السبت، 27 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

58 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

ra aty

إبراهيم عبدالمجيد: معرفة لا تتنصل من الماضي وتعي متطلبات العصر وتحديات الواقع

شعبان يوسف: "النقد" أولى خطوات معرفة الذات وحجم دوافعها التقدمية والتراجعية

يوسف القعيد: الماضي وحده لا يكفي.. يجب تقليل الفجوة الضارية بيننا وبين الغرب

ريتا حسان: يجب التخلص من هلامية التفكير

مريام بن حسن: تدرك ما توصلت إليه من منجزات وما أصابها من إخفاقات

د.مبروك عطية: يجب التخلص من الأنانية الفكرية والتسلط الثقافي

القاهرة - محمد حبيب

"من عرف نفسه فقد عرف ربه".. من خلال هذه الحكمة يمكن القول إنه ليس شيء أقرب إلى الإنسان من نفسه، فإذا لم يعرف نفسه، فكيف يعرف ربه؟ وكيف يعرف المحيط الذي يعيش فيه ويتفاعل معه.. وتحديدًا كيف للنفس العربية أن تحدد موقفها من الصراعات الناشبة حولها؟ وكيف يكون لها تأثير فاعل؟ الحقيقة التي يؤكد عليها مفكرون ومثقفون التقتهم أكدوا أن الإنسان العربي لكي يكون مؤثرًا في محيطه يجب أن يكون على دراية بحقيقة نفسه وخصائصها ومقوماتها وأدوات تأثيرها ونقاط قوتها، وأيضًا نقاط ضعفها..

 

نبدأ مع الكاتب إبراهيم عبدالمجيد الذي أوضح أن الواقع العربي وما يموج به من صراعات أزلية مع المعسكر الغربي يعيش في عالم لا نهائي من التغيرات على أصعدة متفاوتة في التخصص لكنها متراصة مترابطة في بنيويتها من منطلق تراتبية الحدوث، أي انعكاس حدوث أيًا منها تبعًا لحدوث الأخرى، ما جعل من هذه الأحداث منبرًا هامًا لثورات متتالية اقتصاديًا، سياسيًا، وثقافيًا، واجتماعيًا.. خلقت حتى نوعًا أو ربما أنواعًا شتى من الصراعات العسكرية في شتى صورها، لكن ومع تفاقم حدتها تظل النفس البشرية هي ذلك الرابط الوحيد والمؤثر على إنتاج هذه التغيرات على تباين اندلاعاتها داخل مجتمع ما، فالذات البشرية تعد وحدها هي المصدر والمُصّدر لتلك التفاعلات الإنسانية التي تكون بمثابة المعيار الأصيل في تحديد ماهية الحضارات والموروثات وما يشوب المجتمعات من تقهقر وما يصاحبها من تنوع وثراء وارتقاء.

لا تتنصل من ماضيها

وأضاف عبدالمجيد أنه ليس معنى الحاجة إلى اكتشاف ذات جديدة أن نتنصل من ماضينا مهما بلغ من مآسٍ ومهما اقترن بنجاحات، وإنما المنشود يكمن في البحث عن إنسان مجتمعي يعي متطلبات عصره وتحديات واقعه بما يكفل له التفكير المنطقي المتزن لتطوير معرفته وتنمية مستوى مداركه بما يخدم إنتاج حضارة جديدة مستحدثة تقلص الفوارق التقدمية بيننا وبين أمم تسبقنا بعشرات السنين، ولأن نصل لذلك فلابد لنا من مراجعة النفس وتعنيفها ودفعها مرارًا نحو اكتشاف العيوب واستنباط الرؤى وإعادة تقييم أفكارها ومنحنيات إبداعاتها وما يمكن أن تصل إليه من قدرات إبداعية حال توفر إمكانات محددة تتيح لها تحقيق هذه القدرات ما يستلزم العمل الجاد نحو توفير ما يشار إليه من إمكانات تدعم ما سلف وما يسبقه ذلك من حتمية المصارحة والمكاشفة بما لها وما عليها، وما يمكن من خلاله أن نتبنى وجهات النظر التي كانت مستقبلية لدى القدماء من المفكرين الثقات لدينا والذين حملوا على عواتقهم رسائل التنوير بما تحملها من ثقافات تعددية اكتسبوها خلال سفرهم وتنقلاتهم عبر الخارج المتطور أمثال الأديب الفذ طه حسين صاحب رؤية مستقبل الثقافة في مصر وما أراد أن يلحقه من تطور اجتماعي وثقافي للعرب بشكل عام، وكذلك رفاعة الطهطاوي وغيرهم كثر..

وحيث تحددت المفاهيم وتبلورت المعايير فإننا لحظتها نكون بصدد مسار خصب للتطور قائم على تفسير دقيق ومحدد لمفاهيم التراث والأصالة والواقعية ومفهوم الآخر لدينا بعيدًا عن التأصيلات الخرافية التي ننتهجها في بعض مؤتمراتنا البحثية التي تحمل عناوين رقراقة أكثر مما تحمله من مضمون يفضى لحلول وتطبيقات من شأنها إثبات الذات ومعرفتها حتى نبنى من خلالها ما نريد.

نقد

ويمضي بنا الأديب شعبان يوسف نحو معرفة كوامن النفس، موضحًا أن ذلك يبدأ من "النقد" بكل تفصيلاته وتأصيلاته التي يمكن من خلالها أن نكون قادرين وبعمق على تحديد المكان الحقيقي التي تقبع فيه هذه النفس ومستوى الإدراك الذى تمتلكه والقدرات التي تفرضها عليها طبيعة البيئة المكون لها وهو ما يفيد الوقوف على الأبعاد الاجتماعية التي تربطها بغيرها سواء من نفس الجنس أو بخلاف ذلك، وسواء كان الآخر ينتمي لنفس العقيدة واللون أم لا.

وتابع: انتهاج النقد لهذه النفس هو المحك الأصيل في معرفة ماذا تفكر من الداخل وما هو حجم الدوافع التقدمية والتراجعية التي يمكن أن تمتلكها وبالتالي يتحدد على ذلك كل ما تلاه من أشياء ترتبط بمفهوم "المنتج الإبداعي" أو "الرسالة الإبداعية" أو "المكون الإبداعي الموروثي"، ولنا أن نتخيل أن عدم معرفة الشخص لنفسه وانعدامية دوافعها وماذا تحب وماذا تكره ولماذا فكل ما سبق يؤدى بنا إلى اعتبار هذه النفس غامضة المعالم والملامح وغير محددة التفاصيل، وبالتالي تعد نفسًا غير صالحة للبناء، فإذا ما كانت هذه النفس هي النواة الأساسية التي يمكن أن نعتمد عليها في بناء مجتمع يتواكب مع تحدياتنا المعاصرة فإننا بذلك نكون وكأنما نعيش داخل بوتقة مصمتة من الفشل المزمن الذي لا علاج له إلا إيجاد نفس جديدة على عكس الوتيرة السالفة البيان، كما أن أولويات التقليل من التطرف المجتمعي وانهيار الأفكار الهدامة به لا تتأتى ولا يمكن تحقيقها إلا من خلال هذا النقد الذي يعد بمثابة التوبيخ المستمر للنفس والذي لا يصنع منها ذات منهارة وهو ما يعرف بالحاجة إلى ذلك النقد البناء الذي يبنى ولا يهدم الذي يواسى ويدفع ولا يتربص.

أولويات البحث

ولم يذهب الروائي المخضرم يوسف القعيد بعيدًا، حيث يؤمن بأن تعدد المدارس الفكرية والمجتمعية والمنهجية وما ينعكس بطبيعة الحال على بروز مدارس مشابهة على المدارات الاقتصادية والسياسية في التعاطي مع إشكالية أيهما أفضل للنفس البشرية من زاوية المساعدة على تحقيق تقدم ملموس على الصعيد الفكري العربي: هل اتباع الماضي بموروثاته الثقافية والفكرية والمجتمعية وعدم الفصل بين الحاضر والماضي على حساب استشراف المستقبل بكل طموحاته؟ أم تلك المدرسة التي تؤسس لأنه لا إنكار للماضي والمحافظة عليه كتراث أصيل ولكن علينا أن نتطلع إلى الثقافات الغيرية واتباعها وبالأحرى تلك الثقافة الغربية التي أحرزت تقدمًا في مجالات شتى؟.

ويتابع القعيد: "لم يعد من المستساغ أن نمضى في تجارب تقدمية اعتمادًا على ماضينا الذي صنعه أسلافنا وتجارب التقدم المعاصر أمام أعيننا تسابق سير الزمن ونحن لا زلنا نفكر أيهما أفضل اتباع موروثات ماضينا والسير على دروب السابقين أم نحاول تقليل الفجوة الضارية بيننا وما بين الغربيين"؟

ويضيف: "لعل هذه الهوة السحيقة من التباعد بين مرتادي هذه التفكير وذاك المنحى تعد من أكبر الإشكاليات التي عانى منها الفكر العربي في عصرنا الحديث وقد استغرقت محاولات الفصل بين هذين المعسكرين المتمسك والرافض عقودًا عديدة من التخلف وإضاعة الوقت من أجل إحراز انتصار لهذه الفكرة على حساب تلك ولا عزاء لما كان يمكن أن يتحقق من تطور توافقي للفكر العربي حال البحث الحقيقي عما بدواخلنا حتى يتسنى لنا معرفة الطريق الصحيح الذي يجب أن نسلكه لتحقيق ما ننشده من تطور حضاري".

هلامية التفكير

أما الشاعرة الأردنية ريتا حسان فتؤكد أنه من بين أهم الآثار المترتبة على انعدامية توافر معرفة الذات العربية تكمن في الافتقاد إلى الهوية الثقافية والاجتماعية للمجتمع هو ذلك النتاج البشع لعدم التوسع الدقيق في تحديد مفاهيم النفس البشرية وما ترنو إليه من أهداف لأنك بذلك تكون مجموعة من العناصر الهلامية في التفكير تفتقر لأدنى معاني الرقي؛ لأنها ليست ذات وجودية بل يصبح المجتمع نتاج ذوات افتراضية، بل الأحرى أن نطلق عليها ذوات لا وجودية أي لا أصل لها من معرفة.

تتابع: "وبالتالي لا يمكن التعويل عليها في بناء مجتمع بهذه الكيفية من الطموح المأمول، وهنا يأتي ملمح في غاية الخطوة وله مبلغ من الأهمية ألا وهو مدى ما يمكن أن تحمله هذه النفس من تقارب وتفاعلية مع مفهوم الآخر وماهيته وما يحويه من أفكار وطموحات وكيانات تجابهه تلك التي تمتلكها النفس المغايرة لها، ولعلَّ هذه التفاعلية تحدد النقاط الأصيلة في مفهوم "كونية الرسالة" وما يستتبعه من فهم لعلاقة الإنسان بشكل عام بالكون ككل ونظرته إليه وهو ما يتحدد من خلاله مدى قبول الذات للانفتاح أو الانغلاق من عدمه، كون هذا التحديد يرنو إلى توصيف الحالة الفعلية لقابلية الذات لهذا التطور عبر التفاعل مع المحيط الخارجي وليس بالاعتماد على ذاتها فحسب من منطلق حتمية الإيمان بأحقية أن الكون يتسع للجميع بما يفرض قبول هذا الاندماج المنشود.

وتضيف: ما سبق يدخل في إطار تحديد فهم الآخر من نفس منطلقاتنا التي حددناها لمعرفة النفس أو الذات لتتضح لنا ما هي الفوارق الجوهرية بين ذواتنا وبين ذلك الآخر الذي يعيش بعيدًا عنا، لكن نترابط معه بنظام كوني له رسالته التي نؤمن بها، وهو ما يؤصل لتحديد واضح ومنضبط لمفهوم الهوية الثقافية والاجتماعية التي تدفعنا لتوسيع دائرة الفهم والإدراك لما لنا وما علينا، وبالتالي ينشأ بناءً على ما سبق مفهوم "نشر السلام المجتمعي" الذي بدونه لا تقوم الحضارات، ولا يمكن أن تتطور الثقافات المجتمعية مهما امتلكت من ثقافات موروثية عظيمة انحسرت قيمتها وروعتها في التذكير بها فحسب دونما تطبيق على أرض الواقع.

منجزات وإخفاقات

بدورها، أضفت التونسية مريام بن حسن بصمتها العملية في التفعيل الحقيقي لمعرفة الذات حيث تؤكد أنه إذا ما أرادت جماعة من الناس أن تتفق فيما بينها على إحداث طفرة نوعية في سياقات اجتماعية، اقتصادية، سياسية، ثقافية وذلك من منطلق الرغبة في التطور فإن ذلك يكون مدعاة أساسية لضرورة أن تعرف هذه الجماعة حجم ما توصلت إليه من منجزات وكم ما أصابها من عطب وإخفاقات في أي من تلك المجالات التي حظيت بإرادتها في التطور، وما يمكن أن تمتلكه من فكر وفن وآداب وعلوم تكون بمثابة الأدوات لتحقيق الطموح المنشود، فإننا نكون بذلك إذا ما آمنا بقيمة معرفة هذه العوامل من أجل الانطلاق، ونحن نؤمن بذلك فعليًا فإننا نكون قد أصلنا لمبدأ أهمية معرفة النفس وعلاقتها بذاتها وبالآخرين ومدى ما تمتلكه من قدرات تتوافق مع مستوى الطموحات وبالتالي تتضح الرؤية الكلية إما بتقرير دوافع وعوامل التطور وتحديدها وإما بمقدار ما يمكن أن نستنبطه من الماضي ومن موروثاتنا التي يتمرد عليها مدارس فكرية أخرى.

بين الموروث والحاضر

أخيرًا، يرى د.مبروك عطية أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر أنه من بين أهم القضايا التي تنغص علينا أفكارنا داخل مكامن القوة والضعف في مجتمعاتنا العربية هو ذلك الموروث الثقافي الذي حددت مآسيه العديد من الدراسات البحثية للثقافة الإسلامية، هي تلك المدرسة التي ربما تفهمت النص الإسلامي من خلال الهوى وليس من منطلق المنطق والعقل والفهم الصحيح لروح الإسلام في كونها اعتبرت أن التمسك بالماضي وبكل ما جاء عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الأبرار دون التقيد باتباع الغرب هو ذلك الطريق الصحيح وأن الهالك هو المتبع لغيره وهو ما يعد عند المدارس الفكرية الأخرى أنموذجًا صارخًا للتطرف والجمود الفكري الداحضين لأية تطور على أية أصعدة كانت ومستدلهم في ذلك التفاوت الكبير في التقدم بين الغرب والشرق بسبب الاستماتة على تلك الأفكار دون أدنى محاولة لإقامة عملية تنظير فكرى وعملي بين المدرسة الأخرى التي تريد الأخذ بتلابيب التطورات الحضارية للمسلمين الأوائل والإيمان بها لكن مقابل حتمية الإيمان بمواكبة روح العصر والتعامل مع زمن الآلة المتكورة على جميع المناحي، بينما فشلت كل مدراس التقريب التي تقف كحلقة وصل تريد حل هذا الإشكالية بسبب عدم الفهم الدقيق للمراد من النفس البشرية وعلاقتها بالنظام الكوني وتطوراته.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال