الكويت – الوعي الشبابي:

استضافت الجامعة العربية المفتوحة بدولة الكويت – بالتعاون مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي – البروفيسور مصطفى موالدي أحد الفائزين بجائزة الكويت لعام 2008 في مجال التراث العلمي العربي والإسلامي عن موضوع إسهامات المسلمين في الحضارة الإنسانية وذلك لتقديم محاضرة عامة بعنوان ”تاريخ الرياضيات عند العرب" تحت رعاية مدير الجامعة العربية المفتوحة الدكتور نايف إبجاد المطيري.

وبحضور مساعد مدير الجامعة للشؤون الاكاديمية عبدالله بن طفلة العجمي ورئيس قسم برنامج تقنية المعلومات والحوسبة الدكتور محمد السيد ورئيس قسم برنامج إدارة الاعمال الدكتور عواد هذال النصافي وعدد من المهتمين بالرياضيات واعضاء هيئة التدريس والطلبة بقاعة المحاضرات الكبرى في الدور الأول بمقر الجامعة في منطقة العارضية.

استهل البروفيسور مصطفى موالدي محاضرته بأن العلوم الرياضية تطورت طرداً مع تطور الحضارات الإنسانية من حيث بنيتها وتنوعها وتفرعها، وكم هي عديده انجازت علماء الحضارة العربية بشكل عام في الرياضيات ولعل من أهم اسهاماتهم في الحساب والجبر والهندسة والمثلثات وصولا لبناء الحضارة الإنسانية مشيرأ أن الرياضيات العربية تأثرت برياضيات الحضارات القديمة البابلية والمصرية واليونانية والهندية، وتركت آثاراً مختلفة العمق في فروع الرياضيات المتعددة ومع انتشار الدين الإسلامي أصبحت الحاجة إلى الهندسة العملية أكثر ضرورة لتعيين حدود الأراضي لتقدير خراجها، وكذلك لبناء المدن في البلاد المفتوحة.

وتابع موالدي: أن نتيجة لذلك نستطيع القول إن العلماء العرب وضعوا الأسس الصحيحة والقواعد الهامة لعلم المثلثات، وأصبح علماً مستقلاً قائماً بذاته، ويلعب علم المثلثات دوراً هاماً في عملية البحث العلمي، ويسهل العمليات الرياضية في العديد من العلوم وعلى رأسها علم الفلك، كما اعتمد العرب في الهندسة على الأصول اليونانية التي وضعها فيثاغورث وأقليدس وابولونيوس وأرشميدس، فتدارسوها واستوعبوها بعد أن نقلوها إلى لغتهم وتوسعوا في بعض نواحيها وابتكروا التمارين الصعبة وتفننوا في إيجاد الحلول لها كتثليث الزاوية، واستخراج مقدارين يقعان بين مقدارين مفروضين لتتوالى الأربعة على نسبة واحدة، وغير ذلك من المسائل القديمة المستعصية.

وذكر موالدي لمحات من الانجازات العربية في علم المثلثات منذ عهد البويهيين ومنها دالة الظل والعلاقات الأولى في المثلث ومفهوم المثلث القطبي من المكتسبات العلمية في الحضارة العربية كما توصل العرب إلى إثبات أن نسبة جيوب الأضلاع بعضها إلى بعض كنسبة جيوب الزوايا الموترة بتلك الأضلاع بعضها إلى بعض في أي مثلث كروي وكذلك استعمل العرب الجيب بدلاً من وتر ضعف القوس الذي كان يستعمله علماء اليونان، ولهذا أهمية كبرى في تسهيل حلول الأعمال الرياضية واستدل بقول سمث “ولم تدرس المثلثات الكروية المائلة بصورة جدية إلاّ على أيدي العرب في القرن العاشر للميلاد.

وأشار إلى أن العرب استطاعو بوساطة الشكل المغني والظلي أن يحلـّوا كل المسائل الخاصة بالمثلثات الكروية القائمة الزاوية كما استعمل العرب المماسّات والقواطع ونظائرها في قياس الزوايا والمثلثات، ويعترف سوتر بأن لهم الفضل الأكبر في إدخالها إلى علم المثلثات، كما أن العرب كشفوا بعض العلاقات بين الجيب والمماس والقاطع ونظائرها، وايضا توصل العرب أيضاً إلى معرفة القاعدة الأساسية لمساحة المثلثات الكروية ووضعوا الجداول الرياضية للمماس والقاطع وتمامه وكذلك أوجدوا طريقة لعمل الجداول الرياضية للجيب، لذلك يدين الغربيون للعرب بطريقة حساب جيب 30 ْ بشكل دقيق.

وختم موالدي قائلا أن الرياضيون العرب ساهمو مساهمة متميزة في مجال الرياضيات، وتركوا بصماتهم الخلاقة والمبدعة في كافة فروع ذلك العلم، مما أدى إلى تسارع التطور العلمي في تلك المرحلة، الذي كان له آثارٌ إيجابية في حياة الإنسان العادي اليومية بشكل مباشر وتـُظهر الإضافات العلمية العربية في كافة فروع المعرفة مساهمة العلماء العرب القيّمة في بناء صرح الحضارة الإنسانية.

• (جابر الأحمد الثقافي) يفوز بجائزة ...
• "أزبكية ناصر" تفوز بجائزة كتارا ...
• "ألكسو" تجدد تعيين الكويتي عبدالله ...
• "الامتياز" لباحث حول تقييم التخطيط ...
• "البنتاغون" الأمريكية تكرِّم ...