الجمعة، 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

48 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

252236325

القاهرة – الوعي الشبابي:

"كانت آخر أنشطته التي تمنى أن يختتم بها حياته هي زيارة فلسطين من أجل الدفاع عن عروبة مقدساتها ودعم صمود شعبها، وقد أكرمه الله فحقق له هذه الأمنية".

إنه المثقف الكويتي عبد الله حمد محارب المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الذي توفي قبل أيام قليلة عن عمر ناهز السبعين عاما.. بعد رحلة طويلة حافلة بالعطاء وخدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية والدفاع عن اللغة العربية".

وكان محارب قد ترأس في آخر مهمة له قبل أن يسلم الروح وفدا من الألكسو في زيارة إلى الأراضي الفلسطينية لمدة خمسة أيام.

وقد ولد محارب في الكويت عام 1946 وحصل على دكتوراه الفلسفة في الآداب وله العديد من الأبحاث والمؤلفات المنشورة.

عمل أستاذا للغة العربية بجامعة الكويت ثم ملحقا ثقافيا في القاهرة في الفترة من 1978 إلى 1982 ومستشارا بمركز البحوث والدراسات الكويتية وعين رئيسا للمكتب الثقافي الكويتي بالقاهرة من 1997 إلى 2000.

تولى رئاسة الألكسو لأول مرة في 2012 وأعيد انتخابه في مايو أيار الماضي لولاية ثانية تمتد من فبراير شباط 2017 إلى يناير كانون الثاني 2021.

ونعى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الفقيد قائلا إن رحيله "يمثل خسارة كبيرة للعمل الثقافي العربي".

وقال في بيان "شهدت المنظمة في عهده نهضة لمسها الجميع يرجع الفضل فيها لقيادته الحكيمة وإصراره على العطاء غير المحدود حتى آخر لحظة في حياته".

وسبق لمجلة "الوعي الإسلامي" أن أجرت حوارًا مع الفقيد.. ونعيد نشره مجددًا عبر السطور التالية:

                           

د. عبدالله محارب: التعليم الرديء أخرج أجيالا لا علاقة لها بالإسلام

حوار - إسلام أحمد:

كشف الدكتور عبدالله محارب، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو»، أن كثيرا من مشكلات العالمين العربي والإسلامي في السنوات الأخيرة سببها اعتماد نظم تعليم رديئة؛ أسهمت في تخريج أجيال لا تعرف شيئا عن دينها أو حتى عن مضمون دراستها، مشيرا إلى أن تراجع الاهتمام بقضايا الثقافة والتربية كان من أسباب هذا الخلل، مشيرا إلى أن منظمته بدأت في تبني خطط مدروسة لإصلاح هذا الخلل، والمبادرة بعرض خدماتها على مختلف الدول العربية.

كما تطرق في حديثه مع «الوعي الإسلامي» إلى العديد من القضايا، مثل أهمية المخطوطات وتحقيق النصوص ودور الشباب والإعلام الإسلامي... فإلى التفاصيل:

توليتم مسؤولية المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو» قبل نحو عامين، فهل تضعنا في طبيعة عملها والدور الذي تقوم به؟

- المنظمة أنشئت تحت مظلة جامعة الدول العربية عام 1970م، لتقوم على 3 ركائز، هي: معهد المخطوطات؛ البحوث والدراسات العربية، والإدارة الثقافية في جامعة الدول العربية. ومن حيث الأداء، تعتبر منظمة «ألكسو» موازية لمنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، وهي من الناحية الشكلية تابعة لجامعة الدول العربية، إلا أنها مستقلة إداريا وماليا بشكل كامل، وتضم في عضويتها جميع الدول العربية، ومدارسها التشريعية هي التي تمولها وتقر قراراتها الإدارية، علاوة على وجود لجان مراقبة. وجاء إنشاؤها بعد إقرار خطة الوحدة الثقافية للوطن العربي، واستمر العمل فيها لفترة في دولة الكويت على مستوى لجان مختلفة لتحقيق هذه الطموحات، كي تكون بيت خبرة، ومنسقة بين الدول العربية في الشؤون التي تساعد في التربية والتعليم والثقافة والبحث العلمي.

وماذا عن الطموحات التي قامت من أجلها المنظمة وتلك التي تسعى إليها في الوقت الحالي؟

- الطموحات التي أسست من أجلها المنظمة أن تكون بيت خبرة تلجأ إليه كل الدول العربية عندما تحتاج إلى إقامة مشروعات أو تنفيذ أنشطة وصياغة بعض اتفاقيات ذات صلة، حول موضوع ثقافي معين أو بحث علمي أو استحداث وتطوير بعض المناهج التربوية.

والآن، نحاول أن نجعل المنظمة جهازا فاعلا يشارك الدول في تنفيذ المشروعات التي تمس المواطن العربي، لاسيما في الشأن الثقافي والتعليمي، حيث نلاحظ أن هناك تراجعا في مستوى التعليم العام العربي، لدرجة أن من يتخرجون من الثانوية العامة يكاد الكثير منهم أن يكونوا أميين، لذا نحاول معالجة هذا الوضع المأساوي بإصلاح منظومة التعليم العام عن طريق إجراء دراسات وبحوث تحلل وتشخص وتعالج.. في البداية، تشخص الواقع في كل دولة، وما يحتاج إليه من تحسين وتعديل، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم فيها، لتنفيذ البرامج المناسبة فيما يتعلق بتجديد التعليم. والمنظمة لا تنتظر لجوء الدول العربية إليها لحل مثل هذه المشكلات، بل تبادر بالتواصل مع كل الدول المعنية وتقترح عليها المشروعات التي تفيدها وتساعد في تنفيذها.

ما أبرز المشروعات التي نفذتها المنظمة على أرض الواقع؟

- توليت مسؤولية المنظمة منذ عامين تقريبا، ومنذ تأسيسها عام 1970م وحتى الثمانينيات أنجزت المنظمة كثيرا من المشروعات على أرض الواقع، منها: ترجمة العديد من الكتب المشهورة في تاريخ الأدب العربي، إضافة إلى معاجم عربية متداولة بين الناس، وكذلك دراسات عن بعض الدول العربية، أيضا شكلت إصدارات المنظمة في تلك الفترة زخما هائلا غطى القضايا الثقافية والإعلامية والتربوية، وقام عليها مجموعة من الأساتذة الكبار والمتخصصين. أيضا، كان لمعهد المخطوطات العديد من الإنجازات منذ إنشائه في عام 1946م، سواء في المؤلفات أو مساعدة العديد من الباحثين في الحصول على نسخ كانت عزيزة لا يمكن التوصل إليها.

أيضا، معهد البحوث والدراسات العربية الموجود في مصر، كان له باع طويل في معالجة عديد من القضايا العربية، منها: غزو العراق للكويت عام 1990م، وإصدار كتاب «الكويت وجودا وحدودا»، حيث أجرى فيه مجموعة من الباحثين والمستشارين مزيدا من البحوث حول مكانة الكويت التاريخية والجغرافية، وحقيقة عدم تبعيتها إلى العراق، وغير ذلك من الحجج، وصدر الكتاب في عام 1991م، وغيره العديد من البحوث، علاوة على جهود كبيرة يقوم بها معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، ومقره الخرطوم، حيث تأتي إليه أفواج من الدول الأجنبية، سواء الإفريقية أو الآسيوية، وله دور رائع في نشر العربية بشكل عام، إضافة إلى معهد تنسيق التعريب في الرباط، الذي أصدر عددا هائلا من المعاجم تعنى بتعريب المصطلحات العلمية، خاصة المرتبطة بالتصنيع وغيرها.

وكذلك هناك مركز لترجمة الأعمال الفكرية والعلمية، وسبق أن فاز بجائزة الملك عبدالله للترجمة، في عامين متتاليين، بسبب رقي الدور الذي يقوم به.

وماذا عن الخطط المستقبلية والدور المتوقع من المنظمة لاسيما في ظل العقبات التي قد تعترضها؟

- هناك خطة خمسية تنتهي في عام 2016م، وتبدأ الخطة الجديدة في 2017م وتنتهي في عام 2022م، وجرت العادة أن تصاغ الخطة داخل المنظمة، لكن نظرا لتوجهنا الجديد لاستحداث دورها، استعنا بدار خبرة سعودية، لها تجارب في وضع الاستراتيجيات لوضع خطة للمنظمة تستهدف تنفيذ مجموعة من المشروعات خلال خمسة أعوام، بالتعاون مع إدارات المنظمة المختلفة: الثقافة والعلوم والتربية وإدارة الاتصال والمعلومات. ستقوم هذه الخطة على أسس مرنة لتكون هناك برامج تتصل بالمواطن العربي على أرض الواقع وليست قضايا إنشائية فقط أو شعارات عامة أو قضايا يمكن أن يلوكها اللسان دون أن تجد لها صدى على أرض الواقع، وأن تكون هناك مشروعات ذات مراحل محددة تخدم قضايا التربية بتكلفة مالية ومدة زمنية محددة للتنفيذ.

وهل من عقبات تتعرض لها المنظمة في الوقت الحالي؟

- هناك عقبات كثيرة جدا، أولها: أن الأمة العربية تمر بمرحلة مخاض على المستوى السياسي والثقافي، ما أدى إلى تأخر الاهتمام بالأولويات التي تعتبرها المنظمة في المراحل المتقدمة (مثل الثقافة والتربية). والقضية الأخرى التي تتعرض لها الأمة في الوقت الحالي هي الأفكار البعيدة عن الإسلام، وتتمسح وتلبس لباس الدين، وهذه نتاج التعليم الرديء منذ أكثر من 30 عاما، ذلك التعليم الذي أخرج أجيالا من الشباب عقولهم فارغة، وليست لها علاقة بالإسلام.

                      

أضف إلى ذلك: عدم الاهتمام بالتعليم الديني، فأصبح مهمشا داخل المدارس، ولا يعرف الطلاب حقيقة الدين، وبذلك تخرجت أجيال في جميع التخصصات تفتقر إلى المعرفة الدينية. ولذلك، عندما يصادفون أشباه المفتين الذين يفتون بأشياء بعيدة عن الإسلام يقتنعون بها بسهولة، لأن لديهم فقرا في الثقافة الدينية.

ومن الأشياء التي نواجهها بصورة مباشرة هي عدم اهتمام بعض القيادات العربية بمشروعات التربية والثقافة في بلادهم، فتجدهم يقدمون الاستثمار والاقتصاد في خططهم على التعليم، بينما يجب الاهتمام أولا بالأمن والصحة والتعليم في مرحلة واحدة، ويجب أن تصرف عليها الكثير من الأموال لتنفيذ المشروعات الخاصة بها.

والآن، بعض الدول تنبهت لهذا الأمر، فمثلا في المملكة العربية السعودية بدأوا يعالجون هذا الوضع فأنشأوا جهازا تابعا للديوان الملكي مباشرة، يراقب التعليم وأجهزته ويعمل على تقييمها واقتراح البرامج التي تقوم بتطوير المناهج والكتب والنشرات وإعداد المدرس، وعلاقته بالطالب وأسرته، وهم في طريقهم لتعديل وتحسين مناهج التعليم.

تطرقت في حديثك إلى فقر المعرفة الدينية، كيف تعالج المنظمة هذا الأمر؟

- للوصول إلى التعليم الصحيح لأساسيات الدين، وتخليص المناهج الدينية من الأشياء التي يمكن أن تنفر الطالب، يجب أن تركز مناهج الدين على الرحمة وكل ما يجعل الطالب يقبل على التعلم بآفاقه الرحبة. ففي الدولة الإسلامية القديمة، عندما دخلت الجيوش العربية العراق، كانت هناك يهود ونصارى وفئات أخرى، لم يجبرهم المسلمون على دخول الإسلام، بل على العكس تعاملوا معهم بأريحية، وأصبح منهم وزراء، وكانوا يجتمعون معا ويتناقشون ويتزاورون. هذه الحياة التي كانت موجودة في ذلك العصر، كانت أقرب إلى الخلافة الراشدة، ولم يقوموا بقتل أهل الديانات الأخرى، فيجب أن نعيد إلى الطفل الصغير قضية قبول الآخر، وأن يعامله كإنسان، ويجب أن تتم صياغة حقيقية لقضية التعليم الديني في المدارس الابتدائية والمتوسطة.

عرف عن دولة الكويت حرصها الدائم على تدعيم الأعمال ذات الطبيعة الإنسانية والثقافية، فماذا عن طبيعة مشاركتها في خطط وبرامج المنظمة؟

- كل دولة في المنظمة تدفع قدر ما تأخذه منها جامعة الدول العربية، والكويت والسعودية من أكثر الدول الملتزمة في دفع ميزانية المنظمة، بواقع مليون و250 ألف دولار لكل منهما، أما باقي الدول فتدفع أقل من المليون دولار، حسب مستوى الدولة. كما تستضيف الكويت كثيرا من أنشطة المنظمة وتنفق عليها، كان آخرها مؤتمر عن الصومال احتضنته الكويت وأنفقت عليه بسخاء.

بوصفك من المهتمين بالتراث وعلم تحقيق النصوص، إلى أي مدى يجد هذا العلم اهتماما من الأجيال الجديدة في العالمين العربي والإسلامي؟

- الحقيقة أن هناك اهتماما من الشباب بهذا العلم، لكن يحتاجون إلى توجيه، لأنه ليس علما يمكن أن يساهم فيه أي شخص، بل يجب على الشخص أن يتدرب عليه ويعرف أصوله وقواعده الخاصة به، وهو علم مشوق لاكتشافنا من خلال دراسة المخطوط أشياء كثيرة جدا، تائهة عن الأذهان، فهؤلاء كانوا ينقلون قبل ألف عام في: كيف يفكرون وينظرون إلى الأشياء وتسيير أمور مجتمعهم ودينهم ودنياهم، وهؤلاء الذين كتبوا المخطوطات بعقول ليست تخصصية في تخصص بعينه، بل كانت عقولهم موسوعية تتحدث في كل الفنون والعلوم، ونجد من يتحدث في الحديث يناقش في الرياضيات كأنه متخصص فيها. وقضية الغرفة المظلمة التي هي أساس الصورة الآن اكتشفها العرب منذ القدم، هذه القضية عرفناها من خلال المخطوطات. فحتى نقرأ المخطوط، يجب أن تكون عقولنا موسوعية، ونبحث في كثير من العلوم، ومثلا: من يناقش قضية الطيران يبحث في علومها والأحياء والبيولوجيا، والذي يحقق يجب أن تكون عقليته قريبة من عقلية المؤلف، والتحقيق هو أن يخرج المحقق الكتاب كما ألفه صاحبه، ويضع الهوامش التي توضح الأفكار الموجودة، فقد تكون غامضة فيشرحها.

فهناك إقبال، لكن يحتاج إلى عناية على المستوى الرسمي. ومع الأسف، المنهج الأميركي قديما لم يكن يعترف بالتحقيق، لأنهم لم يكونوا يعرفون أهمية الأمر، والآن بدأوا يدركون ذلك. ونحن في جامعاتنا اتبعنا المنهج الأميركي ولم نغيره. وحاليا، الكثير من الجامعات العربية لا تعتد بالتحقيق كبحث أكاديمي، وتطلب من الباحث أن يختار موضوعا آخر، وبالتالي يجب على الجامعات أن تعيد النظر إلى التحقيق بنظرة عادلة تستوعب دوره وأهميته الحقيقية.

وما أبرز الدول التي لها إسهامات في هذا الشأن؟

- مصر من أوائل الدول التي لها إسهامات على المستوى العربي في هذا الأمر، وكثير من المستشرقين الذين كتبوا في مجال التحقيق تعلموا في الجامعات المصرية، ثم بدأت تتعلم منهم أجيال خرجت بعد ذلك إلى لبنان وسوريا والمملكة العربية السعودية.

وهل نحن بحاجة إلى مؤسسات علمية تعنى بدراسة التراث والعمل على حفظه وإعادة تحقيقه بأسلوب يتناسب مع طبيعة العصر وكذلك الاستفادة من التقنية؟

- الاهتمام بالمخطوط تطور منذ فترة، والقضية أصبحت دراسة وتدريبا على المعرفة وطريقة الوقفيات والإنجازات العلمية، ونجد المؤلف له ملاحظات خاصة بأسرته داخل المخطوط، ومعهد المخطوطات الآن اتجه إلى التدريب وأصبح يرسل بعثات إلى كثير من الدول العربية وغير العربية لتدريب المهتمين بقضية المخطوط، علاوة على وجود أجهزة خاصة بترميم المخطوطات.

كيف ترى الأزمات التي يتعرض لها التراث العربي والإسلامي خاصة في السنوات الأخيرة؟

- هناك كلمة مشهورة تقول: «من جهل شيئا عاداه»، فبدلا من أن يبحث عن طبيعة الشيء يعاديه، فهناك كثيرون ممن جهلوا المخطوط وأهميته، بدأوا المناداة بإلغاء هذا التراث والتخلص منه. نحن ندعو إلى تخليص التراث من أشياء قد تكون غير مناسبة للعصر، لكن لا نقبل الدعوات الشاذة بهدمه، وهذه القضية من أبرز الصعوبات التي نواجهها، كما الدعوة إلى العلمانية من قبل المتطرفين، وقطع كل صلة بالقديم، ولا نستطيع أن نعدهم معبرين عن الأمة ومصالحها، لكننا نراهن على زيادة الوعي في المستقبل، خاصة مع حرص الشباب على علم المخطوط.

تقوم الصحافة الإسلامية بدور محوري في تنوير المسلم لاسيما في ظل تعرضه لغزو فكري وإعلامي مكثف، فهل ترى أن الإعلام الإسلامي مثل «الوعي الإسلامي» نجح في مهمته؟

- الإعلام في المنطقة العربية، سواء الإسلامي أو العام، ليست له مبادئ وخطة واضحة، لذلك فهو يتخبط، ونجده يحسن في بعض الأمور ويتخبط في أخرى. والإعلام يختلف باختلاف توجهات الدولة، عندما تكون القيادة متسامحة يطلق العنان، وعندما تتزمت الدولة يتزمت الإعلام. و«الوعي الإسلامي» تلعب دورا مهما، ربما لا ننتبه له كثيرا في الدول العربية، بينما نجدها في الدول الإسلامية غير الناطقة باللغة العربية تحظى بقبول واسع وحرص كبير على متابعتها ومعرفة الثقافة الإسلامية من خلالها، لاسيما مع حرص القائمين على المجلة في الفترة الأخيرة على تطوير مستواها الطباعي والإخراجي، وأتمنى أن تستمر بنفس الحماس في رسالتها.

وما الذي ينقص الإعلام ليكون أكثر فعالية وتأثيرا؟

- أن يكون أكثر اتصالا بالإنسان المسلم، والقضية الآن في القراءة، حيث لم تعد شيئا رئيسا في وعي الشعوب، وأصبح لدينا «جوجل» هو الذي نرجع إليه في الأمور كافة، وعندما يريد الشخص أن يعرف أي قضية يلجأ إليه، وحوامل المعرفة لم تعد هي المجلة أو الكتاب فقط، بل أصبحت وسائل أخرى جديدة جدا تحتاج إلى أن تواكبها. وفي رأيي، فإن «الوعي الإسلامي» وغيرها من المجلات الإسلامية يجب أن ترقى في أدائها لتستكمل هذه الأدوات لمخاطبة النشء، لذلك نحن الآن أدركنا أن هناك فجوة بين الأجيال، وحاليا كثير من الشباب يهتمون بالدخول على تطبيقات قد تكون غير تربوية وغير هادفة، فأنشأنا «ألكسو Apps»، ونظمنا مؤتمرات في تونس ومصر والسعودية وقطر، ندعو فيها الشباب إلى الاشتراك في مسابقات، تستقبل ما يخترعونه ويرسلونه إلى لجنة في كل دولة خاصة بالمنظمة لتقييم التطبيقات واختيار 4 أو 5 مشاركين، نمنحهم جوائز تصل إلى 50 ألف دولار، ثم توضع هذه التطبيقات على هذه المنصة، فمن هنا، ارتقينا في طريقة مخاطبة الجيل، وأصبحنا نخاطبه بما يفهم، وأدعو المؤسسات الإعلامية إلى أن تدخل في هذا الميدان، ومخاطبة هذا الجيل بالوسيلة الإلكترونية، فالآن كل شاب معه قرين، وهو الهاتف المحمول.

شهدت مؤخرا الاحتفال بيوم المخطوط العربي، فما القيمة التي تحملها الاحتفالية للمخطوط؟

- الاحتفال يلفت نظر الناس إلى أهمية المخطوطات، هذه الاحتفالية لم تكن موجودة قديما، وأنا الذي اقترحتها كوني من المتخصصين في هذا المجال، ولذلك اقترحت منذ العام 2013م أن يكون للمخطوط يوم سنوي، هو الرابع من أبريل من كل عام، لأنه يوافق يوم إنشاء معهد المخطوطات. كل دول العالم تقريبا حريصة على اقتناء هذه المخطوطات. وكان من بين خطط الدول الاستعمارية قديما أن تحصل على هذه المخطوطات لما لها من قيمة أثرية، ثم لما لها من دلالات يمكن استخراجها من حالة العصر في وقتها، وما فيها من علوم كثيرة، لأن المخطوطات كانت هي الوسيلة التي انتقلت بها العلوم العربية إلى أوروبا، ونحن في بلادنا مع الأسف فرطنا في كثير من المخطوطات.

وهذا المخطوط الذي نجد له فهارس كثيرة، سواء في دار الكتب المصرية أو في تركيا وأوروبا، لا يمثل إلا 15 أو20% من عدد المخطوطات الموجودة في العالم، فلم يستطع أحد حصرها.

وأول خطوة يجب أن نفعلها هي العمل على حصر هذه المخطوطات وكتابة عناوينها وتخصيص فهارس خاصة بها، وتخرج بعثات لكل دولة قد تستمر شهرا أو شهرين، وتزور جنبات الدولة وتستكشف المكتبات الخاصة، حتى نجد أنه لدى بعض الأسر مخطوطات، وهناك مخطوطات كثيرة في إيران والهند وغيرها من الدول.

ثم تشجيع النشء والشباب على الاهتمام بهذا التراث، حيث إنه يرسخ في نفوسهم الانتماء ويعرفهم كيف كان أصحاب المخطوطات علماء ومحبين للبحث العلمي والدراسة ولا يسعون وراء شهادات ولا مناصب، عكس ما هو قائم في الوقت الحالي.

 

 

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال