الثلاثاء، 21 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

37 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

wedding gallery 27092014 5 

القاهرة - ريهام عاطف:

قال تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران: 97)، ولاشك أن أداء فريضة الحج يكسب المسلم العديد من القيم الروحانية الفضيلة، ويعظم أجره، وخصوصًا للشاب..

فهو أحد العبادات العظيمة التى جعل الله فيها من الأسرار والحكم والفضائل ما لا يخطر للعبد على بال، ليصير من أسباب دخوله الجنه ونجاته من النار، ففي الحج إظهار التذلل لله تعالى، فيترك الحاج أسباب الترف والتزين ليلبس ملابس الإحرام ويظهر قربه لربه، كما أن في تأديته شكرًا لنعمة المال والبدن وغيرها من نعم الدنيا، إضافةً إلى ما فيه من منافع دينيه ودنيويه، من فضل الصلاة والطواف والسعي ورمى الجمار والوقوف بالمشاعر، وما يتبعه من غفران للذنوب كما قال صلى الله عليه وسلم "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" (رواه البخاري).

وأداء فريضة الحج يكسب المسلم الشاب العديد من الصفات الحميدة التى تعينه على مواجهة مشاق الحياة، كالصبر وحسن الخلق والتواضع واللين والتحكم في المشاعر، وحسن العشرة، والتضحية والامتناع عن الكذب والغيبه، وغيرها من خصال تهذب النفس وتقومها؛ ليعود زاهدًا في الدنيا راغبًا في الآخرة، كما قال الحسن البصرى عن الحج المبرور.

ولكن في ظل ما يُعانيه الشاب حاليًا من ضغوط مجتمعية واقتصادية عديدة، تأرجحت الآراء حول أولوية أداء تلك الفريضة، وخصوصًا ما تحتاجه من مقدرة مادية لا تتوفر لدى الكثيرين، فهناك من يعتبر الحج ركنًا لا يتجزأ من أركان الإسلام وله الأولوية دائمًا، مقارنة بباقي الأمور الدنيوية التي قد تتأجل قليلًا كالزواج، بينما من يرى أن الزواج للشاب هو الأولى في تلك العمر؛ ليعف نفسه ويحصنها من الوقوع في المعاصي، وفي ظل ما يستلزم الزواج من تكاليف مادية باهظة يصعب على أي شاب أن يجمع بينهما.

في البداية يرى حسام (26 عامًا) أن الزواج له الأولوية بالنسبة له، فكلًا من الزواج والحج يحتاج إلى تكاليف مادية باهظة، ولكنه كشاب فرضت عليه الظروف الاقتصادية وثقافة المجتمع أن يختار الأولى والأهم بالنسبة له، وهو الزواج؛ كي يُكمل نصف دينه، فالشاب حاليًا يواجه صعوبات كثيرة، وقد يقضي سنوات طويلة في توفير مبلغ قليل من المال، لذلك من الصعب أن ينفقه في الحج ثم يقضى سنوات أخرى طويلة من عمره لتوفير مبلغ آخر للزواج، فالحج فريضة فرضها الله على المقتدر ماليًا، لذلك من الأفضل لي أن أتزوج ثم أنتظر قليلًا حتى ينعم عليَّ الله بمقدرة مالية؛ لاصطحب زوجتي وأولادي لأداء فريضة الحج معًا، إضافةً إلى أن ثقافة المجتمع العربي وعاداته وتقاليده، تلوم الشاب الذي يصل إلى سن الزواج ويملك نفقاته ولم يتزوج، فليس عليه أن يحج أولًا وهو في مقتبل عمره، بل يمكنه الانتظار قليلًا حتى يبلغ منه الشيب مبلغه، فعليه أولًا أن يرسم لمستقبله ويختار شريكة حياته ويكمل نصف دينه.

بينما يرى علي أشرف (28 عامًا) أن الحج فريضة فرضها الله، وأحد أركان الإسلام، وله الأولوية عن أية أمور دنيوية أخرى قد تتأجل، فالإنسان المسلم عليه أن يسعى دائمًا وراء مرضاه الله ويكمل فروضه، فالموت قريب وليس له عمر محدد، والشاب قد يموت في أية لحظه وهو مازال في مقتبل عمره، لذلك فمن الأفضل له أن يُقابل ربه وهو مستوفي أركان دينه، طالما يقدر على ذلك، كما أنه ليس هناك عمل يبارك الله فيه طالما يلهي عن فريضة الله، فلا يمكن أن يبارك لزواج فضله صاحبه على أداء فريضة الله.

إلى ذلك، تؤكد أستاذ علم النفس بكلية البنات جامعة عين شمس د.عزة حجازي، أن تلك المسألة وتفضيل أيهما، تندرج تحت الفروق الفردية، والتي تختلف من فردٍ إلى آخر، إلا أنه بشكلٍ عام ثقافة المجتمع الشرقي أعطت أولوية الحج لمن هم تعدوا عمر الستين، فعلى الرغم من وجود آلاف مؤلفة كل عام في الحرم الشريف، إلا أنه مازال هناك تراجع بنسبة واضحة؛ لتواجد الشباب في المشهد العام، على اعتبار أنهم مازالوا في مقتبل أعمارهم، ومازال المستقبل أمامهم، فعليهم أولًا أن يتدبروا نفقات زواجهم، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية المتدنية التي يعانى منها الكثير من المجتمعات، وارتفاع نسبة البطالة، إضافةً إلى غلاء الأسعار، وارتفاع تكاليف الزواج والمهور، فكل ذلك زاد من صعوبة الإقبال على الزواج، وأصبحت معضلة في وجه كثير من الشبان، فمن الطبيعي أن يصبح الاتجاه ناحية أداء فريضة الحج ثانوي في ظل مجتمع لا يقدر شبابه على توفير أدنى حقوقه الدنيوية، خصوصًا أنه فريضة فرضت على من هو مقتدر ماديًا على عكس من هم كبار السن بلغ المشيب مبلغه منهم، ووصلوا لعمر حققوا كثير من متاع الدنيا، ولم يتبقى لهم من العمر بقدر ما مر، فيصبح أداء فريضة الحج بالنسبة لهم هدف يسعون إليه لتتويج حياتهم قبل مقابلة ربهم.

كما تضيف "حجازي" أن الشاب حاليًا أصبح يعانى حرمانًا جنسيًا كبيرًا، نظرا لقلة فرص الزواج وارتفاع تكاليفه وارتفاع نسبة البطالة، إضافةً إلى تدني مستوى المواد الإعلامية المقدمة للشاب، من أفلام إباحية وغيرها، والتي تهدف بشكلٍ واضح إلى المتاجرة بمشاعرهم الجنسية، فكل تلك الأمور فاقمت من احتياجهم الجنسي، فأصبح الزواج بالنسبة لهم الأولى والأهم من أية أمور أخرى، وهو ما قلل من رغبه كثير من الشباب في الإقبال على الحج.

من ناحية أخرى يرى مدير أوقاف السويس د.كمال بربري، أن الحج أحد أركان الإسلام الخمس، ولا يقل أهميه عن الصلاة والصوم وإيتاء الزكاة، فكما قال صلى الله عليه وسلم: "بُني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا".

فالحج فريضه واجبه وفضائله عديدة للمسلم، إلا أن الزواج واجب لأي شاب ليعف نفسه، وليس هناك حرج من تقديم الزواج في حال الحاجة الماسة إليه، ويؤجل الحاج لسنوات قادمه حينما ييسر الله له نفقاته.

إلا أنه بشكلٍ عام إننا بحاجه إلى إعادة غرس قيم وفضائل الحج في نفس شبابنا؛ ليتمسكوا بحب الله ومعرفته، والقرب منه ومن تلك الأماكن المقدسة، فتلك الأحاسيس أصابها نوع من الفتور التي تحتاج إلى إعادة الإحياء.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال