faty 

إذا أردت النجاح اربط بين مهاراتك الشخصية والفنية والفكرية

لا تكتفي بشهادة تخرجك أيًا كانت وأعمل دومًا على تطوير ذاتك

التغيير يُبنى على دافع ورغبة وهدف ثم خطة عمل وتقييم

3 خطوات تحوِّل ابتلاءاتك إلى نجاح ونقطة انطلاق جديدة في حياتك

القاهرة – ريهام عاطف:

"نحن نفكر بدرجة أقل مما نعرف.. وما نعرف أقل بكثير مما نحب.. وما نحب أقل بكثير مما يوجد حولنا.. وعند هذا المدى الضيق.. فنحن أقل بكثير مما يجب أن نكون عليه.. فغيروا إدراككم تتغير حياتكم".. بهذه العبارات تحدث د.فتحي سعيد استشاري الصحة النفسية وتطوير الذات، أستاذ علوم الطاقة والتفكير والمدير التنفيذي للأكاديمية الكندية للتدريب إلى "الوعي الشبابي" وكذا عن العمل والدراسة والطموحات والأهداف وطرق تحقيقها، وعن الشباب واحتياجاته وأفكاره وكيفية تخطيطه لحياته..

بداية.. وباعتبارك أحد خبراء التنمية البشرية وصاحب كتابات عديدة في تطوير الذات.. ما طبيعة هذا العلم وكيف للشباب أن يستفيدون منه؟

المشكلة أننا ما زلنا نعتبر أن التعليم أو الشهادة الجامعية هي المؤهل الوحيد لدخول سوق العمل أو لخوض غمار الحياة، فتنمية المهارات الفكرية والفنية وما تشمله من قدرة على التفكير والإبداع واتخاذ القرار وقيادة الفريق وأساليب العمل تحت الضغط، آخر ما يمكن أن يشغل بال أي أسرة أو شاب مُقدم على وظيفة، معتقدين أن هذه المهارات ما هي إلا مجرد تدريبات ثانوية، بل أحيانًا تجد أنها تصبح مثارًا للسخرية في الأسرة حينما يطلب الشاب أن يأخذ دورة تدريبية في مجال التنمية البشرية، على الرغم من أن الواقع أثبت أن شهادة التخرج ليست كل شيء، فإذا أردت النجاح فأنت تحتاج أن تربط بين مهاراتك الشخصية والأخرى الفنية والفكرية.

فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن نسبة 7% من نجاح أي إنسان، تعود إلى شهادته الجامعية بينما نسبة 93% تعود إلى حجم مهاراته الفكرية والفنية.

وبشكل عام، أجد أن مجال التنمية البشرية مفتقد للمدربين الأكفاء، فهناك ضعف عام في مستوى المدربين المتواجدين حاليًا ممن لا يطبقون أخلاقيات المهنة بالشكل المطلوب، إضافة إلى دور الإعلام السلبي، وهو ما أدى إلى ثقافة تهميش دور التدريب وتطوير الذات، فعلى مر التاريخ كان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، يقوم بعقد حلقات درس للصحابة والمسلمين؛ لبث فيهم روح الهمة والحماس وتعريفهم وتثقيفهم بأمور دينهم، بينما كان هناك حلقات أخرى لخدمة المسلمين وحل مشاكلهم، الأمر الذي يوضح مدى اهتمام ديننا الإسلامي بتنمية فكر المسلمين وتثقيفهم وتعليمهم المهارات، وبالنظر إلى خطبة الجمعة نجد أنها ما هي إلا دورة تدريبية لتحسين الذات، والغرب آمن بذلك وأخذ منا أهمية فكرة التدريب وتطوير الذات وأصبحوا يهتمون بتطوير العقول.

هل يمكن أن تبسط لنا مفهوم البرمجة اللغوية العصبية.. وأيضًا كيفية الاستفادة منها؟

البرمجة اللغوية العصبية هي أحدى المهارات، وجزء من العلاج السلوكي المعرفي المبنى على قاعدة (كل مثير يصنع استجابة).. فحينما تقوم بالتفكير في فكرة سلبية، ستجد نفسك تأثرت وشعرت بحزن، والعكس صحيح إذا قمت بالتفكير في أي فكرة إيجابية تتعلق بحياتك أو عملك ستشعر بالسعادة أو التفاؤل حتمًا.. لذلك فإننا يمكننا القول أن العلاقة بين المثير والاستجابة هي في الأساس علاقة طردية.

والبرمجة اللغوية العصبية لها دور في التخلص من الأفكار السلبية وما يتبعها من أحزان وشعور بالإحباط، فعلى سبيل المثال حينما تكون على مشارف الدخول على الامتحانات، فتردد في داخل نفسك "أنا لست متوترًا إذن أنا لست خائفًا".. فهذا العبارة بالنفي تعنى في الحقيقة أنك تقول لنفسك "أنا متوتر إذًا أن خائف".. الأمر الذي يدعم شعور الخوف بداخلك وبالتالي يؤثر على أدائك؛ لأن العقل اللاوعي لا يفهم صيغة النفي، وهو جزء من دور البرمجة اللغوية العصبية في إعادة تعريف الشاب.

باعتبارك أحد المتخصصين في مجال العلاج بالطاقة.. فهل يمكن أن تشرح لنا ما المقصود به؟

هو طريقة جديدة في الطب التكميلي، وتقوم فكرتها على أساس الارتباط الوثيق بالمشاعر، والتي تعبر عن ذبذبات معينة للفكر، وغالبًا ما يحدث خلل للطاقة الإيجابية حينما تسيطر على الشخص فكرة سلبية، وفكرة العلاج بالطاقة هو العمل على هذه الفكرة السلبية والعمل على إعادة التوازن النفسي، عن طريق إسقاط جزء من الطاقة السليمة على الجزء المصاب ليحدث الشفاء.

يلعب الإيحاء دورًا في التأثير على الأشخاص تمامًا كما تلعب القدوة دورها.. كيف يمكن للشباب أن يطوروا ذواتهم إيجابيًا من خلال ما يكتسبونه بالإيحاء أو الاقتداء؟

لاشك أن القدوة والإيحاء يلعبان دورًا في التأثير على الشاب، إلا أن إحداث التأثير الكامل والتغيير المطلوب لا يحدث في يوم وليلة، فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ظلَّ ما يقرب من ثلاثة عشر عامًا يحاول أن يصنع التغيير في حال الأمة، ومع ذلك لم يؤمن به إلا القليلين، فكما يقول الله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم"، فالتغيير لابد وأن يبنى على دافع ورغبة وهدف، ثم خطة عمل، وأخيرًا تقييم للعمل ونتيجته.

كيف يمكن للشاب أو الفتاة أن يميزا بين النموذج الحسن للقدوة والنموذج السيئ؟

القدوة هي الأفعال الحقيقية وليست مجرد أقوال، فنحن أمة الأفعال وليست الأقوال، والتمييز يكون مبنى على طبيعة الأفعال، إلا أنه لا يمكننا القول إن النصيحة في هذا الصدد لا تكفي لتغيير العقول والأفكار، فهناك عوامل عديدة ساهمت بشكل كبير في إفساد العقول وتشويه الصورة الذهنية للقدوة الحسنة، فبالنظر إلى الإعلام وما يقدمه حاليًا من مضامين، نجدها جميعًا أفقدت الشباب المعنى الحقيقي للقدوة، فأصبحت حاليًا صورة البطل البلطجي والآخر المنحرف هي السائدة في معظم الأفلام والمسلسلات العربية، بل تجدهم يتفننون في تقديم جميع أشكال الانحراف السلوكي، باعتباره النموذج المثالي للشخصية البطولية، والتي تقتل وتسرق وتزني وفي النهاية تحب وتعشق وتتزوج وتكوِّن أسرة، بل يدفعون بالجمهور للتعاطف معه وأحيانًا رفض نفسي لنهاية الفيلم في حال إذا تم القبض عليه، كل هذه الأمور ساهمت في تشويه ملامح القدوة الجيدة لدى الشباب خاصة المراهقين ممن يبحثون عن الإثارة.

وكيف تخدم دراسات التنمية البشرية الأسرة؟

تعاني أغلب المجتمعات العربية من افتقاد الوعي اللازم تجاه الأسرة وشئونها، فالشاب والفتاة يقدمان على الزواج دون أن يعلما المفهوم الحقيقي للحياة الزوجية وتكوين الأسرة وتحمل المسؤولية، معتمدان على خبرات من سبقهما، وحينما ينجبان نجد الاهتمام منصب فقط على صحة الطفل الجسمانية منذ اليوم الأول لولادته، على الرغم من أن الطفل مكون من أربعة جوانب (روح وجسد ونفس وعقل).. إلا أن تربية الجانب الجسدي من حيث التغذية والاهتمام بالصحة العامة دائمًا أهم ما يشغل بال أية أسرة، بينما يغفلون تربية الجوانب الأخرى، وقد يحدث أن ينضج الطفل جسمانيًا بشكلٍ طبيعي وكامل، إلا أن تكوينه النفسي يتوقف عند مرحلة معينة من العمر، وهو ما يفسر أننا قد نجد رجالًا كبارًا في السن يحملون نفسيات أطفال لم يتعدوا الثامنة، لهذا اهتم علم التنمية البشرية بكل شئون الأسرة ومشاكلها، فاهتم بعلم نفس الطفل والمراهق، وبناء الحب الأسري على أسس علمية وغيرها من أمور تهم جميع أفراد أية أسرة.

السعادة غاية يسعى إليها كل شاب.. فهل يُمكن أن توضح لنا مفاتيحها؟

سعادة أي شاب تتحقق حينما يحدد هدف معين في حياته ويبدأ في السعي لتحقيقه عن طريق الاجتهاد والعمل الحقيقي وليس مجرد التمني، حينها سيشعر بلذة مجهوده ومتعة خاصة حينما يصل في النهاية بعد كدٍ وتعب، إلى ما يريد.

وبشكل عام يمكننا القول إن سعادة أي إنسان مبنية على سبعة جوانب بالوصول إليها جميعًا تتحقق السعادة الكاملة، أولها الركن الروحاني، وهو الذي يخص علاقة العبد بربه، والعمل على رضاء الله سبحانه وتعالى وطاعته وأداء جميع الفروض الدينية، وبتحقيق هذا الركن يشعر الفرد بسعادة غامرة.

الركن الثاني هو الجسماني: ويرتبط بصحة الإنسان البدنية، فلتعلم عزيزي الشاب أن جسمك هو سيارتك التي تسير بها في الحياة، وبمجرد حدوث أي عطب به، سوف تتعطل حياتك.

والركن الصحي يشمل التغذية والتربية النفسية، إضافة إلى قسم الرياضة وأهميته، الركن العائلي: لاشك أن استقرارك الأسري وعلاقتك الجيدة بزوجتك وأبنائك ووالديك يحقق لك راحة بال وصفاء ذهني كبير، الأمر الذي يساعدك في إنجاز مهامك بالشكل المطلوب وبالتالي تحقيق السعادة.

الركن الاجتماعي: وهو ما يخص علاقاتك بزملائك وأصدقائك وشبكة علاقاتك الاجتماعية بمن حولك، وتحقيق التوازن في هذا الركن يزيد من ثقة الإنسان بنفسه ورغبته في الحياة.

 الركن المهني: والخاص بعملك ومدى اجتهادك به ومدى قدرتك على تحقيق ذاتك به، فكل هذه الأمور تسهم في زيادة حبك لعملك وبالتالي شعورك بالسعادة.

وأخيرًا الجانب المادي: والذي يمثل وسيلة وليس غاية، فجميعنا نعمل من أجل المال والذي يحقق لنا جزء من السعادة في توفير الاحتياجات، فلا يوجد إنسان في العالم لا يشعر بالسعادة مع تحقيق المال بعد تعب.

وهل تلعب الرياضة دورًا في بناء شخصية الإنسان.. وهل هناك رياضة أفضل من غيرها لاسيما للشباب؟

الرياضة بشكل عام ركن مهم لصحة الإنسان، فهي تساعد على تحسين الحالة المزاجية والصحة النفسية وتقوية المناعة، إلا أننا لا يمكن القول إن الرياضة تبني الشخصية أو حتى تحدد ملامحها، لكنها تساعد في تفريغ الطاقة السلبية بداخل الإنسان، خاصة العنيف منها، لذلك من المهم أن يحرص كل الشباب على ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة ثلاث مرات أسبوعيًا.

الكبت من الصفات التي تلازم الفتاة العربية.. فمن وجهة نظرك كيف تستطيع التغلب عليه؟

لاشك أن الفتاة العربية تعاني كبتًا كبيرًا، مقارنة بفتيات المجتمعات الأخرى، وهذا يعود في الأساس إلى طبيعة التقاليد والأعراف العربية، والتي تفرض على الفتاة قيودًا معينة في حياتها، وعلاقتها بالآخرين، ويدور تحت دائرة ثقافة العيب والحرام، ومن أفضل طرق تفريغ الكبت هو محاولة إخراج المشاعر السلبية الداخلية والتنفيس عنها كافة، ويمكن للفتاة أن تقوم بإخراج هذه المشاعر عن طريق كتابتها، كما يمكن أيضًا عن طريق ممارسة الرياضة أو الهوايات.

وكيف يمكن للشاب أن يخطط لحياته بشكل صحيح؟

التخطيط للحياة يستلزم في البداية تحديد الهدف، ثم العمل على تحقيقه بكدٍ واجتهاد، فعلى سبيل المثال إذا أردت أن تلتحق بكلية الطب، فعليك أن تذاكر وتجتهد الاجتهاد الذي يؤهلك لدخول الكلية، ولتعلم أن حلمك لن يتحقق بالتمني فقط، فكما يقول الشاعر أحمد شوقي: "وما نيل المطالب بالتمني".

هل يمكن أن نحول الابتلاءات إلى نقطة انطلاق نحو النجاح؟

بالتأكيد قد يكون الابتلاء نقطة انطلاق جديدة نحو النجاح، وقد يصير بداية للفشل ورفض الحياة، أنت من تصنع من ابتلاءاتك نقطة نجاح وانطلاق جديدة في حياتك، عن طريق ثلاثة خطوات (الرضا ثم الصبر وأخيرًا التفاؤل).. فعليك أن ترضى بابتلائك مهما كان حجم معاناتك معه، ولتعلم أنه قضاء الله سبحانه وتعالى، حيث يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ"، وهو ما يؤكد أن حياة الإنسان لم ولن تسير إلا بأمر الله تعالى وحكمته وقضائه، وهنا الرضا بالابتلاء ليس مجالًا للاختيار، بل هو واجب حق عليك، فكثيرًا ما نرى عند وفاة شخص عزيز الصراخ والعويل وأحيانًا الإقدام على الانتحار، وكل هذا لن يعيد ما فقد، فعليك أن ترضى بقضاء الله وقدره.

وبمجرد تحقيق الرضا يعطيك الله القدرة على الصبر وتحمل المصائب والابتلاءات، فعليك أن تصبر وتتيقن أن الله سيعوضك خيرًا على ما ابتلاك به، ولعله عز وجل له حكمة خاصة به لن يطلعك عليها، وبمجرد أن تصبر وترضى ستجد أن الله كافأك وعوضك خيرًا على صبرك ويزيد من تفاؤلك في الحياة، فقد خلق الإنسان للابتلاء واختبار صبره وقوة إيمانه بالله عز وجل (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).

الاكتئاب.. أسبابه وطرق التغلب عليه؟

ظروف المجتمع السلبية المحيطة بالشاب من حيث ندرة فرص العمل وغلاء الأسعار، وارتفاع تكاليف الزواج، كلها عوامل من شأنها أن تصيب الشباب بمرض الاكتئاب، وأعراضه تتمثل في الشعور بالحزن الشديد، والرغبة في الانعزال عن العالم، وبشكل عام الاكتئاب مرض نفسي مثل أي مرض يحتاج إلى استشارة الطبيب وكتابة العلاج المناسب.

نصائح لتكن محبوبًا بين الناس؟

لتكن محبوبًا عليك أن تكون صافي النية، سليم الصدر، شفي القلب، فالحب هو العلاج الطبيعي لأمراض القلب كافة، كما أنه يعمل على زيادة نسبة الأندروفين بالدم، فمعظم الأمراض العضوية كالذبحة والجلطة وغيرها تعود في كثير من الأحيان إلى الأمراض النفسية وغيرها من أمراض الغل والحسد والحقد وغيرهم، فقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

كيف يتعلم الشاب إدارة الضغوط والأزمات؟.. ونصائح للعمل تحت ضغط؟

إدارة الضغوط والعمل تحت ضغط تتطلب منك بعض المهارات، أولها القدرة على التحكم في الذات، ثم التعامل مع الأمر بذكاء عاطفي والتأقلم معه، وتتبعه خطوة فهم الطرف الآخر؛ لتعرف كيف تتعامل معه، وأخيرًا القدرة الجيدة على التواصل، حتى تنجز في النهاية عملك على كما يرام.

أخيرًا.. تربية الضمير والرقابة الذاتية بداخل النفس من الأمور غير اليسيرة.. فكيف نزرعها في نفوسنا؟

الرقابة الذاتية والضمير، من الممكن زرعهما في الطفل منذ أن يبلغ السابعة من العمر، بأن ننمي بداخله فكرة وجود الله تعالى رقيبًا على أفعاله وسلوكياته ومطلع على كل أعماله، وبالعمل الخير سيجد جزاءً وثوابًا كبيرًا، بينما بالعمل السيئ سيجد عقابًا من الله عز وجل في الدنيا والآخرة، فجزء من الأزمة الأخلاقية التي نعيشها حاليًا مشكلة غياب الضمير وانعدامه في أوجه كثيرة في حياتنا.