القاهرة - الوعي الشبابي:

يبدأ البعض جلسات العصف الذهني بكتابة كلمات مفتاحية متشابكة على ورقة ناصعة البياض، بينما يذهب آخرون لجولة قراءات حرة، بحثًا عن الإلهام بين سطور وخبرات الآخرين، إلا أن القدرة على استنباط الأفكار الجديدة، وتحطيم جدران الصندوق الافتراضي للفكر التقليدي، تظل عائق مؤرق لعديدين، بينما يثير ذعر طلب أحد الأساتذة الجامعين أو أرباب العمل القيام بجلسة «عصف ذهني» لتخطيط ورقة بحثية جديدة، أو تطوير منتج استهلاكي، فتبقى الورقة الفارغة شبح مخيف يطارد العشرات، وينذر بتداعي قدرتهم على الإبداع والابتكار.

بيد أن الخروج من جلسات العصف الذهني بحلول مناسبة للمشكلات الإدارية وأفكار مُنتجة للمشروعات الدراسية، يعتمد على عدد كبير من السلوكيات والقواعد والتقنيات التي تحكم جلسات الإبداع شبه العشوائية، فتغزز قدراتنا الإبداعية حال أجدنا استخدامها، دون الحاجة للقفز خارج الصندوق الشهير، كما يشير الأستاذ الفخري بكلية الدوق فوكوا للأعمال بالولايات المُتحدة، رالف كيني، فيما نقل موقع Forbes.com: «عندما تقوم الأغلبية بعملية العصف الذهني، يهرعون يمينًا ويسارًا في محاولة للخروج من الصندوق، إلا أنني أظن أن عليهم التفكير داخل الصندوق، لكن الصندوق الصحيح بالطبع»

وفي هذا التقرير 6 عناصر تُساعدك على تحسين أدائك للقيام بجلسات عصف ذهني منتجة.

6. البحث

تساعدك مهارات البحث الإلكتروني والمكتبي على الإلمام بالمعلومات اللازمة عن محور جلسة العصف الذهني، فلا بأس من قراءة  متمهلة تتيح لك استيعاب بعض الحقائق والإحصاءات، كما لجولة ضرورية بأعمال السابقين والمُنافسين أن ترسم لك الخط الافتراضي بين التقليدي والمُميز.

ويصف موقع wikihow.com الحد الفاصل بين البحث بهدف نقل الأفكار عنوة، وشحذ الإلهام منها لتجنب التكرار أو الوقوع في أخطاء السابقين، فمطالعة أعمال الآخرين والأفكار النمطية تدفعك خارج ساحة إعادة التدوير الفقيرة، وتيسر لك التعاطي مع  أفق أوسع، كما تساعدك جولات البحث على فهم متطلبات جمهورك، خاصة حال استهدافك تصميم منتج أو تقديم خدمة، حيث يمثل عمق الصفحات الإلكترونية  ما تزخر به من تعليقات كنز يسلمك كلمة المرور لعلق المُستهلك.

5. وحدك أولاً

قبل الانضمام لاجتماع عدد من العاملين أو الطلاب للقيام بجلسة عصف ذهني جماعية، تأكد من قيامك بجلسة مُشابهة منفردًا أولاً، فعلى الرغم من النتائج الإيجابية للجلسات الإبداعية الجماعية، والتي يعدد من بينها موقع mindtools.com، القدرة على استغلال كافة أعضاء الفريق، والتوصل بفضل الجميع لرؤية أعمق للأفكار المُتباية، ومُساهمتها في رفع الروح المعنوية للفريق، إلا أن العملية تحمل العديد من الآثار الجانبية، كتردد الأفراد في طرح آرائهم خوفًا من التعرض للنقد، أو إصابة البعض بالتشتت جراء الاستماع المطول لعشرات الأفكار.

وعلى العكس يساعدك العمل منفردًا على تدفق الأفكار بحرية، دون الحاجة لانتظار دورك في الحديث، أو الوقع فريسة تركيز الفريق على أحد الأهداف أو الجوانب المطروحة فقط وإهمال البقية كما يصف «كيني».

كما يُساعدك تحضير قائمة أفكارك الخاصة مسبقًا على الوقاية من نوعين من الزملاء ذوي الأدوار السلبية، كما ورد في موقع inc.com، وهم الـBlockers أو محبي وصم الأفكار بالمستحيلة، ممن يمنعون تخطي ذهنك حاجز المألوف والمُعتاد، وكذلك الـDivers أو محبي الغوص في تطوير فكرة بعينها لأبعد مدى، مما  يشتت الحضور.

4. الفكرة الرائعة

تكمن فائدة جلسات «العصف الذهني» في نتائجها المُتعددة، ما بين أفكار سهلة المنال وأخرى مستحيلة التحقيق، قد يكمن في دمجهما الاختيار المُناسب لمشروع بحثي أو المُنتج الجديد لمحل عملك. فلا داعي للبحث الحثيث عن فكرة رائعة تنهي على إثرها جلسة العصف الذهني، فبقليل من الجهد يمكنك دائمًا الوصول لما هو أفضل.

ولا تتعجل بإنهاء الجلسة، حيث يمثل التمسك بالفكرة ذات القبول الأعلى -من وجهة نظر «كيني»- مستوى عليل من آلية اتخاذ القرار، بينما يرجح استنباط الأفراد لما يزيد عن 5 بدائل ومن ثم الانتقال لمرحلة التقيم والمقارنة فيما بينهم للوصول للاختيار الأفضل.

أما موقع wikihow.com  فينصح في أحد تقاريره بتصنيف الأفكار المرجوة من الجلسة ما بين السهلة والصعبة والمجنونة، ومن ثم العمل لتوفير 5 أفكار لدى كل تصنيف، قبل اختيار البديل المُناسب.

3. الخريطة الذهنية وبدائلها

لعملية العصف الذهني الإبداعية العديد من الأساليب والتقنيات التي تُساعد على تخطي ذعر قائمة الأفكار الفارغة، يتجاهلرغم من نتائجها المُثمرة والدقيقة، وتعد الخريطة الذهنية من بين أشهرها، ويعرفها موقع mindmapping.com كرسم بياني يمثل عناصر ومفاهيم ومهام مرتبطة بموضوع محدد، وفي الخريطة الذهنية، يوضع الموضوع مجال البحث أو الكلمة المفتاحية الرئيسية في منتصف صفحة فارغة، ويبدأ الشخص في كتابة المعلومات والعناصر  والأفكار المرتبطة بالموضوع حول المركز، دون حاجة للارتباط بقواعد.

وكما تتيح الخريطة الذهني تفاعل بصري مثالي مع الافكار المتدفقة، تعتبر الكتابة الحرة أسلوب مُناسب لمن يجد صعوبة في استخراج الكلمات المفتاحية، ويصف مركز القراءة بجامعة نورث كارولينا بالولايات المُتحدة الأمريكية، أسلوب الكتابة الحرة بترك الأفكار تتدفق من القلم بلا ضوابط أو حدود،  لكل ما يخطر بذهنك،  مهما ابتعد عن الموضوع الرئيسي ودون النظر لجودته اللغوية، وتستمر الكتابة لعدد دقائق أو صفحات محدد، ثم يقوم  الشخص بتحديد الكلمات والعبارات المرتبطة بالموضوع والأفكار المناسبة لاستخدامها مُباشرة.

2. ألعاب العقل

خدعة سحرية لتحويل جلسة العصف الذهني الخاصة أو العامة لمزيج بين العمل الجاد والمرح، فحسب موقع inc.com يعد التخيل أحد الطرق التقليدية الفعالة  للعصف الذهني، وذلك عبر ألعاب تبادل الأدوار الافتراضي بينك وبينك أحد الأقران، أو مثل أعلى تثق بآرائه أو ربما رئيسك في العمل، فتتخيل ردود أفعاله وآرائه في الأفكار المُختلفة، أو ربما أبرز ما كان ليلفت نظره من جوانب أحد الموضوعات محل العصف الذهني.

ودون الخروج من عالمك الخاص يمكنك أيضًا تخيل ما إذا تغيرت أحد صفات الشخصية كالجنس أو العمر أو الجنسية أو الحالة الاجتماعية، وارصد مدى تغير رؤيتك للأمور، فربما تُسفر اللعبة خفيفة الظل عن أفكار متنوعة تخرق حاجز عالمك الشخصي الضيق.

1. النقد للنهايات

يسبب النقد الإحباط،  ويضيق الخناق على تدفق الأفكار المُبتكرة خلال جلسات العصف الذهني. ففي حين تبدو بعض الأفكار خيالية غير قابلة للتنفيذ تستحق النقد والحذف من قائمة الأعمال، يوضح موقع mindtools.com أن الأفكار التي لا تمثل حلول عملية للأزمات قد تصبح نواة لتكوين أفكار أكثر وضوح وأهمية بقليل من الجهد. ولأن النقد يبني الحواجز الفكرية ويضع الطلاب أو العاملين في حدود ضيقة،  يجب تأجيل فقرة التقيم والنقد والاستبعاد لنهاية الجلسة ومع انتهاء كافة الأطراف من سرد ما توصلوا له من مقترحات وأفكار مهما بلغت درجة تطرفها أو صعوبة تنفيذها.

• (كفو).. أول منصة كويتية لعرض ...
• التعليم العالي: 82 تخصصًا ضمن خطة ...
• منح دراسات عليا بين جائزة حمدان ...
• "الأماكن".. صداع في رأس طلاب الكويت
• "التكويت".. سلاح الشباب لمحاربة ...