fuiuiiiift

الكويت - الوعي الشبابي:

«الشباب هم الأمل لأنهم يمتلكون القدرة على الإبداع والابتكار، لما يمتلكونه من طاقة وعلم وأفكار».. هذا ما أكده الشابان الكويتيان عبدالعزيز الدليمي ومحمد الجندب، ومعهما مجموعة من الشباب خاضوا الصعاب ليثبتوا أن هناك فئة كبيرة من شباب الكويت يمتلكون القدرة على أمور كثيرة، وأن مستقبل أي دولة في العالم مرهون بشبابها.

الدليمي والجندب استطاعا بالإصرار والإرادة أن ينجحا في مجال تصنيع براءات الاختراع وعمل الديزاين الأصلي لأي مشروع، حيث بدآ تجربتهما منذ عام تقريباً، وصنعا خلاله خمس براءات اختراع واثنتين في الطريق، مشددين على أن عمل النموذج الأول لبراءة الاختراع هو أصعب مرحلة، وأن تكلفة تصنيع الاختراعات بالكويت أقل بكثير من الخارج.

وأكدا في حوار أجرته عزة عثمان في الطليعة أن الكثير من شباب الكويت لديهم اختراعات مفيدة، لكنهم يحتاجون إلى مستثمرين، موضحين أن سبب عدم إقدام المستثمرين على تصنيع الاختراعات الكويتية هو عدم وجود دراسات تجارية فنية بالكويت، خصوصا أن المستثمر يبحث عن الأرقام، ودعوا وزارة التربية إلى إدخال الطباعة ثلاثية الأبعاد في مدارسها، لأنها تشجع على الابتكار والإبداع.

قضايا عديدة تناولها الحوار، وفي ما يلي التفاصيل:

● منذ متى وأنتما تعملان في مجال تصنيع براءات الاختراع؟

– الدليمي: منذ سنة تقريباً.

● لماذا توجهتما نحو تصنيع براءات الاختراع، خصوصاً أنه مجال جديد في الكويت ولم يسبق لأحد خوضه؟

– الدليمي: توجهنا لهذا المجال لأنه جديد، ونحن بالكويت في حاجة إليه، ورأينا أن الكويت تدفع مبالغ هائلة لتصنيع براءة الاختراع في الخارج، ولو توافرت المكائن لاستطعنا تصنيع الاختراعات داخليا بكل سهولة، وبالتالي سندعم قطاع الصناعة بشكل كبير، إضافة إلى أن إنتاجنا في تصنيع براءة الاختراع يتعدى مجالات كثيرة، فنحن لا نتوقف فقط عند إنتاج الاختراعات المتعلقة بالطلبة، كما يتوقع البعض، بل نعمل أيضاً مع شريحة رجال الأعمال ورواد الأعمال الذين يحتاجون الى تصاميم، وكانوا فعلاً بحاجة لمن ينفذ لهم نموذجاً لتصاميمهم بالتقنية والدقة التي يريدونها.

وعلى سبيل المثال، بالنسبة لعملنا مع رواد الأعمال في مجال الإكسسوارات للنساء والفتيات، أي فتاة تعمل في هذا المجال تضع الديزاين الذي تريده كتميم فقط على الورق أو على الكمبيوتر، ونحن نقوم بتصنيع النموذج الذي سينفذ من خلاله الديزاين فعلياً.

تصنيع مكلف

●هل يعد تصنيع براءة الاختراع مكلفا؟

– الجندب: نعم، بشكل عام يعد مكلفاً جداً جداً، حيث يتكلف تصنيع براءة الاختراع العادي خارج الكويت ما يعادل 22 ألف دينار، وكلما كان الاختراع معقداً وتفاصيله أكثر كان مكلفاً أكثر، وتصل تكاليفه لأكثر من 100 ألف دينار.

● التكلفة العالية لتصنيع براءة الاختراع هل هي للنموذج الأول منه فقط أم تظل التكلفة عالية حتى لو تحول النموذج الى منتج فعلي على أرض الواقع؟

– الجندب: بعد النموذج الأصلي تقل التكلفة جداً، لأن الصعوبة تكمن في تصنيعه، حيث يتم إثبات النظرية من خلال النموذج الأصلي، وتوضع فيه مواد غالية جداً، ولو تم تحويل الاختراع الى منتج يستفيد منه الجميع، ومن المؤكد ان تكون المواد التي يصنع منها أرخص بكثير عن مواد النموذج الأصلي.

كما أنه في مرحلة التصنيع يتحول إلى صناعة تقليدية بالكلفة العادية، كما أن النموذج الأصلي لبراءة الاختراع يحتاج إلى جهد ووقت كبير جداً، حيث نقوم بالبحث عن المواد التي نستخدمها والخامات الممكنة وغيرها، وكلها خطوات ليست سهلة أبداً.

● بدأتما منذ عام.. كم براءة اختراع قمتما بتصنيعها خلاله؟

– الدليمي: صنعنا خمس براءات اختراع، وحاليا هناك اثنتان جديدتان قيد التصنيع، إضافة لذلك لدينا نماذج أخرى للمجسمات العقارية وقوالب الأسنان ننتجها عن طريق استخدام الكمبيوتر في تصنيعها، حيث تكون أدق بكثير.

موهوبون كويتيون

● من خلال عملكما في تصنيع براءات الاختراع وتصميم مشاريع علمية للطلبة، هل تعتقدان أن الكويت فيها مخترعون موهوبون؟

ـ الدليمي: نعم هناك مخترعون في الكويت موهوبون جداً، خصوصاً من فئة الشباب، وهناك اختراعات ذات جودة عالية جداً، وستحدث تغيرات كبيرة في المجتمع وفي العالم بعد تصنيعها، لما لها من أهمية، ومنها ما نقوم حالياً به من تصنيع براءة الاختراع الخاصة به والنموذج الأصلي، لكننا لا نستطيع شرح تفاصيل أكثر دون الرجوع للمخترع.

● بالنسبة للمسابقات العلمية في المدارس الثانوية، على وجه التحديد، التي تعتمد على تنفيذ مشاريع أو تقديم اختراع معين، هل كل المشاريع والاختراعات من تنفيذ وتصميم جهات معينة مثلكما وليس للطلبة أي دور فيها؟

– الجندب: هذا الكلام غير صحيح في كل الحالات، وهناك طلبة لديهم فكرة معينة لا يستطيعون إنتاجها أو تنفيذها فيلجأون لنا، ونحن نرسم معهم الاختراع أو الفكرة، وأوضح أيضاً أنهم يلجأون لنا لأنهم لا يمتلكون الأدوات التي ينفذون بها اختراعاتهم أو مشاريعهم، ونحن بالتالي نقوم معهم بتحويل الأفكار إلى منتج.

700 براءة اختراع في الكويت

● هل تريان أن المستقبل الآن للشباب الصغار، خصوصاً من لديهم موهبة الاختراع والابتكار والابداع؟

– الدليمي: أنا متفائل جداً بفئة الشباب صغار السن، ويمر علينا مبتكرون عندهم أفكار متطورة دائماً، والدليل على ذلك مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع لديه 700 براءة اختراع، وهذا العدد يعد كبيراً جداً بالنسبة للشرق الأوسط، ما يدل على أن الابتكار والإبداع موجودان في الكويت.

● تتحدثان عن 700 براءة اختراع في الكويت، ولكن عمليا على أرض الواقع لم نر اختراعاً كويتياً واحداً تم تصنيعه وتسويقه؟

– الدليمي: المشكلة أن براءات الاختراع تسجل، وغير قابلة للتطبيق، خصوصاً أن الجهات المختصة ملزمة فقط بتسجيل أفكار المخترعين حتى لا تحدث بلبلة، ويقال إنه لا يوجد تشجيع أو دعم للمخترع، وذلك بصرف النظر عما كان يقدمه من اختراع سواء كان قابلا للتطبيق أم لا، لكن هناك فعلا اختراعات قابلة للتصنيع والتسويق على أرض الواقع، وبعضها تأخذ براءة الاختراع وتظل حبيسة الأدراج لعدم الثقة من قبل المنتجين والممولين والمستثمرين.

● بماذا تنصحان المستثمر؟

– الدليمي: نحتاج إلى وعي كي نجذب المستثمرين، ولدينا مشكلة في إعداد دراسة تسويقية للاختراعات، لأنه لا يوجد لدينا مراكز بحثية تعد دراسة جيدة للاختراعات يتم تقديمها للمستثمرين الذين يرغبون دائما في أن يروا دراسة عبارة عن أرقام، وأؤكد أنه لو أنشئت خلال السنوات القادمة مراكز دراسات بحثية فسيُقدم المستثمر، وأود هنا أن أشير إلى الصندوق الوطني للمشروعات، الذي يقدم الدعم للمشروعات والمستثمرين، وهناك مخترعون فعلا قدموا له، وطلبوا تمويلاً لمشروعاتهم وأخذوا موافقة، وهذا الصندوق يعد فرصة تجارية رائعة لن تتكرر.

● على عاتق من يفترض القيام بإعداد الدراسات؟

ـ الدليمي: هذا الدور بدايته لدى القطاع الخاص، لأنه الجهة التي يجب أن تبدأ، إضافة إلى أن المخترع يجب أن يأخذ على عاتقه ويجتهد ويذهب لمراكز الدولة المسؤولة، التي لديها موارد كثيرة، ومن المفترض عليها أن تقدم الدعم للمخترع، لكن على الأخير بعد الانتهاء من كل الإجراءات الخاصة باختراعه أن يطلب دراسة جدوى تجارية بحتة لمشروعه وليست علمية.

متخصصون فنيون

● هل يوجد في الكويت متخصصون في إعداد دراسات تجارية لأي اختراع أو مشروع جديد؟

– الدليمي: الشق التجاري في هذا الموضوع سهل، لكن المشكلة في الشق الفني، لأنه لا يوجد لدينا متخصصون فنيون في هذا المجال، لدينا أساتذة جامعة في مجال الفيزياء والكيمياء وغيرها، لكن للأسف لا يوجد متخصصون لإعداد هذه الدراسات، والقطاع الخاص يمكن أن يستعين بخبرات من الخارج أو يؤهل كوادر تقوم بدراسة كل اختراع جديد دراسة تجارية توجه للمستثمرين.

● بماذا تنصحان الشباب بعد انطلاقكما للعمل الحر في مجال علمي تجاري؟

– الدليمي: أنصحهم بالتوجه إلى العمل الحر والمجازفة، خصوصا في ظل الدعم الحكومي المتمثل في الصندوق الوطني لدعم المشروعات الصغيرة، وهو يفتح بابه الآن للجميع وفرصة لن تتكرر، وأدعو الشباب من خلال تجربتي أن ينطلقوا للعمل الحر، ولا ينتظروا الوظيفة الحكومية، خصوصا أن الشاب إذا كان لديه هدف أو مجموعة أهداف فلن يستطيع تحقيقها من خلال الوظيفة الحكومية ولا حتى بعد عشرين عاماً، لكنه فقط سيحقق أهدافه من خلال العمل الحر، الذي يمكن أن يجد فيه فرصاً كبيرة للنجاح، فنحن جازفنا، ورغم أن بدايتنا لم تكن سهلة الا اننا نجحنا والحمد لله.

● بدأتما منذ سنة في تصنيع براءة الاختراع مع مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، فهل وجدتما صعوبة في إقناع المسؤولين بالمركز بأنكما تستطيعان تصنيع براءة الاختراع مثل الخارج؟

– الجندب: أولاً، نحن ننتج براءة الاختراع بسعر أقل بكثير من الخارج، مثل هولندا وبلجيكا وغيرها، وعندما عرضنا عملنا على مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع رحبوا بشكل كبير، لأنهم يدعمون المشاريع الشبابية، ووفروا لنا مكاناً لديهم، وهذا أعطانا دافعاً وفرصة جيدة للنجاح وبشكل أسرع.

أما بالنسبة إلى إقناعهم فقد كانت في البداية على سبيل التجربة لمدة ثلاثة أشهر معهم، وكانت تلك التجربة تحدياً كبيراً جداً بالنسبة لنا، لكنها كانت ناجحة لنا وللمركز، واستطعنا خلالها أن نحوز ثقتهم بنا ونجحنا، خصوصاً أن تصنيع براءة الاختراع أصعب مرحلة.

● شكلتم فريقاً لتصنيع براءة الاختراعات والتصميم لأمور أخرى كثيرة، كم عددكم؟

– الجندب: نحن طاقم مؤلف من ستة أشخاص من الشباب، ولدينا الشغف والحب والتكنولوجيا، ونشجع الإبداع وإنتاج الأفكار الجديدة الكثيرة، ونريد أن نرى أنفسنا كمصنع للإبداع وتحويل الأفكار إلى واقع.

● كم يحتاج أي اختراع جديد من الوقت لتصنيعه؟

– الجندب: على حسب الاختراع ومدى صعوبته أو سهولته، ولكنه يحتاج غالبا من شهر إلى ثلاثة أشهر، أما إذا كان معقداً، ويحتاج إلى أجزاء من الخارج، فمن الطبيعي أنه يحتاج إلى وقت أطول.

● هل من السهل تقليد اختراع وإضافة أمور بسيطة عليه ويدعي أي شخص أنه له؟

– الجندب: صعب جداً، لأن تسجيل براءة الاختراع لا تتم في الكويت، بل مع مكتب أمريكي وآخر أوروبي، لذلك من المستحيل أن يوجد اختراع مسروق، خصوصا في المعارض العالمية.

طباعة ثلاثية الأبعاد

في سؤال حول الدور المطلوب من وزارة التربية لتشجيع الطلبة، خصوصا المبدعين في الأفكار العلمية، قال الدليمي: إذا أرادت الوزارة أن تحدث تغييراً فعليها أن تدخل مجال إنتاج نماذج الأفكار والإبداع من المراحل المبكرة، وعليها أن تدخل ضمن مناهجها الطباعة ثلاثية الأبعاد، لأنها أصبحت مهمة جداً، وبعض الدول في المنطقة بدأت فعليا خوض تلك التجربة، مثل السعودية التي قامت بإدخال مشروع الطباعة ثلاثية الأبعاد في 80 مدرسة كتجربة، وإذا نجحت ستعمم على جميع مدارس المملكة، وكذلك في أبوظبي عممت التجربة على 30 مدرسة، والمشروع الآن في حيز التطبيق، ونحن نريد من الحكومة تطبيقه لأنه مهم جدا ويعطي للشباب القدرة على تطوير أفكارهم.