الجمعة، 26 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

73 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

edara fahd

رئيس التحرير فهد محمد الخزي:

يرجع علماء الإدارة المسلمون البذور الأولى لعلم الإدارة ومنهجيته إلى قوله تعالى في كتابه العزيز: «أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ» (الزخرف:۳۲)..

فمفهوم هذا العلم ارتبط ارتباطا وثيقا بالمنهج الإسلامي القويم؛ حيث أدرك جميع العلماء والباحثين أن أحكام الدين الإسلامي تتمتع بالإدارة بمسمياتها المختلفة في العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية والسياسة الشرعية وغيرها .

فوظيفة التنظيم؛ التي تكلم عنها علماء الإدارة كجزء من وظائف الإدارة، تتمثل برسم مجتمع يتكون في أساسياته من رئيس ومرؤوسين، وبهذه المعادلة البسيطة يمكن أن نلحظ معنى قوله تعالى: (لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا) (الزخرف:۳۲)، حيث يمكِّن هذا النظام الرئيس من تسخير المرؤوسين من أجل تسيير عملية الإنتاج بمختلف أنواعها، سواء الإنتاج الفكري، أو التجاري، أو الصناعي، أو الزراعي. ومن دون تنظيم إداري يحتوي على رئيس ومرؤوسين وطريقة إدارة لا يتصور تعاون الناس بعضهم مع بعض.

لقد توسع القول لدى علماء الشريعة الإسلامية في مسألة الإدارة والتنظيم الإداري، وإن صيغ هذا التوسع بألفاظ مختلفة تدل بعمومها وخصوصها على مسألة واحدة وهي حسن التنظيم والترتيب الذي لا يكون إلا في إطار منظومة متكاملة تحتوي عناصرها الأركان الأساسية للعملية الإدارية.

وقد توصل علماء الإدارة إلى تعريف شامل لهذه العملية بقولهم: هي العملية التي تتمتع بمقومات العلم والإيمان التي تمكِّن القادة والأتباع من أداء وظائفهم المنوطة بهم على أكمل وجه لإعمار الأرض.

فمفهوم الإدارة في الإسلام مفهوم قديم بدأ مع انطلاقة الدعوة الإسلامية بترتيب البيت المسلم من الداخل، ثم تنظيم خروج المسلمين إلى الحبشة وغيرها من بلدان الهجرة الأولى، ثم تبلورت في المدينة المنورة لتصبح على هيئة منظومة محكمة تدير دولة الإسلام الأولى، فالإدارة الإسلامية كانت وما زالت تتمتع بخصائص ذاتية فريدة، ومن أهمها: السير وفق منهجية مباحة للوصول إلى النتيجة المرجوة، فالغاية في الإدارة الإسلامية لا تبرر الوسيلة.

كما أن السعي لتحقيق أهداف مشروعة تتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية من أهم خصائصها.

ولعل السمة الأبرز التي تميز الإدارة الإسلامية أنها تسعى لتقديم النفع لجميع الناس، دون التمييز بينهم على أساس العرق، أو الدين، أو اللون، ونحوها، فضلا عن أنها تحقق الرقابة الذاتية النابعة من مخافة الله، حيث إن الإخلاص والإتقان والأمانة جميعها نابعة من العقيدة الصافية التي ربى الإسلام أتباعه عليها.

وهذا الجمع الفريد بين المراقبة الذاتية النابعة من صفاء العقيدة، وحسن التنظيم وإتقان العمل؛ لا شك سينتج منظومة إدارية ناجحة بكل المقاييس. ويتوج هذا كله في إلقاء هذه المسؤولية على المدير الناجح الذي طور نفسه وتماشى مع الأدوات الحديثة التي تخدم هذه المنظومة الراسخة.

وختاما؛ إنه من الواجب على المؤسسات الأكاديمية المعنية في البلاد العربية والإسلامية أن تقوم بإبراز محورية القيادة الإسلامية، وإبراز المرونة التي تتمتع بها شريعتنا الغراء، وإظهار الحقيقة الراسخة التي لا تقبل النقاش، وهي أن الإسلام منهج متكامل يجمع بين صفاء العلم وكمال الروح وإتقان العمل، وفق منظومة مرنة قادرة على إدارة المجتمع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال