القاهرة – شهاب غنيم:

هناك الكثير من الناس الذين نعرفهم ونُكِنُّ لهم كل احترام وتقدير لأننا لم نعرفهم على حقيقتهم, وهناك الكثير أيضًا لا نهتم بالتواصل معهم لأننا أيضًا لم نعرفهم على حقيقتهم.

إن الهدف من التواصل في الأصل ليس أن نتعرف على المزيفين لنقدرهم ونحترمهم من غير أن نعرفهم على حقيقتهم، دون المبالغة في المدح أو الذم.

فلنتأنَّ قليلًا قبل الحكم عليهم، والحكم هنا يعني قرار التزكية أو التجريح في هؤلاء الأشخاص، ولا نقصد بهذا أبدًا أننا اخترنا لأنفسنا أن نكون حكامًا على البشر "حاش لله!".

فقد يكون الشخص صادقًا، وإن كان مُذنبًا، فهذا أدعى للاحترام والتقدير. وقد يكون الشخص كاذبًا، وإن كان مطيعًا فيما يبدو لنا، فهذا أدعى للبعد عنه دون تجريح فيه؛ لعله يهتدي في يوم من الأيام.

فالكثير يكون ظاهره يدعو إلى الاحترام والتقدير ولكنهم في الحقيقة مزيفون. والكثير أيضًا أعمالهم لا تدعو إلى التقدير، فيما يبدو لنا، وهم من أصدق الناس وأنبلهم.

فقيمة الإنسان الحقيقية لا تقدر بعدد المتابعين له على "الفيس بوك" مثلًا، ولكن بمدى مصداقيته مع نفسه فيما يقول وفيما يفعل، وإن لم يكن له متابع واحد؛ فهناك من الأنبياء من يأتي يوم القيامة وليس وراءه أحدٌ (أي لم يتبعه أحد في الدنيا) – فهذا أيضًا أدعى إلى التفكر والتدبر.

اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه وحببنا فيه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه وكرهنا فيه، وأن نعرف الشخص لا نعرفه إلا لله، وأن نبتعد عن الشخص لا نبتعد عنه إلا لله، مع الدعاء له بالهداية، وأن يجعل كلامنا وصمتنا وظهورنا واختفاءنا وفعلنا وسكوننا له سبحانه وحده لا شريك له في ذلك، اللهم آمين.

• 7 دروس للنجاح من أديسون أهمها ...
• تطلعات الشباب
• "التعلم الذكي" كتاب يقدم لك ...
• "سنبقى متحدين".. يجمع الكشافة العرب
• "مهاراتك الناعمة".. اكتشفها من هنا