عمان - الوعي الشبابي:

أعاد تفوق الطالبة العراقية الجنسية مريم البياتي، وحصولها على المرتبة الأول على مستوى الأردن في امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" 99% على الفرع العلمي، الجدل مجدداً حول نظام التعليم الجامعي في الأردن الذي يحرم الطلبة غير الأردنيين من مقاعد كليات الطب في الجامعات الرسمية في البلاد.

 

 

نشطاء طالبوا عبر مواقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" بتأسيس حملات ضد نظام القانون الجامعي، خاصة وأنه حرم بالفعل عدداً من الطلبة الأردنيين الذين يحملون جوازاتِ سفرٍ مؤقتة من أبناء قطاع غزة، من الذين حصلوا في الأعوام الماضية على أحد المراكز العشر الأولى على مستوى المملكة، ولم يستطيعوا بسبب عدم حصولهم على الوثائق الرسمية من الدراسة في الأردن على الرغم من تفوقهم الكبير على بقية زملائهم من الطلبة الأردنيين.

واصطدمت الطالبة البياتي التي تقيم في الأردن منذ سنواتٍ طويلة، بالقانون الذي يحرمها من دراسة الطب مجاناً كبقية زملائها إذ ينص القانون على أن "الأوائل في شهادة الثانوية العامة لديهم مقاعد مجانية في الطب"، وهو الأمر الذي لا ينطبق على الطالبة العراقية.

- تعاطف شعبي

ونتيجة حصولها على المرتبة الأولى على مستوى المملكة في إمتحان التوجيهي، فقد أثار هذا الأمر تعاطف الأردنيين مع الطالبة العراقية، خاصة وأن الوضع المادي للعائلة "لا يسمح بدراستها خارج الأردن ولا في الجامعات الأردنية الخاصة، وفقاً للبرامج الموازية باهظة التكاليف".

المفاجئة التي صدمت الأردنيين هي أن الطالب الرابع على مستوى المملكة أيضاً يملك هو الآخر وثيقة قطاع غزة، ولا يستطيع بدوره الحصول على المنحة القانونية المعتادة للأوائل ولا حتى على مقعد في الكلية العلمية التي يريدها، وهو ما ينطبق تماماً على الطالبة الحاصلة على المستوى الأول.

- شكر وتقدير

الطالبة مريم البياتي أكدت لـ"الخليج أونلاين" امتنانها للشعب الأردني على وقوفه معها في ظل مطالبته الجهات المعنية السماح لها بالدراسة في الجامعات الأردنية تماماً كبقية الطلبة الأردنيين، وقالت: إن "النتيجة الكبيرة التي حصلت عليها جاءت بعد توفيق الله، ثم بفضل والدتي التي كان لها الدور الأكبر في دعمي من أجل التفوق"، معربةً عن "أملها في أن تصبح طبيبةً وتكمل مسارها التعليمي في الجامعة الأردنية".

وقالت البياتي إبنة الثمانية عشر ربيعاً: "أحلم بأن أكمل مسيرة والدي، أستاذ الهندسة الكهربائية، وأشقائي في التميز والبحث العلمي بدراسة الطب في الجامعة الأردنية".

- منحة منقوصة

ويبدو أن نصف أمنية الطالبة مريم ستتحقق، إذ أعلن رئيس مجلس أمناء جامعة الشرق الأوسط الدكتور يعقوب ناصر الدين تقديم منحة كاملة للدراسة في جامعة الشرق الأوسط للطالبة مريم، وبالتالي سيكون مسموحاً الآن لها بدراسة الطب في الأردن، لكن ليس في الجامعة الأردنية كما أرادت.

وقال رئيس جامعة الشرق الأوسط: إن تقديم هذه المنحة يأتي "انسجاماً مع رسالة الجامعة في إعداد القادة من المتفوقين والمبدعين من الطلبة والإهتمام بهم من أجل تحقيق المزيد من التقدم والرقي في الأردن والوطن العربي".

وتقيم السفارة العراقية في عمان اليوم الخميس، حفلاً تكريمياً للطالبة العراقية مريم البياتي، التي يعمل والدها عبد الكريم صادق البياتي، أستاذاً للهندسية الكهربائية بالجامعة الهاشمية.

الكاتب الأردني فهد الخيطان علق على الأمر بالقول: "تفوّق العراقية البياتي يعطي الدليل على نزاهة الامتحان الوطني، ولو كان الأمر خلاف ذلك، لما سمحت وزارة التربية والتعليم لغير الأردني بتسجيل تفوقه على أقرانه من الطلبة الأردنيين، وتلك ميزة تؤكد احترامنا لقيم التنوع والمنافسة الحرة، من دون اعتبار للهوية أو الجنس أو العرق".

وأضاف: "على مقاعد الدراسة في مدارسنا اليوم، عشرات الآلاف من الطلبة العراقيين والسوريين الذين أجبرتهم الحروب على هجر أوطانهم، إنهم بيننا ولسنين قادمة، وعلينا أن نتكيف مع هذه الحقيقة، ونعمل على توظيفها لصالحنا".

وختم الخيطان بالقول: "مريم عراقية، ولا يمكن أن تتخلى عن هويتها، لكنها واحدة من أهل هذا البلد؛ تعلمت وتفوقت فيه، وحصدت أعلى المراتب، من حقنا أن نفخر بها، وبمن هم على شاكلتها من أبناء الشعوب العربية الذين يقيمون بيننا".

• (جابر الأحمد الثقافي) يفوز بجائزة ...
• "أزبكية ناصر" تفوز بجائزة كتارا ...
• "ألكسو" تجدد تعيين الكويتي عبدالله ...
• "الامتياز" لباحث حول تقييم التخطيط ...
• "البنتاغون" الأمريكية تكرِّم ...