الجمعة، 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

179 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

zarka2

هشام الصباغ - باحث لغوي:

أدرك رواد النهضة في الكويت أن الأمة الإسلامية لا يمكن أن تعود إلى ماضيها التليد، الذي طمرته الليالي بغبار الجهل، إلا بالعودة إلى النبع الصافي من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم..

وأنه لا يمكن للأمة أن تجابه التحديات الثقال التي تواجهها بها الحضارة المادية المعاصرة إلا إن وعت كتاب ربها وسنة نبيها.. ومن ثم فقد أصبح لزاما على أئمة العلم وقادة التنوير أن يجدوا لهم سبيلا للوصول إلى الأمة حتى ينهضوا بها من وهدتها التي طالت، وغفلتها التي أعمت عيونها عن رؤية ما يكيده أعداؤها لدينها ودنياها.. فعمل رواد العلم والفكر الكويتيون على إنشاء منصة ثقافية شاملة، دينية علمية فكرية أدبية اجتماعية، أسموها «الوعي الإسلامي».. التي أضحت المنبر الإسلامي الأبرز لأشهر علماء الإسلام ودعاته على مدى أكثر من نصف قرن.

وانطلاقا من مقولة «الناس موتى وأهل العلم أحياء»، نسلط في هذه الزاوية الضوء على أبرز كتّاب المجلة؛ مفردين في كل عدد علما من أعلامها؛ حتى يعرف القراء تاريخ المجلة وتاريخ كتابها، فتكون ويكونوا لهم منارات هداية وسبل سلام.

- فقيه حنفي، أصولي، نحوي وشاعر.. نشأ في أحضان أب وجد كانا فقيهين ذائعي الصيت في بلاد الشام، وعائلة تمرست العلم واستهواها.

- تميز بفكر نيّر، متفتح، ناقد، بعيد عن التقليد أو التعصب؛ ورغم كونه حنفي المذهب بحكم دراسته له على والده وجده، فإنه كثيرا ما كان يخرج عليه إذا رأى غيره أرجح من ناحية الدليل، لمراعاة النص، أو لتحقيق مقاصد الشرع.. إنه الشيخ مصطفى أحمد الزرقا.

- ولد الشيخ بمدينة حلب السورية عام 1322هـ الموافق 1904م في بيت علم وصلاح؛ فوالده هو الفقيه الشيخ أحمد الزرقا مؤلّف «شرح القواعد الفقهية»، وجدّه العلامة الكبير الشيخ محمد الزرقا، وكلاهما من كبار العلماء الأحناف في الشام.

- منذ نعومه أظفاره دفعه والده لحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ الكتابة والحساب وعلوم اللغة العربية؛ نحوها وصرفها، ثم تلقى تعليمه الابتدائي في إحدى المدارس الفرنسية، رغبة من والده في تزويده باللغات الأجنبية والثقافات الحديثة.

الخسروية

- في شبابه أراد العمل في التجارة، لكن جده أصرّ على إلحاقه بالمدرسة «الخسروية»؛ ليأخذ عن علماء حلب وفقهائها مختلف العلوم الشرعية والعربية والكونية؛ فدرس فيها الفقه الحنفي (على يد والده)، وأخذ علم الحديث والسيرة من العلامة المؤرخ الأديب الشيخ محمد راغب الطباخ، ومن الشيخ العلامة محمد الحنيفي أخذ علم التوحيد والتفسير والبلاغة، وقرأ على العلامة الفقيه الأصولي النحوي الشيخ أحمد المكتبي شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك، ودرس النحو والفقه الحنفي على يد العلامة الفقيه النحوي الشيخ أحمد الكردي.. كما أخذ عن العلامة الشيخ إبراهيم السلقيني، والعلامة الشيخ عيسى البيانوني، والشيخ أحمد الشمّاع، وعلامة عصره الشيخ محمد الناشد الملقب بـ«الزمخشري الصغير».

- كان لأربعة من علماء «الخسروية» الكبار تأثير بالغ في شخصية الزرقا، وحياته الفكرية والاجتماعية، وتكوينه العلمي والأدبي والثقافي، هم: جده ووالده وشيخاه الطباخ والحنيفي؛ أما جده، فقد رسم له منهج حياته العلمية من خلال إلحاقه بـ«الخسروية»؛ وأما والده، فكان يمضي معه معظم الليل يدارسه كتب الفقه والأدب؛ وأما شيخاه الطباخ والحنيفي، فقد علماه حرية التفكير والبحث وربط العلم بالحياة.. يقول الزرقا عنهما: «فلهذين الأستاذين -بعد والدي- أكبر الأثر في تثبت خطاي في الطريق العلمي الصحيح».

شرعي وقانوني وأديب

- لم ترو «الخسروية» ظمأه العلمي، فقد كان متطلعا إلى المزيد؛ فحصل على شهادة الثانوية في شعبتيها (العلوم والآداب - الفلسفة) بتفوق منقطع النظير، والتحق بعدها بكليتي الحقوق والآداب معا في الجامعة السورية، وتخرج فيهما في عام واحد (فكان بذلك أول من جمع في سورية بين الثقافات الثلاث الشرعية والقانونية والأدبية).

- بعدها توجه إلى القاهرة وحصل فيها على «دبلوم الشريعة الإسلامية» من كلية الحقوق بجامعة الملك فؤاد الأول (جامعة القاهرة).

حياته العملية

- بعد تخرجه من «الخسروية» عمل فيها مدرسا لمادتي الفقه الحنفي والأدب العربي، ثم تولى دروس والده في الجامع الأموي وجامع الخير وفي المدرسة «الشعبانية»، كما مارس المحاماة لعشر سنوات تقريبا.

- عين مدرسا في كلية الحقوق في جامعة دمشق، ثم رئيسا لقسم الحقوق المدنية والشرعية، كما حاضر في كليتي الشريعة والآداب في الجامعة نفسها.

- في عام 1966م، دعته وزارة الأوقاف الكويتية ليكون خبيرا للموسوعة الفقهية فيها. وفي عام 1971م، دعته الجامعة الأردنية للتدريس في كلية الشريعة. وفي عام 1981م، اختارته الدائرة القانونية في الأمانة العامة بجامعة الدول العربية عضوا في لجنة الخبراء. كما شارك في عدد من المجامع الفقهية واللجان القانونية الرسمية وفي تأسيس وتطوير عدد من الجامعات العربية في دمشق والقاهرة والمدينة المنورة ومكة المكرمة.

- في عام 1956م، تولى وزارة العدل السورية، ثم وزارة الأوقاف عام 1962م، كما انتخب نائبا عن مدينة حلب في المجلس النيابي السوري لدورتين تشريعيتين عام: 1954م و1961م، وظل مستقلا، ولم ينتم إلى أي جماعة أو حزب.

شيوخه وتلامذته

- يأتي في مقدمة أساتذته وشيوخه والده وجده اللذان درس عليهما الفقه الحنفي وقواعد الأحكام العدلية، ثم العلامة الفقيه النحوي الشيخ أحمد المكتبي الشافعي، والشيخ محمد الحنيفي، والعلامة المؤرخ المحدث الشيخ محمد راغب الطباخ، والشيخ أحمد الكردي، والشيخ إبراهيم السلقيني الجد، والشيخ عيسى البيانوني، والشيخ أحمد الشماع، والشيخ محمد الناشد.

- أما تلامذته فقد صرف الشيخ حياته المباركة في بذل العلم وإفادة الطلاب، ولذلك كثر طلابه والآخذون عنه، ومن أشهرهم: الشيخ المحدث عبدالفتاح أبو غدة، الفقيه الحنفي الشيخ محمد الملاح، اللغوي الأديب عبدالرحمن رأفت باشا، الفقيه الأصولي الشيخ محمد فوزي فيض الله.

منهجه العلمي

- رسم الشيخ لنفسه منهجا علميا يقوم على أسس هي: الاستقلال في الفهم والبعد عن العصبية المذهبية، التخفيف والتيسير والبعد عن الحرج بضوابطه الفقهية، تطبيق مبدأ سد الذرائع، الأخذ بفقه الضرورة، التعليل للحكم الفقهي، ذكر الحكم الديني بجانب الحكم القضائي، الاستدلال بالقواعد الفقهية والأصولية، إحالة المستفتي إلى كتاب يستوفي الموضوع، سؤال إخوانه من أهل العلم، إيجاد البدائل الشرعية للأوضاع المحرمة، تقييد الفتوى بقيود وضوابط.

إرثه العلمي

- اهتم الشيخ الزرقا بإصدار سلسلتين علميتين: الأولى: السلسلة الفقهية، وعنوانها العام: «الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد»، وقد بلغت أجزاؤها أربعة مجلدات. بينما الثانية: السلسلة القانونية، تتألف من ثلاث مجلدات في «شرح القانون المدني السوري». وقد حوت هذه السلسلة مقارنات كثيرة بالفقه، وأبرزت بوضوح ما يتميز به الفقه الإسلامي من إحاطة ودقة وشمول.

- ومن فيض مؤلفاته نذكر: «أحكام الأوقاف»، «في الحديث النبوي»، «الفعل الضار والضمان فيه»، «نظام التأمين والرأي الشرعي فيه».. وغيرها كثير.

إسهاماته في «الوعي الإسلامي»

- للشيخ ثلاث مساهمات في المجلة، جاءت أولاها تحت عنوان «خصائص التشريع الإسلامي» (العدد: 14، صفر 1386هـ/ مايو 1966م)، والثانية بعنوان: «حجة الشريعة على العقل» (العدد: 25، المحرم 1387هـ/أبريل 1967م)، والأخيرة بعنوان: «موسوعة الفقه الإسلامي» (العدد: 26، صفر 1387هـ/مايو 1967م).

وفاته

- ظل الشيخ على نشاطه وعطائه العلمي إلى أن أدركته المنية في مدينة الرياض في السعودية، يوم السبت 19 ربيع الأول 1420هـ الموافق 3 يوليو 1999م، بعد أذان العصر وهو جالس ينقح الفتاوى ويبوبها.

المصادر والمراجع

1- مجلة «الوعي الإسلامي»، الأعداد: 14 و25 و26.

2- كتاب «علماء وأعلام كتبوا في الوعي الإسلامي».

3- موقع رابطة العلماء السوريين.

4- الموسوعة الحرة (ويكيبيديا).

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال