✍   عبدالحكيم خلفي - باحث في الدراسات الإسلامية - المغرب:

حث الإسلام على بناء الأسرة باعتبارها اللبنة الأولى للمجتمع، ورغب الشباب في الزواج بمجرد الاستطاعة، قال صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج» كما رغبهم بوعد من أقدم على بناء أسرته بمعونة الله وإغنائه له، قال صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة حق على الله عونهم: (وذكر) الناكح الذى يريد العفاف» ، وقال سبحانه: {إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (النور:32).

لا يخفى على أحد ما للزواج من مقاصد وأهداف؛ فإضافة إلى تحصين الفرج، ومحاربة الفواحش، والحفاظ على استمرار النسب، والحفاظ على النوع البشري، والبحث عن السكينة والراحة النفسية.. فإن للزواج دورا مهما في تدوير عجلة الاقتصاد والتنمية، بجعل الرجل يشمر عن ساعد الجد للبحث عن عمل لتلبية حاجات أسرته.

ولرفع دعائم هذا البناء الأسري جعل الشرع الحنيف أسسا لاختيار كل من الزوج والزوجة لشريكه، فخاطب النبي صلى الله عليه وسلم الشباب قائلا: «تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك» (صحيح البخاري)، فأساس الدين مهم لنجاح أي علاقة زوجية. ومن جانب آخر، خاطب صلى الله عليه وسلم الآباء وأمرهم بقبول من أتاهم خاطبا وقد توافر فيه شرطا الدين والخلق، فقال: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد» .

لنا أن نتساءل هنا: ما محل الدين في أولويات من يريد أن يقترن بشريك حياته؟ أهو الأساس الأول الذي ينظر إليه الرجل قبل أن يقدم على الزواج؟ هل يعتبر هذا الأساس كالغنيمة التي يجب أن يظفر بها؟ وفي المقابل، هل ينظر الأب أو الولي أو المعنية بالزواج إلى أساس الدين والخلق قبل الموافقة أو الرفض؟ أهم على وعي أن إغفال هذا الأساس ربما يكون سببا في الفتنة والفساد؟

إن الملاحظ في مجتمعاتنا التي سادت فيها الحسابات الدنيوية على الدينية بروز عدة ظواهر، أساسها عدم جعل أساس الدين أولوية الأولويات في بناء الأسرة، كظاهرة عزوف الشباب عن الزواج، والعنوسة، وغلاء المهور، والزواج العرفي، والشقاق بين الزوجين، والنشوز، والطلاق.. وغيرها من الظواهر التي لا تخفى على أحد، فهل لنا أن نولي هذا الأساس اعتباره الذي يستحق؟

 

 

• اليمنيون يحاربون العنوسة ...
• مثلثات أسرية
• "أخوات شهرزاد الخليجيات" يستشرفن ...
• "أم الإمارات": احموا أبناءكم من ...
• "الحب".. على طاولة العلم!