ضحية: بعد 13 عاما من الزواج المستقر ظهرت من تقول إنني وزوجي أخوين

الكحلاوي: يفرق بينهما ولكل منهما أن يتزوج بعد انقضاء العدة والأولاد ثابتو النسب

ربيع: المنزل والأبناء من حق الزوجة ما لم تتزوج.. وإلا فللزوج حتى وإن تزوج

القاهرة – ثناء مصطفى:

تسبب نمط الحياة الحديثة واللهاث وراء تأمين احتياجات الأسرة، فضلا عن الركون إلى وسائل الاتصال الحديثة بديلا عن العلاقات الإنسانية التي نادى بها الإسلام لتوثيق العرى بين المسلمين، تسبب في حدوث غربة ليس بين المسلمين، بل بين أبناء الأسرة الواحدة.. ما أوجد مشكلات أخرى تحولت إلى كابوس يستلزم الخروج منه بحسم فقهي صريح.. ومن ذلك زواج أشقاء الرضاعة، وبالطبع القضية محسومة إن علم الطرفان بأنهما أشقاء قبل الزواج.. لكن الطامة في اكتشاف ذلك بعد سنوات عديدة أثمرت ذرية لا حول لها ولا قوة.. فكيف يكون المخرج اذا ما كنت تعيش مع زوجتك، وبينكما عدد من الأطفال ثم تفاجأ بأنها أختك؟.

القضية ليست افتراضا جدليا، إنما واقع مرير، فهذه قصة حقيقية قدمتها زوجة تعتبر أحد طرفي الأزمة تثير الفزع في النفوس، وتكشف عن واقع يمكن أن تطلق عليه "الجحيم"، لامرأة في العقد الثالث من عمرها، قالت: ارتبطت بزوجي "أ. أ. ع" قبل 13 عامًا، ولدينا أربعة أطفال أصغرهم 9 شهور، تعايشنا على الحب والصراحة والتوافق والتفاهم طيلة سنوات زواجنا، قبل زيارة مشؤومة من امرأة كانت جارة لنا، وحينما علمت أنني تزوجت من زوجي، صرخت مستنكرة: "كيف تم ذلك وأنتما رضعتما من ثدي واحد؟"، لم أعر الأمر اهتماما إلا بعد أن دخل علي عمي، وأكد لي قائلا "إنك رضعت من خالتك أم زوجك عدد كبير من الرضعات تحرم عليك زوجك"، فقلت له أمي توفيت وأمه توفيت وهي خالتي، وجيراني لم يتطرقوا لمثل هذه القضية، وأخبرتني الجارة أن والدتي كان لديها مرض في ثدييها، لم تخبر به أحد غيرها وخالتي أم زوجي؛ ظنًا منها أن الناس ستعتقد أنه مرض خبيث، وأن خالتي ظلت ترضعني حتى فطامي، ومع وفاة خالتي ومن بعدها والدتي اختفى السر، ولم يتكشف إلا بعودة ظهور الجارة، التي حول ظهورها وكشفها لهذا الأمر حياتي إلى جحيم، وساورتني الشكوك والظنون حول مدى تيقنها، فضلا عن صدقها، وماذا إذا كان الأمر حقيقة؟

أخوين لا زوجين

تقول الداعية د. عبلة الكحلاوي إنه إذا ثبت للزوجين أنهما أخوة في الرضاعة عن طريق المرضعة أو غيرها، وكان الرضاع مستكملا شروطه الشرعية؛ فيصبح الزوجان أخوين بدلاً من زوجين، ولهما أن يستمرا في المعيشة بصفة أخوين لا زوجين، ولكل منهما أن يتزوج بمن يشاء بعد الفراق وانقضاء العدة، والأولاد ثابتو النسب منهما، ولذلك يجب التحري قبل الزواج أنهما غير أخوة في الرضاعة عن طريق الأهل والأقارب من كلا الطرفين، وذلك لأن هناك حالات كثيرة تقع في مثل تلك المشكلة، ويرفض الزوجان الانفصال بسبب عدم تأكد المرضعة من عدد الرضعات، أو أنها تكذب حتى لا تشتت الأسرة، وبالتالي يتم الاستعانة بعدد من الشهود، وإن اختلفوا في عدد الرضعات تستمر حياة الزوجين، وتصبح العلاقة بينهما حلالا، وتتحمل المرضعة وزرهم.

باطل

بينما يوضح د.صبري عبدالرؤوف استاذ الفقه المقارن أن مشكلة اكتشاف أخوة الرضاعة بعد الزواج تحدث كثيرًا، ويعتبر الزواج باطلا إذا كانا على علم بذاك. وفي حال اكتشاف الأمر بعد الزواج عليهما التأكد أولاً من أن الرضاعة استكملت شروطها الشرعية، وهى أن يكون عدد الرضعات خمس رضعات مشبعات ومتفرقات، وفي حالة عدم تذكر العدد تستمر العلاقة بينهما كزوجين، وتكون العلاقة بينهما شرعية.

وأشار أيضًا إلى أنه توجد حالات كثيرة يكتشف أصحابها أنهم أخوة في الرضاعة بعد الزواج، وذلك نتيجة عدم التحري قبل الزواج عن تلك المعلومة، أو نتيجة عدم إفصاح المرضعة بها لإتمام الزواج، وفي مثل هذه الحالة يتم الاستعانة بشاهد أو اثنين للتأكد من عدد الرضعات، فإذا تم التأكد من أن عدد الرضعات خمس مشبعات ومتفرقات يصبح الزوجان أخوة في الرضاعة والعلاقة بينهما بعد ذلك محرمة.

علاقة محرمة

وأشار الدكتور عبدالله ربيع الأستاذ بجامعة الأزهر إلى أن عدم التحري قبل الزواج يعتبر السبب الرئيسي في الوقوع في مثل هذه المشكلة التي تتسبب لاحقا في تشتيت الأسرة، مشيرا إلى إجماع الفقهاء على أنه إذا رضع كل منهما خمس رضعات مشبعات متفرقة فهما أخوة في الرضاعة، وتصبح الزوجة محرمة على الزوج، وللأبناء حق الاختيار في العيش مع أحدهما، ويصبح المنزل من حق الزوجة والأبناء كذلك في حالة عدم زواجها من آخر، أما إذا تزوجت من آخر فالمنزل من حق الزوج والأولاد كذلك حتى لو تزوج بأخرى.

ولفت ربيع إلى ضرورة التأكد قبل الزواج حول ما إذا كان الزوجان قد أرضعا من مرضعة واحدة أم لا، وذلك عن طريق الأهل والأقارب حتى لا يقعون في المحظور فيما بعد الزواج؛ حيث تعرض بعض الحالات باكتشاف أنهما أخوة في الرضاعة بعد الزواج وغير راغبين في الانفصال بحجة الأولاد، وأن حياة كل منهما ارتبطت بالآخر، فهنا نقول لهم إن العلاقة بينهما محرمة، وعقابهما عند الله، لأنهما المخطئان في الأول والآخر.

15 مشبعة ومتفرقة

بينما يؤكد الشيخ مصطفى عبد الرحيم جاد الرب، مدير عام الوعظ والإرشاد الديني ورئيس لجنة الفتوى بالوادي الجديد، أن اكتشاف الزوجان أنهما أخوة في الرضاعة كارثة ينتج عنها انهيار أسرة بكاملها، فضلا عن الوقوع في ذنب كبير، موضحا أن الفقهاء أجمعوا على أنه لا يجوز القول بأن الزوجين أخوة في الرضاعة إلا إذا كان عدد الرضعات 15 رضعة مشبعة ومتفرقة، وذلك تخفيفا من صعوبة الموقف، خاصة إذا كان بينهما أبناء، بالإضافة إلى ذلك نجد المرضعة في أغلب الأحيان غير متذكرة لعدد الرضعات، وفي هذه الحالة تظل علاقتهما الزوجية كما هي حلال بإذن الله. أما إذا تم التأكد من عدد الرضعات، وجاءت مستوفية للشروط الشرعية فيجب الانفصال فورًا، وتصبح أي علاقة زوجية بينهما حرام شرعًا. وإذا رفضا الانفصال في حال اكتشاف الأمر بعد الزواج فيجب توعيتهما وإرشادهما إلى وقوعهما في الحرام، لافتا إلى أن مثل هذه الأوضاع تحدث في المناطق الريفية، حيث يعلم الأهالي أن الشاب والفتاة رضعا معا، وعلى الرغم من ذلك لا يفصحون عن ذلك قبل الزواج لتحقيق أهداف شخصية، وتحدث الطامة الكبرى عندما يأتي أحدهم بعد فوات الأوان ليكشف السر الكارثي، الذي يهدم استقرار أسرة قامت بلا أساس.

• (كفو).. أول منصة كويتية لعرض ...
• التعليم العالي: 82 تخصصًا ضمن خطة ...
• منح دراسات عليا بين جائزة حمدان ...
• "الأماكن".. صداع في رأس طلاب الكويت
• "التكويت".. سلاح الشباب لمحاربة ...