yaser elsharkawy

والدي أول من علمني القرآن.. ولا يمكن لحافظٍ أن يصاب بالزهايمر

القاهرة - إسلام أحمد:

أكد القارئ الشاب ياسر الشرقاوي، أنَّه يحب تلاوة القرآن الكريم منذ طفولته المبكِّرة، حيث ساعده على ذلك والد الذي كان يعمل مدرسًا للقرآن الكريم في المملكة العربية السعودية.

وأضاف "الشرقاوي" خلال حواره لـ"الوعي الشبابي"، أنَّ على الآباء الاهتمام بتعليم أبنائهم أصول حفظ وتلاوة القرآن الكريم خاصة من خلال الكتاتيب، مؤكدًا أن كلام الله يقوِّم اللسان ويرتقي بمدارك الإنسان وينمي عقله، ويحفظه من الإصابة بالزهايمر؛ وإلى نص الحوار..

• لك تجربة طيبة في حفظ القرآن الكريم وتلاوته.. أطلعنا على بداية دراساتك ونشأتك؟

ولدتُ في قرية إخطاب بمركز أجا محافظة الدقهلية، في عام 1985، ونشأتي كانت في المملكة العربية السعودية، حيث كان والدي مدرسًا للقرآن الكريم والتجويد في مدارس المملكة خلال فترة الثمانينيات، وتعلمت القرآن الكريم على يد والدي وأتممته في سن الـ14، وأنهيت دراستي الابتدائية في السعودية ثم عدت إلى مصر، ودرستُ في معاهد الأزهر الشريف في السادس الابتدائي، حتى تخرجت من كلية "الشريعة والقانون" جامعة الأزهر، وعملت قارئًا للقرآن الكريم بعد التخرج في الإذاعة المصرية، وتم اعتمادي بها عام 2012.

وأمارس القراءة المجودة منذ كنت في المرحلة الإعدادية من التعليم، وحتى الوقت الحالي، وتأثرت بمدرسة القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل، وما زلت أنهجها، لكن لا ألجأ إلى تقليده، إنما أقرأ بطبيعة صوتي الذي أصبح مميزًا ومعروفًا لدى الناس.

• ومن هو مثلك الأعلى.. ومن هم أبرز مشايخك؟

مثلي الأعلى هو الشيخ مصطفى إسماعيل ووالدي أيضًا لأنه أول من حفظني القرآن الكريم وساعدني على القراءة المرتلة والمجودة، كذلك ساعدني فضيلة الدكتور أحمد مصطفى كامل خبير المقامات الصوتية، إذ كنت أستمع إلى تلاوته للقرآن الكريم حينما كنت أزوره في منزله وفق مدرسة الشيخ مصطفى إسماعيل، وكان له فضل كبير على تأهيلي، وكان يشجعني دائمًا ويوجهني إلى فنيات التلاوة.

• ما الذي دفعك إلى الدخول في ذلك المجال.. وهل صغر سنك يؤثر على طبيعة أدائك؟

أحببت تلاوة القرآن الكريم منذ نعومة أظافري، وبدأت القراءة في سن مبكرة، حتى أصبحت متقنًا لها خاصة بعد أن التحقت بعديد من الشيوخ الأفاضل في علم أحكام التلاوة.

والسن لا يؤثر على الأداء ما دامت هناك الموهبة والخبرة، وفي طفولتي كنت أقرأ بالترتيل أثناء دراستي المرحلة الابتدائية في المدارس السعودية، وكنت أستمع أيضًا إلى الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، لكن بعد سماع الشيخ مصطفى إسماعيل أحببت آداءه وأصبحت أسيرًا لنهجه، كذلك كنت أقرأ القرآن بالتجويد منذ صغري.

• وماذا عن مشاركاتك الدولية؟

شاركت في العديد من الملتقيات والمسابقات القرآنية في الدول العربية والإسلامية والأجنبية منها "المغرب والجزائر ولبنان وباكستان وماليزيا وتركيا والنمسا وسويسرا والسويد والبرازيل، وكندا التي ذهبت إليها 6 مرات، أيضًا البوسنة والهرسك وكردستان العراق وسلطنة بروناي، بالإضافة إلى العديد من المشاركات في المسابقات المحلية، وكل ذلك من خلال دعوات رسمية من الجهات والجاليات الإسلامية أو المسئولين، وتم اختياري في بعضها عضوًا للجنة التحكيم.

• وماذا استفدت من تلك المشاركات الدولية؟

استفدت خبرات عديدة، وتعرفت على قامات قرآنية من شتى أرجاء العالم، وتعرفت على أناس جدد وثقافات جديدة لم أكن أعلمها، كذلك أستفدت من المسابقات العديدة التي شاركت فيها.

• ما الاشتراطات التي يجب أن يتبعها القارئ حتى يكون ناجحًا ومميزًا؟

يجب عليه إجادة التجويد وأن يكون صوته حسن ويحافظ عليه وألَّا يجهده، وأن يكون على دراية بالمقامات الصوتية وانتقالاتها النغمية وأن يبتعد عن التقليد، الذي يجب أن يكون مجرد بداية لأي قارئ وبعد ذلك يستقل بنفسه، لأن التقليد سلاح ذو حدين إمَّا أن يحبس القارئ في تلك المدرسة، أو يتحرر ويكون له طريقة خاصة به، كل ذلك حسب إمكانيات القارئ وفهمه للأداء.

• وكيف ترى من يستمرون على التقليد؟

لن يضيفوا جديدًا في المهنة ولا يكون لهم بصمة حقيقية.

• وكيف ترى حالة القراء في الوقت الحالي مقارنة بما كانوا عليه قديمًا؟

في الماضي كان هناك إبداع ومدارس متنوعة وكل شخص يكون له طريقة خاصة به، عكس ما يحدث الآن حيث انتشار التقليد، بعيدًا عن التلاوة التي بها جلال وجمال القرآن الكريم، والاهتمام بالأحكام، إذ إن معظم الناس يتغنون بالقرآن فوق ما ينبغي.

• وكيف ترى تفريط كثير من الشباب في القرآن الكريم والسنة النبوية؟

هذا يعود إلى التنشئة الخاطئة منذ الصغر، وعلى الآباء الاهتمام بالقرآن الكريم وإلحاقهم بالكتاتيب، لأن القرآن يقوِّم اللسان ويجعل مدارك الإنسان مفتوحة وينمي العقل، كما أنَّ من يقرأ كلام الله لا يصاب بالزهايمر، وله فوائد كثيرة، منها ثقافية أيضًا.

• وكيف ترى مسابقات القرآن الكريم التي تتم بين الحين والآخر؟

المسابقات تخلق روح المنافسة لدى القراء وتظهر أجيال جديدة من حملة التنزيل الحكيم.

• ما أبرز الجوائز التي حصلت عليها؟

حصلت على جائزة من المسابقة الدولية في إيران عام 2007، وهناك جوائز أخرى حصلت عليها من الجاليات الإسلامية التي كنت أذهب إليها في البرازيل والجزائر والمغرب وباكستان ودول أخرى كثيرة.

• كيف نطبق القرآن الكريم على واقعنا المعاصر؟

أن نجعله دائمًا أمامنا وأن يكون قدوتنا وهذا ما يجعلنا دولا متقدمة لها سيادتها في العالم أجمع.

• رسالة إلى شباب القراء والمبتدئين؟

عليهم أن يحافظوا على القرآن ويجعلوه ورد يومي لهم، وأن يهتموا بمدارس التلاوة القديمة لأنها ستفيدهم كثيرًا حيث لن يبقى إلا الأصالة في الأداء.

• كيف يتم تطوير أداء القراء في الوقت الحالي؟

بأن يكون هناك مدارس مخصصة لتعليم المدارس القرآنية القديمة مثل ما يحدث في إندونسيا وإيران حيث ينشئون مدارس مخصوصة للمقامات الصوتية والتلاوة المجودة، ويخرجون قراء ينافسون في دول أخرى خلال المسابقات الدولية.

• وماذا عن الكتاتيب في الوقت الحالي؟

الناس لم يعودوا يهتمون بالقرآن كما كان سابقًا ويجب أن يعودوا إلى حفظه، لأنه ينمي الفكر كما أنه أساس كبير لا غنى عنه في تعليم الإنسان في كل شيء، والكتاتيب لم تعد بالعدد الكبير كما كانت عليه من قبل.