الإثنين، 29 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

282 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

101512 MadMoney 04 large

الكويت - الوعي الشبابي:

منذ الصغر، يتم تلقين المرء من الأهل، والمدرسة، ووسائل الإعلام، بأن ما يحدد نجاحه في المستقبل هو الكسب المادي، وأن السعادة، والرضا، والعلاقات الاجتماعية هي أمور ثانوية مقارنةً بالدخل الذي يحققه.

فاليوم أصبح النجاح المادي يعطى أهميةً أكبر من ذي قبل، حتى كاد البشر يصبحون عبيداً للمال، وبحسب "ريتا ديب" سيطرت المساعي المادية على معظم الناس، ويقضي أكثر الناس حياتهم، مثلاً، في محاولة سداد الديون التي اقترضوها لشراء أشياء، ودفع فواتير تراكمت على مر السنين، مُحاصرين في عمل بدوام ساعاته طويلة، وسئموا الحصار النفسي في عالم الأرقام والاهتمامات المادية، وربما يرغب بعضهم بالتحرر من هذه العبودية العقلية.

وأياً كان وضعك، سواءً كنت من الغالبية العظمى، الذين ضاقوا ذرعاً بالقروض والديون، وساعات العمل الطويلة، أو من الذين تتم برمجتهم من خلال الإعلانات لشراء أشياء لا يحتاجون إليها حقاً، فإنه ولمجرد أنك تعيش في مجتمع استهلاكي بشكل مبالغ فيه، لا يعني أنك يجب أن تعيش بطريقة استهلاكية أيضاً، إليك بعض الأفكار التي ستساعدك على التخلص من العبودية المادية في حياتك:

1- يمكنك الانسحاب من السباق إذا كان لا يعجبك 

من قال أنه عليك أن تعمل من الأحد إلى الخميس بدوامٍ كامل؟ ومن قال أنه عليك أن تبدأ بالعمل في وظيفةٍ ما حالما تتخرج من الجامعة؟ ومن قال أنه عليك أن تعمل 30 أو 40 عاماً لتستطيع التقاعد بعدها عندما تكون في الستين من عمرك؟

فالحقيقة، هي أنك لست مضطراً لاتباع ما يريده لك مجتمعك أو عائلتك، وإذا كانت هذه القواعد لا تعجبك، فلن يجبرك أحد على القيام بها، لكن في نهاية المطاف، سيكون لديك فواتير ومصاريف عليك أن تدفعها، ما يوصلنا إلى الفكرة التالية.

2- لا تعش حياتك فقط لإرضاء الآخرين

ما يجبرنا على العمل 40 ساعة في الأسبوع عادةً، هو أننا نشتري باستمرار أشياء لا نحتاجها فعلاً، بنقود قد لا نمتلكها بالأصل، فقط لنثير إعجاب من حولنا، ذلك أننا تعلمنا أن النجاح، والقيمة الاجتماعية، تُعرّف من المظاهر المادية، فنميل لتجميع أكثر ما يمكن من الممتلكات، حتى لو اضطررنا لإرهاق نفسنا مادياً.

لكن اذا استطعت أن تخفض نفقاتك إلى النصف وتعيش لنفسك فقط، وليس لإرضاء المظاهر والآخرين، فإنه سيكون عليك عندها أن تعمل فقط نصف ساعات العمل التي تعملها الآن!

اسأل نفسك، هل أنا حقاً بحاجة لتبديل سيارتي بأخرى أحدث؟ أو أنه يمكنني الاكتفاء بشراء سيارة مستعملة ذات أداء جيد؟ هل أحتاج فعلاً لشراء منزل بمساحة 300 متر مربع، أم أنه يكفيني منزل بمساحة أصغر؟ هل أحتاج فعلاً لشراء “آيفون” باهظ الثمن؟ أو لشراء جهاز محمول باهظ الثمن وبأحدث المواصفات؟

وفي كثير من الأحيان نرهن أنفسنا لإرضاء غرورنا، في سبيل أن نرى أنفسنا ناجحين في عيون الآخرين، ونقيّم أنفسنا ونجاحاتنا في الحياة نسبةً إلى من حولنا، فقد تسمع رجلاً ناضجاً يقول لآخر متفاخراً: “أملك منزلاً أفخم من منزلك”، فالبعض للأسف لا ينضج ليتخلص من هذه العقلية في التفكير، وهذه العقلية في تمجيد غرورنا هي ما يجعلنا عبيداً للمال، ويسرق منا حياتنا وسعادتنا الحقيقية مع مرور الوقت.

3- تجاوز عبودية المال

لا تعرّف نفسك مقارنة بالآخرين، أو بما تملكه من أشياء، أو بطريقة معيشتك، بل عرّف نفسك بالعلاقة التي تمتلكها مع نفسك ومع ضميرك.

هل لديك تلك القناعة الروحية في كيفية حياتك؟ وهل تملك سلاماً داخلياً؟ اذا لم تكن تشعر بأي من هذا، فكيف من الممكن أن تعد نفسك ناجحاً؟

فقط عندما تستطيع الوصول إلى ذلك الجزء منك، الذي يرى الأمور بشكل أعمق، متجاوزاً المادية، سيصبح العالم المادي هو مجرد شيء ثانوي بالنسبة لك، وعندها ستعرف القناعة الروحية، والسلام الداخلي، ولن تحتاج بعد ذلك لمتابعة ذلك السباق اللانهائي لحصد الأرباح المادية.

فهذه الثقافة التي تعلمنا أن نقيس نجاحنا بالربح المادي، هي ثقافة بائسة بمجملها، مستهلكة، ومحملة بالديون والضغوطات النفسية.

لكن تذكر دائماً أنه ليس عليك أن تكون كالآخرين، عبداً للاستهلاك، والماديةً، بل يمكنك أن تكون مختلفاً وتعيش بأسلوبك الخاص ضمن ما هو متاح لك.

دينيًا، فإن المال ليس شرا في الأساس، ولذلك لم يعمد القرآن إلى تجاهل أو كبت هذا المحبوب في الإنسان وهذه الطبيعة الموجودة فيه "وتحبون المال حبا جما"، "وآتى المال على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا"، ولكن عندما تجنح الغريزة فيصبح المال لذة بحد ذاته، ويرنو إليه صاحبه مرصودا، وعندما يصبح المال هما طاغيا، عندئذ يعمد القرآن للارتقاء بغريزة التملك، فالمال هو مال الله سبحانه والإنسان مستخلف فيه "وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه".

فالملكية في الإسلام هي ملكية انتفاع وهي وظيفة اجتماعية وهذه مزية الإسلام على سائر المناهج الاقتصادية لتحقيق العدالة الاجتماعية، وحث القرآن على الإنفاق ليحمي المجتمع الإسلامي من القلاقل والاضطرابات، فالمال كالسماد لا ينفع إلا إذا فُرد وبُسط، ولأن الفقر يجلب معه رذائل شتى، من سقوط الهمم، وفساد الأخلاق، والجهل والمرض.
والفقر يكمن في الجشع الذي تنطوي عليه طبقة المترفين الأغنياء، حين تتكدس الأموال دون أن تقوم بوظيفتها الاجتماعية.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال