السبت، 27 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

80 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

tellawah

القاهرة – محمد الدسوقي - صحافي وباحث:

اختص الله عزوجل «أهل القرآن» القائمين على تلاوته، ومدارسة آياته، وتدبر أحكامه، والتزام تعاليمه بفضائل عديدة، ونعم كثيرة، ومكانة عظيمة في الدنيا والآخرة.

ويكفي أهل القرآن شرفا وإجلالا وتعظيما لشأنهم أن الله سبحانه وتعالى يذكرهم في الملأ الأعلى، وأن الملائكة تحيطهم من كل جانب احتفاء بهم وتكريما لهم.

إن التقوى والرحمة والشفاعة والخشوع والعزة والكرامة.. من أبرز فضائل أصحاب القرآن وخصائصهم التي أنعم الله تعالى بها عليهم في الدنيا.

وشهر رمضان المبارك فرصة سنوية متجددة في حياة المسلمين؛ لتعميق صلتهم بالقرآن الكريم تلاوة وتدبرا وفهما وحفظا وعملا بأحكامه السامية وتعاليمه الفاضلة.

وقد جعل الله تعالى «ليلة القدر» جائزة سنوية كبرى لمن أحياها قائما متعبدا بالصلاة وتلاوة القرآن الكريم.

ويوم القيامة يفرح المؤمنون بما قدموا في الدنيا من ارتباط وثيق بكتاب الله العزيز، وفهم عميق لمعانيه، وعمل دقيق بمقتضى آياته، فهو شفيعهم يوم القيامة، ورفيقهم في الجنة مع الأنبياء والملائكة الحفظة.

والمسلمون جميعا مطالبون في كل وقت بأن يحسنوا الارتباط بكتاب الله عزوجل، ويقفوا على حقائقه، ويجعلوا منه منهاج حياتهم؛ ليفوزوا بما أعد الله تعالى لهم من أسباب النجاح في الدنيا، والنجاة في الآخرة.

والمتأمل في كتاب الله العزيز المتدبر لمعانيه يدرك بوضوح أن الله عزوجل أحاط «أهل القرآن» بكثير من الفضائل؛ فجعل تلاوتهم القرآن الكريم وإنصاتهم للتلاوة سببا في رحمتهم؛ فقال تعالى: {وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الأعراف:204).

ووعدهم سبحانه وتعالى بالثواب العظيم، والفضل الزائد، والأجر الكبير، ومغفرة الذنوب، فقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} (فاطر29-30).

فهاتان الآيتان الكريمتان تبشران «أهل القرآن» بفضائل عديدة؛ فهم يرجون تجارة رابحة دائما، ومضمونة الثواب، والله عزوجل سيوفيهم أجورهم كاملة، ويزيدهم من فضله، ويضاعف لهم الحسنات.

أهل التقوى والكرامة

ووصف الله تعالى في كتابه الكريم «أهل القرآن» بأنهم (المتقون).. قال سبحانه: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} (البقرة:2).. وقال تعالى أيضا: {هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ} (آل عمران:138).. وقال سبحانه: {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ} (الحاقة:48).

والتقوى احتراز بطاعة الله عزوجل عن عقوبته، وهي إحساس خاص برقابته في كل حال، وبأنه سبحانه أقرب إلى الإنسان من نفسه.

والتقوى تجعل قلب المؤمن يقظا حساسا خائفا متحرجا مستحييا أن يطلع عليه رب العزة في حالة يكرهها.

وآيات القرآن الكريم شديدة الوضوح في تأكيد أن «المتقين» هم أصحاب الكرامة عند الله تعالى في الدنيا والآخرة.. قال عزوجل: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات:13).

فضل تعلم القرآن

يحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على تعلم القرآن الكريم، مؤكدا سمو مكانة معلميه، ورفعة منزلتهم بين الناس بقوله عليه الصلاة والسلام: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» (رواه البخاري).

وتعلم القرآن الكريم لا يتحقق بحفظ آياته فحسب، وإنما يمتد إلى الوعي بمعانيه، وتدبر تعاليمه، والوقوف على كنوزه وأسراره في مختلف المجالات، والتزام أحكامه، قال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (النساء:82).

وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم «قراءة القرآن» من أهم أسس نجاح تنشئة الأجيال المسلمة الجديدة؛ فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم وحب أهل بيته وقراءة القرآن فإن حملة القرآن في ظل الله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه» (رواه الديلمي).

خشوع قلب المؤمن

ومن أهم خصائص «أهل القرآن» وسماتهم أنهم يزدادون إيمانا وخشوعا وثقة بالله عزوجل بتلاوة كتابه الكريم.. قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (الأنفال:2).

والخشوع الذي ينعم به «أهل القرآن» يلمسونه رقة في القلب، وسكينة في النفس، وطاعة وطمأنينة ورضا دائما في كل أمور حياتهم.

فإذا خشع القلب انعكست آثار هذا الخشوع على الجوارح، وظهرت في سلوك المسلم انقيادا لأمر الله عزوجل وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، وأمنا وسلاما للأوطان، ومحبة وتعاونا مع الآخرين.

وإذا كان لخشوع المسلم أسباب عديدة، كاستحضار عظمة الله تعالى، واستشعار رهبة الوقوف بين يديه، والتوجه إليه سبحانه بالدعاء الخالص، والاستعداد للصلاة، والطمأنينة فيها؛ فإن تلاوة القرآن الكريم من أبرز أسباب الخشوع، قال تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (الحشر:21).

شفاعة القرآن للمسلم

وبشر الرسول صلى الله عليه وسلم «أهل القرآن» بأن تلاوتهم كتاب الله العزيز تجعل القرآن الكريم {شفيعا} لهم يوم القيامة.. فعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه» (رواه مسلم).

وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، قال: فيشفعان» (رواه أحمد).

ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد شفاعة القرآن الكريم لأصحابه، وأنه شاهد مصدق ما رواه جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار» (رواه ابن حبان والبيهقي).

وفي هذا حث للمسلم على المداومة على تلاوة القرآن الكريم حتى يفوز بشفاعته يوم القيامة.

الطريق إلى الجنة

ومن جزيل نعم الله عزوجل على المسلم أن جعل تلاوة القرآن الكريم طريقا إلى الجنة، فلا تنقطع صلة المؤمن بالقرآن الكريم، ولا يتوقف أثره عليه عند حد معين، بل يمتد فضله ليرتقي بالمسلم دائما.

وقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم «أهل القرآن» بدرجات عليا في الجنة؛ فعن عبدالله بن عمرو، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها».. (أخرجه أبوداود والترمذي والنسائي).

ومن خصائص «أهل القرآن» أنهم إذا اجتمعوا لتلاوته وتدارس آياته نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وأحاطت بهم الملائكة في مجلسهم من كل جانب احتفاء بهم، وذكرهم الله فيمن عنده من الملائكة تكريما لهم، ورفعا لشأنهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» (رواه مسلم).

أفضل عبادة المسلم

وتلاوة القرآن الكريم مع إخلاص النية وحسن القصد عبادة يؤجر عليها المسلم، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها» (رواه الترمذي).

ووصف الرسول صلى الله عليه وسلم «تلاوة القرآن» بأنها «أفضل عبادة»، الأمر الذي يحمل بشارة عظمى لأهل القرآن، فعن النعمان بن بشير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن» (أخرجه البيهقي).

ومع الإخلاص في تلاوة القرآن الكريم والإنصات في سماعه لا يملك المؤمن أن يحبس دموعه حين يبكي من خشية الله عزوجل؛ فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرأ علي القرآن» قلت: يا رسول الله، آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «نعم إني أحب أن أسمعه من غيري». فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} (النساء:٤١) ، قال: «حسبك الآن»، فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان» (رواه البخاري).

أجر مشقة التلاوة

ومن أبرز نعم الله سبحانه وتعالى على «أهل القرآن» أن جعلهم مع الملائكة الذين وصفهم الرسول، صلى الله عليه وسلم، بأنهم «السفرة الكرام البررة».

وهذه المنحة الربانية تؤكد أن للقرآن على المسلم نعما في الدنيا والآخرة؛ فعن عائشة، رضي الله عنها، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران» (أخرجه مسلم وأحمد).

والمراد بالسفرة الكرام البررة «الملائكة الحفظة»؛ فما أعظم أن يكون قارئ القرآن مشتركا مع الملائكة البررة في تلك الصفات.. وما أعظم أن يجعل الله تعالى لمن يتتعتع في قراءة كتابه العزيز أجرا عن القراءة وأجرا آخر عن التعتعة، أي المشقة التي تواجهه عند القراءة.

فضل قيام رمضان

وترشدنا الأحاديث النبوية الشريفة إلى أن الكثيرين يتمنون لأنفسهم ما لأصحاب القرآن من فضائل، وما منحهم الله تعالى من النعم، فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار» (أخرجه البخاري ومسلم).

ومن أبرز الفضائل التي خص الله تعالى بها أهل القرآن الكريم أنه عزوجل جعل قيام ليالي شهر رمضان المبارك، غفرانا لذنوبهم؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».. (رواه البخاري ومسلم).

جائزة سنوية كبرى

ومن أهم سمات صلاة القيام، أو التراويح، تلاوة القرآن الكريم، وتدبر آياته الكريمة، واستلهام العبرة والموعظة منها.

وإذا كان هذا ينطبق على كل أيام شهر رمضان المبارك، فما هو حال أهل القرآن في «ليلة القدر» التي تعد جائزة سنوية كبرى يمنحها الله تعالى لمن شاء من عباده المؤمنين المتقين.

وقد أبرز رب العزة سبحانه وتعالى مكانتها وأثرها في حياة المسلم بقوله عزوجل: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (القدر:١-5).

وقال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» (رواه البخاري ومسلم).

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال