بقلم د. صالح سالم النهام

رئيس التحرير

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وشرع لنا أفضل الشرائع والأحكام، وأبان لنا الحلال والحرام.. ومن ذلك ما جاء به الإسلام من نظام مالي فريد، يقوم على الحق والعدل، ويتسم بالمرونة واليسر، يحفظ الحقوق ويراعي قواعد الأخلاق والآداب، ويتوافق والفطر السليمة والألباب السوية.

والربا من آكد ما حرمه الإسلام في باب المعاملات المالية؛ فقد نهى عنه أبلغ نهي، وحذر منه أشد تحذير، بل جعله في طليعة المحرمات ومن أكبر الكبائر وعظيم الموبقات؛ ففي الصحيحين أن رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  قال: «اجتنبوا السبع الموبقات». فذكرهن، وعد منهن الربا.

والربا من أفظع التعاملات الظالمة التي منيت بها الإنسانية، ولذا جاء تحريمه في جميع الشرائع السماوية، لما فيه من المفاسد العظمى؛ يحدث بين الناس الأحقاد والضغائن، ويورث العداوة والبغضاء، والإحن والشحناء، وكم حصل بسببه من محق للبركات، وقطع لروافد النعم والخيرات، وصدق الله القائل: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ  وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ } (البقرة:276).

وكم أذل من شعوب ودول كانت لها العزة والمنعة؛ فوقعت بسبب الربا في الدَيْن وتحت وطأة الأعداء؛ فمن أجل ما في الربا من هذه المفاسد وغيرها، حرمه الإسلام أبلغ تحريم، وتوعد آكليه بأشد أنواع العذاب، ويكفي من ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ  وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) } (البقرة:278-279).

ولا شك أن للربا أضرارا جسيمة، وعواقب وخيمة، والدين الإسلامي لم يأمر البشرية بشيء إلا وفيه سعادتها وعزها في الدنيا والآخرة، ولم ينهها عن شيء إلا وفيه شقاوتها وخسارتها في الدنيا والآخرة، فالعاقل من امتثل أمر ربه وابتعد عما يسخطه، والخاسر من تنكب الحق ووقع في مساخط الله، والموفق من وفقه الله وهداه.

• آفة الفساد
• الأعمال بالسوابق
• الإتقان طريق الإنتاج والبنيان
• الإلحاد بين الشبهات والشهوات
• الائتلاف والاختلاف