الكويت – الوعي الشبابي:

يعد موقع الفيديو الاجتماعي العالمي «اليوتيوب» مصدراً مهماً من مصادر التعليم في الوقت الراهن، وفضاءً معرفياً رحباً، يستقصده العديد من الطلبة، وذلك لكثرة القنوات والفيديوهات التعليمية المتنوعة التي تنتشر فيه، والتي يساهم فيها الناس من مختلف أنحاء العالم لعرض الدروس والمواضيع العلمية المختلفة، ما يتيح للمتلقي إمكانية استيعاب ما استعصى عليه فهمه من أفكار وحل للمسائل.

وبحسب علي الفضلي في الراي بات «اليوتيوب»، هذا الفضاء المعرفي الثمين، قبلة يولي العديد من الطلبة عقولهم اليها لطلب العلم، إذ لا يكتفي طلبة الجامعة، لاسيما اصحاب التخصصات العلمية، بما يتلقونه من تعليم في قاعات الدرس فقط، بل يجدون في «اليوتيوب» ملاذاً مهماً لفهم واستيعاب مقرراتهم الدراسية، بشروحات مختلفة ومبسطة تعتمد في الغالب على دمج الصورة بالجانب النظري، الذي يجعل من العملية التعليمية أكثر سهولة ومتعة.

ورأى الطالب عبدالرحمن الأحمد، أن «اليوتيوب» بات وسيلة مفيدة للطالب الجامعي، «إلا أنها لا يجب أن تكون الوسيلة الوحيدة التي يعتمد عليها اعتماداً كلياً في دراسته»، مبيناً أن الاستفادة من «اليوتيوب» يجب أن تكون بقدر حاجة الطالب، «لاسيما في حالة إذا لم يستطع أن يركز في قاعة الدرس بسبب ظرف ما»، مشيراً إلى أنه يلجأ إلى «اليوتيوب» مرات قليلة يبحث فيها عن فيديوهات تشرح له بعض الأمور التي لم يستوعبها في الدرس.

من جهته، اشار الطالب عبدالهادي تقي، الى أنه استفاد بشكل كبير من «اليوتيوب» في دراسته الجامعية وفي تخصصه، تحديداً في تعلم لغة البرمجة C++، مبيناً أن «الطالب أحياناً يواجه بعض الصعوبات في فهم المحاضرة، خصوصاً في ما لو كان المحاضر من دولة أخرى غير ناطقة باللغة الإنكليزية حيث يغلب على لسانه لغة ولهجة بلده الأصلي، وهنا يلجأ العديد من الطلبة إما للدروس الخصوصية وإما اليوتيوب، لفهم المحاضرة»، مشيراً إلى أنه «في عالم اليوتيوب بإمكان الطالب أن يجد أفضل الشروحات وأكثرها كفاءة من قبل أساتذة على مستوى تعليمي عالٍ، غالباً ما يكونوا أساتذة في جامعات عالمية عريقة، متمكنون من إيصال المعلومات بصورة واضحة ومبسطة».

من جانبه، أوضح الطالب محمد عبدالهادي، أنه لا يلجأ إلى استخدام «اليوتيوب» إلا عند حاجته لفهم شيء ما، وزيادة حصيلته العلمية أو لتعلم مهارة أو معرفة جديدة، مبيناً أن «اليوتيوب لا يغني عن المحاضرة الجامعية ومن الصعب أن يتم الاستغناء عنها».

ولفت عبدالهادي، إلى أن «التعليم عن طريق اليوتيوب يتميز بأنه يتيح للطالب الفرصة للاطلاع على الكثير من الدروس المختلفة التي يتنوع الأشخاص في تقديمها، وبالتالي يجد الطالب ثراءً معرفياً يشتمل على العديد من الخيارات، ولربما وجد الطالب من بين هذه الفيدويهات ضالته التي تساعده على فهم مقرره بدلاً من الدروس الخصوصية».

بدوره، أشار أحمد السالم إلى أن الطالب أحياناً قد لا يستفيد من المحاضرة الجامعية، وقد يرجع سبب ذلك إلى طريقة الشرح من قبل بعض الأساتذة، وبالتالي لا يجد الطالب مفراً سوى الدروس الخصوصية أو «اليوتيوب»، لافتاً إلى أهمية أن يعتمد الطالب على نفسه في البحث عن المعلومة وفهمها واستخدامه لموقع «اليوتيوب» والبحث فيه ينمي لديه القدرة في الاعتماد على الذات وتعزيز مهارة التعلم الذاتي التي باتت من أهم المهارات التي يجب أن يتقنها الطالب في عصر التكنولوجيا.

وأوضح السالم أن «التعلم عن طريق اليوتيوب، يتميز بأنه يثبت المعلومة في ذهن الطالب ويجعله يركز بشكل أكبر، خصوصاً وأن المستخدم بإمكانه أن يعيد مشاهدة الفيديو أكثر من مرة وعند أي وقت يريد».

من جهته، قال محمد مال الله ان«الطالب الجامعي دائماً بحاجة إلى الإجابة عن تساؤلاته حتى تكتمل الصورة المعرفية في ذهنه للمعرفة التي يطلبها»، مبيناً أنه«بات من الصعب الاكتفاء بما تقدمه المحاضرة الجامعية التي قد يكون فيها أحياناً تقصير ما وعدم إلمام بجوانب المقرر بشمولية أكثر»، مشيراً إلى أن «اليوتيوب» بإمكانه أن يسد مثل هذا الفراغ ويوفر على الطالب الكثير من الجهد والوقت وأحياناً المال!

ولفت مال الله، إلى أن«وجود مثل هذا الكم الهائل من المواقع التعليمية التي تختصر العديد من المسافات على الطالب، أصبحت تحتم علينا أن نكون أكثر تميزاً في تحصيلنا العلمي ومعرفتنا، فليس من الجيد القول بأن هناك مقررا صعبا، بل يجب على الطالب أن يستفيد من هذا الانفجار المعلوماتي، ويبحث بكل جد واجتهاد عن المعلومة».

من جانبه، لا يرى محمد المطيري أن «اليوتيوب» مفيد دائماً بالنسبة للطلبة، مبيناً أن «هناك كتبا مختلفة من الصعب أن نجد لها شرحاً من خلال الفيديوهات المنتشرة رغم كثرتها، وبالتالي من الممكن أن يكون اليوتيوب مصدراً ثانوياً للتعليم».

واقترح المطيري،«تفعيلا للتعليم الإلكتروني في الجامعة وأن تتوحد الجهود من خلال وضع موقع خاص للمحاضرات Online ليتمكن الطلبة من الوصول إليها في أي وقت».

• (كفو).. أول منصة كويتية لعرض ...
• التعليم العالي: 82 تخصصًا ضمن خطة ...
• منح دراسات عليا بين جائزة حمدان ...
• "الأماكن".. صداع في رأس طلاب الكويت
• "التكويت".. سلاح الشباب لمحاربة ...