harak 1

القاهرة – إسلام أحمد:

لفت أنظار الجميع بموهبته وعذوبة صوته منذ طفولته المبكرة بقرية شبرا اليمن من أعمال مركز زفتى - محافظة الغربية بدلتا مصر، والتي كان فيها مولده بتاريخ الأول من يناير عام 1977م.. إنه المقرئ الشيخ عبدالناصر حرك، الذي نشأ في بيت قرآني، ما ساعده على أنْ يكون قارئًا متميزًا تجوب تلاواته الآفاق.

وفي حواره مع «الوعي الشبابي» يؤكد أهمية القدوة والتنشئة الحسنة؛ وأنها السبيل إلى أجيال قرآنية تحمل مشاعل النور إلى شتى الأرجاء. فإلى نص الحوار..

• حدثنا عن نشأتك.. وكيف أثرت فيك حتى وصلت لتلك المكانة؟

- ولدتُ في الأول من يناير لعام 1977 في محافظة الغربية بدلتا مصر، بقرية تسمى «شبرا اليمن»، وحفظتُ القرآن الكريم في سن مبكرة من عمري، وتفتحت موهبتي في المنطقة التي أعيش فيها، وأثنى مشايخي على حسن صوتي، ومع مرور الوقت بدأ الناس في القرى المجاورة يطلبونني للتلاوة، ومن ثم بدأ الناس يتناقلون تلاواتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فخرجت موهبتي من إطار القرية إلى آفاق عالمية.

ولي أخوين أولهما الشيخ وائل الذي حفظ القرآن الكريم وكرَّمه رئيس الجمهورية في احتفال ليلة القدر لعام 1992، إلَّا أنَّه لم يُكمل ذلك الطريق وفضل العمل في مجالٍ آخر، والثاني الشيخ محمود الذي يعمل قارئًا أيضًا.

نتيجة بحث الصور عن الشيخ حرك

• من هم أبرز مشايخك الذين تتلمذت على أيديهم؟

شيخي الأول هو جدي الشيخ سيد حرك، أول من ساعدني على حفظ القرآن الكريم، وفي كتاب القرية أتممت حفظه على يد الشيخ عبدالغني سرحان.

ووالدي هو من اكتشف موهبتي عندما سمعني أقرا القرآن مُقلدًا الشيخ راغب مصطفى غلوش، عندما كنت في السابعة من عمري، ومن هنا بدأ متابعتي وسعى إلى تحفيظي القرآن كاملًا حتى أكون قارئًا ذو قيمة وشأن في يومٍ من الأيام، وهو ما تحقق بحمد الله في الوقت الحالي.

تعمَّد والدي نقلي من التعليم العام عندما كنتُ في المرحلة الإعدادية لأتعلم في الأزهر الشريف، بعد أنْ قضيت المرحلة الابتدائية في التعليم العام.

ودائمًا ما كنت أقرأ القرآن الكريم خلال الإذاعة الصباحية في المعهد الديني الذي التحقت به في قرية «شبرا ملس»، وحينها التحقت بمسابقة للقرآن على مستوى مصر، بعدما استدعتني مديرية الأوقاف في محافظة الغربية، وصعدتُ إلى المرحلة النهائية في القاهرة بعد أنْ اجتزتُ التصفيات الأولى في محافظتي، ومن ثم حصلت على المركز الأول.

وكرمني حينذاك الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، والدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف حينها، خلال الاحتفالية التي نظمها بمناسبة ليلة القدر في عام 1991، وكان ذلك الدافع الأكبر لي، واعتبرته الانطلاقة الحقيقية والقوية لأن أسعى إلى تحقيق الهدف وأكون قارئًا.

• من أبرز القراء الذين أثروا فيك خلال مسيرتك؟

- الشيخ راغب مصطفى غلوش هو أكثر القراء الذين أثروا على شخصيتي وطبيعتي خلال مسيرتي في تلاوة القرآن الكريم، فكنت أقلده في بداية الأمر، ثم أحاكي مدرسته.. أو أقرأ بطريقتي الخاصة، حتى أن البعض لقبني بـ«ملك المقامات».

نتيجة بحث الصور عن عبدالناصر حرك

• هل تتذكر أول تلاوة لك في الإذاعة والتليفزيون؟

- أول تلاوة لي في الإذاعة والتليفزيون، كانت في مسجد «المغفرة» الموجود في منطقة العجوزة بمحافظة الجيزة، خلال نوفمبر 2012، وكانت تلك المرة التي ساعدتني على بدء سفرياتي إلى الخارج والقراءة في عديد من دول العالم.

وبالنسبة لالتحاقي كقارئ في الإذاعة المصرية، فكانت بدايته بعد التخرج من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، حيث أثنى الشيخ أبو العينين شعيشع على صوتي، ونصحني بالتقديم للإذاعة لحاجتها لمواهب صوتية متميزة.

بعد ذلك تقدَّمت وتمَّ اختبار صوتي والأحكام والتجويد وبالفعل اجتزت الاختبارات في عام 2009 وحينها أتممت التلاوات القصيرة والطويلة في الإذاعة، ما أحدث حالة سعادة كبيرة لعائلتي، خصوصًا والدي الذي كثيرًا من تمنى أنْ أكون قارئًا ذا شأن فأنفق مبلغًا من المال في سبيل الله على تحقيق حلمه، علاوة على أنَّ الدولة قد كرَّمته بحجة لبيت الله الحرام ومعه والدتي بعد أن كرمت في المسابقة الدولية للقرآن الكريم.

ورغم صغر عمري عاصرتُ العديد من كبار القرَّاء، ومنهم الشيخ محمد حصان والشيخ محمد الليثي والشيخ الشحات أنور وغيرهم من القراء المتميزين.

• تعددت أسفارك إلى الخارج.. فهل شاركت في مسابقات للقرآن الكريم في دول أخرى؟

- تلقيت دعوات لقراءة القرآن الكريم في كثير من الدول ومنها الهند التي تعد الأهم بينهم خلال عام 2013، خلال احتفالية كبرى وكُرمت خلالها بمنحي دكتوراه فخرية، نظير خدمتي للقرآن الكريم وإعجابهم بالتلاوة، وهذه كانت بداية قوية بالنسبة لي، وذلك ليس بعيدًا عن الدعوات التي أتلقاها سنويًّا للقراءة في الخارج، من شتى دول العالم، ومن أهم الدول التي قمت بالتلاوة فيها: السعودية، بلجيكا، استراليا، بوركينافاسو، موزمبيق، المغرب، الهند، باكستان، كردستان، لبنان، تركيا، العراق، تركيا، فرنسا، النرويج، بريطانيا، كندا، إندونيسيا، بنجلاديش، وجنوب إفريقيا.

• تتجنب الظهور الإعلامي كثيرًا.. فهل ذلك لصالح القراء من وجهة نظرك؟

- لا أفضل الظهور الإعلامي بجميع صوره، كثيرًا ما رفضت دعوات الظهور على الفضائيات، حتى لا أقع في أي أزمات نتيجة تحريف كلامي خارج السياق الذي ذكرته بأي شكل من الأشكال، أيضًا لحرصي على أن أكون فقط في دائرة القرآن الكريم وخدمته، وعدم الانشغال عنه بأي شيء آخر.

• أخيرًا.. كيف ترى دور القدوة والتنشئة الحسنة في مثل موهبتك القرآنية؟

- لا شك أن للقدوة والتنشئة القرآنية الحسنة أبلغ الأثر في إخراج جيل ملتزم ونابغ، وظهور مواهب ليس فقط في مجال التلاوة القرآنية، بل في شتى المجالات، وهذا ما حدث معي من خلال اهتمام والدي وجدي بتنشئتي تنشئة قرآنية، وحرصهما على أن أحفظ القرآن الكريم منذ نعومة أظافري.. كذلك الحال مع العديد من مشايخي وزملائي وتلاميذي، لعبت القدوة الحسنة الدور الأهم في بروز هذه المواهب وترجمتها إلى واقع ينطلق صداه في شتى أرجاء العالم، ما يؤكد عالمية هذا الدين القويم.