تجربة مر بها كل واحد منا مرة على الأقل. فجأة ومن دون سابق إنذار يقرر جسدك إخراج الغازات فتبدأ بالتجشؤ أو تصدر معدتك أصواتاً غريبة.. ولعل أكثرها حرجاً خروج الريح. 

النفخة أو غازات البطن من الأمور الشائعة التي تصيب جميع البشر، لكن الاختلاف بين شخص وآخر يجعل الجسم يتعامل معها بطرق مختلفة وفق حدتها. إن وجود الغازات في الجهاز الهضمي من الأمور الطبيعية، فهو مرتبط بالهواء المحيط بنا والذي نتنفسه. فحوالي ثلثي الهواء الموجود في الجهاز الهضمي مصدره الهواء المحيط بنا، والبقية مصدرها العمليات الكيميائية خلال الهضم بسبب الإنزيمات والبكتيريا الموجودة في القولون. 

ما هي هذه الغازات

جزء من الهواء الذي يتم ابتلاعه يمر خلال الأمعاء ويخرج كريح، لكن المصدر الأساسي للغازات هو البكتيريا المفيدة الموجودة هناك. الغازات تتكون حين تقوم هذه البتكيريا بوظيفتها أي التعامل مع الأطعمة التي لم تهضم بعد قبل وصولها للأمعاء الغليظة. معظم هذه الغازات هي هيدروجين وأوكسيجين ونيتروجين وثاني أوكسيد الكربون، وفي حالات قليلة تكون ميثيان، وهذه الفئة تعاني من الروائح الكريهة. 

كمية الغازات مرتبطة بكمية الأطعمة غير المهضومة، والتي تدخل إلى الأمعاء الغليظة.أما الأصوات التي تصدرها عادة المعدة والتي في معظم الأوقات تكون دليلاً عن الجوع، فهي نتيجة حركة الهواء في الأمعاء سواء تناولت الطعام أم لم تتناوله. 

أسباب غازات البطن

هناك عدة أسباب تؤدي إلى نفخة البطن، بعضها يمكن التحكم به. فتناول الطعام بسرعة يؤدي إلى زيادة كمية الهواء التي يتم إدخالها مع الطعام، كما أن تبادل أطراف الحديث خلال تناول الطعام يضاعف المشكلة. 

بعض العادات كالتدخين ومضغ العلكة لفترات طويلة، وتناول النشويات والسكريات بكميات كبيرة، والتوتر العصبي، وتناول كميات كبيرة من الطعام أو في وقت متأخر من الليل، والمشروبات الغازية والأطعمة المطلقة للغازات كالعدس والحمص والفول، جميعها تؤدي إلى نفخة البطن. 

في المقابل هناك بعض الأسباب المرتبطة بمشاكل صحية ومنها السمنة والدهون المتراكمة في منطقة البطن التي تؤدي إلى كسل الأمعاء، انسداد الأنف إما بسبب التهاب الأذن الوسطى أو بسبب التهاب الجيوب الأنفية، السكري، الحساسية من اللاكتوز، خلل في وظائف البنكرياس، وتضخم الغدد الليمفاوية في تجويف البطن. 

الأطعمة المسببة للغازات

كما سبق وذكرنا فإن السكريات والنشويات والمشروبات المنبهة والأطعمة خاصة الحبوب كالحمص والفول وبعض أنواع الخضار كالملفوف والبروكلي تؤدي إلى مضاعفة كمية غازات البطن. لكن هناك بعض الأطعمة التي تسبب الغازات غير معروفة على نطاق واسع وهي البصل، الخس، الخرشوف،الهليون، القرنبيط، التفاح، الخوخ، الإجاص، الدراق والحبوب. كما أن المواد التي تحتوي على سكر السوربيتول الذي يستعمل في المشروبات والعلكة تساهم بالتسبب بالغازات. 

التعامل مع المشكلة 

لا يمكن القضاء كلياً على غازات البطن؛ لأن وجودها من الأمور الطبيعية، وإنما يمكن التقليل منها من خلال اتباع النصائح التالية:

-تجنبتناول الطعام والشراب بسرعة.

-تجنب الضحك والحديث خلال تناول الطعام.

-تناول كميات قليلة من الطعام خلال الوجبة الواحدة. 

-ممارسة رياضة المشي أو الركض. 

-عدم التكاسل بعد تناول الطعام.

-الابتعاد عن الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكريات والمواد المنبهة.

-الإكثار من شرب الماء.

-تجنب الأطعمة التي تسبب نفخة البطن.

وفي حال لم تنفع كل هذه النصائح وإن شعرت بالألم أو عدم القدرة على إخراج الريح أو بارتفاع في حرارة الجسم، فيجب مراجعة الطبيب.