الإثنين، 29 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

253 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

 pointer doigt

القاهرة – الوعي الشبابي:

ألم تجلس يوماً إلى نفسك تحدثها بتنفيذ مشروع ما، أو تضع رأسك على وسادتك آخر الليل فيمنعك النومَ موقفٌ حدث في النهار وتمنيت لو تصرفت بشكل مختلف؟

ويستغرق عقلك الليل في تقليب الأمر عليك وهو يؤملك الاستفادة من الأمر ـ وفق أسامة دمَراني في أراجيك ـ، حتى إذا طلع الصباح نسيت كل ما حدث؟!

حسناً، ها أنا أضع بين يديك تجربتي في تسجيل ما يرد على رأسي من خواطر وأفكار، وما أحدث به نفسي كلما مررت بموقف أو حادثة تستدعي التدبر، وتستحق تسجيل الدروس منها، لكي تتجاوز ما وقعت فيه من العثرات أو تتجنبه، وتصفي رأسك من زحمة أفكارك، وترتبها مرئية أمام عينيك، حتى يسهل عليك تنقيحها وتطويرها فيما بعد.

فائدة التسجيل

1- حفظ الأفكار أن تذروها رياح مشاغل الحياة

وتلك أول بديهيات تسجيل العلم وتدوينه، فرب فكرة حُفظت حتى أتى أوان تنفيذها، ولعل خاطرة كتبتها عن موقف شاهدته فبقيت العبرة منه كلما قرأته مرة أخرى، بل لعلك ﻻ ترى عبرته أول مرة ثم يتضح لك بعد زوال الموقف وشواهده، حين يصفو تفكيرك وينضج عقلك بمرور الزمن.

مثال: سجلت خاطرة قبل بضعة أعوام ثم عدت إليها بعد ذلك ﻷرى منها عبرة لم أرها ﻻ في وقت وقوع أحداثها وﻻ وقت كتابتها!

2- سرد ما برأسك مكتوباً أمام عينيك

فإن المرء إذا ما أبصر مشكلته مفصلة بين يديه هان عليه سبيل حلها، لهذا تفضل الرسوم البيانية والشروح المرئية في اجتماعات الشركات، لماذا؟ ﻷنها تجعل العرض مفصلاً على الحاضرين، على خلاف السرد المجرد الذي يفترض من المستمع أن يتخيل ما يحدث داخل رأسه مع الحفاظ على الانتباه في نفس الوقت الذي عليه اتخاذ قرار بشأن ذلك.

3-  تطوير الأفكار وتنقيحها

وتلك مفيدة في حالة ما إذا كنت تسجل فكرة لمشروع أو حلا لمسألة ما. فإن مَثَلَ الذي ﻻ يسجل أفكاره ويعالجها داخل عقله، كَمَثَلِ رجل يجمع أوراق تناثرت من مكتبه إثر ريح أتت من الشرفة، وبينما هو في تلك الفوضى التي ﻻ يلاحق منها ورقتين مرتبتين، إذ يفتح ولده الصغير الغرفة فيشتد الهواء وتضيع أوراقه، وﻻ يبقى سوى حسرته.

فهذا لديه عدة أفكار برأسه يقلبها ليرى ما هو صانع بها، إذ يتصل عليه صديق له ويشغل انتباهه بينما كان يريد الحفاظ على تلك الأفكار، وفي نفس الوقت تخاطبه زوجه عن أمر مختلف تماماً، أو ينزع انتباهه نفير مزعج لسيارة تمر في الطريق، فيحاول الإنتباه إليها وهو يحاول أن ينقل هاتفه من إحدى أذنيه إلى الأخرى بيده التي تمسك الحقيبة!

ثم بعد أن يهدأ كل ذلك ويصفو رأسه، تعود تلك الفكرة لتتأرجح في الفراغ أمام ناظريه مرة أخرى، لكنها هذه المرة ورقة وحيدة، يبدو أنها ما تبقى من دفتر أفكاره الذي تناثر قبل قليل، ويضيع ما كان يدور بخلده من الأساس.

أما صاحبنا الذي يسجل فكرته أول ما ترد على ذهنه، فإنه يعرف أنها إن لم تعجبه فإنها ستبقى صورة أولية، لكنها موجودة على أي حال، يستطيع النظر فيها متى شاء كاملة غير منقوصة، بدون الحاجة إلى ذاكرة جبارة لحفظ كل تلك الأرشيفات التي تزدحم في رأسه.

ماذا تسجل في دفترك؟

وسواء كنت ستختار برنامجاً إلكترونياً أو دفتراً أو حتى مسجلاً صوتياً أو مرئياً، فإنك ستقع في حيرة أول أمرك على الأغلب، فماذا ستسجل فيه؟ وما معيار المهم الذي ينبغي أن يُسجل؟ هل أضعتَ مالك ووقتك في شئ ﻻ فائدة منه؟

حسناً، بادئ ذي بدء فإني ﻻ أخبرك أن تحتفظ بمذكرة تكتب فيها أنك تحب فلانة وتكره فلان!، وإن كان ﻻ بأس بإخراج مثل تلك الأفكار من الرأس. بل قصدي أن تعينك على تسجيل أفكارك التي ترد إلى ذهنك حين ترى مشكلة ما وتقفز في رأسك عدة حلول لها، فتهرع إلى تسجيلها قبل أن تذوب من رأسك إذا ما حدثت صديقاً أو خرجت في حاجة لك!

وتسجل فيها أيضاً أخطاءك التي وقعت فيها وأنت تتحدث إلى معلمك، ومدير شركتك، وزوجك، ووالدك، وفريق عملك، وأين أخطأوا هم، وكيف يمكن تجنب ذلك مستقبلاً، والحلول التي يمكن تطبيقها للخروج من المشكلة وتجنب تكرارها، وهكذا!

وأيضاً، خطتك لعامك المقبل، والعام الذي يليه، ومشاريعك الدراسية، والتجارية، وتدريباتك البدنية، ورحلاتك التي تخطط لها، وكيف ستوفر مالاً ووقتاً لكل ذلك. وكيف ستوفق بينه وترتبه.

ولبعض الناس الذين يفضلون التحدث إلى أنفسهم فيما يشغل بالهم، ويقضون أوقاتاً وهم يتخيلون مشهداً ﻷمر يتوقعون حدوثه، ويتخيلونه بأشخاصه، وماذا يمكن أن يقول كل شخص منهم، وكيف سيردون على كل واحد فيهم إذا قال كذا وكذا، وإذا فعل كذا وكذا.

فهؤﻻء الأشخاص إذا ما تكلموا بصوت عال في تخيل تلك المشاهد مع أنفسهم، فستراهم بعدها بأيام ضيوفاً على المصحات النفسية! ولم يكن بهم بأسٌ إﻻ أنهم أرادوا حساب احتمالات ما هم بصدده!، ولكي يتجنبوا ذلك بالطبع فإن فكرة تسجيل تلك الاحتمالات في مفكرة سيكون أفضل بكثير وأهدأ، وأدعى أن يطمئن أصدقاؤهم وذووهم عليهم.

 انتبه!

وﻷنك ﻻ تعيش وحيداً على الأغلب، فإنك لن تسلم من فضول البعض الذي سيدفعه لمعرفة ما تفعل بتلك المفكرة وما تكتب فيها، لذا احرص على خط دفاعي يمنع عنها ذلك التطفل.

وأمامك عدة خيارات لذلك إن كانت المفكرة مكتوبة ورقية:

** فإما أن تشتري واحدة ذات قفل يكون مفتاحه معك.

** أو أن تكتب بلغة أجنبية، وحينها تحصل فائدتين، فسوف تتقن لغة أجنبية إلى جانب لغتك بالتمرن في كتابتها، والذي سيدفعك كل حين للبحث عن مرادفة لم تكن تعرف معناها تريد إضافتها “هذا الخيار الذي اتبعته لنفسي”.

بالإضافة إلى أنك ستبهم الأمر على من يحاول قراءة ما تكتب، ففي حالتي أنا، أفادتني كثيراً هذه الطريقة في حفظ خصوصيتي من بعض الثقلاء أو أصحاب الفضول من الزملاء في أيام خدمتي العسكرية وأيام دراستي وأثناء سفري، حيث كان من يمسك بدفتري يفتحه من اليمين على عادة القارئ بالعربية، فلا يجد شيئاً في الصفحات الأولى فيعيده لي. وإن أكمل طريقه إلى ما أكتب، فسأخبره حينها بحقيقة الأمر، أنها أعمال لي! فيتركها أيضاً.

ولم يكن هذا استخفافاً وﻻ استهزاءً بعقل من يمسك دفتري، بل إني اتبعتها لنفس مبدأ استخدام نص Lorem Ipsum اللاتيني في تصميمات المواقع وصفحات الويب، فهو نص يستخدمه المتحدث باﻹنجليزية لكي يشغل المساحة المرئية بكلام غير مفهوم لكي يساعد العين في تكوين صورة كاملة لصفحة الويب التي يتم تصميمها، فتتخيله لو كان به محتوى فعلي.

** وإن تعسر هذا وذاك، فلا تميزها عما سواها بكتابة شيء مثل “مفكرتي – يومياتي – إلخ” عليها من الخارج. وبالنسبة للنساء اللاتي يحببن زخرفة مثل تلك الأشياء كثيراً، ﻻ تفعلي. فهذا سيجذب النظر إليها أكثر.

ملاحظة: لقد خالفت تلك القاعدة بنفسي، لكني كتبتها بلغة أضمن أن أحداً لن يلتفت إليها، بل في كثير من الأحيان كان من يراها يظن أنها جزء من تصميم الغلاف، ثم عدلت عنها إلى الإنجليزية لضيق وقتي عن تعلم لغة جديدة.

وإن كانت مفكرة إلكترونية:

** احفظ ملفاتها في مجلد موحد على وسيلة تخزين خارجية “هذا أسهل خيار، وهو ما اتبعته لنفسي أيضاً”، أو في حساب على صناديق تخزين سحابية مثل mediafire, dropbox .. إلخ، أو عليهما معاً لضمان عدم ضياعها إن حذفت الملفات من حاسوبك.

** إن استطعت تشفير تلك الملفات سيكون خياراً مفيداً، خاصة إن كنت تسجل مشاريعك وخططك المستقبلية أو كان مكانك حساساً. يمكنك القراءة عن تشفير ملفاتك من هنا. في الواقع، إن كانت تلك حالتك فيفضل تشفير القرص الصلب بكامله!

** إن لم تستطع تشفيرها وﻻ حفظها في ذاكرة خارجية أو حتى على هاتفك، فاجعل لها كلمة مرور كبيرة ومعقدة لكنها سهلة التذكر بالنسبة إليك، كجملة أعجبتك في كتاب أو بيتٍ من الشعر أو غير ذلك، واحفظها في مكان في حاسوبك تضمن أنه بعيد عن التطفل “مثل بياناتك الخاصة”، وعن عبث الأطفال إن كانوا يصلون إلى حاسوبك. فكر في آخر مكان يمكن أن يبحث فيه أحده.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال