✍ إحسان الدبش – كاتب وباحث:

هي زوجة الصحابي الشهيد جعفر بن أبي طالب، وأخت / ميمونة بنت الحارث / إحدى إمهات المؤمنين.

وأختها / سلمى بنت عميس / زوجة حمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وأختها / لبابة الصغرى / أم خالد بن الوليد زوجها الوليد بن المغيرة، وأختها / لبابة الكبرى / أم عبد الله بن عباس ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم.

من المهاجرات الاول. أسلمت قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الارقم

وهاجر بها زوجها جعفر الطيار إلى الحبشة، فولدت له هناك: عبد الله، ومحمدا، وعونا. ولما عادوا من الحبشة سر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر وقال: « لاأدري بأيهما أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر. »

هاجرت معه إلى المدينة سنة سبع، واستشهد يوم مؤتة، ولم تكن الهجرة سهلة بالنسبة لهم.

عن ابن عباس قال: « بينما رسول الله جالس وأسماء بنت عميس قريبة إذ قال: "يا أسماء هذا جعفر مع جبريل وميكائيل مر فأخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا فسلم فردي عليه السلام" وقال: "إنه لقي المشركين فأصابه في مقاديمه ثلاث وسبعون فأخذ اللواء بيده اليمنى فقطعت ثم أخذ باليسرى فقطعت"، قال: فعوضني الله من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل في الجنة آكل من ثمارها. »

وعن أسماء قالت: « دخل عليَّ رسول الله فدعا بني جعفر فرأيته شمهم وذرفت عيناه، فقلت: يا رسول الله أبلغك عن جعفر شيء، قال: "نعم قتل اليوم"، فقمنا نبكي ورجع فقال: "اصنعوا لآل جعفر طعامًا فقد شغلوا عن أنفسهم" »

أنجبت من جعفر ثلاثة أبناء في الحبشة عبد الله ومحمد وعون

روي أن أسماء بنت عميس رجعت من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب فدخلت على نساء النبي فقالت: « هل نزل فينا شيء من القرآن؟ قلن: لا فأتت النبي فقالت: يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسار قال: ومم ذاك؟ قالت: لأنهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال فأنزل الله هذه الآية: ﴿ إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين ﴾ » .( الأحزاب 35 )

تزوجها أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، بعد وفاة زوجته أم رومان، فولدت له: محمدا، ثم توفي الصديق، وكان قد طلب منها أن تغسله بعد وفاته. وكانت عوناً له في سني خلافته.

وتزوج بها علي بن أبي طالب. وأنجبت منه يحيى وعون. كانت تعتني بفاطمة رضي الله عنها ولما توفيت قامت بغسلها مع علي رضي الله عنه.

ومرة تفاخر ابناها: محمد بن أبي بكر، ومحمد بن جعفر، فقال كل منهما: أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك. قال: فقال لها علي: اقضي بينهما. قالت: « ما رأيت شابا من العرب خيرا من جعفر، ولا رأيت كهلا خيرا من أبي بكر. فقال علي: ما تركت لنا شيئا ; ولو قلت غير الذي قلت لمقتك. » وهذا من حكمة سيدنا علي لم تمنعه الغيرة من أن يقدم على نفسه أخاه في النسب جعفر وأخاه في الإيمان أبو بكر رضي الله عنهم.

قالت: قدمت أسماء من الحبشة، فقال لها عمر: يا حبشية، سبقناكم بالهجرة. فقالت: لعمري، لقد صدقت: كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم، ويعلم جاهلكم ; وكنا البعداء الطرداء. أما والله لاذكرن ذلك لرسول الله.فأتته.

فقال: « للناس هجرة واحدة، ولكم هجرتان »

عن مصعب بن سعد: أن عمر فرض الاعطية ; ففرض لأسماء بنت عميس ألف درهم.

روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستون حديث.

من الأحاديث التي روتها: عن عبد الله بن جعفر عن أمه أسماء بنت عميس قالت : علمني رسول الله صلى الله عليه و سلم كلمات أقولهن عند الكرب : « لا إله إلا الله ربي لا أشرك به شيئا »1

توفيت عام 38 هـ وفي رواية بعد وفاة زوجها على رضي الله عنهما.

1- المعجم الكبير 24/135

المراجع: سير أعلام النبلاء. وقصة الاسلام وغيرهما