الجمعة، 19 أبريل 2024
رئيس التحرير
فهد محمد الخزّي

مرزوق العمري يكتب: من أعلام الدعوة الإسلامية.. الشيخ عمر العرباوي

الجزائر – مرزوق العمري: قيض الله عز وجل لخدمة دينه والدعوة إليه رجالا تميزوا بما آتاهم الله ...


 

 

المتواجدون على الموقع

المتواجدون الأن

128 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

abogada

هشام الصباغ - باحث لغوي - مصر:    

في البدء كانت «اقرأ»..

أدرك رواد النهضة في الكويت أن الأمة الإسلامية لا يمكن أن تعود إلى ماضيها التليد، الذي طمرته الليالي بغبار الجهل، إلا بالعودة إلى النبع الصافي من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. وأنه لا يمكن للأمة أن تجابه التحديات الثقال التي تواجهها بها الحضارة المادية المعاصرة إلا إن وعت كتاب ربها وسنة نبيها..

ومن ثم فقد أصبح لزاما على أئمة العلم وقادة التنوير أن يجدوا لهم سبيلا للوصول إلى الأمة حتى ينهضوا بها من وهدتها التي طالت، وغفلتها التي أعمت عيونها عن رؤية ما يكيده أعداؤها لدينها ودنياها.. فعمل رواد العلم والفكر الكويتيون على إنشاء منصة ثقافية شاملة، دينية علمية فكرية أدبية اجتماعية، أسموها «الوعي الإسلامي».. التي أضحت المنبر الإسلامي الأبرز لأشهر علماء الإسلام ودعاته على مدى أكثر من نصف قرن.. وانطلاقا من مقولة «الناس موتى وأهل العلم أحياء»، نسلط في هذه الزاوية الضوء على أبرز كتّاب المجلة؛ مفردين في كل عدد علما من أعلامها؛ حتى يعرف القراء تاريخ المجلة وتاريخ كتابها، فتكون ويكونوا لهم منارات هداية وسبل سلام.

له ولع شديد بكتب العلم، يتتبعها في مظانها، ويصرف وقته وجهده وماله في سبيل اقتنائها وخدمتها.. لدرجة إن علم أن كتابا يرغبه في مكان ما، سافر إليه آلاف الأميال وضرب في أصقاع الأرض، ليحصّله، بل ربما نذر النذور أو باع أغلى ما عنده ليشتري مرجعا يطلبه؛ حتى غدا أحد أهم المراجع الحية في العالم الإسلامي في معرفة الكتب؛ مخطوطها ومطبوعها، وتجمعت لديه مكتبة بها أمهات الكتب والنسخ النادرة.

- نشاطه في طلب العلم كان عجيبا، وتميز بخدمته ونشره؛ فكثرت أسفاره إلى مختلف أرجاء العالم، فلا تكاد تراه مستقرا في مكان حتى يشد الرحال إلى غيره بمجرد علمه أن هناك من يمكن أن يأخذ عنه علما، أو بيئة صالحة يستطيع أن يدعو إلى الله فيها، ففضلا عن معظم الدول العربية، زار الهند وباكستان وتركيا وأميركا وإنجلترا وفرنسا وإيطاليا وسويسرا وماليزيا وهولندا.. وغيرها كثير.. إنه العلامة، الفقيه، الأصولي، المحدث المجاز، الإمام المحقق في علم الحديث ومصطلحه، الرحّالة في طلب العلم ونشره، الداعية المجاهد الشيخ عبدالفتاح بن محمد بن بشير بن حسن أبو غدة.

النشأة والتكوين العلمي

- ولد في مدينة حلب الشهباء، في 17 رجب 1335هـ الموافق 9 مايو 1917م، في حي الجبيلة لأسرة عرفت بالفضل والصلاح وحب العلم والعلماء.. ينتهي نسبها (من جهة والده) إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه.

- في أحد كتاتيب حيه تلقى تعليمه الأولي، ثم انتقل إلى إحدى المدارس الابتدائية، وعندما بلغ التاسعة عشرة من عمره التحق بمدرسة الخسروية (نسبة إلى خسرو باشا، وتعرف الآن بالثانوية الشرعية)، وفيها درس مختلف العلوم الشرعية. أما علوم اللغة العربية فقد درسها في حلب، كما حصّل بعض العلوم الكونية كالرياضيات والفيزياء والعلوم العامة والجغرافيا.

قاهرة المعز.. ومشايخه

- بعد الخسراوية قصد مصر، والتحق بكلية الشريعة بجامعة الأزهر، وتخرج فيها عام 1368هـ/1948م، ثم درس تخصص «أصول التدريس» في كلية اللغة العربية في الأزهر أيضا وتخرج فيها عام 1370هـ/1950م، بعدها آب إلى حلب.

- في القاهرة التقى أكثر شيوخه تأثيرا في تكوينه العلمي أمثال: الشيخ أحمد شاكر، والشيخ محمد الخضر حسين، والشيخ المفتي حسنين محمد مخلوف، والشيخ محمد أبو زهرة.. وكثر غيرهم.

- لكن شيوخه ومعلميه لم يقتصروا على سورية ومصر فقط، بل جلس تحت أقدام علماء الأمة المعاصرين له، الذين بلغوا مئة وثمانين شيخا (بحسب كتاب «إمداد الفتاح بأسانيد عبدالفتاح» لتلميذه الشيخ محمد الرشيد النجدي)، وأكثرهم أخذ عنهم علم الحديث الشريف، وحصل على إجازاتهم: ففي الهند، أخذ من: الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي والشيخ المفتي عتيق الرحمن والشيخ محمد زكريا الكاندهلوي.. وغيرهم، وفي باكستان: الشيخ محمد شفيع والشيخ عبدالرشيد النعماني، وفي المغرب: الشيخ أحمد الغماري، والشيخ عبدالله الغماري والشيخ عبدالحفيظ الفاسي.. وغيرهم، وفي الحجاز: الشيخ محمد ياسين الفاداني والشيخ حسن بن محمد المشّاط والشيخ السيد علوي بن عباس المالكي.. وغيرهم.

حياته العملية

- بعد تخرجه في الأزهر عاد إلى حلب؛ فعمل مدرس تربية دينية في عدد من ثانويات حلب، وشارك في تأليف بعض كتبها، كما كانت له دروس في الفقه الحنفي والحديث الشريف في مدرستي «الخسروية»، و«الشعبانية»، ثم انتدب للتدريس في كلية الشريعة بجامعة دمشق.

- في عام 1961م، انتخب نائبا في البرلمان السوري، فبذل وسعه في نصرة قضايا الإسلام والمسلمين، بعدها بأربعة أعوام حُلَّ المجلس، فغادر الشيخ إلى السعودية، ليعمل مدرسا في جامعتي الرياض والإمام محمد ابن سعود (والأخيرة كان عضوا في مجلسها العلمي، وعضوا في لجنة وضع الخطط والمناهج العلمية فيها)، كما عمل أستاذا في المعهد العالي للقضاء، وأستاذا لطلاب الدراسات العليا، ومشرفا على الرسائل العلمية، وانتدب أستاذا زائرا إلى كل من: جامعة أم درمان الإسلامية، والجامعة الأردنية، وجامعة صنعاء، وجامعات: المغرب والهند وباكستان وتركيا والجزائر.. وغيرها.

عن الشيخ

- أسرته الكتب؛ اقتناء وقراءة وتأليفا وتحقيقا واعتناء، وشُغف بمختلف ألوان الثقافة؛ وكان، رحمه الله، يقول: «الكتب هي الرئة التي يتنفس العالم أو طالب العلم من خلالها».

- كان مهيب الطلعة، منير الوجه، كساه الشيب إشراقا ووقارا، ومنحه اشتغاله بذكر الله وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته صفاء واستبشارا.. وكانت له عناية فائقة وخاصة بكتبه ومكتبته وطريقة تعامله مع الكتاب.

- تميز بأدب رفيع تجاه السلف الصالح، يشهد بذلك كتاباه: «قيمة الزمن عند العلماء»، و«صفحات من صبر العلماء على الشدائد»، يقول في مقدمته لهذا الكتاب: «وترحمت على صاحب الخبر المذكور في الأصل أو التعليق، لئلا أدخل تحت قول الإمام أبي محمد التميمي الحنبلي البغدادي: يقبح بكم أن تستفيدوا منا، ثم تذكرونا ولا تترحموا علينا».

مؤلفاته.. وزوجته

- للشيخ أكثر من سبعين مؤلفا، أغلبها في علم الحديث، منها: المحققة: «الرفع والتكميل في الجرح والتعديل» للإمام عبدالحي اللكنوي، «قواعد في علم الحديث» لشيخه الشيخ ظفر أحمد التهانوي الباكستاني الحنفي، «فتح باب العناية بشرح كتاب النقاية» وهو في فقه الإمام أبي حنيفة.. وكثير غيرها. والمؤلفة: «قيمة الزمن عند العلماء» و«أمراء المؤمنين في الحديث» و«الإسناد من الدين».. وكثير غيرها.

- الشهرة، وإن عمت الآفاق، لم تكن هدفا له، لكن الحرص على خدمة الكتاب؛ شكلا ومضمونا، كان شغله الشاغل، ولذا كان الكتاب يبقى لديه حبيس التأليف والتحقيق سنين طويلة، حتى إذا اطمأن إلى قرب اكتماله وعلو فائدته، أرسله إلى المطبعة، وعكف شخصيا على مراجعته مرات تلو مرات، تعاونه في ذلك زوجته بجهد لا يفتر، لاسيما بعد أن ضعف بصره، فما توقف إنتاجه العلمي حتى آخر أيام حياته.. فجزاها الله أفضل الجزاء.

إسهاماته في «الوعي»

- للشيخ مساهمتان في المجلة، جاءت أولاهما تحت عنوان «قبسات من تاريخ القضاء في الإسلام (1)» (العدد: 54، جمادى الثانية 1389هـ/أغسطس 1969م)، والثانية بعنوان: «قبسات من تاريخ القضاء في الإسلام (2)» (العدد: 58، شوال 1389هـ/ديسمبر 1969م).

وفاته

- في أواخر حياته تسلمته الآلام؛ فتحملها بصبر واحتساب، وفي يوم الأحد 9 شوال 1417هـ، توفي في الرياض، مخلفا حزنا وأسى في أرجاء العالم الإسلامي، وصُلي عليه، ثم نقل جثمانه في طائرة خاصة إلى المدينة، وأعيدت الصلاة عليه في حرم المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم ووري الثرى في «البقيع»، وأقيمت له مجالس عزاء عدة في: الرياض، المدينة، حلب (مسقط رأسه)، دمشق وبيروت.. وكثير من مدن العالم الإسلامي، ونعته وكتبت عنه صحف ومجلات، ورثاه عدد من شعراء العالم الإسلامي.

المصادر والمراجع

1- كتاب «علماء وأعلام كتبوا في الوعي الإسلامي»

2- الموسوعة الحرة (ويكيبيديا).

3- موقع الشيخ عبدالفتاح أبوغدة على الإنترنت.

4- رابطة العلماء السوريين.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

جامعة ولاية سونورا بالمكسيك تمنح عبد الوهاب زايد الدكتوراه الفخرية

سونورا – الوعي الشبابي: منحت جامعة ولاية سونورا بالولايات المتحدة المكسيكية شهادة الدكتوراه ...

حسن بن محمد يكتب: العيد.. وتعزيز القيم الأسرية

حسن بن محمد - كاتب وباحث - تونس: يعتبر العيد مناسبة للفرح والاحتفال لدى كل العائلات المسلمة، وهو ...

مواجهة الإلحاد بالعلم والعقل والدين.. كتاب جديد للدكتور خالد راتب

القاهرة – الوعي الشبابي: أصدر الدكتور خالد محمد راتب، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ...

اتصل بنا

  • صندوق البريد: 23667 الصفاة 13097 - الكويت
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
  • 22467132 - 22470156

عندك سؤال