الجمعة، 03 مايو 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

310 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

et46

تحقيق- نشوه صالح :

 دم المسلم لماذا حرمته الشريعة الإسلامية؟ وماهو الواجب على المسلمين عندما تكثر الفتن والصراعات التي تؤدي لمزيد من سفك الدماء؟ وماذا عن رأي الشرع في المفقودين في الأزمات والفتن التي تفتك بالمسلمين؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحتها «الوعي الإسلامي» على رجال الدين الذين أكدوا على ضرورة الحفاظ على دماء المسلمين، لأن الله عز وجل أمر بعدم إباحتها بأي حال من الأحوال، بل إن الأمر يصل لأن تكون دماء المسلمين أهم عند الله من هدم الكعبة المشرفة.

وبينوا بأن الإسلام ينبذ العنف والقتل وترويع الآمنيين، لافتين إلى أن ما يحدث الآن في عدد من دول الأمة الإسلامية فتنة واضحة بين أهل الإسلام تستدعي عدم الانجرار في القتل رحمة بدماء هذه الأمة.. وإليكم التفاصيل:

بداية تقابلنا مع الداعية الإسلامي عضو مجمع البحوث الإسلامية الشيخ محمود عاشور الذي أكد بدوره على ضرورة حقن دماء المسلمين، وإنها من الواجبات الأساسية في منهج الشريعة الإسلامية التي تأمر المسلم بألا يشهر سيفه في وجه أخيه المسلم، والحديث النبوي الشريف في ذلك واضح، حيث جاء في صحيح البخاري: «حدثني أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا حماد بن زيد عن أيوب ويونس عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال: خرجت وأنا أريد هذا الرجل فلقيني أبوبكرة فقال أين تريد يا أحنف؟ قال: قلت أريد نصر ابن عم رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  يعني عليًا قال: فقال لي يا أحنف ارجع فإني سمعت رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  يقول: إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قال: فقلت: أو قيل: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه قد أراد قتل صاحبه» كما أن الآية الكريمة في سورة النساء تقول: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ الله عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.

آملًا أن يسعى علماء الدين الإسلامي الحنيف في نشر الجوانب المشرقة في الدين الحنيف، لأنه ليس دين ترويع الناس وإباحة دمائهم بل هو دين الحفاظ على النفس البشرية التي خلقها الله عز وجل.

أما الداعية الإسلامي والخطيب في وزارة الأوقاف المصرية الشيخ أحمد موسى الذي علق على الأحداث الدموية التي تمر بها بعض الدول العربية قائلًا: الأمة الإسلامية يختبرها الله عز وجل ما بين الوقت والآخر، وأعظم المصائب التي حرمها الإسلام هي أن يقتل المسلم أخاه المسلم، سواء أكان ذلك لأغراض سياسية أو دنيوية بحتة، كما جاء في سورة الحجرات: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ الله فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، وفي مواضع كثيرة يحذر الله تعالى من سفك الدماء، منها: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ الله عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}، وكذلك يقول رب العزة: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا. إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ الله غَفُورًا رَحِيمًا} فأين الذين يبيحون دماء المسلمين بغير ذنب.

ويتفق الداعية الإسلامي الأستاذ بجامعة الأزهر د.فؤاد عبدالمنعم مع الآراء الداعية لحقن دماء المسلمين، حيث أكد بأن الدين الإسلامي يشدد على عدم الاقتراب من حرمة الدماء بين المسلمين كما أن سماحة الدين الإسلامي تأمر المسلمين بعدم استباحة أهل الديانات الأخرى، وفي هذا يقول الرسول محمد  " صلى الله عليه وسلم"  «من آذى ذميًا فقد آذاني» لافتًا إلى أن الإسلام طلب من المسلمين ضرورة التعاون على البر والتقوى، ورفض التعاون على الإثم، موضحًا بأن ما يحل بالأمة الإسلامية من فتن صارخة شجعت أن يقتل المسلم أخاه المسلم بدم بارد بصورة تقشعر لها الأبدان مطالبًا كل الأطراف المتنازعة بالجلوس على طاولة الحوار، لأنه من الممكن معالجة كل هذا بعيدًا عن الدماء، سواء كانت خلافات عائلية بسبب الميراث، أو خلافات سياسية يكون باعثها الصراع على الحكم، داعيًا بضرورة الاقتداء بالصحابة رضوان الله عليهم، حيث إنهم بعد وفاة الرسول محمد  " صلى الله عليه وسلم"  اختلفوا فيمن يكون خليفة للمسلمين، ولكنهم في الأخير أقروا البيعة للصحابي الجليل أبوبكر الصديق  "رضي الله عنه" .

وكل الصحابة امتثلوا لذلك من أجل الحفاظ على تماسك الدولة الإسلامية، مشددًا على أهمية تعاون كافة المؤسسات التعليمية بزرع قيم التسامح ونبذ العنف من أجل الحفاظ على دم المواطن والجندي ليحل الوئام بين أفراد الشعب، مطالبًا بضرورة الابتعاد عن التشدد في الرأي والمبالغة والتهويل واستخدام الوسائل الإعلامية في بث الفتن، لافتًا إلى أهمية أن يتعلم المسلم احترام الرأي الآخر دون حملات التخوين والتشهير التي تزيد من حالات الاحتقان.

وفي هذا الإطار يحذر الخبير الإعلامي محمد الحملاوي من وسائل الإعلام الموجهة التي تغذي الصراعات والفتن، خاصة وأن هذه الأبواق تكون في أحيان كثيرة وقودًا لنار الحروب، لافتًا إلى أن الإعلام إما أن يكون أداة للتصالح وإشاعة أجواء التسامح، وإما أن يكون شرًا على المجتمعات، وأكد أن الإعلام قد لعب دورًا كبيرًا في تأجيج الفتن بين التيارات السياسية المتناحرة، وبين الشيعة والسنة، وبين المعارضين والمؤيدين للحكم في بعض الدول العربية، وأعرب الحملاوي عن امتعاضه من بث مشاهد الجثث والدماء المتناثرة الناتجة عن هذه الصراعات، ويحلل أستاذ علم النفس د.صلاح عبدالهادي نفسية المسلم الذي يتقبل رؤية دماء أخيه دون أن تتحرك مشاعره، لافتًا إلى أن هذا المسلم يعاني من خلل نفسي ناتج عن حالة ارتباك وغموض بسبب عدم وضوح الرؤية أمامه، خاصة وأن وسائل الإعلام تلعب دورًا كبيرًا في غسل الأدمغة عن طريق شحن العقول بالكذب حتى يصدق المسلم هذا الكذب، وطالما أن الإعلام لديه قدرة على قلب الحقائق فمن الطبيعي أن تجد بعض النفوس لا تتحرك بالحزن على مخالفيهم حتى ولو وجدوهم في بركة من الدماء، بل إن الأمر وصل إلى التشمت في هذه الدماء، لافتًا إلى أن هذه المآسي تكثر في المجتمعات التي تستخدم الحروب الدعائية لتشويه الآخر، وأشار إلى أن خطر الإعلام في بعض الأحيان يكون أقوى من الأسلحة الفتاكة، ويطالب د.عبدالهادي الآباء والأمهات أن يبعدوا أولادهم عن المشاهد التي تبثها وسائل الإعلام التي تظهر القتل وأشلاء الجثث والدماء المتناثرة حتى لا يشب الأبناء على رؤية هذه المشاهد.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال