الأربعاء، 15 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

51 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

4 27 2015 9 01 08 AM

د. مسعود صبري:

تمثل الرواية الأدبية  في الأدب الإسلامي تحديا كبيرا ، خاصة في الروايات المقدمة للمراهقين والمراهقات، فزيارة سريعة لكبرى المكتبات لا يحصل المراهق المسلم والمراهقة المسلمة على بغيته، رغم كثرة الروايات الأدبية، وهذا الأمر يخلق تحديا كبيرا في ساحة الرواية في الأدب الإسلامي، ويمثل عقبة حقيقية تعبر عن عدم إعطاء الرواية في الأدب الإسلامي المساحة الكافية من الاهتمام والعناية، فالمتهمون بالأدب الإسلامي إنتاجهم في القصص المؤلفة والروايات قليل بالنسبة لهذا الكم الهائل من الروايات الأدبية العربية وغير العربية.

ورغم الاهتمام بما بات يعرف بـ  الأدب الإسلامي، إلا أن مساحة الشعر تنال الحظ الأوفر منها، وتحتل القصة القصيرة المرتبة التالية، بينما تتضاءل نسبة الرواية الإسلامية في الأدب الإسلامي، فعدد كتاب الرواية قليل نادر، والإنتاج الأدبي فيها قليل، وإن أخذت مساحة من الدراسات والتنظير.

لقد وقفت فتاة مسلمة في إحدى كبرى المكتبات التي لها انتشار في العالم العربي  والإسلامي في ركن الروايات، مع كون المكتبة قد خصصت مساحة كبيرة لها، لكنها لم تجد بغيتها، ورجعت غير حاصلة على مرادها إلا ما ندر من كتابات نجيب الكيلاني مع ما بها من بعض الملاحظات، وعند سؤال بعض المتخصصين عن الإنتاج في الرواية الإسلامية كانت الإجابة غير شافية، مما يدل على ما نحب أن نؤكده من أن الإنتاج الأدبي في الرواية الإسلامية قليل نادر، ولعل الخطاب يتوجه للشباب المتهم بالأدب من تكوين فريق متخصص في الرواية الإسلامية، حتى تحتل مكانتها في الرواية الأدبية، وتحويل تلك الروايات إلى أفلام ومسرحيات تزاحم فيها الروايات التي لا تراعي الضوابط الشرعية، والأعراف في المجتمعات الإسلامية.

ولسنا هنا بصدد مناقشة الحكر على التأليف في الرواية، لكننا نتحدث عن صنف واحد، وهو الرواية الإسلامية، فمن حقنا أن يكون لدينا روايات مبدعة في الأدب الإسلامي، تخاطب شريحة غير قليلة في المجتمع، بل إني أزعم أن الرواية الإسلامية ستخاطب جميع الجمهور وليس فئة بعينها.

إن الرواية الإسلامية لون من ألوان الأدب الذي حثه على الإسلام، حيث يعتبر الأدب مرآة المجتمع، ووسيلة إعلامية فعالة في نشر القيم الفاضلة، والأدب إحدى أدوات الجهاد الإعلامي، استعمله النبي صلى الله عليه وسلم في حروبه وجهاده ضد المشركين.

كما أن الرواية تعد لونا من ألوان القصص – بالمعنى العام-، ومكانة القصص في كتاب الله تعالى غير خافية على أحد، بل جاء الإسلام ليضيف للقصة وأخواتها وظائف أخرى غير التسلية والمحاكاة والترويح على النفس، مثل أن تكون أداة من أدوات الفعل الاجتماعي، وصاحبة تأثير في الأفراد والمجتمع، {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [يوسف: 111]، كما فيها تثبيت للأرواح والقلوب أن تبقى على الحق، كما قال تعالى: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ } [هود: 120].

وما التحول الاجتماعي الذي حصل في المجتمعات المسلمة، وما طرأ عليه من ظواهر لا علاقة لها بالدين إلا من خلال تلك الروايات وأدواتها الفنية من الأفلام والمسارح، في الوقت الذي نادى فيه كثير من الفقهاء بحرمة تلك القوالب الفنية، كان التيار العلماني يسيطر عليه، فامتلك أدوات كبيرة في تغيير المجتمعات دينا وعقلا ومظهرا، وبقي التقليد الفقهي عقبة في طريق تطوير الأدب، حتى خرجت فتاوى أخرى تتيح المجال للفن الأدبي أن يتقدم بضوابطه الشرعية.

ورغم أن القرآن الكريم هو كتاب هداية في المقام الأول، إلا أنه حوى الإشارة إلى جميع العلوم والفنون، ومنها تلك الفنون القصصية. وتمثل سورة يوسف إحدى أهم نماذج القصص الرائعة، بما تحمل في طياتها من بلاغة الكلم، وروائع الصور، واكتمال الصورة الفنية للقصة، وتقسيمها إلى مشاهد متنوعة، ليدل القرآن الناس إلى نموذج أحسن القصص لا مجرد القصص، وقد جاء في مطلعها قوله تعالى: {نحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ } [يوسف: 3].

كما يقدم القرآن قصة أصحاب الكهف بروعتها البلاغية، وسموها اللفظي، وحسن تعبيرها، وحبكتها الفنية المتميزة ليعيش الإنسان في أجواء قصة رائعة، لكنه مع هذا يجعل فيها العبرة في مقاصد كبرى، كحفظ الدين، بترك الفتية للكفر، ومحاربة التقليد الأعمى وتحرير العقل من الفكر غير السوي، بترك دين الآباء، وحفظ النفس، بالهرب لا المواجهة التي تؤدي إلى قتلهم، وحفظ العقل من أن يخالطوا هؤلاء الأقوام المشركين، فتتسمم عقولهم بهزيل فكرهم وفاسد عقائدهم، وحفظ المال، بما كان معهم من مال ليتقوتوا به.

وفي قصص الأنبياء التي كثرت في القرآن الكريم ، وقصص الأمم السابقة ما فيه عبرة وعظة من جهة، وفيه تأصيل لأهمية القصة والرواية ليس في الحياة الأدبية فحسب، بل في كثير من نواحي الحياة، مما يكون دافعا للعقل المسلم أن يبدع في الكتابة والتصوير والتأليف، ليقدم فنا رائعا يحتاجه الناس لمخاطبته الروح والعقل والنفس، بما يمثله من عناصر التشكيل الفني للصورة، مثل العاطفة والخيال واللغة وغيرها.

نماذج من الرواية في الأدب الإسلامي

ويعتبر نجيب الكيلاني من رواد الأدب الإسلامي المعاصر، ومن أبرز كتاباته: ليالي تركستان، وعمالقة الشمال، والظل الأسود، وقد كتب روايات مزجها بالتاريخ والثقافة الإسلامية، مثل: عمر يظهر في القدس، والطريق الطويل، وأرض الأنبياء، ونور الله، وقاتل حمزة، ونابليون في الأزهر، والنداء الخالد، ورحلة إلى الله، ومواكب الأحرار، واليوم الموعود، وحارة اليهود، ودم الفطير صهيون.

كما كتب مجموعات قصصية، مثل، مثل: العالم الضيق، ودموع الأمير، وحكايات طبيب، وفارس هوازن، وعند الرحيل، وموعدنا غدا.

ومن رواد الأدب الإسلامي أحمد باكثير، ومن أشهر مؤلفاته في الرواية:   سيرة شجاع ، ووا إسلاماه  ، والفارس الجميل  .

ومن أشهر مسرحياته: " عودة الفردوس"، و" هكذا لقي الله عمر"، و" من فوق سبع سماوات"، و" إله إسرائيل"، و" هاروت وماروت"، و" ملحمة عمر".

ومن الأعمال المعاصرة:

رواية: " على أبواب الملحمة" د.صلاح الراشد، و:" ثمانون عاما بحثا عن المخرج"، لصلاح حسن، و" غريب" لمحمد جربوعة، ورواية " وطن"، لمحمد صالح الشمراني"، ورواية كشف المحجوب"، لفريد الأنصاري، ورواية" آخر الفرسان" له أيضا، ورواية" مجنون"، لمحمد جربوعة، ورواية" خيول الشوق" لرفعت الجمال، ورواية :" شريعة خلف القضبان"، للدكتور محمد الحضيف، ورواية " أوراق طالب سعودي في الخارج"، لمحمد بن عبد العزيز الداود، ورواية :" القوقعة..يوميات متلصص"، لمصطفى خليفة، ورواية:" زوار السفارات"، لمحمد صالح الشمراني، وله أيضا: رواية" أميرة2"، ورواية " رفعت يدي"، لمحمد بن عصبي الغامدي، ورواية" شبيك لبيك"، لمحمد عبد العزيز. وغيرها من الروايات.

ولاشك أن العقل المسلم قادر على إنتاج مزيد من الروايات بما يؤهل الرواية في الأدب الإسلامي أن تنافس الروايات الأدبية بألوانها الأخرى، بل تنافس الرواية العالمية أيضا، والمأمول في الشباب الصاعد أن ينفر منه طائفة لإكمال بناء الرواية الإسلامية، وأن يكون لها انتشار في الأوساط الأدبية، والفنية، وتحويل تلك الروايات بما تحمل من معان سامية وقيمة رفيعة في عالم السينما والمسرح.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال