7f1ea93a 46c5 427b a8d1 6f2ff8b05537 

لا تستهينوا بأي فكرة.. فالمسلمون انتصروا في غزوة الخندق بفكرة بسيطة

مشروعي وصل التصفيات النهائية لمسابقة جوجل ضمن 4200 متنافس

"نور حياتك" يستلهم روح المسلمون الأوائل.. روح الحب والود والإخاء والعلم والعمل

شباب اليوم لديهم طاقة دافعة ودافقة تبحث عمن يوظفها في مكانها الصحيح

القاهرة – محمد عبدالعزيز يونس:

فاز مشروعه "نوِّر حياتك" بجائزة مصر لأفضل فكرة لخدمة القرآن الكريم، كما شارك في مسابقة جوجل ووصل إلى تصفياتها النهائية من خلال فكرة تستهدف تطبيق التراث الإسلامي على أرض الواقع لتحقيق نهضة وتنمية شاملة، وإيصال رسالة الإسلام الحضاري إلى المسلمين وغير المسلمين بالعالم أجمع..

هذا هو الشاب المصري أحمد السيد أبو العز الذي يؤكد أن مشروعه يخرج عن النمط التقليدي في الدعوة الإسلامية، ويقدم حلولا عصرية مستمدة من أصول الشريعة الإسلامية.. مزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي.

• فزت بجائزة مصر لأفضل فكرة لخدمة القرأن الكريم.. فما طبيعة هذا المشروع؟

"نور حياتك" هو طريقة للناس (أفرادًا ومجتمعات) تربط منابع الدين الإسلامي بتجارب المجتمع الواقعية في كل جوانب الحياة، ويستلهم فكرة أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان قرآنًا يمشي على الأرض، وسار على نهجه صحابته الكرام رضوان الله عليهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

مشروعي ينير الطريق فعلا للمسلمين في شتى بقاع الأرض ليسيروا على نفس الطريق، في كل شيء، مصداقًا لقول الله سبحانه وتعالى: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)

• وكيف يمكن تنفيذه على أرض الواقع؟

عن طريق (موقع – محرك بحث- تطبيق– سلسلة كتب) تحمل رسالة الإسلام على أنه رسالة نهضة وتنمية في جميع مجالات الحياة، وذلك عن طريق ربط التراث الإسلامي المتمثل في (القرآن الكريم – السنة النبوية – السيرة العطرة – التاريخ الإسلامي) بالواقع المعاصر في شتى ميادين الحياة (الإنسانية – التربوية – الاقتصادية – الاجتماعية)، وقد بدأت الخطوات الأولى – بفضل الله – نحو إصدار كتابى الأول "نور حياتك" ويصدر في عدة أجزاء تتناول المشروع في كل جوانبه (التربوية – الإنسانية – الاقتصادية...) وبدوري أدعوكم لنشر الكتاب في سلسلة توزع مع مجلة الوعي الإسلامي.

• المشروع مرتبط بعديد من العلوم الدينية كعلوم القرآن الكريم والتفسير.. فهل طبيعة دراستك وأنت ما زلت شباب تؤهلك للقيام بمثل هذا المشروع الكبير والدقيق؟

ما دمنا قد اتفقنا أن المشكلة – وهي إيصال روح الإسلام وقيمه للعالم بروح العصر – وما دامت المشكلة غير تقليدية فلا بد أن يكون أيضًا حلها غير تقليدي، لذا أدعو الخبراء والدعاة والمصلحين ألا يهملوا أو يستهينوا بأي فكرة، فالمسلمون بتوفيق الله تعالى، انتصروا بفكرة بسيطة عبقرية في غزوة الخندق.

يجب أن يعلم الناس جميعًا أن حل المشكلات المستعصية في العالم يتأتى من خلال أشخاص تستهويهم فكرة الحل حتى تعيش في داخلهم ويعيشوا في داخلها سنوات وسنوات حتى يجدوا أنفسهم قد تمكنوا من أدوات الحل، ومجال عملي ليس بعيدًا، إذ أعمل مدرسًا للقرآن الكريم بالأزهر الشريف، وقد درست الرياضيات في الجامعة، إلا أن حبي للقرآن الكريم وتعلقي به منذ الصغر – فقد حفظت القرآن في سن مبكرة وحلمت بتوظيفه في حل مشاكل العالم في جميع المجالات – وهأنذا أخطو نحو تحقيق هذا الحلم، وما أريد أن أنوه إليه أن الإنسان بإمكانه أن يترك بصمته في هذا العالم في مجال يحبه ويتميز فيه وبه!

أنا أؤمن بالفكر المؤسسي القائم على التخصص والمهنية – مثلا مؤسسس فيسبوك هل يقوم بكل شيء في الجرافيك والبرمجة؟ أم أنه صاحب فكرة عبقرية ومشروع ويوجه مديري الفروع والمتخصصين لما يجب عمله؟!

• شاركت بالمشروع في مسابقة جوجل ووصلت للتصفيات النهائية فيها.. فما طبيعة هذه المسابقة ومنافساتها؟

في البداية يقدم كل متسابق فكرته وأوجه تميزها – المشكله الكبيرة التى يرى أن مشروعه يقدم حلا لها – وجه التميز والإبداع الذى يميز مشروعه عن أي مشروع في العالم - السوق الذي ينتظره.. وقد بلغ عدد المتنافسين 4200 متنافس، وصلوا في التصفيات إلى 50 متنافسًا وكنت من بين هؤلاء الخمسين، كانت مباردة رائعة لعرض الأفكار والمشاريع والالتقاء بمديري ومسئولي الشركات العالمية – ما أحوجنا إلى آلاف المبادرات والمسابقات من هذا النوع في عالمنا العربي والإسلامي.

• أشرت إلى أن المشروع يهدف الى توصيل رسالة الاسلام الحضاري الي المسلمين وغير المسلمين بالعالم أجمع.. كيف يمكن ذلك خاصة في ظل انتشار الإسلاموفوبيا؟

لو فهم الغرب الإسلام كما يجب، لدخلوا فيه جميعا، لكن كيف ذلك والمسلمون قد غفلوا عن جوهر دينهم وحضارتهم! الحضارة الإسلامية أعظم حضارة عرفها العالم، جمعت بين الروح والمادة، فالإسلام ليس دين شعائر وفقط - ليس صلاة وصيام وزكاة وحج فقط، هو الحياة كلها فى كل جوانبها (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).

الإسلاموفوبيا سببها الأول جهل المسلمين لأصول دينهم وحضارتهم، فهل تصدق أن المسلمين في الأندلس كانوا يضيئون شوارعها بمصابيح الغاز بينما كانت أوربا كلها غارقة في الظلمات؟ هل تعلم أن الإسلام أول من وضع نظامًا لحقوق الإنسان، حقوق الطفل، حقوق المرأة، فمثلا أرادت إحدى زوجات الرسول - صلى الله عليه وسلم - ركوب الجمل، فوضع - عليه الصلاة والسلام - فخذه لتصعد عليه حتى تتمكن من ركوب الجمل.

• ما أهم العقبات التي واجهتك في مشروع "نور حياتك"؟

العقبات كثيرة لكننى إن شاء الله قادر على مجابهتها بكل ثقة وإصرار على النجاح، حتى يدخل مشروع "نور حياتك" كل بيت في العالم، وأنا على ثقة من ذلك متمثلا قول موسى عليه السلام لفتاه: (لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ).

• وهل وجدت دعمًا علميًا ودينيًا وكذلك رسميًا؟

للأسف لم أتلق أي دعم من أي نوع، رسمي أو غير رسمي، حتى القوانين تمنع أي فرد من تلقي تبرع إلا من خلال جمعية مشهرة – المشروع ككل هو خروج من النمط التقليدي في الدعوة الإسلامية وتطوير الخطاب الديني – فكيف نضعه في قالب تقليدي!

• كيف يستفيد الفرد والمجتمع من هذا المشروع؟

لدي اعتقاد بأن العالم كله بحاجة لهذا المشروع، وأنه يصعب أو يستحيل حصر أهميته وفوائده، إذ يتعامل المشروع مع المشكلات التى يواجهها العالم اليوم باعتبارها أقفال وجدت مفاتيحها وتم تجربه هذة المفاتيح مئات المرات وأثبتت ريادتها وكفاءتها، ما نحتاجه اليوم أن نرفع التراب والصدأ عن هذة المفاتيح ونستدعيها في كل قفل، وكلها ترجمة واقعية وحياتية للشريعة الإسلامية وأحكامها، (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ) والأقفال كثيرة ومتشعبة في حياتنا مثل البطالة، المشاكل الأسرية،  تربية الأطفال، تربية المراهقين، إلى آخره.

فالمشكلات التى يواجهها العالم اليوم وجدت حلولا لها منذ أن بعث النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم بأعظم رساله وأعظم توجيه، و"نور حياتك" يستلهم الروح التي فتح المسلمون بها العالم، روح الحب والود والإخاء والعلم والعمل.

• ما الذي تحتاجه كي يرى مشروعك النور ويترجم على أرض الواقع؟

المشروع يحتاج إلى رجلين: رجل أعمال ورجل إعلام من المخلصين، هل تعلم أن جامعة القاهرة تبرعت بأرضها أميرة مصرية هى الأميرة فاطمة بنت الخديوي إسماعيل، وتبرعت بنحو 6 أفدنة لإقامة مبنى للجامعة الأهلية (القاهرة الآن)، ووهبت مجوهراتها الثمينة للإنفاق على تكاليف البناء، وأوقفت 674 فدانًا على مشروع الجامعة.

هو ليس مشروعًا خيريًا فحسب – بل له عائد اقتصادي كبير بمشيئة الله، لكن عائده الأكبر عند الله تعالى (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُۖ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ).

• ما أبرز المشكلات التي يسعى المشروع إلى حلها؟

مشكلات العنصرية، الفقر، الجهل، المرض، التعليم، التغيير، وغيرها، وكيف حلها الإسلام منذ 14 قرنًا؟ وكيف نستلهم الروح من أجل أن نحيا ونحيي؟!

• كيف ترى روح الطموح لدى شباب اليوم وماذا ينقصهم؟

شباب اليوم لديهم طاقة دافعة ودافقة تبحث عمن يوظفها في مكانها الصحيح، يحتاجون إلى أن يثقوا في أنفسهم، قدراتهم، إمكانياتهم، يحتاجون لمن يشجعهم ولو بكلمة صادقة، لا تنسوا أن الكثير من الشباب نهضوا بمجتمعاتهم وأمتهم وحققوا أحلامًا كان بعيدة المنال فقط لأن أحدًا أخبرهم أنه بإمكانهم أن يفعلوا ذلك!

• كلمة أخيرة تحب أن توجهها؟

أبعث بسبعة مليارات وردة إلى كل إنسان في العالم، وأقول له نحن أخوة فى الإنسانية، وأن النبي محمد صلوات الله عليه وسلامه قد جاء للعالم لينشر الحب والسلام في كل بيت؛ ومليار ونص المليار وردة أخرى إلى كل المسلمين في العالم انتبهوا لرسالتكم- كونوا رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العالم – كل في مجاله.. وأخيرًا أحمد الله الذى بنعمته تتم الصالحات وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.