الجمعة، 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

48 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

Old People Hands

د. سعد عبدالله الجدعان – باحث أكاديمي:

إن الوالدين بالنسبة لأي إنسان في هذا الوجود هما أعظم وأجل منزلة عن أي شخص آخر مهما كان، أو مهما علا قدره وجل شأنه، لأن الله فضلهما وجعل مكانتهما من أشرف وأعظم الأماكن على الإطلاق، لذلك وجب على كل مسلم أن يكون لبقًا مع الوالدين يعاملهما معاملة خاصة ومميزة وجديرة بكل احترام وتقدير، وذلك بالإحسان إليهما والعطف والشفقة في التعامل معهما، دلت على ذلك نصوص كثيرة من القرآن والسنة وأقوال السلف الصالح.

قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (الإسراء:23-24).

وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (لقمان:14-15).

وعن أبي هريرة ] قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي‏؟ ‏قال‏: ‏‏‏أمك‏. قال‏: ‏ثم من‏؟ ‏قال‏: ‏ثم أمك‏. قال‏: ‏ثم من‏؟ ‏ قال‏: ‏ثم أمك‏. قال‏: ‏ثم من‏؟ ‏قال‏: ‏ثم أبوك‏» (1). ‏

إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الواردة في الإحسان إلى الوالدين والعطف عليهما، ومن هذا المنطلق هناك بعض النقاط التي ينبغي الإشارة إليها عند التعامل مع الوالدين:

1- أن يسمع كلامهما ولا يعص لهما أمرا فيمتثل لأمرهما ويلبي دعوتهما.

2- يقوم لقيامهما ولا يمشي أمامهما.

3- يخفض لهما جناح الذل من الرحمة ويحرص على مرضاتهما.

4- لا يرفع صوته فوق صوتهما.

5- لا يمن عليهما بالبر لهما ولا بالقيام بأمرهما.

6- لا ينظر إليهما شزرا ولا يقطب الجبين في وجهيهما.

ولأهمية موضوع بر الوالدين فقد خصص ابن الجوزي لهذا الموضوع كتابا أسماه «بر الوالدين».

وذكر فيه أدب تعامل الابن مع والديه ومن تلك الآداب على سبيل المثال لا الحصر:

1- احترام الأبناء للآباء والتحدث معهم بلطف وأسلوب حسن، فقد جعل الله تعالى بعد عبادته مباشرة الإحسان والبر بالوالدين، مما يدل على عظيم قدرهما {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (الإسراء:23-24).

2- يجب ألا تمشي بين يدي الأب ولكن خلفه أو عن يمينه.

3- طاعة الوالدين فيما يأمران به مالم يكن محظورا وتقديم أمرهما على فعل النافلة.

4- استعمال الأدب والهيبة لهما فلا يرفع صوته ولا يحدق فيهما.

5- الإنفاق عليهما.

6- المبالغة في خدمتهما.

7- لا يدعوهما باسمهما تبجيلا واحتراما لهما إلى غير ذلك من الأمور التي حث عليها الشرع الحنيف عند التعامل مع الوالدين كما أنه لا يخفى على العاقل أن الإسلام خص الأم بمزيد من العناية والرعاية والعطف وذلك لضعفها وتحملها المشاق الصعبة من حمل ثم ولادة ثم رضاعة ثم تربية وسهر، ولذا أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا، وذلك لعظيم حقها ومهما فعل الإنسان لأمه من صنائع المعروف فإنه لا يوفيها حقها ولا بزفرة واحدة عند الولادة، فقد قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إن لي أما بلغ منها الكبر أنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري لها مطية فهل أديت حقها؟ قال: لا لأنها كانت تصنع بك ذلك وهي تتمنى بقاءك وأنت تصنعه وتتمنى فراقها».

وكان محمد بن سيرين التابعي الجليل يعظم أمه عند حديثه معها فقيل أنه كان يكلم أمه كما يكلم الأمير الذي ينتصف منه.

من صور بر الوالدين بعد موتهما

تشير الأحاديث النبوية المتعددة في هذا الشأن إلى أنه من الضروري:

1- أن يدعو الابن لوالديه بعد موتهما، فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء لهما والاستغفار لهما بعد موتهما وهذا من البر والإحسان.

2- إنفاذ عهدهما.

3- إكرام صديقهما، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي» (2).

4- جواز الحج لهما بعد موتهما.

ومما لا شك فيه أن عقوق الوالدين لا يجزئ عنه فضائل الأعمال فصاحبه على خطر عظيم إن لم يتب والجزاء من جنس العمل.

من ثواب بر الوالدين في الدنيا

1- يزيد العمر: قال وهب بن منبه إن البر بالوالد يزيد في العمر والبر بالوالدة يثبت الأجل.

2- زيادة الرزق والبركة فيه.

ومن المعروف أن بر الوالدين لا يقل عن منزلة الجهاد في سبيل الله، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم منع رجالا من الجهاد وأمرهم ببر والديهم، ومن تلك الروايات عن معاوية بن جاهمة السلمي عن أبيه ] قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستشيره في الجهاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألك والدان؟ قال: نعم قال الزمهما فإن الجنة تحت أقدامهما» (3).

التحذير من العقوق

عد الإسلام عقوق الوالدين كبيرة من أكبر الكبائر وجعل له صور فمن صور العقوق؛ هجرهما وحرمانهما من ضرورات الحياة ومتعها المباحة.

ذكر الإمام أحمد عن عمار بن ياسر قال: قلت للحسن: يا أبا معبد ما البر؟ قال: البذل واللطف قلت: فما العقوق؟ قال: أن تحرمهما وتهجرهما قال: أما علمت أن نظرك في وجه والديك أو والدتك عبادة. (4)

ومن أقبح مظاهر العقوق أن يتبرأ الولد من أبويه حين يرتفع مستواه الاجتماعي عنهما كأن يكونا من طبقة ذات مستوى معيشي متدن وهو يصل إلى بعض الوظائف الكبيرة، فيخجل من وجودهما وهذا بلا ريب دليل على حطة نفس، وصغر عقل، وحقارة شأن، والنفس العظيمة تعتز بمنبتها وأصلها، وتفخر بأبيها وأمها مهما كانت حياتهما وبيئتهما، وحسبك أن القرآن مع تشديده على الشرك والمشركين أوصى الولد بأن يعاشر والديه المشركين بالمعروف. (5)

{وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (لقمان:15).

الهوامش

1- أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والأدب، باب بر الوالدين وأنهما أحق به. حديث رقم: (6664).

2- أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآدب، باب فضل صلة أصدقاء الأب والأم ونحوهما. حديث رقم: (6679).

3- صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، (2/327). والمعجم الكبير للطبراني (2/418).

4- كتاب الزهد (ص:322)

5- د. مصطفى السباعي، السيرة النبوية دروس وعبر.

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال