الجمعة، 29 مارس 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

315 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

HASAN MAAMON

هشام الصباغ - باحث لغوي-

> فقيه مستنير صاحب جهود إصلاحية مؤثرة ونبوغ وتفوق علمي في أمور الدين والدعوة، قضى معظم حياته الوظيفية قاضيا يستعرض أدلة فقهاء المذاهب الفقهية المختلفة، وكان ذا بصيرة ملهمة في فقه النصوص الشرعية والإلمام بمقاصد التشريع ومعرفة أنماط الفتوى وأسباب تنوعها.

> مصري الجنسية، قاهري المولد والنشأة، أزهري التعليم.. ولد لبيت من بيوت العلم والسيادة.. فوالده من علماء الدين ذائعي الصيت غزيري العلم كريمي الأخلاق، كان إماما لملكي مصر) فاروق ومن بعده فؤاد)؛ إذ كان إماما لمسجد الفتح بقصر عابدين الذي يؤدي فيه ملك مصر الصلاة.. وقد ورث الابن أباه في العلم والأخلاق والشهرة والتصدر والقيادة والإمامة.

> بضمير القاضي النزيه، والعالم الخبير، والفقيه الرشيد، عاش حياته في ثبات واتزان، تحفه محبة الناس وتقديرهم؛ عامتهم وخاصتهم.. ورغم قضائه معظم حياته بعيدا عن الأزهر، فإن الأزهريين جميعهم اجتمعوا على حبه وتقديره وتوقيره، إذ كان لا يتعاطى معهم إلا مرتديا عباءة القاضي دون النظر لصفة من أمامه ووصفه؛ فكلهم عنده سواء أمام ميزان الحقوق والواجبات.

> اشتهر بمكانته العلمية وأخلاقه الحميدة وإلمامه بالمعرفة الفقهية، ما جعل الأنظار تلتفت إليه حتى عين قاضيا لقضاة السودان بمرسوم ملكي صدر في عام 1941م.

> كان يجد لذة كبرى في الدراسات الفقهية، تنسيه ما يتعرض له من أمراض وآلام، وحينما أثقلته أعياء الشيخوخة وتناوشته أمراضها، ترك مسؤولياته وتفرغ للعبادة والعلاج.. إنه مفتي الديار المصرية والإمام الأكبر للأزهر الشريف الشيخ الفقيه المستنير حسن مصطفى مأمون.

المولد والنشأة

> خرج إلى الحياة في أيام هي الأفضل عند الله، إذ ولد مع خواتيم الأيام العشرة الأولى لذي الحجة من عام 1311هـ الموافق لعام 1894م، بحي الخليفة في القاهرة.

> منذ صغره عني والده بتربيته تربية دينية قويمة؛ فحفظ القرآن الكريم وجوده، وفي بداية حياته التحق بالأزهر الشريف ودرس فيه: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف، والفقه، وأصوله، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية.

> وفي الأزهر درس على يد كبار مشايخ عصره، الذين وجدوا فيه ذهنًا متفتِّحًا، وقريحة متوقِّدة، وعقليَّة قضائيَّة ظهرت بشائرها في بواكير شبابه، وقد آثر دراسة العلوم الفقهيَّة، وأحبَّه أستاذته وأحبَّهم وتنبؤوا له بمستقبلٍ زاهر في القضاء.

> بعد أن أنهى دراسته الأزهرية اتجه إلى مدرسة القضاء الشرعي، التي كانت غصنا يانعا في دوحة الأزهر الشريف، حرص القائمون عليها على اختيار أفضل الأساتذة الممتازين للتدريس بها، وجذبوا إليها صفوة طلاب الأزهر، وقد أقبل الشيخ على الدراسة بها، حتى تخرَّج فيها سنة 1918م.. وكان إلى جانب إتقانه للغة العربية ملما باللغة الفرنسية فجمع بذلك بين الثقافتين العربية والفرنسية.

حياته العملية

> بعد تخرجه في مدرسة القضاء الشرعي تنقل الشيخ مأمون بين مختلف المحاكم الشرعية بمصر، فعين بداية موظفا بالقضاء الشرعي في محكمة الزقازيق في محرم عام 1338هـ، ثم نقل في شوال من العام نفسه إلى محكمة القاهرة الشرعية، وفي رجب من العام التالي تمت ترقيته إلى قاضٍ من الدرجة الثانية ونُقِلَ إلى محكمة طنطا الشرعية.

> وفي جمادى الآخرة من عام 1348هـ/1929م، نقل إلى محكمة مصر الشرعية، ثم تمت ترقيته إلى قاض من الدرجة الأولى في الشهر نفسه، ثم إلى قاض عام أول فبراير عام 1939م.

> شهرته العلمية وفضائله الخلقية ومعارفه الفقهية كانت كفيلة بلفت الأنظار إليه، ولذا فإنه ظل يترقى في القضاء الشرعي حتى صدر مرسوم ملكي بتعيينه قاضيًا لقضاة السودان في عام 1359هـ/1941م.

> بعد 6 سنوات قضاها في السودان عاد إلى القاهرة ليعيين رئيسًا لمحكمة القاهرة الشرعية الابتدائية، ثم تمت ترقيته إلى عضو في المحكمة الشرعية العليا عام 1367هـ/1947م، ثم أصبح نائبًا لها في عام 1370هـ/1951م، ثم عُيِّن رئيسًا للمحكمة الشرعية العليا في عام 1371هـ/1952م.

> لما قربت سن إحالته إلى المعاش قام مجلس الوزراء بمد عمله سنة أخرى بناءً على طلب وزير العدل وذلك للحاجة الماسة إليه.. وفي عام 1374هـ/1955م اقترح وزير العدل على مجلس الوزراء إسناد منصب المفتي إلى فضيلته فوافق المجلس، وتقلد الشيخ منصب المفتي وظل فيه لمدة سنتين اعتبارا من 8 من رجب 1374هـ/ الأول من مارس سنة 1955م، إلى أن صدر قرار جمهوري (رقم 2444 لسنة 1964م) بتولي فضيلته مشيخة الأزهر.

توليه المشيخة

> اعتلى الشيخ مأمون كرسي مشيخة الأزهر خلفًا للإمام الشيخ محمود شلتوت، فعمل جاهدًا على إعلاء شأن الأزهر، وإزالة المصاعب التي كانت تعترضُ طريقه وتعوقُ تقدُّمه، بعد أنْ صدر القرار الجمهوري في 26 يوليو 1964م، وكان القانون 103 لسنة 1961م، الخاص بإصلاح الأزهر قد سار خُطوات في سبيل التنفيذ، فقاد الإمام هذه الحركة الإصلاحية في رفقٍ ولين، وذلَّل كثيرًا من العقبات التي اعترضت طريق التطوير، كما سخَّر قلمه ولسانه لحركة الإصلاح، وكان ممَّن أحبوا الإمام محمد عبده، وآثروا منهجه في البحث والدرس، وطبق هذا المنهج ونفَّذه بكلِّ دقة وأمانة.

فقه الإمام

> فقه الإمام بين يتضح فيما أصدره من فتاوى، وفيما كتبه في الموسوعة الفقهيَّة التي يصدرها المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميَّة: لا يتقيَّد بمذهب معيَّن، فهو يلتمسُ الحقيقة أنَّى وجدها في أقوال بعض الصحابة أو التابعين، ويؤيِّد رأيه بعد ذلك بالأدلَّة عقلاً ونقلاً.

مواقف

> كان للإمام العديد من المواقف والآراء التي عكست روحه الجهادية والوطنية، وكان دينه أشدَّ سلطانًا عليه من متع الدُّنيا ومناصبها الزائلة، فقد حارب الاستعمار في السودان من خلال دروسه وخطبه هناك، ونافح عن الدين واشتد في الرد على من يدعون إلى المذاهب الحديثة، لا سيما من اتخذوا من مؤتمر لمجمع البحوث الإسلامية -يومئذ- منصة للترويج للاشتراكية يخطبون ود مسؤولين، فقام مغضبا وأعلنها مدوية في المؤتمر أن الاشتراكية وغيرها ليست من روح الإسلام مع يقينه بأن تصريحه هذا سيثير غضب المسؤولين، ولكنه كان لا يخشى في لله لومة لائم.

نيابة وأوسمة

> في عام 1381هـ/ 1961م عين فضيلته عضوا بمجلس الأمة (مجلس الشعب)، كما تولى رئاسة مجلس إدارة مسجد الإمام الشافعي وظل محتفظا بهذا المنصب حتى وفاته..

> كما منح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1390هـ/1970م، ومنح اسمه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى بعد وفاته عام 1393هـ/1973 م، بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفى للأزهر.

مجهوده العلمي

> امتلأت حياة الإمام حسن مأمون بالنشاط البحثي والثراء العلمي، ترك خلالها مجموعة من المؤلفات المتنوعة تنوعت بين دراسات وأبحاث فقهية، كما أشرف الإمام على الهيئة العلمية القائمة على تصنيف الموسوعة الفقهية الكبرى التي يصدرها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وكتب وراجع بعض موادها الفقهية، وترك ثروة عظيمة من العلم والمعرفة نذكر منها على سبيل المثال: «الفتاوى» (أصدر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الجزء الأول منه، وطبعته دار التحرير للطباعة والنشر - القاهرة 1969، والجزء الثاني لدى أنجال الإمام معد للطبع)، «دراسات وأبحاث فقهية متنوعة» (نشرها الإمام، صدر منها بضعة عشر جزءا)، «السيرة العطرة» (سلسلة أبحاث كتبها الإمام وأذاعها، طبع منها البعض والآخر ما زال مخطوطا)، «الجهاد في الإسلام» (دراسات كتبها الإمام منها تسع مقالات مكتوبة ولكن لم تنشر)، «تفسير موجز لسور: الضحى والانشراح.. والقدر» (لم ينشر).. وغير ذلك الكثير.

مساهمته مع «الوعي»

> كان لفضيلة الإمام الأكبر الشيخ حسن مأمون مشاركتان مع مجلة «الوعي الإسلامي»، جاءت الأولى مع إشراقة المجلة الأولى وحملت عنوان: «تحية وتوجيه»، فيما كانت الثانية مع العدد 22 وكانت تحت عنوان: «تحية رمضان».

وفاته

> في يوم 27 من ربيع الثاني 1393هـ الموافق 29 من مايو 1973 لبى الإمام حسن مأمون نداء ربه، ووافته المنية بعد حياة حافلة بجلائل الأعمال.

المصادر

- كتاب «أعلام وعلماء كتبوا في الوعي الإسلامي».

- الموسوعة الحرة (ويكيبيديا).

- دار الإفتاء المصرية.

- الأزهر في ألف عام.

- موقع معرفة.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

محمد حسني عمران يكتب: الحنان وأثره في تربية الطفل

القاهرة – محمد حسني عمران: الأطفال هم مستقبل الأمة الواعد، وهم العناصر الفاعلة في المجتمع، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال