القاهرة - الوعي الشبابي:

يتصور البعض أن الحصول على التكنولوجيا درب من دروب الرفاهية، والبعض الآخر يرغب في الحصول عليها رغبة في الاقتناء، أما بالنسبة للمكفوفين فإن التكنولوجيا أصبحت أساسية بل وضرورة من ضرورات الحياة لا يمكن الاستغناء عنها؛ حيث إنها تساعد بل وتوفر قدرًا كبيرًا من الخصوصية والاستقلالية لهم.

ومن يتأمل أو يقوم بدراسة حول  حياة المكفوفين على الصعيد العملي والشخصي اليومي سيلاحظ أنها قد تغيرت تغيرا جذريا بسبب التكنولوجيا.

ويؤكد رضا سيد محمد عبد المقصود - إخصائي التكنولوجيا المساعدة للمكفوفين –أن بعض الأدوات والأجهزة التكنولوجية التي يستخدمها الشخص الكفيف على المستوى الشخصي المنزلي، لا تتوفر في بلداننا العربية، وإن وجدت فهي باهظة الثمن رغم بساطتها وتوفرها بل ورخصها كذلك في دول الغرب المتقدم.

القلم الصديق
بواسطة هذا القلم تتمكن المرأة الكفيفة أو أي شخص من معرفة ألوان الملابس أو المفروشات، كذلك يستطيع أي كفيف الحصول على علبة دواء الضغط أو أي دواء آخر، كما يستطيع تسجيل أنه على موعد مع الطبيب يوم الثلاثاء القادم في الثانية عشر ظهرًا على سبيل المثال.
يأتي مع القلم مجموعة من الملصقات  labelsيقوم الكفيف بلصقها على علبة الدواء وتمرير القلم فوقها ثم التسجيل بصوته « تناول حبة بعد الإفطار». كذلك تستخدمه المرأة الكفيفة داخل المطبخ لتسمية علب الشاي والفلفل والشطة وهكذا.
تقبل هذه الملصقات التسجيل عليها أكثر من مرة كما إنها قابلة للغسيل بالماء إذ يمكن وضعها داخل الملابس أو المفروشات لتمييز ألوانها.
وعند استرجاع المعلومة بمجرد وضع القلم فوق الملصق سيخبرك صوتك المسجل سلفا أن هذه علبة السكر، أو أن تلك هي البلوزة الزرقاء.

مؤشر السوائل

يفيد هذا الجهاز من يعانون ضعفًا أو كف البصر كما أنه يفيد من يعانون ازدواج الإعاقة بفقد البصر والسمع بآن واحد فهو عندئذ سيعتمد على الشعور بالاهتزاز دون سماع الصفير.

ميزان المطبخ الناطق

عند تشغيل الجهاز سيقوم بإعطاء رسالة ترحيب صوتية ثم رسالة صوتية أخرى تفيد أن الجهاز في وضع الاستعداد، كل ما عليها هو وضع ما تريد وزنه على السطح المعدني وسيقوم الجهاز بنطق الوزن بوحدة الكيلو جرام أو الأوقية حسب إعداده من قبل المستخدم.

الميكروويف الناطق

يوفر هذا الجهاز تحديدا قدرًا عاليًا من الاستقلالية لمن يعانون ضعف البصر أو فقده تماما.
حيث يقوم هذا الجهاز بنطق كل شيء، فالجهاز مزود بصوت رجالي واضح النطق كما أن الأزرار التي تعمل باللمس تتضمن دائرة تسهل تحديد موضع الزر بالضبط، ويقوم الكفيف برفع هذه الدائرة ومن ثم لمس الزر.
مما يمكن الكفيف من ضبط وقت طهي الطعام، ضبط الطاقة والتحكم بدرجة الحرارة كذلك التحكم بوقت الطهي إلى آخره.

FingerReader

قام معهد معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بصناعة جهاز جديد يدعى FingerReader ، وهو الذي سيساعد الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر أو مرض العمى من القراءة بدون الاعتماد على طريقة برايل.

ويعمل FingerReader كماسح ضوئي يرتديه الشخص المصاب في يده، ويقوم بالمرور على الكتابة، ليقرأ الجهاز الكتابة الموجودة في الورق بصوت عالي، وذلك وفقا لما جاء في موقع BGR.

ويمكن للمستخدم قراءة كل كلمة موجودة في الورقة عن طريق تمرير الجهاز من اليسار إلى اليمين على كل سطر ببطء.

الجهاز يحتاج إلى صبر من مستخدميه، حيث يجب المرور على كل كلمة ببطء شديد ليستطيع الجهاز قراءتها، كما أن الصوت الآلي الذي يخرج من الجهاز يبدو متقلبا، ولكن هذا لا يقلل من قيمة FingerReader والذي سيساعد كثيرين من المكفوفين في قراءة ما يحبون دون طريقة برايل.

ومن ناحيته يقول معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن الجهاز ” أداة لكل ضعاف البصر والذي يساعدهم في الوصول إلى النص المطبوع، فضلا عن المساعدات التي يقدمها في ترجمة اللغات”.

وهناك الكثير والكثير من هذه الأجهزة مما لا يتسع المجال للحديث عنه تفصيلا، فمثلا لم تعد الأم الكفيفة قلقة بشأن معرفة درجة حرارة جسد طفلها عند مرضه لأنها تستخدم الترمومتر الناطق.
ومرضى السكر والضغط كذلك يستخدمون أجهزة ناطقة لقياس ضغط الدم والسكر.
وقس على ذلك معظم أدوات المنزل إذ إن الهدف الأساسي من استخدام التكنولوجيا هو توفير قدر عالي من الاستقلالية والاعتماد على النفس مع مراعاة الخصوصية لدى من حرموا نعمة البصر.
وأخيرًا نستطيع أن نتصور ما منحته التكنولوجيا للمكفوفين، وندرك قيمتها الفعلية للمكفوفين.