117 75695 n 

القاهرة - إسلام أحمد:

رغم صغر سنه، فهو من مواليد ديسمبر 1996، إلّا أنّ أحمد حسين محمد عبدالله الرفاعي، أثبت نبوغًا مبكرًا، فقد ابتكر سيارة تعمل بلتر ماء مدى الحياة، ويقول إنه بدأ مسيرته مع البحث العلمي منذ 5 أعوام، واطلع على كتب علمية كثيرة منها عربية وأخرى أجنبية، منوهًا بأنه استغرق في اختراع 3 أعوام للخروج به إلى النور.

وخلال حواره مع "الوعي الشبابي" نصح الشباببأنه مهما كانت الظروف الصعبة فلا ييأس وأن يكون دائمًا لديه عزيمة على تحقيق هدفه وأمله في الحياة؛ وإلى نص الحوار..

بدايةً.. أطلعنا على طبيعة فكرة مشروعك الذي قد يحدث طفرة في عالم صناعة السيارات؟

مشروعي هو سيارة تعمل بلتر ماء مدى الحياة دون الاحتياج إلى أي نوع وقود آخر، وذلك عن طريق تحليل جزيئات الماء كهربيًّا بطريقة مبتكرة غير تقليدية، حيث يتم فيها استهلاك كمية كهرباء ضئيلة جدًا لإنتاج كمية غاز كبيرة، وعند تحليل جزيئات الماء ينتج غازين الهيدروجين وهو غاز يشتعل بفرقعة وغاز الأكسجين، الذي يساعد على الاشتعال، ويتم دمج الغازين معًا وإدخالهم إلى غرف الاحتراق الداخلي لمحرك السيارة.

وعند التشغيل يتم أول شوط وهو "الأخذ" يبدأ فيه المكبس في الحركة من أعلى إلى أسفل ويكون صمام الوقود مفتوح فيدخل الغاز إلى غرفة الاحتراق ثم شوط الانضغاط ويغلق فيه صمام الأخذ عندما يتحرك المكبس إلى أسفل، فيضغط الغاز داخل غرفة الاحتراق ويرتفع درجة حرارته ليساعد على كفاءة الانفجار ثم شوط الاحتراق ويحدث فيه عند وصول المكبس إلى أعلى ارتفاع يكون الغاز وصل إلى أعلى ضغط له فتنتج في هذه اللحظة شمعة الاحتراق شرارة كهربية فيحدث انفجار الغاز فيرتفع الضغط والحرارة ارتفاعًا هائلًا فيندفع المكبس بقوة إلى أسفل فيعمل المحرك ثم شوط العادم عندما يصل المكبس في حركته للأسفل إلى أدنى قيمة له يفتح صمام العادم لتخرج نواتج الاحتراق من المكبس ويرتفع المكبس نتيجة لدوران ناقل الحركة إلى الأعلى طاردًا ما تبقى من نواتج الاحتراق ليبدأ دورة جديدة بسحب كمية جديدة من غازين الهيدروجين والأكسجين.

وهنا لا يتم إخراج العادم خارج السيارة، حيث يكون العادم بخار ماء صافٍ فيتم توجيهه إلى جهاز التقطير التجزيئي الذي يقوم بتحويل بخار الماء إلى ماء صافٍ مرة أخرى فيتم توجيه الماء إلى جهاز التحليل مرة أخرى لإنتاج غاز جديد وبالتجارب تم التأكد من أن نسبة الفقد في الماء هي نفس نسبة الماء الناتج من عملية تكثيف العادم فبهذا يكون لتر الماء الواحد قادر لتشغيل السيارة مدى الحياة.

وبدأت أفكر في الموضوع عندما كنت في المرحلة الإعدادية، فلم تكن مرتبطة بالدراسة، فقط كنت أريد أن أفعل شيئًا جديدًا أحبه، وأبذل كل جهدي حتى أنفذه على أرض الواقع.

11720286 1005441782833604 524589011 o

وهل تأثرت حياتك الدراسية بانشغالك بالاختراع؟

لم تتأثر حياتي الدراسية حيث أقوم بتنظيم وقتي بين العمل على اختراعي واستكماله وبين دراستي.

وكيف بدأت مسيرتك مع اختراع السيارة؟

في البداية بدأت مسيرتي مع البحث العلمي منذ 5 أعوام، كنت مثل أي طالب في المرحلة الإعدادية، لا أعرف شيئاً عن منهجية البحث العلمي ولكن عندما وجدت الفرصة في أن أتدرب عليه وطريقة كتابته، سارعت بالاشتراك في التدريب وكان لدي اختراع قبل اختراع سيارة تعمل بالماء ولكن لم أصل لنتائج فيه حتى الآن، ولكن في الوقت ذاته جاءت لي فكرة اختراع السيارة فبدأت بالعمل عليها نظريًّا وتجميع البنية المعرفية وقراءة الكثير من الكتب والاطلاع على الأبحاث السابقة إلى أن وصلت إلى التجارب العملية وقمت بتنفيذها بالفعل بنتائج ايجابية ناجحة.

كم استغرقت من الوقت لتنفيذ هذا الاختراع وكم بلغت التكلفة؟

استغرقت 3 أعوام في الجزء النظري وتجميع البنية المعرفية ووضع الفروض وتجهيز التجارب واستغرقت عام في التجارب العملية على تكلفتي الخاصة والتكلفة كانت قليلة بالنسبة لرجال الصناعة والمؤسسات ولكن التكلفة كثيرة بالنسبة لي كطالب وتتمثل في كثرة التجارب.

ومتى انتهيت من إعداد السيارة وهل جربتها عمليًّا؟

انتهيت من جهاز تشغيل السيارة بالماء منذ ستة أشهر وقمت بتجريبه على محركات احتراق داخلي كثيرة بقدرات مختلفة وفي الوقت الحالي أقوم بتجريبه على سيارة لاختبار مدى فاعلية الاختراع في السيارة على الطرق ومدى سرعته حيث إن سرعتها بالإثباتات العلمية يجب أن تزداد لأن اشتعال غاز الهيدروجين سريع جدًا واحتراقه أشد من الوقود الاعتيادي.

ما العراقيل التي واجهتك في أثناء ذلك؟

العراقيل تشكلت في عدة أشياء منها الجانب المادي وأيضًا مكان آمن لإجراء التجارب ومنها توافر المتخصصين في المجال للمساعدة في التركيبات، إضافة إلى نقد الكثير للاختراع ووصفه بالفاشل ولكن ذلك كان بمثابة دافع لي لكي أثبت لهم أنني على صواب وبحمد الله أثبت ذلك.

وماذا عن مراحل عمل السيارة ومدى أهميتها؟

مراحل العمل تتشكل في تصنيع جهاز التحليل الكهربي بالمواصفات الصحيحة والدوائر الكهربية التي تساعد على استهلاك كمية طاقة كهربية قليلة بالمواصفات الخاصة وتصنيع أجهزة تكثيف العادم في مصانع متخصصة، إضافة إلى تصنيع الوصلات الخاصة بالتوصيل وأجهزة الأمان، ثم فتح مراكز خاصة لتركيب الجهاز على السيارات بالطريقة الصحيحة.

أهميته أنه له اتجاهين أولها الاقتصادي بالنسبة للدولة حيث توفير البترول واستخدامه في التصدير وفي المجالات الأخرى؛ الثاني هو الجمهور حيث سيوفر الكثير والكثير على كل من يستخدم السيارات سواء كان سائق أو راكب حيث إنه لن يحتاج إلى أن يصرف أمواله على الوقود مرة أخرى لأن بعد تركيب الجهاز وصيانته كل فترة لن يحتاج إلى أي وقود آخر.

والاتجاه الثالث هو البيئة والمحافظة عليها من التلوث لأن السيارة بعد تركيب الجهاز بها لن ينتج عنها عوادم لأن العادم سيستغل في تشغيل السيارة مرة أخرى.

ما الوسائل التي دعمتك للوصول إلى هذا الابتكار؟

التدريب على كتابة البحث العلمي ومنهجيته وقراءة الكثير من الكتب والاطلاع على آخر الأبحاث في مجالات مختلفة والتأمل في المشاكل الموجودة حولنا وتجميع البنية المعرفية لكل منها والبحث عن حلول لها، وحبي لمجال السيارات والمحركات والطاقة من ضمن الوسائل التي دعمتني للوصول إلى الاختراع.

وما طبيعة الكتب التي قرأتها واستعنت بها لمساعدتك في اختراعك؟

كتب علمية كثيرة منها عربية وأخرى أجنبية وتنقسم لنوعين، الأول كتب علمية عن السيارات والمحركات وطريقة عملهم ودورة الوقود بهم وأيضاً كتب في الإلكترونيات والكهرباء، والنوع الثاني كتب عن آخر الأبحاث والتوصلات في مجال السيارات والوقود.

هل حصلت على براءة اختراع من جهات الاختصاص؟

قمت بتسجيل براءة الاختراع سنة 2013 باسم "سيارة تعمل بالماء" برقم 1392/2013.

هل كانت لك مشاركات بهذا الاختراع في مسابقات؟

نعم شاركت به في مسابقة للأبحاث العلمية ووصلت فيها للمرحلة النهائية ولكن الاختراع كان غير كامل لأنها كانت بعد عام من عملي على الاختراع وبعدها فضلت أن انتهى من تنفيذ اختراعي وبعدها أشارك في المسابقات.

وهل هناك اهتمام بالسيارة في الوقت للحالي لتنفيذ الفكرة على أرض الواقع؟

للأسف لا يوجد اهتمام من مؤسسات الدولة وجهات التصنيع ويوجد الكثير من العروض ولكن لا يوجد تنفيذ رغم أن اختراعي كثير من دكاترة الجامعات اطلعوا عليه وأكدوا صحته وحصلت على شهادات تقدير كثيرة جدًا ولكن الهدف حتى الآن لم يتحقق وهو إتمام التجارب بشكل موسع وتعميم الاختراع.

كيف كانت رعاية والديك لك من الناحية العقلية الإبداعية؟

والدي انتقل إلى رحمة الله تعالى منذ تسعة أعوام وأصبحت والدتي هي الأب والأم وكانت تشجعني كثيرًا على التعليم والانضمام للدورات المختلفة في الكمبيوتر والتنمية البشرية وعندما انضممت لمجال البحث العلمي والاختراعات لم تعارضني على ذلك بل شجعتني عليه كثيرًا وظلت بجانبي حتى وصلت إلى تنفيذ اختراعي.

وماذا عن الجانب المادي؟

تكفلت أسرتي بكل شيء من الناحية المادية واستكمال تعليمي، ظلت بجانبي وشجعتني ماديًّا ومعنويًّا حتى نفذت اختراعي.

هل كان لديك يقين بقدرتك على تحقيق فكرتك؟

نعم كنت واثق من صحة فكرتي منذ البداية وكان يقيني بفكرتي أكبر دافع بالنسبة لي لاستكمال اختراعي وتفادى جميع العقبات وانتقادات الآخرين بأن فكرتي فاشلة ولكن بفضل الله أثبت صحة المشروع.

هل لك إنجازات أخرى غير هذه السيارة؟

نعم فلدي تسعة اختراعات في مجالات مختلفة أعمل عليهم، وانتظر إجراء التجارب للتأكد من صحتهم قبل الإعلان عنهم.

من وجهة نظرك.. كيف ترى واقع البحث العلمي في مصر والوطن العربي؟

يؤسفني القول إن واقع البحث العلمي مرير بسبب محاربة الكثير للمخترعين وأصحاب الأبحاث العلمية وان الأموال المخصصة للبحث العلمي قليلة جدًا مقارنة بالدول المتقدمة، فيجب أن تزداد ميزانية البحث العلمي في مصر والوطن العربي واستغلال الأموال في تحقيق نهضة علمية في الوطن العربي حيث أن تقدم الدول يقاس بالتقدم العلمي.

ما نصائحك للشباب المحبط؟

أنصح الشباب أنه مهما كانت الظروف الصعبة فلا ييأس وأن يكون دائمًا لديه عزيمة على تحقيق هدفه وأمله في الحياة، وإن وصل إلى مرحلة اليأس فيجب عليه تصفية ذهنه والتفكير في شيء يجعله متفائل، ويكون على يقين أن طريق النجاح مليء بالصعوبات والأعداء ولكن بالعزيمة يستطيع التغلب على كل الصعوبات.