القاهرة - الوعي الشبابي:

أنت تعرف تماماً أن رمضـان فى بلادنا العربية هو شهــر التناقضـات العظمى .. فبينمـا يقضي عدد غفيــر من الناس وقتهم في ارتيــاد المسـاجد، وبذل الطاعات.. يقضي عدد غفيــر آخر وقته فى متابعة برامج (المقالب)، وبرامج الكوميديا، والمسلسلات..

وبحسب عماد أبوالفتوح في "اراجيك" فإن رمضــان شهــر التغييـــر الشامل بالمعنى الحرفي.. موضحًا السبيل لاستغلال أيامه في إجراء تغييــر كامل لحيــاتك الدنيــوية، بالتوازي مع العبـــادات الدينية.

تابع برامج هادفة.. وتجـاهـل الباقي كله!

من حقك طبعاً ان تشاهد ماتشاء طوال شهر رمضـان.. هذه خيارات شديدة الخصوصية لكل فرد فينا، وفقاً لما يهواه ويميل إليه..

ولكن أرجــوك، حاول أن تستوعب أن كل ماتراه أمامك يترك علامة فى وعيك .. كل برنامج سخيف، ومسلسل بلا معنى، وكل حوار تلفزيوني لا هدف من وراءه، هو في الأصل يترك بصمة ما في وعيك – بصمة غير مهمة إطلاقاً طبعاً – فضلاً عن كونها تضييع هائل وإهدار لوقت ثمين، كان يمكن أن تستفيد منه في إنجــازات هائلة..

في المقابل، يوجد عدد قليل من البرامج الجادّة بالفعــل، من الضــروري أن تخصص بعضاً من وقتك لمتابعتها:

• لا نأسف على الإزعاج – د.أحمد خيري العمري
• ليطمئن قلبي – د.عدنان ابراهيم
• خواطر 11
• قصة وفكرة 2 – د.طارق سويدان

لماذا تتابع هذه البرامج تحديداً؟

 لأنها ليست مجرّد برامج وعظيـــة، إنمــا برامج تدبّــرية فكــرية حقيقية، تأتي من عقـــول عربية نشطة، لا تقدم الدين كفــانتــازيا خيالية.. ولا تركّــز على الدنيــا كبيئة مادية.. بل تركّــز على إيجــاد معادلات منطقيــة بين الدين والدنيـــا..

وهو مانبحث عنه جميعاً.. أو ما يجب أن نبحث عنه!

هذه البرامج مهمة جداً لتشكيــل وعيك طوال العــام، وفتح آفــاق واسعة أمامك لفهم ما يدور حولك فعلاً!

اقرأ أيضـاً هذا المقال، يحتوي على برامج هادفة مهمة جداً من الضروري أن تتابعها طوال الشهر :

ملحوظة:

لا داعي لمشاهدة هذه البرامج عبر التلفزيون.. شاهدهــا عبر يوتيــوب، تجنباً لصداع الفواصل الإعلانية الطويلة، وتوفيراً لوقتك ..

 

حدد عادة سيئــة واحدة ( قاتلة ) في شخصيتك

وقرر أن تدمّـــرها في رمضــان!

ثلاثون يومــاً فترة كافية جداً لتدمير عادة سيئة في شخصيتك، واستبدالهــا بعادات أفضــل تكون تدريجيــاً جزءاً جوهرياً من شخصيتك ..

حدد عادة سيئة مقيتة تبغضها فى نفسك.. إذا كنت تدخّن، فقــرر أن هذا هو الوقت الذي تستطيع التغلب فيه على هذه العادة  وأن تنجو بنفســك وصحتك منها.. إذا كنت بدينــاً، فهذه فرصتك الذهبيــة لعمـــل خطة كاملة لإنقاص الوزن..

حتى العــادات الصغيــرة السيئة فيك، يمكنك أن تعاهد نفســك أن تدمّــرها هذا الشهر، وتصبــر على ألــم التغييــر ..الثـــرثرة أكثر من اللازم .. الانعزال الكامل اجتماعياً .. عادة التأجيــل والتسويف المستمرّة.. أو حتى عادة قضم الاظافر يارجل!

الخلاصة :

حدد الآن عادة واحدة – على الأقل – ، ترى أنها تدمّــر حياتك بالتدريج .. وقرر أن تواجههــا، وتصبــر على ألم تغييرها فى رمضــان بالتحديد ..

وستنجح حتماً ..

 

عن متعة السحـــور برفقة (وثائقــي) مميــز!

في الوقت الذي تجلس فيه أمام شاشة حاســوبك الشخصي بعد منتصف الليل، وتتناثر حولك علب الزبـادي، أو زجاجات الماء الفارغة التى تتجرعها طوال الليــل، تحسباً لعطش نهار طويل ..

أكثــر ما هو ممتع حقاً، أن تشاهد فيلمـاً وثائقيــاً شيّقــاً، في وقت السحــور، وبجـانبك مفكّــرة صغيــرة تكتب فيها بعض الملاحظــات التى تتذكــرها من هذا الفيلم..

كل يوم في رمضــان، شاهد فيلما وثائقياً، مدته غالباً حوالي 45 دقيقة.. شاهد فيلماً عن نظرية الأكوان الموازية اليوم الأول.. وفيلماً عن قارة أطلانتس في اليوم الثاني.. وفيلمـاً عن معجزة بناء الأهرامات في اليوم الثالث.. وفيلمـاً عن المصــانع والمشــروعات العملاقة.. وفيلماً عن الحيــاة البرّية في غابات الامازون..

فيلم وثائقي ممتع، مليء بالمشاهد البصرية، ومحشو بالمعلومات التي تعادل عشرات الكتب مُجمّعة، سيجعلك بعد رمضــان موسوعة حقيقيــة، خصوصاً إذا كانت هذه الأفلام مُوزعة في مجالات شتّى..

الوثائقيات في رمضـان متعة لا تقدّر بثمن .. جرّب هذه الأمثلـة المُختــارة من الوثائقيــات:

الأكوان المتعددة

قارة أطلانتس

جســور عملاقة

الدينـاصورات

صيامُ بطنٍ وامتـــلاءُ عقـــلٍ !

رمضــان 30 يومــاً.. إذا قرأت 5 كتــب في رمضــان، أي بمعدل كتاب كــل أسبوع تقريباً، سيكون له أثــر كبير جداً في تطوير مستواك المعرفي خلال الشهــر، ومن ثمّ بقية العام..

الكل في رمضــان يلتزم بالقراءات الدينية، باعتبــاره شهــر فضيل، الأصل فيه العبادة.. صحيح.. ولكــن هذا لا يعني أبداً أن تهمــل قراءة الكتــب الإنســانية الحيــاتية..

الى جانب تركيــزك على كتاب الله عزّ وجل، والتفقّه في الدين، اختـــر خمسة كتب.. أو خمس روايات.. المهم أن تكون كتب ذات قيمة مهم فعلاً، ومميــزة، وتحمل معان عميقة، تؤثر على إدراكك ووعيك، وليست مجرد كتب تنمية بشرية، أو كتـــب شديدة التعقيد، تناقش النقد الأدبي لأعمال طه حسين مثلاً!

هجـــوم على TED !

شخصيـاً، تعرّفت على Ted لأول مرة في رمضــان من بضع سنوات..

بلا أي مبالغة، أزعم أن محاضــرات TED هي من أهم وسائل الرقي البشري فى العصر الحديث على الإطلاق، وأقصـــر الطرق لكي تدخـل القرن الحادي والعشرين، وتطالع إلى أين وصلت البشرية، وتدرك أنك جزء صغيــر في عالم شاسع متّسع في سباق محموم لا يرحم ..

أطول محاضرة لـ TED لا تزيد عن ربع ساعة .. ربع ساعة مليئة بالخبرات، من محاضــرين شديدي التميّز في كل مجالات الدنيــا .. أقرب إلى كبســولات شديدة التركيـــز، كل محاضرة تخرج منها بفكــرة ثقيلة واضحة مميزة، فقط قم بتدوينهــا سريعاً.. وامض..

كم محاضرة TED يجب أن تشاهدها يوميـاً في رمضــان؟.. لن أقتــرح عليك ســوى أن تحـــاول ألا تمرّ ليلة رمضــانية واحدة، إلا وقد شاهدت محاضــرتين على الأقل.. مدتهمـا معاً لن تزيد عن 20 دقيقة!

تيـــد كنـــز حقيقي يجــب أن تمــلأ عقلك ووعيــك بكل كلمة وحرف يُقال في أي محاضــرة تراها، لأن كل من يتكلّم تم اختياره بعنـــاية فائقة .. ويمنحك خبـــرات طويلة جداً في عشر دقائق..

ادخل هذا الرابط لـمحاضرات تيد المترجمة بالعربية، واختر الموضوعات التي تفضّلها.. واستمتع بتسلية وثقافة وكبسولات في كل مجالات الحياة ..

تحوّل إلى جمعيــة خيرية متنقّلة!

كونــك تبذل الخيــر بشكل مكثّف في رمضـان، ليس معنــاه فقط هو توجّهك لإنجــاز واجب ديني مطلوب في هذا الشهر الفضيل .. بل سيحملك لمراتب أعلى من حقيقة التعامل مع البشر..

لا تترك فرصة إلا وافعل فيها الخير في رمضــان، وستجد نفسك بعده إنســاناً مختلفاً كليــاً بالمعنى الحرفي.. لأن التـركيز والوعي الدائم بضــرورة عمل الخير، سيتحوّل تدريجيــاً من حدث عابر فى شهــر مبارك، إلى جزء من شخصيتك الأساسية..

باختصار، عوّد نفسك على فعل الخير بشكــل ربما يبدو لك مبالغاً فيه خلال هذا الشهر .. وستجد نفسك بقية حيــاتك تعيش بنفس مفــاهيم الإغداق ونشــر الخير، حتى لو كانت مساهماتك شديدة البساطة..

نحن جميعاً في حاجة حقيقية – تتفق معي – لنشــر هذا المعنى فى بلادنــا التى تمرّ بمتلازمة ( صعود الشرّ ) في كل تفاصيل الحياة!

 ليس شهــر التأجيــل.. بل شهــر (ضربة البداية)

كل المشــاريع يتم تعطيلها في رمضــان، لأسباب مفهومة نوعاً ما، تتعلق بدرجة الحرارة، وطول مدة الصوم، والعطش الدائم، وعدم القدرة على التركيــز..

ولكن، هذه الظروف القاسية تحديداً هي التي يجب ان تدفعك بشكــل أكبــر للتركيــز على مشــروع واحد محدد تعمل فيه طوال رمضــان، بما يحقق لك الاستفادة القصوى من هذه الأيام المباركة..

ليس معنــى أن رمضــان فى الصيف، ويتزامن مع العطلة الدراسية، أن تعطّــل كافة مشــروعاتك.. سواءً بتحسين لغتك الإنجليزية، ومتابعة قنوات اليوتيــوب المتخصصة لتعليم اللغة.. أو إكمــال الخطوات التى بدأتها لتعلم لغة البــرمجة.. أو أن تباشر مشروعك الريــادي.. أو حتى أن تنقص وزنك، أو تمارس رياضة نظـامية، أو حضــور دورة تدريبيــة في مجال عملك / دراستك..

إياك أن تعطّــل مشروعاتك في رمضــان بداعي أنه لا أحد لديه المزاج الرائق للعمل أو الدراسة أو التركيز.. هذا خطأ تماماً، وغالباً نابع من طبيعــة تسويفية متكاسلة تهلكنــا جميعاً طول الوقت..

اضبط مواعيدك، ونظــام حياتك المناسب فى الشهر الكريم، وخصص على الأقل 4 ساعات يوميــاً لمشــروعاتك وما تريد أن تنجــزه هذه الفترة..

إذا لم تستطــع أن تنهي هذه المشروعات فى رمضــان، فعلى الأقل تقدّم فيها بعض الخطــوات.. وأكملها بعد الشهر المبــارك.

 

• 7 دروس للنجاح من أديسون أهمها ...
• تطلعات الشباب
• "التعلم الذكي" كتاب يقدم لك ...
• "سنبقى متحدين".. يجمع الكشافة العرب
• "مهاراتك الناعمة".. اكتشفها من هنا