الثلاثاء، 14 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

29 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تدوينات

11 13 2014 11 24 20 AM

د. هبة رءوف عزت :

سؤال الصداقة لا ينفك عن سؤال السياسة، فهو سؤال في الطبيعة البشرية وسؤال في الخصال والشيم والأخلاق، وهو في جوهره سؤال عن منطق الاجتماع وغايته، وعلاقة الفرد بالمحيط الإنساني ودوائره، وكيف يمارس الإنسان وجوده من خلال بناء علاقة مع الآخرين لا تقوم على رابطة الرحم والدم.

والمتدبر في تاريخ الفكر السياسي يجد أن الصداقة كانت دوما عنصرا مركزيا في تصور المجتمع الفاضل، فالقانون وحده لا يبني الثقة المجتمعية التي لا تحيا المجتمعات الإنسانية إلا بها، ورابطة الدم وحدها لا تكفي لضمان العدالة، ولم تخل فلسفة سياسية من تصور للصداقة منذ تحدث عنها أرسطو في كتاب القيم كأساس متين لعلاقة الأفراد، يمثل الأساس الذي تنبني عليه علاقة المواطنة، ثم اليهودية التي تعتبر دائرة القيم داخل الشعب المختار في حين للتعامل مع الأغيار منظومة قيم مختلفة، مرورا بالتصور المسيحي في فكر أوغسطين الذي يعتبر الأخوة المسيحية ورابطة العقيدة أساسا لتزكية النفس وفهم الذات، وتوما الاكويني الذي يذهب إلى أن معيار «الخيرية» هو العطاء، واعتبار الآخرين نظراء في البشرية.

ولكن صعود الحداثة وصعود الأيديولوجيات في القرون الخمسة الأخيرة قدم تصورات عن الاجتماع والاقتصاد والسياسة، جعلت المصلحة والمنفعة معيار التواصل والتفاعل الإنساني وليس التوافق والألفة، وتغيرت بناء على ذلك منظومة العلاقات الاجتماعية، بل والسكانية بنمو المدن التجارية، وصارت العقلانية معيار علاقة الإنسان بالآخرين وبالتساكن والارتباط برباط سياسي. العقلانية وليس العاطفية إذ أطاحت بمركزية الصداقة بكل ما تحمله من معان والتي تأسست على رابط العقيدة (دينية أم ثقافية)، أو الجيرة، أو الوفاء للذكريات المشتركة التي تقوم على الاختيار المحض والميل القلبي حتى حين تقف على أرضية روابط القبيلة أو الدم، وحل محلها علاقة «المواطنة» القانونية مع الدولة، وعلاقة التعاقد مع المجتمع (العقد الاجتماعي)، وعلاقات المنفعة في الاقتصاد، وأصبحت نظرية «الخيار الرشيد» التي تعتبر الإنسان كائنا يبحث عن تعظيم المنفعة الفردية هي الحاكمة، ويقابلها في الماركسية نظريات الصراع بين الطبقات والتنافس على القوة والمال، فتمت «علمنة» العلاقات الوجدانية كالصداقة، فضلا عن تجفيف مواردها بفضل المؤسسية التي صارت وعاءً للعلاقات، فمن يشارك بناية السكن ليس «الجار» بل هو الساكن، ومن يشارك مكان العمل هو زميل عمل، ومن يشارك المهنة عضو في نقابة، ومن يشارك المال مساهم في نفس الشركة-وهكذا.

ولكن حتى هذه الأفكار في تجليها الذي قلص من الروابط التي تقوم على المودة خارج المصلحة المادية لم تستطع أن تحل أزمة الثقة بين الأفراد و«فطرة الائتناس» التي فطر الله الناس عليها، فنجد في هوامش نظريات الحداثة مفهوم الإنسانية والخير العام، وتظهر بعد عقود طويلة في نظريات المواطنة فكرة سياسات التعاطف والرعاية، ونجد آثار ذلك في الفكر الماركسي مفهوم الرفاق وما يحيط به من معاني الترابط على غايات الماركسية ومقاومة المظالم لأن روابط القرابة والقبيلة والدين في الماركسية كلها بِنى هيراركية.

إنما المؤمنون أخوة

وضع الرسول  " صلى الله عليه وسلم"  أسس الحب بين المسلمين منذ أن آخى بين المسلمين فى مكة، وبين المهاجرين والأنصار في المدينة، ولأنه سيصلح بهم المجتمع بل الدنيا بأسرها فكان لا بد من آداب تحكم علاقاتهم وأخلاق تؤسس لتلك الرابطة. منها على سبيل المثال وليس الحصر كما ينص الكتاب وتبين وقائع السيرة: الإيثار- التناجي بالبر والتقوى وترك سوء الظن- الحب الخالص بغير استعلاء بنسب أو لون - عدم السخرية من أحد- ترك التنازع، وغيرها. ولاشك أن نموذج المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار بالمدينة، خلق رباطا جديدا بين الأصحاب وصل إلى رباط النسب وأحيانا زاد عليه، وجعل التنافس في حسن الخلق والبذل والتناصر يصل إلى اقتسام المال والمسكن وترك مفهوم المنفعة المادية خارج علاقة الصداقة بالكلية وهو ما كان المقدمة لدستور يؤسس لعلاقة قانونية لا تتنكر للقبيلة وعرى القرابة التي وضع لها التشريع أحكاما وموازين دقيقة، لكنه جعل الرابطة الإيمانية مرتكزا أخلاقيا وعضويا ولحمة قلبية وطيدة تجمع المؤمنين في الدنيا وفي ظل العرش يوم القيامة.

واستمر الرسول  " صلى الله عليه وسلم"  فى حياته يقوي هذا الرباط ويوصي به، ويجعله شرطا لبناء مجتمع السعادة في الدنيا وبابا للجنة في الآخرة.

الرسول  " صلى الله عليه وسلم" .. وأصاحبه رضي الله عنهم

لم يكن من قبيل الصدفة أن يسمى الرعيل الأول للدعوة بالصحابة، فالصحبة على طريق الإيمان بما تحمله من منزلة للصحابي في دائرة الرسول  " صلى الله عليه وسلم" ، وبذل وتضحية و«ذلة» بين المؤمنين بعضهم البعض مقابل عزة على الكافرين، ثم ترتيب المنازل بدرجة السبق والبذل للدعوة: أهل بدر ثم من يليهم- يوضح معنى الصحبة وآدابها، كان سلوك الرسول صلوات الله وسلامه عليه هديا راقيا فى هذا المجال. فهو يتحدث عن أصدقائه أروع حديث ويضرب لنا المثل فى طيب الصحبة وصفاء الود، ومثال العلاقة بينه وبين أبي بكر الصِديق والصَديق نموذج فريد من المحبة والتصديق والمنزلة والحب.

وكان الرسول  " صلى الله عليه وسلم"  من أكثر الناس عرفانا بالفضل، فكان يوصي بالأنصار ويدعو لهم، ويذكر أنهم فتحوا له ولأصحابه قلوبهم وبيوتهم، وكانوا خير رفقة للمهاجرين، وفى آخر خطبة يقول  " صلى الله عليه وسلم" : «استوصوا بالأنصار خيرا، وكان يدعو لنسائهم».

وكان رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  يتفقد أصحابه جميعا حتى أن أحدا منهم لم يكن يظن أن هناك من هو أكرم منه عند رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  ، وكان إذا جلس إلى أصحابه صبر حتى ينصرف عنه أصحابه، وكان يجيب من دعاه إلى داره، ويقبل الهدية، ويزور أصحابه، ويتعرف أحوالهم، ويعود مرضاهم، ويلاعب صبيانهم، وكان إذا جادلهم منه أحد صبر له، وما أخذ أحدٌ بيده إلا استبقاها الرسول  " صلى الله عليه وسلم"  حتى يرسلها صاحبه، وكان ينادي الناس بأحب أسمائهم إليهم، ويُكَنّيهم تكريما لهم.

وكان يتمثل فى رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  خلق الإيثار بأسمى درجاته، فلم يُعرف عنه قط أنه خص نفسه بشيء. وكان صلوات الله وسلامه عليه يدعو لحسن الخلق حتى في البيع والشراء كي لا تفسد المصالح والمنفعة منازل المودة والحب ورباط التقوى والتناصر، فرحم الله رجلا سمحا إذا باع، ورحم الله من يتصدق بدين له عند أخيه.

وكان  " صلى الله عليه وسلم"  يحب الدعابة، ويبتسم لها، ويرى أنها تخفيف عن النفس من مشكلات الحياة، وينشر السرور والأمل.

من الصاحب بالجنب.. للتمدن الإسلامي

في تفسير الصاحب بالجنب أنه الزوجة، وفي أعلى منازل الفضائل تأتي الوصية بالجار.

صحبة المعاشرة وصحبة السكن والجوار أعظم ركائز الأخلاق في التصور الإسلامي، لأنه أعمدة الرابطة الأخلاقية ذروة سنام الفضائل والشيم، ومن اللافت للتأمل أنها تعبر حدود الرابطة الإيمانية في التشريع، فالمسلم قد يتزوج الكتابية لا ينقص ذلك من حقوقها كزوجة، ورسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  أوصى بالجار وكان بارا به محسنا له حتى وإن خالفه في الدين، لا ينقص ذلك من حسن خلقه معه شيئا.

في دائرتي الأسرة والجيرة تتأسس مقومات المجتمع، وفي صلة الرحم ورعاية الأنساب في المواريث تتكرس شبكة الروابط، وما فلسفة المواريث وما يقترن بها من مسؤوليات الولاية وإشارات القسمة والفضل إلا تقديم للمعاني النبيلة على النوازع الأصيلة في النفس من حب التملك والأَثَرة، وقد أدرك الفقيه ذلك كما أدركه القاضي عبر تاريخ الإسلام كله.

لا يمكن في التصور الإسلامي فهم منطق التشريع إلا بالوعي بالمعنى الأخلاقي المركزي وبالمآل المدني لتلك الأحكام.

ليست الصداقة والصحبة والمؤاخاة إذن إلا لَبِنات في صرح أكبر هو صرح التمدن الإسلامي القائم على بناء «صرح الروح» كما وصفه فريد الأنصاري رحمه الله. وتصور المجتمع ثم السلطة والحكم والسياسة لا ينفك عن معاني الأخوة وصلة الرحم والقربى وطبيعة النسق الأخلاقي للجماعة، سِلما.. وجهادا.

والناظر في كتابات المجتمع المدني ومدنية المجتمع في العلوم الاجتماعية اليوم وفي التراث الفلسفي الإنساني سيجد تفردا وتمايزا لتلك المعاني في التصور الإسلامي، ومعمارا متماسكا من الشمائل والحقوق تبدأ بالصحبة والصداقة وتمتد للأسرة والجيرة وتنتشر في الجماعة والأمة ثم تعلو لتصل للإنسانية والعالم دفاعا عن القيم، بل ونصرة للمستضعف لتثبيت أركان العدل في تصور للبشرية والإنسانية يدور مع الصلاح والمصالح في موازين بين الذاتي والجماعي والمجتمعي والعالم.

لا يمكن فهم فلسفة الأخوة إذن إلا في تصور أوسع للإنسان، وإدراك أعمق لطبيعة المنفعة والمصلحة، وميزان دقيق بين الدنيا والآخرة، فلا يوجد في عقيدة ما يوليه الإسلام لذكر الآخرة وارتباط السعي في الدنيا بالسعي للآخرة، وهذا المعنى حين يغيب في فلسفات الحداثة وما بعدها يتم نقض عرى الإيمان ذاته.

فالصف في الصلاة، والصف في القتال، والرابطة الممتدة والدوائر المتشابكة تعكس معمارا للتصور الإسلامي لا يمكن فصم مبانيه ومعانيه عن مقاصده وغاياته ومآلاته.

 من هنا فإن فهم معنى الأخوة والصداقة والصحبة في الإسلام تأسيس ومسار تاريخي، ثم انفكاك وانحدار حضاري، ثم استعادة ونهوض، من أهم ملامح التقدم التي نؤسس عليها رؤيتنا للمستقبل الذي ننشده والعالم الذي نصبوا إليه.

list en

القاهرة - الوعي الشبابي:

آلام الركبة وعضلة الساق مزعجة بعد بذل جهد عضلي، ولكنها مهمة. فلولاها لأهلك الإنسان جسمه. نتعرف هنا على كيفية فهم الأوجاع وتفسيرها بشكل أفضل، ونجيب عن السؤال: هل الألم علامة على ممارسة سليمة للتمارين الرياضية؟

6q6 

جدة – الوعي الشبابي:

هل تتوقع أن تجد امرأة على ظهر الكرة الأرضية مهما كانت درجة تدينها وإيمانها تسلم وتقبل بالنتيجة التي توصلت إليها هذه الدراسة، الدراسة البريطانية التي أكدت أن الرجل الذي يقترن بأكثر من زوجة يكون أطول عمراً من المسكين الذي اكتفى بواحدة.. بالطبع لو فكرت مجرد التفكير في عرض الفكرة على زوجتك، فسيتاح لك رؤية النجوم في منتصف النهااااار.. تابعوا التفاصيل.

1 15639503833

الوعي الشبابي :

«بناء الفرد ومحو أميته»..  هكذا باختصار شديد يُعرَّف التعليم، الذي يعتبر المحرك الأساسي لتطور الحضارات ومحور نماء المجتمعات، حيث تُقيّم نهضة المجتمعات وفق نسب المتعلمين فيها.. وقد اتفق الخبراء على وجود نوعين من التعليم: نظامي وهو الذي يتلقاه المتعلمون في المدرسة والمعاهد والجامعات، وغير نظامي وهو التعليم الحر وله برامج مخططة ومنظمة لكن إجراءاته أقل انضباطًا من النظامي.. وعندما تتساوى قيم البحث والاستفادة والنقل عند الإنسان لإنتاج شيء جديد يتقدم به خطوة على الآخرين، أو يسعى إلى تطوير ذاته بخبرات لم تكن موجودة من قبل، يكون بذلك على أولى درجات النهضة.. وهذا ما نتناوله عبر هذه السلسلة.. تعالوا نتعرف واقعها وركائزها الأساسية.

«العملية التعليمية في بدايتها ونهايتها عملية تربوية لها سبعة أعمدة رئيسة تتمثل في: المعلم، المنهج، الطالب، المبنى المدرسي، الإشراف التربوي، أسلوب التدريس، والأنشطة المصاحبة للعملية التعليمية؛ ليكتمل بناء الجسم مع العقل».. بهذه الكلمات بدأ د.محمود متولي، عميد كلية التربية السابق بجامعة بورسعيد، حديثه عن ركائز النهضة التعليمية في أي بلد، موضحًا أنها تستند إلى إخراج دارسين ودارسات قادرين على استيعاب ما درسوه من علوم ومعارف وخبرات، ومن ثم تلبية حاجات سوق العمل في ترجمةٍ عمليةٍ للتعايش مع الحياة، ويساعد كل ذلك على إحداث تناغم بين منظومة العلاقات التي تربط أفراد المجتمع والدولة بعضهم ببعض.

قيم أخلاقية

وتابع د.محمود موضحًا: إن النهضة التعليمية لا تتوافر إلا بوجود المعلم الكفء، الذي يلمّ بجميع عناصر المادة التي يُدرِّسها، وبجانب العلوم النظرية والعملية، ينبغي أن يتسم بالسمات الأخلاقية المثالية التي تقود بدورها إلى تنشئة طالب سوي لديه القدرة على الاعتماد على النفس، يتصف بالعطاء، والوفاء، والأمانة، وصلة الأرحام، والأخوة، والمواطنة، والإحساس بالمشاركة، وكلها قيم أخلاقية يجب غرسها في نفوس الأبناء؛ لتحقيق نهضة تعليمية، وذلك باعتبارها مكملًا لعملية التلقين والتنظيم.

وفسَّر سبب النهضة التعليمية التي تحققت في مصر في القرن الثامن عشر في عهد محمد علي باشا، قائلًا: ترجع إلى مجموعة عناصر، فقبل عصر محمد علي كان الجهل سائدًا، والخرافات مسيطرة، والمجتمع غير قادر على استيعاب الثقافة الخارجية، وعندما تولى محمد علي باشا الحكم في عام 1805، وعلى الرغم من أنه لم يكن متعلمًا، فإنه كان واعيًا، وأدرك أهمية التعليم في بناء الدولة الحديثة، وآمن بضرورة أن يكون هناك تعليم ديني وآخر مدني، فأرسل العديد من البعثات التعليمية إلى الخارج، وأنشأ المزيد من الكتاتيب، ورصد كثيرًا من الموارد لبناء ثقافة تعليمية للمجتمع، ومن حسن حظه أنه استعان بمجموعة من العلماء لمساندته في تحقيق هذه النهضة، كان من ضمنهم الشيخ الأزهري حسن العطار الذي مزج في تعليمه بين الحضارتين الإسلامية والغربية، وآمن بضرورة التلاحم بين الثقافات وليس تصادمها، فكان الجمع بين التعليم المدني والديني كفيلًا ببناء مجتمع جديد. .

وأضاف: إن البعثات لم تكن لدراسة العلوم النظرية فقط، بل تفرعت في مختلف المجالات من الهندسة والصناعة والفنون إلى جانب تسخير مجموعة من الخبراء لتعليم المصريين كثيرًا من الصناعات لتوفير الكفاءات والأيدي الماهرة، كل ذلك دون إغفال لافتتاح المدارس ووضع المناهج التي تتسم بالذكاء والاستنارة وتحفز على العلم وتشجع العلماء، ووصل الأمر إلى أنه كان يتم عزل كل من يأتي من البعثات الخارجية عن الاختلاط بالناس حتى ينتهي من تدوين كل ما تلقاه من علوم ومعارف؛ كي يستفيد منها غيره.

مواجهة فعلية

أما د.محمود كمال الناقة، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، فأوضح أن النهضة التعليمية تعبير إنشائي وعام، معناه الحرفي التحرك، كأن يقوم شخص من جلسته على اعتبار أنه كان ملتصقًا بالأرض، فهو في حالته الأولى كسلان وغير متجدد، ونحن نريد تحريكه لتغيير وضعه وحالته.

وأشار إلى أن المعنى الذي نريد تحقيقه للنهضة التعليمية هو المعنى الذي يعمل على رقي العلم وتحضر مكونات العملية التعليمية، والتي على رأسها المعلم؛ لذلك ينبغي أن نعرف جيدًا كيفية إعداده وتدريبه، والعمل على رعايته الأدبية والمادية، والرفع من شأنه في المجتمع، وهو أيضًا عليه دور أن يرتقي بشأن ذاته وتلاميذه.

وتابع: إن المناهج أيضًا مكون أساسي من مكونات العملية التعليمية، ولابد أن تكون معاصرة وحديثة بحيث لا يتعداها التاريخ ويتخطاها العلم، ونحولها من نظرية الحفظ والاستسهال إلى النشاط والممارسة والتجريب والتطوير، إلى جانب «المدرسة» بيت العلم الأول، وأساس تربية أبنائنا، فلابد أن تكون مدعمة بأحدث الأساليب العلمية والتقنية الحديثة من أنشطة وإلكترونيات جديدة ومكتبات رقمية حديثة، ووسائط متعددة وأسطوانات مدمجة وشبكة دولية متصلة، ومعاونين إلكترونيين، إضافة إلى توفير سبل الراحة كافة، وإن كانت الممارسة بالمواجهة الفعلية هي أساس النهضة التعليمية الحقيقية وليس عبر وسائل تكميلية.

ورأى «الناقة» أنه قبل كل ذلك لابد أن يشمل التعليم تطوير القوانين حتى تواكب السياسة التعليمية المعاصرة، أيضًا تغيير الامتحانات ونظمها ومقاييسها، وتطوير فكرة المجتمع عن التعليم.. وضرورة تفاعل كل هذه المكونات مع بعضها البعض حتى تساعد على تجويد العملية التعليمية لينعكس ذلك على الطالب ذاته، فالنهضة تتحقق بشكل واقعي عندما يتعلم الطالب شيئًا جديدًا يحتفظ به ويستدعيه، ويستخدمه ويوظفه ويتباهى به أيضًا، وليس مجرد الحصول على درجات وهو من الداخل كالصندوق الفارغ.

وعما إذا كانت «ميكنة التعليم» دليلا على نهضته قال: إن ميكنة التعليم ليس هي الأساس، إنما هي ضرورة تقتضيها التغيرات العلمية والحياتية والتكنولوجية، فنحن الآن في حاجة إلى التعلم عن بعد وعن قرب، ومعامل افتراضية كما لو كانت حقًّا أمامنا، ووسائط تثري العملية التعليمية، وتحدث المعرفة الإنسانية بشكل يجعلها مشوقة وجاذبة.

وأضاف أنه على الرغم من أن الإمارات لديها نهضة تعليمية حقيقة، وتتمثل أبرز علاماتها في المناهج المتطورة، وجودة التعليم وخاصة الجامعي في مختلف جامعاتها كالشارقة و«أبوظبي»، فإنه يُؤخذ على هذه النهضة أن التعليم الجامعي باللغة الأجنبية، وفي هذه الحالة تكون النهضة مجرد تقليد وليس استفادة.  .

حالات فردية

بدوره، أكد د.حمدي عبدالعظيم، الرئيس السابق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، أن النهضة تعني تطوير العملية التعليمة لخروجها من الأسلوب التقليدي النمطي إلى الحديث، ومن عباءة الأسلوب التلقائي المعتمد على الحفظ والتلقين، إلى الاستيعاب والفهم، وذلك من خلال تطوير المناهج وطرق التدريس ذاتها، والمراجع المستخدمة في النظم التعليمية بحيث تعتمد على وسائل إيضاحية فعالة، مشيرًا إلى أن التطور التكنولوجي لابد أن يواكب التطورات التعليمية ليتغير بتغير الأحداث.

وأضاف: إن المعلم له دور مهم في إحداث النهضة من خلال تجنب الأشياء التقليدية المتوارثة التي لا تضيف جديدًا، فهو المسؤول الأول عن تلك النهضة التي تتحقق بإخلاصه في العلم، وتدريس واكتساب المعارف الجديدة، وقدرته على التدرب والتدريب، والسفر للخارج من خلال البعثات الخارجية والاحتكاك مع الأجانب والاطلاع على تجارب الدول المتقدمة، ونقلها على مستوى أوسع، وأن يمتلك طرقًا تتناسب مع جميع العقول في كل المراحل التعليمية، وعلى صعيد آخر الاهتمام بالظروف الاجتماعية والمادية للمعلم حتى يعطي بضمير وحب، ففاقد الشيء لا يعطيه، فماذا يمنح إذا كان لا يملك؟!

ورأى عبدالعظيم أن النهضة في الوطن العربي مجرد حالات فردية وليست نهضة شاملة، بل تحدث في بعض الدول والجامعات كالكويت والإمارات وقطر من خلال اتباع أساليب التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، والسير على النهج الغربي في المناهج.

ima252133

ليلى محمد محمد :

الكتاب كنز لا نفرط فيه، وعلينا الاهتمام به، والاحترام له، لأن فيه سر عظمة أجدادنا، لدرجة أنه أنشئت مكتبات كبرى في كل العواصم الإسلامية، مثل الإسكندرية والحكمة.. بغية حفظ الكتب. وقد شغف علماء ورجال بحب الكتب والحرص على توفيرها واقتنائها، وباتت تلازمهم حتى في أسفارهم ورحلاتهم، إذْ روى «الأصمعي» أنه لقي «إسحق الموصلي» فسأله: هل حملت معك شيئا من كتبك؟ قال: حملت ما خف، فقال له: كم؟ قال: ثمانية عشر صندوقا، فعجبت وقلت له: إذا كان هذا ما خف، فكم يكون ما ثقل؟ قال: أضعاف ذلك.

أما الصاحب بن عباد فقد فضل أن يبقى بجانب مكتبته العامرة على أن يتولى أعظم المناصب في بلاط نوح بن منصور الساماني واعتذر بأنه ليس من اليسر حملها معه لكثرتها.

ويروي صاحب كتاب «بيان العلم وفضله» عن الحسن اللؤلؤي، أنَه قال معبرًا عن حبه للكتب: لقد غبرت لي أربعون عامًا، ما قمت ولا نمت إلا والكتاب على صدري. وهذا الأمير «أسامة بن منقذ» يعبر عن حزنه على فقد كتبه: ولكن خسارتي لمكتبتي آلمتني ألما شديدًا. وقد ترك خالد بن يزيد الأموي عاشق العلم، الخلافة بعدما استلمها بثلاثة أشهر، لأنها شغلته عن كتبه.

وبلغ حب البعض للكتاب، أن فضلوه على زوجاتهم، أمثال: «ابن فاتك» و«عمر بن سهلان الساوي» و«أبو الحسن علي بن محمد بن ثابت الخولاني» والشاعر «محمود عماد» و«الفراهيدي» و«تولستوي».. حيث يروي د.المقالح في هذا الصدد: لقد تزوج أحد عشاق الكتب، فصممت زوجته أن تقلعه عن مطالعة الكتب وعن شرائها فدخل في أحد الأيام متأبطا حزمة من الكتب الجديدة، فثارت ثائرتها، وصاحت به: لا كتب بعد اليوم. فأجابها على الفور: إذن لا زوجه بعد الآن. وقيل لزوجة «الزبير بن بكار».. وكان محبًا للكتب: هنيئا لك، إذ ليست لك ضرة. فقالت: والله لهذه الكتب أضرُّ عليَّ من عدة ضرائر.

ولنتذكر معًا قول د.زكي مبارك، راويا: إن حب الكتاب والحصول عليه كان لدى البعض يفوق حرصه على أداء فرض من فروض العقيدة، لدرجة قد علق أحمد علي المبارك على مكتبته الخاصة قصيدة، عنوانها «مكتبتي»، يقول في مطلعها:

أيا دار كتبي ويا خلوتي

وسلوة قلبي متى أضجر

وقرّة عيني ومحبوبتي

وفخري العميق إذا أفخر

وبلغ الأمر ببعضهم من شدة حبهم للكتب، وعدم قدرتهم على فراقها، أن كان شغلهم الشاغل: كيف تتم المفارقة بعد الممات، فها هو الشاعر عيسى إسكندر، يوصي بأن تصاحبه كتبه في مماته وفي قبره، في وصيته التي يقول فيها:

اجعلوا إن مت يومًا كفني

ورق الكتب وقبري المكتبة

ادفنوني وادفنوا الكتب معي

وانشروا الأوراق حول المرتبة

وآخرون.. عرفوا هذه القيمة والحب، لدرجة أنهم ما بدلوه - الكتاب- بكنوز الدنيا ولا بالتيجان، وهذا هو أبوطاهر بن أبي الصقر يقول: هذه كتبي أحب إليَّ من وزنها ذهبًا، وفي حين يقول «فينيلون»: لو وضعت كل تيجان أوروبا تحت تصرفي على أن أتخلى عن كتبي ودراساتي، لركلت التيجان، ووقفت بجوار كتبي.. والكتب هي الإرث الذي يتركه العبقري العظيم للإنسانية.

وبقي أن نضم صوتنا إلى «الزهري»، عندما قال ليونس بن يزيد: إياك وغلول الكتب؟ قال: وما غلول الكتب؟ قال: حبسها عن أهلها.

أجدادنا فضلوا الكتب على أرفع المناصب وحذروا من حبسها!

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال