- تاريخ آخر تحديث: 05.05.2024
ﺇﺫ ﻟﻢ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻘﺪﺭﺍت أنفسنا ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻬﺎ
ﺻﻨﻌﺎﺀ – الوعي الشبابي:
ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻌﺰ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ، ﻣﺒﺪﻋﺔ ﺷﺎﺑﺔ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻣﻦ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺮﺻﻴﻨﺔ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻤﺘﻠﻜﻪ ﻛﺘَّﺎﺏ ﻛﺒﺎﺭ، ﺗﻤﺘﺰﺝ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﺩﻭﻣًﺎ ﺑﻔﻠﺴﻔﺔ ﺗﺴﺘﻨﻬﺾ ﺍﻟﻬﻤﻢ، ﻭﺗﺤﺮِّﺽ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﺗﺤﺜﻪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻚ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﻴﺄﺱ ﺃﻭ ﻋﺮﺍﻗﻴﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .. ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﻣﻴﺎﺳﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺨﻼﻧﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻠﺖْ ﺿﻴﻔﺔ ﻋﻠﻰ "ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻲ" ﻋﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ، ﻭﺍﻋﺘﺬﺭﺕ ﻋﻦ ﻧﺸﺮ ﺻﻮﺭﻫﺎ ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﻟﺘﻬﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻟﻤﺪﻳﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ.. ﻓﺈﻟﻴﻬﺎ..
ﺩﻋﻴﻨﺎ ﺃﻭﻻ ﻧﻠﻘﻲ ﺇﻃﻼﻟﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺄﺗﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺰﺯﺕ ﻣﻮﻫﺒﺘﻚ ﻛﻜﺎﺗﺒﺔ ﻗﺼﺼﻴﺔ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻚ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﺳﺮﻳﺔ؟
ﺗﺮﺑﻴﺖ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺃﺳﺮﺓ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ، ﺗﻘﺪﺱ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺗﻌﻄﻴﻪ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ، ﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻗﺮﺏ ﺻﺪﻳﻖ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﻐﺮ، ﻭﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ ﺗﻮﻟَّﺪ ﺣﺐ ﺧﺎﺹ ﻭﺷﻐﻒ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻜﺘﻮﺏ، ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﺷﻐﻒ ﻭﺍﻧﺠﺬﺍﺏ ﻻ ﺇﺭﺍﺩﻱ ﻟﻬﺬﻳﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﻴﻦ ﻣﻨﺬ ﺳﻦ ﻣﺒﻜﺮ، ﺩﺭﺍﺳﺘﻲ ﻟﻸﺩﺏ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻋﺰﺯﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﺳﻠﻴﻤﺔ.
ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺑﺬﺭﺓ ﻧﻮﺍﺗﻚ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﻛﻜﺎﺗﺒﺔ ﻗﺼﺼﻴﺔ.. ﻣﺘﻰ ﻭﻛﻴﻒ ﺍﻛﺘﺸﻔﺘﻬﺎ.. ﻭﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﻴﻠﻚ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ؟
ﻛﺎﻥ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻲ ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ، ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ، ﻗﺼﺺ ﻭﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﺘﺮﺟﻤﺔ، ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺛﻤﺔ ﻗﺼﺺ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻲ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺳﻄﺮﻫﺎ ﺃﺑﺪًﺍ .. ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﺏ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻤﻘًﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﺭﺍﺳﺘﻲ ﻟﻸﺩﺏ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻲ، ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﺧﻮﺍﻃﺮ ﻧﺜﺮﻳﺔ ﻭﺷﻌﺮﻳﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﻏﺎﻟﺒًﺎ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺛﻢ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ، ﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎ ﻳُﻘﺎﻝ "ﺍﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ" ، ﻟﺬﺍ ﻭﺳﻌﺖ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺇﻃﻼﻋﻲ، ﻗﺮﺃﺕ ﻭﺃﻗﺮﺃ ﻷﺩﺑﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺃﻣﻴﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻠﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﺃﺷﻌﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺛﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺩﺑﺎﺀ ﻋﺮﺏ ﻧﺤﺘﻮﺍ ﺍﺳﻤﻬﻢ ﺑﺤﺮﻭﻑ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺗﺎﻣﺮ.. ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﺃﺩﻭﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﻣﻜﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻣﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺍﺳﻢ ﺟﺪﻳﺪ، ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺃﻗﺮﺃ ﺃﻛﺜﺮ؛ ﻷﺗﻌﻠﻢ ﻭﺃﺻﻘﻞ ﻣﻬﺎﺭﺍﺗﻲ ﺃﻛﺜﺮ.
ﻛﺄﻧﺜﻰ.. ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻣﺪﻯ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣًﺎ ﻭﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﻋﻘﺒﺎﺕ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻲ؟
ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺼﺮ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺿﻴﻖ، ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﺍﺗﺴﻊ ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﻟﻜﻦ، ﻭﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗُﺼﺪﻡ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺨﻄﻮﻁ ﺣﻤﺮﺍﺀ، ﺗﻘﻒ ﺣﺎﺋﻠًﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺃﻛﺜﺮ، ﺑﺘﻬﻤﺔ "ﺃﻧﺖِ ﺑﻨﺖ " ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﻭﻳﻘﻮﻝ : "ﻭﺣﺘﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺘﻴﺎﺕ ﻳﻔﻮﻗﻨﻨﺎ ﻋﻠﻤًﺎ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩًﺍ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﺮﺝ، ﻧﺤﻦ ﺣﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺹ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻨﻨﻄﻠﻖ ﻭﻧُﺒﺪﻉ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺣُﺪﺩﺕْ ﻟﻬﻦ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻌﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺑﻌﺪﻫﺎ، ﻭﻟﻮ ﺃُﻋﻄﻴﺖْ ﻟﻬﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻟﺴﺒﻘﻨﻨﺎ ﺑﻜﺜﻴﺮ"، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻧُﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻳﺘﺤﺴﻦ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻭﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻗﺒﻞ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﺍﻵﻥ، ﻭﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ، ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻣﻔﺘﻮﺣًﺎ ﻟﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﺨﻮﺽ ﻏﻤﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ، ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺑﺠﺪﺍﺭﺓ، ﻭﺃﺗﻴﺤﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻟﺘﺜﺒﺖ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﺎ، ﻓﻨﺠﺪﻫﺎ ﺍﻵﻥ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺃﺩﻳﺒﺔ ﻭﻣﻌﻠﻤﺔ ﻭﺣﺘﻰ ﻣﺨﺘﺮﻋﺔ.. ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻤﻨﻊ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﺭﺟﻠًﺎ ﺃﻭ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ، ﻭﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺗﻮﺍﻓﺮﺕ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﺳﺘﺬﻟﻞ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ.
ﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻫﺶ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻭ ﻃﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻧﺠﺎﺣﺎﺕ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺤﻘﻘﻬﺎ ﻧﻈﻴﺮﺍﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺤﺮﺭًﺍ؟
ﻛﻠﻤﺔ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻗﺒﻠﻴﺔ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻣﻌﻚ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻬﻀﻮﻣﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ، ﻟﻜﻦ ﺩﻋﻨﺎ ﻧﺴﺘﺒﺪﻟﻪ ﺑﻤﺼﻄﻠﺢ "ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ"، ﻓﻬﻮ ﺃﺧﻒ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ"، ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﻔﻞ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺩﻳﺎﻧﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻟﻜﻦ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ، ﺣﻴﺚ ﻇﻞ ﻳﺤﺼﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺿﻴﻖ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺠﺎﻭﺯﻩ، ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺗﻮﺳﻊ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻇﻬﺮ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ، ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺗﺘﻜﺴﺮ، ﻟﺘﻨﻄﻠﻖ ﺑﺤﺮﻳﺎﺕ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ، ﺑﺤﺴﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺩﺭﺟﺔ ﺍﻧﻔﺘﺎﺣﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ، ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻹﺟﻤﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺗﻤﻜﻨﺖْ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﺑﺠﺪﺍﺭﺓ .
ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻗﺎﺳﻢ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﺇﺯﻛﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﻫﺒﺔ.. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ.. ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ؟
ﻛﻤﺎ ﻳُﻘﺎﻝ "ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺍﻷﻟﻢ ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻷﻣﻞ"، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭًﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴًﺎ ﺑﺈﺯﻛﺎﺀ ﻭﺻﻘﻞ ﻣﻮﻫﺒﺘﻪ، ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭﺍﻷﻟﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﺮﺑًﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ، ﻳﺨﻔﺖ ﺍﻟﻀﺠﻴﺞ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﻳﺴﻤﻊ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻟﻬﻤﺲ ﺭﻭﺣﻪ، ﻳﻨﺼﺖ ﻟﻬﺎ ﻓﺘﺒﻮﺡ ﻟﻪ ﺑﺄﺳﺮﺍﺭﻫﺎ ﻭﻣﻜﺎﻣﻦ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻹﻗﻨﺎﻋﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺃﺯﻣﺘﻪ، ﻭﺃﻧﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ، ﺑﻞ إﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻪ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻫﻮ ﺑﻘﻮﺓ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﻟﺤﻈﺔ، ﻻ ﻗﻮﺓ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺘﺮﻛﻪ ﻋﺎﺟﻼ ﺃﻭ ﺁﺟﻼ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳُﻤﺴﻚ ﻫﻮ ﺑﻄﺮﻑ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﻭﻳﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ؛ ﻟﻴﺜﺒﺖ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﻄﺮﻕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻼ ﻟﻴﺲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﺑﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺰﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺃﻳًﺎ ﻛﺎﻧﺖ، ﻭﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﻮﺩ ﺍﻧﻄﻼﻗﺘﻪ، ﻭﻫﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﺗﻤﻴﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺜﺎﺑﺮ ﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﺗﺘﺤﻮﻝ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﻟﺤﻪ ﺇﺫ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻘﺮﺑﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻨﺸﻐﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ.
ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻚ ﺃﻧﻚ ﺗﺴﺘﻨﻬﻀﻴﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺭﺕْ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻭﺳﻂ ﻏُﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ.. ﻫﻞ ﺗﺮﻱ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺑﺪﺍﻉ ﻳﺒﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ـ ﺇﻥ ﺟﺎﺯ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﻛﺬﻟﻚ ـ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪﻡ؟
ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺒﺪﻋﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻮﻫﻮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻭﻳﺴﺘﻨﻬﺾ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻤﻐﺮﻭﺳﺔ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﻢ، ﻭﻳﻮﺟﻪ ﺇﺑﺪﺍﻋﺎﺗﻬﻢ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻫﺎﺩﻓﺔ، ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻧﺠﺎﺯ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﺧﻼﻗًﺎ ﻓﻼ ﺗﻈﻬﺮ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻀﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺇﻻ ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻳُﺼﺪﺭ ﺿﺠﺔ ﻳﺘﻮﺍﺭﻯ ﺑﺮﻳﻘﻬﺎ ﺳﺮﻳﻌًﺎ، ﻭﺗﻐﻴﺒﻬﺎ ﺍﻷﻳﺎﻡ، ﻓﻴﻌﻴﺶ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺣﺒﻴﺲ ﻃﻴﻒ ﻧﺠﺎﺡ ﺯﺍﺋﻒ، ﻻ ﻫﻮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻭﻻ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺎﻝ ﺁﺧﺮ.
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺒﺪﻋﻮﻥ، ﻭﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﻢ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳُﺒﻬﺮﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﺗﻘﺎﺩ ﻓﻜﺮﻫﻢ ﻭﺑﺮﺍﻋﺘﻬﻢ، ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻼﻗﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﻴﺮﺓ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻭﺗﻨﻮﻳﺮ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺎﺓ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ، ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻐﻴﺐ ﺇﺑﺪﺍﻋﺎﺗﻬﻢ ﺳﺮﻳﻌًﺎ، ﺃﻭ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﺪﺭﺍﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﺎﺩﻡ.
ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻮﺟﻪ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ.. ﻣﺎ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺩﻳﻦ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺇﻟﻴﻬﻢ؟
ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻬﻢ: ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻓﻘﻂ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﻭﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﺛﻢ ﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻣﻘﺮﻭﻧﺔ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻟﻤﺜﺎﺑﺮﺓ، ﻛﻠﻨﺎ ﻣﻮﻫﻮﺑﻮﻥ ﻭﻛﻠﻨﺎ ﻧﻤﻠﻚ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺧﻼﻗﺔ، ﻟﻜﻦ ﺇﺫ ﻟﻢ ﻧﺆﻣﻦ ﻧﺤﻦ ﺑﻘﺪﺭﺍﺗﻨﺎ، ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻬﺎ!! ﻛﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻘﺮﺃ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻧﻠﻤﺲ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻬﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺄﺣﻼﻡ ﺃﺧﺬﺕ ﺣﻴﺰًﺍ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﻝ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ، ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻭﺳﺨَّﺮﻭﺍ ﻛﻞ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻬﻢ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ، ﻭﻭﺍﺟﻬﻮﺍ ﻛﻞ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺟﻬﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﺛﻢ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺛﻢ ﺍﻟﺼﺒﺮ. ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺤﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻧﺆﻣﻦ ﻧﺤﻦ ﺑﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﺑﻀﺨﺎﻣﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺣﺠﻤﻬﺎ، ﻓﻴﻜﻔﻲ ﺃﻧﻪ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻭﻳﻜﻔﻲ ﺃﻧﻲ ﺃﻭﻣﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻟﻦ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﺇﻻ ﺣﻴﻦ ﻧﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪ.
ﺃﺧﻴﺮًﺍ.. ﻣﺎ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺘﻚ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ؟
ﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪًﺍ، ﺑﻞ ﻻ ﺣﺪ ﻭﻻ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻟﻪ، ﻓﻼ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺨﺼًﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﻗﺪﻭﺓ ﻭﻣﺜﻞ ﺃﻋﻠﻰ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺭ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺳﻠﺒًﺎ ﺃﻭ ﺇﻳﺠﺎﺑًﺎ، ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﻤﺎ ﻭﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻻ ﻳﺘﻘﻦ ﺇﻻ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ، ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻘﻠﻴﺪًﺍ ﺩﻭﻥ ﻭﻋﻲ ﻭﺗﻔﻜﻴﺮ ﺛﻢ ﻳﺼﺒﺢ ﺗﻘﻠﻴﺪًﺍ ﻭﺍﻋﻴًﺎ، ﻓﺘﺘﻜﻮﻥ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺰﺀًﺍ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳًﺎ ﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ، ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻷﺳﺮﺗﻲ، ﻭﻟﻮﺍﻟﺪﻱّ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺷﺨﺼﻴﺘﻲ، ﻭﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﺴﺎﺭ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻲ، ﻛﺎﻧﺎ ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻻﻥ ﻗﺪﻭﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ، ﻭﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺷﻜﺮ ﺃﻭ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺣﻮﺗﻬﺎ ﻗﻮﺍﻣﻴﺲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺗﻮﻓﻴﻬﻤﺎ ﺣﻘﻬﻤﺎ ﻋﻠﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﺇﺧﻮﺗﻲ ﻭﺃﺧﻮﺍﺗﻲ.