الأربعاء، 15 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

302 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

4 27 2015 9 28 39 AM

إبراهيم نويري:

إن سؤالا من قبيل: ما المطلوب على وجه التحديد من المثقفين الآن في المجتمعات العربية والإسلامية؟ من الأهمية بمكان في هذه الانعطافة التاريخية التي تمر بها أمتنا وشعوبنا العربية.. أجل فهذا السؤال يهمنا كثيرا في هذه المرحلة، إذ أثبت الواقع والتجربة أن توسيع الهوة وتعميق الفجوة بين المثقفين وأهل الرأي والقرار ما هو إلا صورة من صور الاستنزاف الذاتي الذي من شأنه تعطيل الحراك الصحيح المرتبط برغبة النهوض والتغيير الإيجابي على كافة الأصعدة. 

ولا يعني هذا بطبيعة الحال غلق أبواب الحوار أو مصادرة حق الاختلاف، فهذا ما لا يقول به عاقل أبدا؛ وإنما المقصود أن تتوفر إرادة قوية مدعمة بعوامل النجاح، تعمل على رصد العلامات والقواسم المشتركة بين التيارات الفكرية واستثمارها بمنهجية في دعم البناء الداخلي للأمة. وأيضا استثمارها على مستوى كلّ قطر لتعزيز الوحدة الوطنية وتفعيل مكوّنات الوئام والسلم الاجتماعي.

إنني أعتقد مخلصا أنه بعد تراجع بريق أيديولوجيات القهر والتغلب، وتعرية الكثير من المذاهب والأفكار الغربية المعاصرة، ثم ظهور العولمة مبشرّة بمجموعة من (النهايات) ومنها نهاية التاريخ التي قال بها المؤرخ الياباني المتأمرك (فوكوياما)، إلى جانب بروز نزعة التحالف والتكتل على أساس مصلحي يروم حفظ مصالح ورغائب الإنسان الغربي ومكتسبات الحضارة الغربية كأولوية عاجلة وثابتة.. فإنه بالمقابل من الواجب على مثقفي العالم العربي والإسلامي تقديم مصلحة المنطقة وشعوبها ومستقبلها وطموحاتها وتطلعاتها، وهذا يقتضي فتح المزيد من قنوات الحوار وتبادل الآراء بين النخب المثقفة الواعية المستوعبة للمتغيرات الدولية والتفاعلات الحضارية والفكرية والسياسية من أجل تفعيل العمل لتقريب الآراء ووجهات النظر، ووضع قواعد موضوعية ومناخ ملائم يسمح للنخبة التي تعيش حالة من حالات الاغتراب الثقافي والإلحاق الفكري بالآخر الحضاري بالتراجع عن تلك التوجهات ومراجعة تلك المنطلقات، والعمل على ترسيخ القناعات المفيدة المؤدية إلى وضوح الرؤية وتصحيح المسار والمحافظة على مكاسب ومصالح أمتنا، لأن واجب أهل الأدب والفكر كما يقول الدكتور محمد جابر الأنصاري، في مقال له بعنوان «أين يقف فكرنا وأين وصل واقعنا» قائم على «الحقائق الثابتة والقيم الراسخة والنظرات البعيدة والمواقف المبدئية.. ومسؤولية الأديب والمفكر الأخلاقية والمعنوية أكبر و بما لا يُقاس من مسؤولية السياسي. فالناس أحيانا يتفهمون انحناءة السياسي للظروف الوقتية من أجل تغيير الأمر الواقع مستقبلا، لكنهم ينظرون للأديب والمفكر على أنه موقف أخلاقي وضميري وفكري وتاريخي قبل كلّ شيء...»، فمقتضى هذا الكلام أن النخب أو الأنتلجنسيا في العالم العربي والإسلامي عليها أن تبلور رؤية جديدة للتقارب والتفاهم وتقليص مساحات الاختلاف والتنافر والتباغض، ولاشك أن رسم هذا الإطار والالتزام بقواعده ومقرراته يتيح الحرية ولا يحجر على الرأي والنظر.. لكنه لا يجعل حرية التعبير والإبداع بابًا للصراع واستنزاف الطاقة الذاتية للأمة و قواها المذخورة في إهابها أو داخل كيانها الكبير.

وبطبيعة الحال فإن هذا لا يعني بحال إقرار المواقف أو الجوانب السلبية سواء في تراثنا الفكري، أو في واقعنا الماثل المعيش، فهذا مما لا ينبغي أن يخطر على البال، إنما المقصود وضع إطار عام أو خطة منهجية لتخفيف الفجوة والاختلاف بين التيارات الفكرية في الساحة الثقافية العربية والإسلامية.. إنَّ عملا كهذا بات ملحا اليوم في عصر التكتلات والتقاربات المصلحية أو المبدئية على حد سواء، وأضحى يفرض نفسه في واقعنا بكلّ آفاقه الثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية ونحوها. إن كل محاولة أو مبادرة جادة تستهدف إنهاض الأمة وتطوير واقعها إلى ما هو أفضل وأجدى لابد أن تنبثق من تاريخ هذه الأمة ومن مرجعيتها الثقافية المتنوعة المكوّنة لهويتها وأصالتها، لأن ترابط وحدات الزمن في حياة الأمم يشترط في كل محاولةِ نهوض أن يمتلك آصرة أصيلة فاعلة و قادرة على ربط الحاضر بالماضي، ووصل الراهن بالسابق ببصيرة ووعي، لكنه وعي استثنائي مناسب للّحظة الحضارية والزمنية الاستثنائية. ولعله من حسن الطالع والحظ أن الواعين الحقيقيين من أبناء أمتنا الكبيرة يدركون تماما قيمة ووزن هذه الخطوة الحضارية لأنهم على دراية بمراميها ومقاصدها البعيدة؛ إن الحق ليس الشمعة التي تضيئك من الداخل فحسب، بل هو أيضا الشعاع الذي تبصر عليه مسارك في الحياة.. وليس هناك أولى من المثقف بالاهتداء إلى الحق والرشد من أجل الارتقاء بالأمة إلى المكانة والعزة التي تستحقها.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال