الأحد، 24 سبتمبر 2023
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

البخاري.. أمير المؤمنين في الحديث

د.محمد صالح عوض - عضو المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة: إن الحياة في ظلال الحديث الشريف، نعمة ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

500 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

رئيس التحرير - فهد محمد الخزي:

العفو والتسامح ينبعان من قلب سليم وخلق كريم وطبع حليم، فقد وصفت عائشة رضي عنها النبي صلى الله عليه وسلم بقولها: "كان خلقه القرآن"، فهو يأخذ بهديه، ويتبع منهجه من غير عوج، ولا التواء، فإن العفو والسماحة لا يسكنان إلا قلبا خاليا من الأحقاد والأضغان، وإن من يعمل ليقود الخلق إلى الحق لا بد أن يكون نظره إلى الصفح والتسامح لا إلى الأحقاد والأضغان التي من شأنها أن تشد صاحبها إلى الوراء.

قال سبحانه وتعالى لنبيه: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهلِينَ) (الأعراف: ۱۹۹) وفي الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) (متفق عليه).

كما وصفت السيدة عائشة ، رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولها: «ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من لعنة تذكر، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء يؤتى إليه، وما نيل منه شيء قط، فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله عز وجل فينتقم لله، وما خُيْرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه) رواه البخاري، وهذا مصداق قول الله تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (سورة فصلت الآيتان (34 - 35).

فالعفو هو التجاوز عن الذنب، وترك العقاب عليه عن عموم الناس خصوصا من لم يُعرفوا بالشر، فيزل أحدهم الزلة فيُعفى عنه ويُتسامح معه، فالعفو أمر فوق كظم الغيظ، فهو المسامحة المطلقة فأن تكون مسلما سمحا هذا هو أقرب طريق إلى الجنة، وهو سبب في قضاء الله لحوائجك، فقد تكون سماحة العبد سببا لسماحة الله له ومغفرته له ذنوبه، وفوزه بأعظم خير الدارين؛ وأصل ديننا السماحة، فالإسلام دين سماحة ويسر ورفع للحرج في تكاليفه وفرائضه وأوامره، لا يفرض على الناس شيئا فوق طاقتهم، ولا يكلفهم بما لا يستطاع.

هذا، ولا تنقطع مجالات التسامح في الإسلام، فتسامح مع المخطئين، وتسامح مع أسرى الحرب، وتسامح حتى مع الحيوانات... ويزداد الأمر حسنا عندما يكون هذا التسامح بين أبناء الوطن الواحد والمدينة الواحدة، وتضيق الدائرة حتى تصل إلى الأسرة الواحدة؛ فالسماحة والمساهلة والتيسير على خلق الله -عز وجل- سبب في عفو الله عن العبد وتجاوزه عنه.

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

دير جنادلة الغنايم تكرِّم حفظة القرآن الكريم

القاهرة – عبدالناصر العمدة: للعام الثالث على التوالي، شهدت قرية دير الجنادلة مركز الغنايم ...

أميمة عتيق تكتب: كيف تستقبلين شهر الصيام؟

 أميمة عتيق - باحثة وكاتبة مغربية: تقبل علينا في هذه الأيام القادمة نسمات عطرة للشهر الفضيل، ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال