·

الصوم ولذة الألم

في أثناء الصوم نعيش الحرمان، فنصبر رغم إلحاح النفس··· نصبر ونحن نتألم من الجوع والعطش··· إن رمضان مدرسة تدريبية على الصبر في الحياة كلها·

والصبر أقسام: صبر على البلاء سواء في الجانب السياسي أو العقدي أو الفكري··· فلنتعلم كيف نكون صابرين في مواقع الابتلاء كما نحن صابرون في مواقع الحرمان في الصوم، لنتعلم أن نصبر على طاعة الله التي قد تكلف الإنسان الكثير من الجهد، وقد تخسرنا طاعة الله مالاً في سبيله، وقد تحرمنا جاهاً حراماً، وقد تخسرنا حياتنا في بعض الحالات، لذلك علينا أن نتعلم من صبرنا في رمضان كيف نصبر في كل مواقع الطاعة في العبادات والمعاملات، مثل الصبر عن المعاصي التي قد تلح علينا وهي تخاطب غرائزنا وشهواتنا وأطماعنا ونوازعنا الذاتية، هذه المعاصي التي قد تلح علينا وتحرق كياننا بشهواتها، اصبر عليها أيها الصائم كما كنت في رمضان··· علينا أن نجعل الصوم صوماً واعياً ننتقل فيه من موقع لآخر أحسن حالاً، ذلك أن جو الصيام يوحي للإنسان باستثارة إيمانه الكامن في أعماقه بحركة معاناة عميقة تتصل بالواقع الذي يضج بالتحديات والمشكلات والمآسي المتنوعة التي تقتحم حياته فتهزها، فيقف وقفة إيمان واع يعرف قصة الحياة على أساس السنن التي أودعها الله فيها، فليست عسراً كلها ولا يسراً كلها، بل هي العسر في طريق اليسر، واليسر في نهايات العسر، كما يُقال، فإذا ثقلت على المسلم الأعباء في دروب الأهداف التي يريد تحقيقها فلابد له من الاستعانة بالصبر ليدعم إرادته ويقويها ويبعث فيها روح التماسك والصلابة من أجل الحصول على الموقف الصلب والشخصية المتماسكة في جو من الروح الإيمانية التي لا تنسى الله، ومن خلاله كل أوامره ونواهيه وأحكامه في المواقف الحرجة والتحديات الصعبة، بل نعيش حضور الله المهيمن العميق في فكرنا ووجداننا وتطلعاتنا من خلال تجربة زمنية محددة تنبعث من أجواء الصوم، بل من أجواء رمضان التي تنضح بالرحمة والمغفرة والرضوان على من شمَّرَ عن ساعده وعمل بوعي عميق على تحقيق مقاصد هذا الشهر الكريم·

هل ألم الجوع والعطش و··· عذاب وانتقام من الله، أم رحمة إلهية في نطاق النظام الكوني السنني الذي يربط المواقف بأضدادها (الجوع، الشبع)، من خلال التحديات الصعبة التي تواجه العاملين والسائرين نحو الله على الخط المستقيم في حياتهم الفردية والجماعية·

إن للاستقامة ـ ومن خلالها رضا الله عز وجل ـ ضرائبها الثقيلة، وهنا يأتي الصبر ـ الذي نتعلم من الصوم بعض جوانبه ـ ليمنح للمسلم قوة الثبات والصمود والتماسك، فلا ينهار ولا يتخاذل ولا تتبعثر خطاه، بل يمتص كل ذلك بروحه الإيمانية المثابرة، التي تعرف أن الطريق ليس مفروشاً بالورد، وتتعلم كيفية التعامل مع الأشواك الحادة في أوقات الجراح النازفة <فلا تسمح للجراح أن تبكي ولا للآلام أن تصرخ، بل تعلمها كيفية الابتسام في فرح الرسالة وهي تتقدم فوق كل الأشواك والآلام مع حذر هذه الروح الرسالية من اهتزاز نقاط الضعف في كيانها وانسجامها مع قوى الانحراف>، الصبر يعلمنا أنه لابد من الصبر والرضا والقناعة بقضاء الله ليلتقي الإنسان بالله عند رجوعه إليه ليجد عنده الرحمة والمغفرة والثواب الجزيل··· منساباً في مشاعره انسياب الضوء في قلب الكون وحيث تنطلق الشهادة المعبرة عن حقيقة إنسانية هي أن الصبر الواعي ـ الذي نتعلم مبادئه من الصوم ـ الذي يعرف قيمة الرسالة والإيمان وما تتطلبه من تضحيات وآلام، وما تنتجه ـ في المقابل ـ من خير وبركات هو السبيل الحي للهدى والصلاح الذي يمنح أصحابه ذلك الوسام الرائع: لذة الألم أو ذلك الألم المقدس، كما قال بعض الصالحين·

الصوم ونشاط حركة الضمير الشرعي

من إفرازات الصوم حركة الضمير الشرعي المُحَاسِب الذي يعبر عنه بالوازع الديني، أي عودة الضمير للحركة في انسجام مع الشرع، ومعنى ذلك أن الصوم يكسبنا ذهنية شرعية تقية تمنعنا وتحاسبنا وتهمس لنا في كل مشاعرنا وفي كل موقع من مواقع حياتنا، إننا في الصوم ونحن نعيش هذا الجو، نشعر وكأننا وحدنا، ولكننا مع ذلك نمتنع عن كل الشهوات، لأننا مع الله <الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور

لنحاول جميعاً، إذاً، أن نزرع في أنفسنا هذا الوازع الديني الشرعي، وهذه الحساسية تجاه الفعل المشين التي تجعلنا نشعر برقابة الله علينا وبحضور الله في حياتنا: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا) المجادلة:7·

الصوم جوع وعطش واع

هناك بعض الناس ليس لديهم الفرصة لكي يحسُّوا بالجوع أو العطش··· ورمضان فرصة لهم لمعرفة لسعاتهما في مشاعر الجائعين والعطشى والمحرومين، مما يؤهل هؤلاء للانفتاح على مشكلة الجوع والعطش··· من موقع الحس، لا من موقع الفكرة التي تبتعد عن الحس، وقس على ذلك مشكلة الحرمان بصفة عامة·

الصوم مناسبة لإعادة النظر في الأحقاد

في أجواء الصوم يجب أن يكون واقعنا ساحة لحركة الروحانيات التي تجعلنا نفكر روحياً كما نفكر مادياً، نفكر في حساب الله كما نفكر في حسابات الناس، هل فكَّرنا ونحن نتنازع ـ مثلاً ـ ونختلف ونتحاقد في مآل موقفنا من الله؟

لماذا نستغرق فيمن نعبدهم من دون الله؟ ولماذا لا نفكر في الله؟

إن حسابات الدنيا البعيدة عن الآخرة تموت في الدنيا، أين الملوك والطغاة والجبابرة الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد الأخلاقي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي منذ فرعون إلى الآن؟

ونحن في شهر رمضان، ذلك الخزان الروحي الذي يفيء دون حدود، لماذا لا نجعل روحيتنا تجتاح علاقاتنا لتعطرها بعطر المحبة بدل البغض والتسامح بدل الحقد و···؟

وفي المقابل، لماذا لا نعيد النظر في كل ما انطلق فيه المستكبرون والضالون والمضلون ليملؤوا قلوبهم بالضغائن والأحقاد على بعضنا بعضاً؟ لماذا نصرُّ على أن نكون قطع شطرنج بيد الآخرين ممن يكيدون للإسلام وأهله؟

فلنرجع إلى الله، ولنبتعد عن طريق الشيطان وأعوانه، فإذا كان لنا اهتمام بإسلامنا وإيماننا، فلننطق حتى نتفتح على الله وأحكامه وننغلق عن الشيطان وأذنابه: (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون؟) المائدة:91·

لنترك الأحقاد جانباً ولننفتح على كلام الله في هذا الشهر الكريم، ونشغل أنفسنا بتلاوته وتدبر معانيه، تأسياً بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولنرتبط بأحكامه ولنعرف مواطن الطاعة ومواطن المعصية مستفيدين من جلال هذا الشهر العظيم وما يبنيه فينا من وعي بضرورة جعل كلمة الله هي العليا وكلمة الشيطان وأعوانه هي السفلى

6 18 2015 10 39 50 AM

عَلاء الدِّين حسَـن :

جاء اسم السَّـلام في القـرآن الكريم في قول الله تعـالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَـلِكُ الْقُدُّوسُ السَّـلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُـبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْـرِكُونَ} (الحشر: 23).

هذا الاسم معناه أنَّه جلَّ جلاله ذو السَّلامة، أي أنَّ ذاتَه جلَّ جلاله سلِمت من كلِّ عيب، وأنَّ صفاته تنـزَّهت عن كلِّ نقص، وأنَّ أفعاله خلت عن أيِّ شر.. لا يلمُّ به سبحانه موت ولا فناء ولا مرض ولا فتور ولا غفلة ولا سهو ولا نسيان ولا نوم، فعِلْمُه عزَّ وجلَّ سلِم من أن يُحجَب عنه شيء، وسمعه سلِم من أن يغيب عنه مسموع، وبصره سلِم من أن يغيب عنه مبصَر، وغناه سلِم من الحاجة إلى غيره ومن الفقر، وعزَّته سلِمت من أن يطرأ عليها ذل.

والله تعالى هو السَّلام، أي إنَّه جل جلاله ذو السَّلامة لعباده، فليس في الوجود كلِّه سلامة إلا وهي معزوَّة إليه.

أنت إذا سرت على قدميك، ما الذي يضمن لك ألا تقع؟ جهاز للتوازن أودعه الله في أذنك الداخلية من أجل سلامتك.

ولكي تتحقق السلامة، جعل الله العين في المحجر، وجعل الدماغ في الجمجمة، وأودع النخاع الشوكي في العمود الفقري، والقلب في القفص الصدري، وأجرى معامل كريات الدم الحمراء في نقي العظام.

والسَّـلام، سَلِمَ المؤمنون من عذابه، فهو جلَّ شأنه ذو سلامة على أوليائه:

{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} (النَّمل: 59).

ومن معاني هذا الاسم، أنَّ ذكرَ الله عزَّ وَجلَّ يورث الأمن والطمأنينة والسَّلامة، والدليل على ذلك هو قوله تعالى {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرَّعد: 28).

فإذا ذكرته شعرت بالسَّـلام، إنَّك إذا ذكرت الله زال عنك الخوف، وزالت عنك الوحشة، إنَّك إذا ذكرته أنست به، وازددت حبًّـا له.

ومن معاني اسم السَّـلام أنَّك إذا اتصلت بالله عزَّ وَجلَّ طهرت نفسـك من العيوب، ومن البخل والشح والحقد والضغينة والحسد والكبر والغرور، إذن هو ذو سلام في جسمك أعطاك أعضاء، وأعطاك أجهزة، وأعطاك خلايا وأنسجة، ومنحك دقَّة بالغة في جهازك العظمي والعصبي والعضلي والدوران والشـرايين والأوردة، وإذا كنت خائفًا وذكرته بثَّ في قلبك السَّلام، فإذا اتصلت به طهرك من كلِّ العيوب والنقائص.

والمؤمن الحق يتخلَّق بهذا الاسم، فيسلم من المخالفات الشرعية سرًّا وعلنًا، ويبرأ من العيوب ظاهرًا وباطنًا ؛ ليتحقق له معنى الآية الكريمة {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ. إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (الشُّعراء: 87 – 88).

وفي شهر رمضان يتجلَّى السَّلام على أوليائه، فيطهر نفوسهم من الآثام، ويهبهم الأمن والسَّلام، وهو سبحانه وتعالى سلّم ظواهرنا من السجود لغيره، وبرأها من العبادة لسواه، وسلم بواطننا وأكرمنا بالإيمان {ولكنَّ الله حبَّب إليكم الإيمانَ وزيَّنه في قلوبكُم وكرَّه إليكُم الكفرَ وَالفسوقَ وَالعِصيان أولئكَ همُ الرَّاشدون} (الحجرات: 7).

وكما سلمنا الله من الشرك، فعلينا أن نكون سالمين من كل وصف لا يليق بنا، علينا أن نسلم القلب عن أن يكون له التفات إلى غير الله.. وخير من نال الحظ الوافر من اسم السلام هو رسول السلام ص، فقد سلم ظواهرنا وبواطننا من الترهات والدناءات، فكان الرحمة المهداة للعالمين.

ولقد كان من دعاء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام {ربَّنا وَاجعلنَا مسلمَين وَمِن ذرِّيَّتنا أمَّـة مسلِمة لَك} (البقرة : 128)، ورحم الله القائل:

لكَ النَّجـوى إذا تَّقد الهُيامُ

وهزَّ القلبَ بالشَّوقِ سلامُ

سـلامٌ نازهٌ مِن أيِّ نقصٍ

عظيمٌ كاملٌ منهُ السَّـلامُ

سـلام ربنـا في كلِّ شيءٍ

عظيم أمـره أبدًا تـمامُ

كمالٌ في الصِّفات وفي فعالٍ

تعالى خالقًا وهو السَّـلامُ

وإفشاء السلام من الأمور التي تجلب المحبَّـة، وتنشُر المودَّة بين النَّاس، جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ص «لَا تدخلُوا الجنَّة حتَّى تُؤمنوا، وَلا تُؤمنوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلَا أدُلُّكم عَلى شيءٍ إذَا فعلتُمُوهُ تَحابَبْتُم؟ أَفشوا السَّلامَ بينَكُم» (رواه مسلم في صحيحه برقم: 54).

وعند البخاري في «الأدب المفرد» من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ص: «إنَّ السَّلامَ اسمٌ من أسماءِ اللَّه، وَضَعَهُ الله في الأرض، فأفْشُوا السَّلام بينكم» (البخاري في الأدب المفرد، حديث رقم (989)، وإسناده صحيح).

وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- أنَّ رجلًا سأل رسول الله ص: أيّ الإسلام خير؟ قال: «تطعمُ الطعام، وَتقرأُ السَّلام، على من عرَفت، ومَن لم تَعْرِف» (البخاري (حديث رقم 28)، ومسلم (حديث رقم 39).

وبيَّن رسول الله ص أنَّ من حقِّ المسلم على أخيه أن يُسَلِّمَ عليه؛ ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله ص قال: «حقُّ المسلم على المسلم ست. قيل: ما هنَّ يا رسول الله؟ قال: إذا لقيتَهُ فسلِّمْ عليه، وإذا دعاك فأجِبْهُ، وإذا استَنصَحَك فانصَح له، وإذا عطس فحمِدَ اللَّه فشمِّتْهُ، وإذا مَرِضَ فعُدْهُ، وإذا ماتَ فاتبعه» (صحيح مسـلم (ص 1705).

وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ ص قال: «إيَّاكم وَالجلوسَ على الطُّرُقات، فقالوا: يا رسولَ اللَّه، ما لنا من مَجالِسِنا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فيها، فقال: فإذا أبَيْتُم إلّا المجلس فأعطوا الطريق حقَّه، قالوا: وما حقُّ الطريق يَا رسـولَ الله؟ قال: غضُّ البَصَر، وَكفُّ الأذَى، وَرَدُّ السَّلام، وَالأمرُ بالمَعروف وَالنَّهي عن المنكَر» (البخاري (مع الفتح 11/ 8)، ومسلم (14/ 102 مع النووي).

وكانَ النَّبيُّ ص يسلِّمُ على الصِّبيان، كما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه (البخاري (مع الفتح 11/ 32)، ومسلم (مع النووي 15/ 1).

وكان يُسَـلِّمُ على النِّساء أيضًا، ففي سـُنَنِ التِّرمذي، والأدب المفرد للبخاري بإسنادٍ حسَنٍ لِشواهده من حديث أسماءَ بنت يزيد- رضي الله عنها- أنَّ رسول الله ص مرَّ بِي، وأنا في جَوارٍ أتْراب، فسلَّم علينا. (الترمذي (7/ 475 مع التحفة)، والبخاري (في الأدب المفرد/ 1048).

وكذلك إذا كان المَجلِس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان، واليهود، فإنَّ النبي ص سلَّم على مَجلِس فيه مثل هذه الأخلاط .

وكم من شَـرٍّ دُفِعَ بسبب إلقاء السَّـلام، وكم من خيرات حلَّت بسبب كلمة السَّلام، وكم من أرحام وُصِلَتْ بفضل السَّلام.

وفي المقابل كم حلَّ من نَكَدٍ وبَلاء، وكم ساد من بُؤسٍ وشَقَاء، وكم زاد من إدبار وتنافُر ؛ بِسَبَب عدم إلقاء السَّلام!

قال علماؤنا: ابتداءُ السَّلام سُنَّة، وردُّه واجب، وإن كان المُسلِّم جماعة، فهو سُنَّة كفاية في حقِّهم، وإذا سلَّم بعضُهم حَصَلت سُنَّة السلام في حقِّ جميعهم، فإن كان المُسلَّم عليه واحدًا تعيَّن عليه الرَّد، وإن كانوا جماعةً كان الردُّ فرضَ كفاية في حقِّهم، فإنْ ردَّ واحدٌ منهم سقط الحرج عن الباقين، والأفضـل أن يبتدئ الجميعُ بالسَّلام وأن يردَّ الجميع.

من صَيغ السلام

أخرج أبوداود في سُنَنِه من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال: «جاء رجل إلى النبي ص فقـال: السلام عليكم، فردَّ عليه السلام، ثم جلس، فقال النبي ص: عشر، ثم جاءَ آخَرُ فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فردَّ عليه فجلس، فقال: عِشْرُونَ، ثم جاء آخَرُ فقـال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فردَّ عليـه فجلس، فقـال: ثلاثون» (رواه أبوداود في سننه ك الأدب– ح رقم 5197).

< وقد شرعت للسلام آداب، منها:

قول الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} (النِّساء: 86).

وقول النبي ص: «يسلِّمُ الصغير على الكبير، والمارُّ على القاعد، والقليلُ على الكثير» (البخـاري (11/ 15 مع الفتح).

وقد تكون هناك موانع شرعيَّة تَمنع مِن إلقاء السلام، بل ومِن رَدِّه، كأن يكون عدم الردِّ كي ينْزجر العاصي عن معصِيَتِه، ويُقْلِعُ المُذْنِب عن ذنبه.

وقد يكون في إلقاء السلام على رجل شرير دفع لشرِّه.

وقد قال النبي ص في شأن رجل: «بئسَ أخو العشير» (البخاري في الأدب– ح 6032)، فلما قدم ألان له النبي ص القول.

وبالجمـلة، ففي باب إفشاء السَّلام، أو تركه، ينبغي أن نراعي المصالح الشرعية العامة، فإفشاء السلام والإكثار منه، والسلام على الصغير والكبير، والقريب والبعيد، ومن عرفت، ومن لم تعرف- هو الأصل في العلاقات.

وصحَّح بعض أهل العلم حديث البراء بن عازب- رضي الله عنهما– قال: قال رسول الله ص: «ما مِن مسلمَين يلتقيانِ فيتصافحان، إلا غفرَ لهما قبل أن يتفرقا» (رواه أبوداود– ك الأدب– ح 5214).

والمؤمن يحرص على البشاشة، وطَلاقة الوجه، والابتسامة عندَ السَّلام، حيث يقول ص: «وَتبسُّمُك في وَجهِ أَخِيك صَدَقة» (سنن الترمذي– ك البر والصلة– ح 2083)، ويقول ص: «لا تَحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أنْ تلقَى أخاكَ بوجهٍ طَليق» (ص مسلم– ك البر والصلة– ح 6857).

والجنة هي دار السَّلام، قال تعالى {لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِم} (الأنعام: 173).وتحية المؤمنين يوم يلقون ربهم في الآخرة هي السلام، قال تعالـى: {خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ} (إبراهيم: 23).

ولقد جاء التبيان النبوي ليربط الإسـلام بالسلام والإيـمان بالأمان، فقـال ص: «المسلمُ من سلِم الناسُ من لسانهِ ويده، والمؤمن مَن أمِنَهُ الناسُ على أموالهم وأنفسهم» (رواه النَّسـائي 6/530).

في القرآن الكريم تأكيد صـريح على السـلم, وخاصة عند غيـاب القتال, قال الله تعـالى {فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا} (النِّساء: 90).

وكذا إنْ عَلِم المسلم أنَّ الذي يقاتله قد جنح للسلم، فإنَّ المسلم يدخل في الحالة السلمية، قال تعالى {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} (الأنفال: 61).

2ramadaan 

التوبة ورد الأمانات والتسامح وإخراج الزكاة استعدادات المسلم لشهر المغفرة

الفرحة بقدومه.. والاستغراق في الطاعة طوال أيامه ولياليه

القاهرة – الوعي الشبابي:

أطل علينا الضيف الكريم ببهجته وروحانياته، استقبله الصغار بتعليق الرايات وإشعال المصابيح ونشر الزينات في كل الشوارع والأرجاء، بينما استقبله الكبار بشراء اللوازم الغذائية والمواد الترفيهية التي تفرغ الشهر من مضمونه، وبينما استعدت الفضائيات بعاصفة من المسلسلات والبرامج التي تسلب الصائم أية عزيمة نحو التعبد الخالص لله.. بعيدا عن كل ذلك دعونا نتعرف إلى ما ينبغي أن يفعله المسلم في استقبال رمضان.. فإلى التفاصيل.

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال